يحتفل لبنان، البلد الذي يحظى بديمقراطيته الفريدة وسط مشهد إقليمي معقد، بحدثين هامين: عيد الاستقلال وانتخاباته الديمقراطية، وتمثل كلتا المناسبتين عناصر عميقة لهويته وتطلعاته للمستقبل.

ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن بودكاست مناظرة للدكتور سامر عبد الله، رئيس مركز الدراسات القانونية والسياسية في الجامعة اللبنانية سلط فيه الدور على أهمية الانتخابات وعلاقتها بمسيرة لبنان المستمرة نحو ديمقراطية أقوى وأكثر شمولا.

 

يشدد عبد الله على أن الانتخابات ليست مجرد إجراء إجرائي في لبنان بل تشكل العمود الفقري للتجديد الديمقراطي، مشيرا إلى أن ”الانتخابات مفهوم دستوري وسياسي مرتبط بالحريات العامة“، ومسلطًا الضوء على دورها في ضمان المساءلة وتجديد القيادة السياسية.

ففي النظام البرلماني في لبنان، تمثل السلطة التشريعية في لبنان حجر الزاوية للسلطة، فهي ليست مكلفة بسن القوانين فحسب، بل أيضًا بمراقبة الحكومة ومساءلتها. 
ويتناغم هذا المنظور بعمق مع احتفالات عيد الاستقلال في لبنان. فكلا الحدثين يرمزان إلى سيادة الشعب وحقه في تقرير مصيره، وكما يحتفل عيد الاستقلال بذكرى التحرر من الحكم الاستعماري، فإن الانتخابات تمكّن المواطنين من التأثير على مسار أمتهم.

وبحسب عبد الله، فإن لبنان يواجه تحديات في تحقيق نظام انتخابي عادل، منتقدا الأسس الطائفية للسياسة اللبنانية، وواصفا إياها بأنها عوائق أمام الإصلاح الحقيقي.

وأوضح "كان الهدف من النظام النسبي الذي طبق في الانتخابات الأخيرة أن يكون أكثر إنصافا ولكنه في نهاية المطاف، عزز الانقسامات الطائفية، ولا يزال غياب نهج وطني غير طائفي في السياسة يشكل عقبة كبيرة". 

كما يشدد على الحاجة إلى قانون أحزاب عصري لرعاية مشهد سياسي قائم على الجدارة والأفكار بدلًا من الانتماءات الطائفية، ويؤكد: "نحن بحاجة إلى إطار عمل يسمح بوجود أحزاب سياسية تنافسية ويشجع الشباب والنساء على المشاركة"، مشيرًا إلى التمثيل المحدود للمرأة في البرلمان وإمكانية أن تضفي القيادات الشابة الحيوية على السياسة اللبنانية. 

وتؤكد الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها لبنان، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19 العالمية، على ضرورة الاعتماد على الذات والحوكمة الفعالة، ويشير د. عبد الله إلى أن الانهيار الاقتصادي كشف عيوب اعتماد لبنان على القطاع المصرفي والسياحة والمساعدات الخارجية، داعيا إلى الاستفادة من الإمكانات الزراعية والصناعية المحلية، مشددًا على ضرورة وجود مجلس نيابي يمثل احتياجات المواطنين ويلبيها بصدق.

ويحذّر من أن الأزمة الاقتصادية الحالية، التي تفاقمت بسبب غياب المساءلة، تؤدي إلى تآكل ثقة المواطنين. ويقول: ”لا يرى المواطنون أي تغيير ويشعرون بخيبة الأمل عندما تستمر نفس الوجوه والهياكل على الرغم من الانتخابات المتكررة“. وتهدد خيبة الأمل هذه بتقويض المشاركة ونسيج الديمقراطية في لبنان. 

ويختتم الدكتور عبد الله بدعوة إلى الإصلاح الوطني والمشاركة المدنية. ويشدد على أهمية غرس الثقة في نفوس المواطنين من خلال الحوكمة الشفافة والسياسات الشاملة والجهود الحقيقية لمعالجة القضايا الملحة. ويؤكد أنه ”عندما يرى الناس النتائج، سيشاركون، وستزدهر الديمقراطية في لبنان“.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فی لبنان عبد الله

إقرأ أيضاً:

مدير الإغاثة الطبية بغزة: الفلسطينيون يأملون هدنة مستدامة لإنهاء معاناتهم

أكد مدير جمعية الاغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، أن الشعب الفلسطيني يأمل في هدنة مستدامة في قطاع غزة لإنهاء معاناته الممتدة لأكثر من عام.

 

منها اقتحام عدة قرى.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة استشهاد 14 ألف طفل جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة

وقال زقوت، في تصريح لقناة "القاهرة الاخبارية" اليوم الاثنين، إن "الكل يأمل الآن بالدرجة الأولى أن تتحول الهدنة من مؤقتة إلى مستدامة حتى يستطيع المواطن الفلسطيني بناء نفسه مرة أخرى".. مضيفا أن الجهود تبذل من جميع الأطراف لتخفيف المعاناة، ولكن الأمر ليس بالسهل بسبب حجم الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأوضح أن أكثر من 80% من الشوارع والمباني في قطاع غزة دمرت، فضلا عن عدم وجود كهرباء ونقص كبير في آبار المياه.. مؤكدا أن إعادة الحياة إلى القطاع سيحتاج إلى وقت كبير.

إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي

 

صرح مصدر مسئول بشمال سيناء اليوم /الاثنين/ بأن الجهات المختصة شرعت في إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي عقب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار .

وقال المصدر إنه تم تحريك الدفعة الثانية من شاحنات المساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين بقطاع غزة وعددها 281، منها 270 شاحنة مساعدات إنسانية متنوعة، و11 شاحنة وقود.

وأضاف أن الشاحنات تحركت من ميناء رفح البري إلى منفذي العوجة وكرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة، تمهيدا لإدخالها إلى القطاع.

وكان قد تم أمس إدخال الدفعة الأولى من المساعدات المقدمة إلى الفلسطينيين عبر ميناء رفح البري ومنفذ كرم أبو سالم.

يذكر أنه تم الإعلان يوم /الأربعاء/ الماضي عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" والعودة إلى الهدوء المستدام ينفذ على ثلاث مراحل؛ بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ ليبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من أمس.

ويتم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يومًا منذ بدء سريان الاتفاق؛ انسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج..وتتضمن المرحلة الأولى أيضا تكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود، وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.

مقالات مشابهة

  • عون يدعو إلى الإسراع بتشكيل الحكومة اللبنانية
  • مدير الإغاثة الطبية بغزة: الفلسطينيون يأملون هدنة مستدامة لإنهاء معاناتهم
  • فتح الله رئيسا للجنة المالية والضرائب بـ رجال الأعمال المصرية اللبنانية
  • “مدبولي” لـ “نواف": مصر تدعم استقرار لبنان وتساند جهود الحكومة اللبنانية
  • مدبولى لـ سلام: مصر تساند جهود الحكومة اللبنانية في البناء وتحقيق الاستقرار
  • نجل وحيد سيف يحيي ذكرى رحيله بكلمات مؤثرة: «حقك جالك بعد وفاتك»
  • خطوة مهمة.. إنجازٌ جديد من الجامعة اللبنانية
  • الرهبانية اللبنانية المارونية تحتفل بعيد مار أنطونيوس الكبير في غزير
  • بري يطالب بإلتزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة
  • ‏وكالة الأنباء اللبنانية: قوة إسرائيلية تتوغل بين بلدتي يارون والدبش في قضاء بنت جبيل جنوبي لبنان