دعوة إسرائيلية لعصيان شامل لإجبار الحكومة على تنفيذ صفقة تبادل تعيد الأسرى
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
في ضوء التعنت الذي تبديه حكومة الاحتلال تجاه ملف الأسرى في غزة، تتواصل الأصوات الإسرائيلية المطالبة بتكثيف الضغوط عليها، بعد أن اتسمت التحركات الأخيرة بالصمت، وهو خطأ ارتكبته عائلاتهم ومناصريها، لأنهم لم يفعلوا ما يكفي.
فهم لم يهددوا مثلا بإعلان الإضراب العام، ولم يشكلوا جبهة موحدة لجميع أحزاب المعارضة، ولم يمارسوا حقهم الأساسي في المقاومة اللاعنفية، مما أفسح المجال للحكومة للتنصل من مسئولياتها الأخلاقية باستعادتهم.
أكدت الكاتبة في صحيفة يديعوت أحرونوت، ومقدمة البرامج التلفزيونية، ميراف باتيتو٬ أن "عائلات المختطفين ومؤيديهم لم ينطلقوا منذ البداية في انتفاضة مدنية ضد حكومة اليمين، لأنهم لو قاموا بذلك منذ اللحظة الأولى فإن إطلاق سراحهم كان سيحتل المرتبة الأولى لدى الدولة".
وتابعت "ولكن كما يبدو الآن بعد 411 يوماً وهم في أسر حماس، فقد تم إلقاؤهم بالكامل لمكانهم الأخير، وبات أمامهم في طابور القضايا: انقلاب دستوري، إقالة المدعي العام، ورئيس الشاباك، ورفض الحريديم للخدمة العسكرية".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "أولويات هذه الحكومة اليمينية التي لا تضع المختطفين في مقدمة أجندتها، مدعاة لإعلان دعوة صريحة للتمرد المدني، لأن وزراءها يصمّون آذانهم أمام صرخات الجمهور الإسرائيلي الجماعية من أجل عودة المختطفين".
وأضافت أنهم "يتظاهرون بالعمى حين نحذرهم أن نهاية المختطفين ستكون بالتوابيت، ويمارسون الغباء عندما يحاولون انتزاع قانون يؤيد التخلي عن المختطفين، وكأن هؤلاء المسئولين الحكوميين يتجاهلون الظلم الفظيع الذي يواجهه أهالي المختطفين منذ 14 شهرا تحت بساط الغوغائية".
وأشارت أنه "منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، واختطاف أكثر من مائتي إسرائيلي، وحكومتنا الدموية مشحونة بطاقة الحرب، ونحن الإسرائيليون المغفلون التزمنا الصمت، ولم نفعل أي شيء أبدًا لاستعادتهم، بل إننا بدونا منهكين للغاية في ظل هذه الحكومة"
وتابعت الكاتبة "وباتت رموزنا النضالية من أجل الواجب المدني فارغة من المحتوى، ذوي ذاكرة باهتة، ومسيرات بمئات الآلاف في وقفات "مهذبة" ضد حكومة تخوض حرب استنزاف ضدنا نحن".
وأوضحت باتيتو أن "بنيامين نتنياهو انتصر على خصمه الإسرائيلي، المتعب والمرتبك، الذي يكتفي بالصلاة من أجل عودة المخطوفين، لأنهم أدركوا أنهم وصلوا حالة من اليأس واللامبالاة التي سيطرت عليهم، ولا يسمح إلا لـ"كلاب الحراسة" بالجلوس مع عائلات المختطفين الذين أتوا للكنيست لإسماع أصواتهم"
وقالت "وفي المساء يتنبأ نتنياهو على منبر الكنيست بعودتهم قريبا، لكن النتيجة أنه لن يتوقف حتى نوقفه، بالأدوات المشروعة، بالمقاومة اللاعنفية والصامتة، لأنه يؤدي دوره بتعتيم وتزييف البروتوكولات، وتسريب الوثائق حتى نعتقد أنه فعل كل شيء لإعادة المخطوفين، ولكن تبين أننا لم نقم بدورنا حتى النهاية".
وأضافت الكاتبة أننا "نحن الإسرائيليين لم نستنفد حقنا الأساسي في الاحتجاج ضد منتهكي القانون الذين يسمون أنفسهم قادة، ولم نوضح لهم أن صبرنا قد نفد، ولم نحذرهم من الفشل بالتوصل لاتفاق يعيد المختطفين، ولم نمنحهم موعدًا نهائيًا محددًا لذلك، ولم نستخدم كل الأدوات القانونية المتاحة لنا، الأمر الذي يستدعي من الجمهور الإسرائيلي المعني بالصفقة أن يبلغ أعضاء الحكومة بخطواته المقبلة في ظل فشلها المستمر".
وأشارت أنه "في مواجهة رؤية نتنياهو المتعجرفة المتمثلة بإعادة "العشرات من المختطفين"، من واجبنا أن نطرح رؤية قوية لمنظمة لاعنفية تضخ دفعة من الأوكسجين النظيف في ضباب المعركة الذي يختبئ تحته، وتزيل الدماء والأوساخ التي خلفتها القيادة الفاشلة".
وتابعت "والتهديد بإضراب شامل للاقتصاد بكل فروعه، بالتعاون مع 380 ألف طالب، 50 ألف منهم سيضحون مرة أخرى بمستقبلهم الأكاديمي هذا العام بسبب الخدمة في جيش الاحتياط، مع رؤساء الشركات الكبرى الذين سيوقفون عملياتهم التجارية، وشركات التكنولوجيا الفائقة، ورؤساء البنوك، والطلاب في جميع أنحاء نظام التعليم، والمزارعين، وسائقي الحافلات والقطارات".
وأكدت أن "الإسرائيليين لم يتمكنوا بعد من تشكيل جبهة موحدة يترأسها كافة أعضاء أحزاب المعارضة، الذين وفقاً لأغلب استطلاعات الرأي سيفوزون في الانتخابات المقبلة، لكنهم لم يتعلموا بعد كيفية العمل معاً، والاستعداد لليوم الذي قد يصلون فيه للسلطة، مما يتطلب منهم التجمع في مناطق مستوطنات النقب الغربي بمئات الآلاف، والإعلان أننا لن نتحرك من هنا حتى عودة المختطفين، وتنظيم سلسلة بشرية من عشرات الآلاف من الأشخاص لقطع الطرق أمام أعضاء الكنيست".
وختمت بالقول إن "عودة المختطفين تستدعي من الإسرائيليين القيام بكل هذه الفعاليات بهدف إيصال رسالة واضحة للحكومة عنوانها "لقد فشلتم"، والتأكيد لها أن هذه الفعاليات لن تكون سوى بداية التعطيل المستمر للنشاط في الدولة، وطمأنتها بأن هذا الحراك لن يكون لإجبار الحكومة على الاستقالة، وعدم إجراء انتخابات قبل موعدها، ولا حتى إعادة مستوطني الشمال لمنازلهم، سيكون له مطلب واحد واضح ومعقول، وهو إبرام صفقة تبادل فقط تعيد المختطفين من غزة، الآن".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الأسرى غزة عائلات المختطفين غزة الأسرى الاحتلال عائلات المختطفين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إبداع ورسائل كالرماح.. مغردون يصفون عملية تسليم القسام دفعة الأسرى الرابعة
وجرت عملية التبادل، أمس السبت، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ أطلقت المقاومة الفلسطينية سراح 3 أسرى إسرائيليين، مقابل إفراج إسرائيل عن 183 أسيرا فلسطينيا، من بينهم 7 تم إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية.
وتمت عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين في موقعين، الأول في ميناء غزة، حيث سلمت كتائب القسام الأسير الإسرائيلي كيث سيغال، الذي يحمل الجنسية الأميركية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4رسائل "اليوم التالي".. القسام تحشد وحداتها العسكرية بعملية تبادل الأسرىlist 2 of 4إعلام إسرائيلي عن مشاهد تسليم الأسرى: ماذا فعلنا في 15 شهرا؟list 3 of 4تبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل.. خطوات منظمة تحت إشراف الصليب الأحمرlist 4 of 4"سري جدا".. القسام تبث مشاهد خاصة لتسليم 3 أسرى إسرائيليينend of listوأظهرت المشاهد وجود قائد كتيبة الشاطئ، هيثم الحواجري، الذي سبق لإسرائيل أن أعلنت تصفيته خلال الحرب. وفي ضوء ذلك، اضطرت وسائل الإعلام الإسرائيلية لنقل اعتراف الجيش الإسرائيلي بأنه لم يتم القضاء على الحواجري، مما أثار جدلا حول مصداقية بياناته العسكرية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتراجع فيها الجيش الإسرائيلي عن إعلان تصفية قيادات في كتائب القسام، حيث سبق أن اضطر للاعتراف بعدم القضاء على قائد كتيبة بيت حانون حسين فياض، وكذلك قائد كتيبة تل السلطان، الذي زعم اغتياله في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أما الموقع الثاني لتسليم الأسرى الإسرائيليين فكان في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث تم تسليم ياردن بيباس وعوفر كالديرون.
ولفتت المشاهد إلى استخدام وحدة الظل التابعة لكتائب القسام سيارة استولت عليها خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023، والتي كانت تستخدم من قبل أمن مستوطنات غلاف غزة، مما حمل دلالات عسكرية ونفسية ورسائل لإسرائيل.
إعلان
"عظمة على عظمة"
ورصد برنامج "شبكات" (2025/2/2) جانبا من تعليقات المغردين على مشاهد التبادل ورسائل المقاومة، حيث كتب مجدي: "لعل الصهاينة وأعوانهم يموتون بغيظهم، فكل مرة في عملية تبادل الأسرى تقدم كتائب القسام عظمة على عظمة في كل شيء".
وبينما علق مينسي قائلا: "في كل تبادل، القسام تبدع في إرسال رسائل كالرماح تخترق قلب العدو الأسود ومن والاهم"، ركز محمود على الفارق في معاملة الأسرى، قائلا: "شهادات أسرى فلسطين المحررين تعكس مدى الوحشية وانعدام الأخلاق والغل الإسرائيلي، عكس معاملة المقاومة والقسام مع أسراهم، والعالم كله يشهد على ذلك".
فيما كتب رفعت: "كتائب القسام تدير عملية تبادل الأسرى بإتقان وإبداع ومهارة، تأخذ بالاعتبار الأبعاد السياسية والأمنية والإعلامية والنفسية، وتبعث رسائل للعالم حول قدرتها على السيطرة والتنسيق الكامل مع قوى المقاومة".
وعكست التغطية الإعلامية الإسرائيلية لمشاهد التبادل قلقا إسرائيليا متزايدا، فقد رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن حماس تستخدم عمليات تبادل الأسرى لإظهار سيطرتها المتزايدة على قطاع غزة، وتعزيز وجودها في المناطق التي انسحب منها الاحتلال، في إشارة إلى محاولاتها لإعادة بناء نفسها وترسيخ حضورها العسكري والسياسي.
أما إذاعة الجيش الإسرائيلي، فركزت على الجانب الاستخباري، مشيرة إلى أن كتائب القسام نجحت مرة أخرى في تنفيذ العملية بطريقة محكمة، ما يعكس دقة تخطيطها واستمرار قدرتها على فرض معادلات جديدة في الصراع.
2/2/2025