نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
قال مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز إن على الرئيس المنتخب دونالد ترامب تعيين أفراد يدعمون سياساته المتعلقة بالتعريفات الجمركية بالكامل للوفاء بوعده بإعطاء الأولوية للعمال الأميركيين والتصنيع المحلي، ويعتقد الكاتب أن روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري السابق لترامب، هو الخيار الأمثل لهذه المهمة.
ويرشح مؤسس مجلة كومباكت ماثيو شميتز -في مقاله- لايتهايزر لأن بعض أعضاء حكومة ترامب معروفون بدعمهم تخفيض الرسوم الجمركية، فعلى سبيل المثال أشاد الملياردير إيلون ماسك بتخفيض الأرجنتين للتعريفات الجمركية في عهد الرئيس خافيير ميلي من أجل تعزيز التجارة الحرة.
وأشار الكاتب إلى أن لايتهايزر كان له دور رئيسي بالحرب التجارية مع الصين خلال فترة رئاسة ترامب الأخيرة عندما تحدّت الإدارة عقودا من سياسات التجارة الحرة ووضعت رسوما جمركية كبيرة على السلع الصينية.
ومن ثم فإن لايتهايزر مؤهل، وفق الكاتب، لدعم الإجراءات التي اقترحها ترامب، والتي تعدّ تحولا كبيرا في السياسة التجارية الأميركية، إذ يريد الرئيس المنتخب فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على البضائع الصينية وتعريفات شاملة بنسبة 20% على الواردات الأخرى، وتهدف هذه السياسات إلى زيادة الإيرادات وفصل الاقتصاد الأميركي عن الصين وإنعاش الصناعة الأميركية.
ويحذر الاقتصاديون من أن هذه التعريفات قد ترفع الأسعار وتضرّ بالوظائف، إلا أن لايتهايزر انتقد المؤيدين للتجارة الحرة قائلا إن انتقاداتهم غير دقيقة، حسب المقال.
وأشار في مقابلة إلى تحذيره في عام 1997 من أن دخول الصين إلى منظمة التجارة العالمية بهدف تعزيز التجارة الحرة سيضر بالصناعة الأميركية، وهو تنبؤ أكدته خسارة 985 ألف وظيفة أميركية من عام 1999 إلى 2011 بسبب "صدمة الصين".
الخيار الأمثلوما يجعل لايتهايزر خيارا ممتازا، وفق الكاتب، هو أنه جمهوري بنى علاقات مع الحزب الديمقراطي، بما في ذلك مع أحد رموز الحقوق المدنية جون لويس وقادة العمال مثل ريتشارد ترومكا، وهو ما سيسهل حشد الدعم لقرارات ترامب التجارية.
ووفقا للكاتب، يدعو لايتهايزر إلى "اقتصاديات الصالح العام" التي تعطي الأولوية لتوفير وظائف جيدة للأميركيين وبناء عائلات قوية ومجتمعات صحية، ويجمع هذا النهج بين التعريفات الجمركية والدعوة إلى خفض الضرائب.
ويميز ذلك لايتهايزر عن كل من المحافظين والليبراليين التقدميين في مجال التجارة الحرة، ويجعله خيارا جذابا لدى الناخبين الذين صوّتوا لترامب لظنهم أنه سيدعم حقوق العمال.
ويؤكد الكاتب دعم الشعب لنهج لايتهايزر، مستشهدًا باستطلاع للرأي أجري في سبتمبر/أيلول أظهر أن 56% من الناخبين سيؤيدون مرشحا يدعو إلى فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على الواردات الصينية و10% على السلع الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات التجارة الحرة
إقرأ أيضاً:
تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية.. ماذا يقول عنها الخبراء؟
جاء تهديد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية، بنسبة 100 بالمئة على دول منظمة بريكس بمثابة التهديد بـ"إعلان حرب تجارية عالمية"، وفقا لخبراء ومراقبين يرى بعضهم أن الخاسر الأكبر في حرب كهذه سيكون الاقتصاد الأميركي.
وتتعلق تهديدات ترامب خصوصا بالدول الأعضاء في مجموعة بريكس التي تسعى، وفق تقارير متضاربة، إلى إيجاد بديل للدولار في تعاملاتها التجارية.
وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال "لا يمكن لمجموعة بريكس أن تجد بديلا للدولار في التجارة الدولية، وأي دولة تحاول ذلك سيكون عليها توديع السوق الأميركية".
رفع الرسوم الجمركية "يؤذي الاقتصاد الأميركي قبل أي اقتصاد آخر" يقول المحلل الاقتصادي ، ديفيد باين لموقع "الحرة".
سعي ترامب لرفع الرسوم الجمركية لن يطال دول بريكس فقط إذا التزم بوعيده، حيث سبق وأن هدد المكسيك وكندا والصين، إذا لم تتخذ إجراءات من جانبها لكبح موجة الهجرة غير الشرعية والمخدرات التي تمر عبر حدودها البرية إلى أميركا، وفق قوله.
"الحرب التجارية"
عادة ما تتخذ الحكومات قرارات برفع الرسوم الجمركية خدمة لبعض القطاعات المحلية، وهي من هذا المنظور "قرارات صحية"، إلا أن التلويح بهذه القرارات على كل صعيد "ربما يعود بالسلب" على متخذ القرار، وفق باين.
وفي دراسة بعنوان "لا تحميني: آثار التعرفات الجمركية على شبكات الإمداد الأميركية"، يدعو سينا غولارا، الأستاذ المساعد في إدارة سلسلة التوريد والعمليات في جامعة ولاية جورجيا، ومؤلفون مشاركون من جامعات ولاية كولورادو، وولاية أريزونا، وجامعة الكويت، السياسيين إلى توخي الحذر عند التعامل مع الرسوم الجمركية.
ففي عام 2002، وفقا لغولارا، زاد الرئيس جورج دبليو بوش الرسومات الجمركية على بعض منتجات الصلب على أمل إنقاذ صناعة الصلب الأميركية. لكن هذه الخطوة أتت بنتائج عكسية. فقد أثار ذلك استياء الشركاء التجاريين الذين هددوا بالرد على البضائع الأميركية. ونتج عن ذلك فقدان وظائف أكثر من تلك التي تم توفيرها.
وبعد سبع سنوات من فرض رسوم الصلب، فرض الرئيس باراك أوباما رسوما بنسبة 35 في المئة على الإطارات الصينية.
ولاحقا تفاخر أوباما بأن هذه الرسوم أنقذت 1200 وظيفة في قطاع الإطارات في الولايات المتحدة وساهمت في زيادة إنتاج الإطارات بعد فترة طويلة من التراجع. ومع ذلك، وجدت مراجعة أجراها معهد بيترسون للاقتصاد الدولي عام 2012 أن الأميركيين انتهى بهم الأمر إلى دفع أسعار أعلى للإطارات نتيجة لهذه الرسوم.
حرب؟واستبعد الخبير الاقتصادي، صادق الركابي، أن يفذ ترامب تهديداته التي ترقى إلى مستوى "إعلان حرب تجارية"، بحسب رأيه. وقال لموقع "الحرة" إن "ترامب كان يريد تنبيه الدول الأعضاء في بريكس فقط".
وخلال حديثه، أشار إلى أن "قرارا بهذا الثقل ليس من السهل اتخاذه"، خصوصا وأن منظمة بريكس تضم حلفاء لواشنطن مثل الهند "التي تقدم تكنلوجيا متقدمة جدا في مجال البرمجيات للوليات المتحدة".
المتحدث لفت أيضا إلى أن دول بريكس نفسها "غير متسقة بخصوص فكرة الاستغناء عن الدولار الموحدة كما يتصور البعض".
الركابي ذكّر كذلك بأن دول بريكس لم تتخذ أي قرار بهذا الخصوص في قمتها الأخيرة.
الطاقة و"العزلة" والدولار.. بوتين يجند "البريكس" لأهداف عاجلة يسعى القادة المجتمعون في روسيا ضمن مجموعة "البريكس" إلى تسريع خطط الخروج من الهيمنة الغربية وتحقيق قدر من الاستقلالية في التمويل والطاقة والتجارة عبر الحدود. حقيقة "عملة" بريكسفي أغسطس الماضي، دعا رئيس البرازيل، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، في قمة جوهانسبورغ، دول مجموعة بريكس إلى إنشاء عملة مشتركة للتجارة والاستثمار في ما بينها كوسيلة لتقليل تعرضها لتقلبات سعر صرف الدولار.
لكن اقتصاديين أشاروا إلى صعوبات ترتبط بمثل هذا المشروع، نظرا للتفاوتات الاقتصادية والسياسية والجغرافية بين البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وتلت هذه الدعوة تكهنات بأن تصدر المجموعة فعلا عملة خاصة بها، بينما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعملة نقدية فيها أعلام الدول الأعضاء في بريكس والمرشحة للانضمام.
لكن تحقيقات وكالات أنباء كشفت أن تلك الصور كانت لعملة رمزية من تصميم شركتين روسيتين وليست رسمية، وفق رويترز.
وشوهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقطع فيديو، نشره حساب ريا كرملين بول، وهو الحساب الرسمي لتغطية أنشطة الرئيس الروسي، على منصة أكس في 23 أكتوبر، مرفقا بعبارة "قُدِم لبوتين ورقة نقدية رمزية لبريكس في قمة قازان".
Путину на саммите в Казани вручили символическую "купюру БРИКС". Путин, смеясь, показал ее Набиуллиной и Силуанову. Главе ЦБ банкнота не понравилась pic.twitter.com/qKlKaBLXrh
— Кремлевский пул РИА (@Kremlinpool_RIA) October 23, 2024بيد أن وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، سبق وأن قال قبل أشهر إنه "لا توجد فكرة لعملة للبريكس".
من جهته، قال بوتين، إن القمة تناقش التحول في التجارة بين الدول الأعضاء بعيدًا عن الدولار لصالح العملات الوطنية.
أما الصين، فلم تصدر أي تعليق بشأن الفكرة، بينما تحدث الرئيس شي جين بينغ عن تعزيز "إصلاح النظام المالي والنقدي الدولي".
هذا المشهد يدل على أنه من الصعوبة إقرار عملة موحدة لدول بريكس، بينما تتفاوت تلك الدول بقدر كبير لناحية الموقع الجغرافي واعتبارات أخرى، وفق الركابي.
"الدولار باقٍ"المحلل الاقتصادي المقيم في الولايات المتحدة، خالد صفوري، يجزم من جانبه، أن الدول الأعضاء في بريكس أو المرشحة للانضمام لاسيما الإمارات والسعودية "لن تستبدل الدولار بأي عملة أخرى". واستبعد نشوب أي نوع من الخلاف مع واشنطن في هذا الشأن، وقال "الدولار باقٍ".
وأضاف صفوري في اتصال مع موقع "الحرة" أن بريكس تضم دولا حليفة لأميركا وعليه "أستبعد أن تتفق على استبدال الدولار بأي عملة أخرى".
يذكر أنه في أكتوبر الماضي، أعلن قادة مجموعة بريكس فتح باب العضوية أمام ست دول جديدة اعتبارًا من العام المقبل.
واتفقت دول بريكس وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في قمة جوهانسبورغ على منح الأرجنتين وإثيوبيا وإيران والسعودية ومصر والإمارات، العضوية الكاملة اعتبارا من الأول من يناير.