هيئة الكتاب تصدر «كل النهايات حزينة» لـ عزمي عبد الوهاب
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدر حديثا عن وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «كل النهايات حزينة» للكاتب عزمي عبد الوهاب.
يتناول الكتاب، اللحظات الأخيرة في حياة أبرز الكتاب والمبدعين في الأدب الإنساني، من بينهم دانتي أليجييري، أنطونيو جرامشي، وفولتير، ولودفيك فتجنشتاين، وصادق هدايت، وأوسكار ويلد، وراينر نعمت مختار، وجويس منصور، وجورجيا آمادو، وثيربانتس، وغيرهم.
ويقول عزمي عبد الوهاب في تقديمه للكتاب: «ظللت مشغولاً بالنهايات لسنوات طويلة، لكن بداية أو مستهل كتاب "مذاهب غريبة" للكاتب الكبير كامل زهيري كان لها شأن آخر معي، فحين قرأت الفقرة الأولى في هذا الكتاب، تركته جانبا، لم أجرؤ على الاقتراب منه مرة أخرى، وكأن هذه الفقرة كانت كفيلة بإشباع رغبتي في القراءة آنذاك، أو كأنها تمتلك مفاتيح السحر، للدرجة التي جعلتني أتمنى أن أكتب كتابا شبيها بـ"مذاهب غريبة".
تذكرت على الفور أوائل القراءات التي ارتبطت بكتاب محمد حسين هيكل "تراجم مصرية وغربية" وبعدها ظلت قراءة المذكرات والذكريات تلقى هوى كبيرا لدي، كنت في ذلك الوقت لم أصدر كتابًا واحدًا، لكن ظلت تلك الأمنية أو الفكرة هاجسا، يطاردني لسنوات، إلى أن تراكم لدي من أثر القراءة كثير من مواقف النهايات، التي تتوافر فيها شروط درامية ما، وكلها يخص كتابا غربيًا؛ لأن حياة الأغلبية العظمى من كتابنا ومثقفينا تدفع إلى حافة السأم والتكرار والملل.
إنها حياة تخلو من المغامرة التي تصل حد الشطط، ربما يعود ذلك إلى طبيعة الثقافة العربية، التي تميل إلى التحفظ، وربما أن تلك الثقافة لم تكشف لي غرائب النهايات، هناك استثناءات بالطبع، شأن أية ظواهر في العالم، قد يكون الشاعر والمسرحي نجيب سرور مثالا لتلك الحياة المتوترة لإنسان عاش على حافة الخطر طوال الوقت، حتى وصل إلى ذروة الجنون، لكن دراما "نجيب سرور" مرتبطة بأسماء كبيرة وشخصيات مؤثرة، تنتمي إلى ثقافة: "اذكروا محاسن موتاكم" حتى لو كانت لعنة نجيب سرور ظلت تطارد ابنه من بعده، فقد مات غريبا في الهند مثلما عاش أبوه غريبا في مصر وروسيا والمجر».
ويضيف عبد الوهاب: « يمكن أن أسوق أسماء قديمة مثل "أبي حيان التوحيدي" الذي أحرق كتبه قبل موته، أو ذلك الكاتب الذي أغرق كتبه بالمياه، في إشارة دالة إلى تنصله مما كتب، أو ذلك الكاتب الذي أوصى بأن تدفن كتبه معه، وإذا كان الموت هو أعلى مراحل المأساة، فهناك بالطبع شعراء وكتاب عرب فقدوا حياتهم، بهذه الطريقة المأساوية كالانتحار ، مثل الشاعر السوداني "أبو ذكري" الذي ألقى بجسده من فوق إحدى البنايات، أثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي السابق، والشاعر اللبناني "خليل حاوي" الذي أطلق الرصاص على رأسه في شرفة منزله، والروائي الأردني "تيسير سبول" الذي مات منتحرا بعد أن عاش فترة حرجة من عام ١٩٣٩ إلى ۱۹۷۳م.
لكن المختفي من جبل الجليد في تلك الحكايات، أكبر مما يبدو لنا على سطح الماء، خذ على سبيل المثال "خليل حاوي" فقد أشيع في البداية أن الرصاصات، التي أطلقها على رأسه، كانت إعلانًا للغضب، ومن ثم الاحتجاج على الصمت العربي المهين، إزاء اقتحام الآليات العسكرية الإسرائيلية للجنوب اللبناني، ومن ثم حصار بيروت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وفيما بعد، حين استفاق البعض من صدمة الحدث، قيل إن ما جرى كان نتاج علاقة حب معقدة، دفعت بالشاعر إلى معانقة يأسه والانتحار، فهل كان انتحار الروائي الأردني "تيسير سبول" صاحب أنت منذ اليوم أيضًا احتجاجا على ما جرى في العام ١٩٦٧ م ؟
ربما يوجد كثير من النماذج، لكن تظل الأسماء الغربية الكبيرة، قادرة على إثارة الدهشة كما يقال، ونحن دائما مشغولون بالحكاية أكثر من المنجز، وكأن هذا من سمات ثقافتنا العربية، فالاسم الكبير تصنعه الحياة الغريبة لا الإنتاج الأدبي.
ومع ذلك يمكننا أن نتوقف أمام اسم كبير مثل "إدجار آلان بو" وكيف كان آخر مشهد له في الحياة، فهو أحد الكتاب الذين غادروا الحياة سريعا، وحين مات وجدوه في حالة مزرية، يرتدي ملابس لا تخصه، وحين تعرف عليه أحد الصحفيين، نقله إلى المستشفى، ومات وحيدا، بعد أربعة أيام، في السابع من أكتوبر عام ١٨٤٩م، ولم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد بهي الدين الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين الثقافة العربية عزمي عبد الوهاب مي عبد الوهاب عبد الوهاب
إقرأ أيضاً:
قلب تيتانيوم يُبقي رجلًا على قيد الحياة 100 يوم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمكّن رجل أسترالي من العيش 100 يوم بقلب اصطناعي من التيتانيوم في انتظار الخضوع لعملية زرع من متبرّع، وهي أطول فترة حتى الآن لشخص يستخدم هذه التقنية.
وخضع المريض الذي يبلغ الأربعينيات من عمره، ورفض الكشف عن هويته، لعملية زرع قلب في مستشفى سانت فنسنت بسيدني في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
في فبراير/ شباط، أصبح أول شخص في العالم يغادر المستشفى بجهاز، أبقاه على قيد الحياة حتى توفر متبرع بالقلب في وقت سابق من هذا الشهر.
ووفقًا لبيان صدر الأربعاء، عن مستشفى سانت فنسنت، وجامعة موناش، وشركة BiVACOR الأمريكية الأسترالية المطوّرة للجهاز، فإنّ الرجل، الذي كان يعاني من قصور حاد في القلب، "يتعافى بشكل جيد".
ويُحتفى بقدرة الجهاز كعلامة على أنّ القلب الاصطناعي قد يوفر خيارًا طويل الأمد للأشخاص الذين يعانون من قصور القلب، رغم أنّ الجهاز ما زال قيد التجربة، ولم تتم الموافقة على استخدامه في الطب بعد.
وقال مؤسس شركة BiVACOR، المهندس البيولوجي الأسترالي دانييل تيمز، الذي اخترع الجهاز بعد وفاة والده بسبب مرض القلب، إنه "من المثير أن نرى عقودًا من العمل تأتي بثمارها".
وجاء في بيان: "يعرب فريق BiVACOR عن امتنانه العميق للمريض وعائلته لثقتهم بقلبنا الاصطناعي الكامل. ستُمهّد شجاعتهم الطريق أمام عدد لا يحصى من المرضى للحصول على هذه التقنية المنقذة للحياة".
كيف يعمل؟يتكوّن قلب BiVACOR الاصطناعي الكامل (TAH) من جزء متحرك واحد، وهو دوار معلق يُثبّت في مكانه بواسطة مغناطيس. وكما يوحي اسمه، فهو مصنوع من التيتانيوم، ولا يحتوي على صمامات أو محامل ميكانيكية قد تكون عرضة للتآكل. ويضخ القلب الدم إلى الجسم والرئتين، ليحل محل البطينين في حال فشل القلب.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة عالميًا، إذ تقتل حوالي 18 مليون شخص سنويًا.
يتمثّل الطموح طويل المدى في استخدام الجهاز لإنقاذ المزيد من الأشخاص الذين سُجلوا ضمن قوائم انتظار المتبرعين المناسبين. ووفقًا لوزارة الصحة الأمريكية، خضع حوالي 3500 شخص لعمليات زرع قلب في عام 2024. وانضم حوالي 4400 شخص إلى قائمة الانتظار في العام ذاته.
وكان للبروفيسور كريس هايوارد، من معهد فيكتور تشانغ لأبحاث القلب، تصريح مفاده بأنّ قلب BiVACOR يُبشر بـ"مرحلة جديدة كليًا في مجال زراعة القلب".
وقال هايوارد، الذي يُشرف على تعافي المريض الأسترالي، وشارك في إعداد الجهاز للتجارب السريرية: "خلال العقد المقبل، سنرى القلب الاصطناعي يُصبح بديلًا للمرضى الذين لا يستطيعون انتظار قلب متبرع أو عندما لا يتوفر قلب متبرع".
وقد تم اختبار الجهاز بالفعل في دراسة الجدوى المبكرة التي أجرتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في الولايات المتحدة، والتي شهدت زرع الجهاز بنجاح لخمسة مرضى.