"لوموند": قرار واشنطن السماح لأوكرانيا باستخدام الألغام المضادة للأفراد يمثل تحولًا استراتيجيًا هائلًا لبايدن
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية إعلان وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن أمس الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي قد سمح بتزويد أوكرانيا بالألغام المضادة للأفراد لمساعدتها في إبطاء التقدم الروسى بأنه التحول الاستراتيجي الرئيسي الثاني لجو بايدن في غضون أيام قليلة مشيرة إلى أنه قبل ثلاثة أيام، سمح بايدن لكييف بضرب روسيا بعمق بصواريخ أمريكية بعيدة المدى، ATACMS.
وتبرر واشنطن قرارها بشأن الألغام المضادة للأفراد بتغيير التكتيكات من جانب الروس، ووفقا لأوستن، فإن “قواتهم الآلية لم تعد في المقدمة، وهم يتقدمون سيرا على الأقدام من أجل الاقتراب والقيام بإجراءات لفتح الطريق أمام القوات الآلية”، وأوضح أن أوكرانيا بالتالي "تحتاج إلى وسائل يمكن أن تساعد في إبطاء هذه الجهود".
وأوضحت الصحيفة ـ فى مقال لها اليوم الخميس بقلم فوستين فانسان وكلويه هورمان ـ أن لا الولايات المتحدة ولاروسيا من الدول الموقعة على اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد التى تم تبنيها عام 1997 وتوقيعها من جانب 164 دولة، ولكن أوكرانيا وقعت عليها...تحظر المعاهدة الدولية لنزع السلاح، والتي تسمى أيضًا اتفاقية أوتاوا، حيازة وإنتاج وتخزين واستخدام الألغام المضادة للأفراد.
وقالت "لوموند: إن قرار جو بايدن أثار السخط بين المنظمات الدولية المتخصصة في مكافحة الألغام المضادة للأفراد.
وفي رد على سؤال لصحيفة لوموند، استنكرت المنظمة الدولية للمعاقين هذا الإجراء "الرهيب" الذي سيكون تأثيره الإنساني "كارثيا". وفي الواقع، فإن 84% من ضحايا الألغام المضادة للأفراد في جميع أنحاء العالم هم من المدنيين، و35% منهم من الأطفال، كما يقول مرصد الألغام الأرضية في تقريره الأخير الذي نشر يوم الأربعاء، قبل ساعات قليلة من إعلان القرار الأمريكي.
ويحذر إيليو دو فارامون المتحدث باسم المنظمة الدولية للمعاقين من إن "المدنيين الأوكرانيين سيكونون هم أول ضحايا هذه الأسلحة مع ماسترتي عبسه من عواقب على المدى الطويل.. بل والأكثر، فإن الألغام تقتل دون التفرقة بين مدنيين وعسكريين مما يتعارض مع القانون الإنسانى الدولى.. وإذا استخدمت أوكرانيا هذه الألغام المضادة للأفراد فإن ذلك سيمثل "انتهاكا صارخا" لاتفاقية أوتاوا.
ويشكل القرار الأميركي "سابقة خطيرة"، كما يضيف إليوت دي فاراموند، الذي يخشى إضعاف معاهدة أوتاوا، على الرغم من أنها "أثبتت فعاليتها": ففي عام 1999، قتلت الألغام المضادة للأفراد 25 ألف شخص (جرحى أو قتلوا). ) مقارنة بـ 5757 في عام 2023، منها 580 في أوكرانيا، بحسب مرصد الألغام الأرضية.
كما استنكرت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية ـ الموجودة فى 70 دولة والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1997 ـ القرار الأمريكى الذى وصفته ب "الكارثى" ودعت أوكرانيا إلى التأكيد بوضوح ان ليس بإمكانها قبول هذا القرار ولن تقبله ".. بيد أن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى اعرب عن اعتقاده ان الغام المضادة للأفراد "مهمة جدا فى وقعت الهجمات الروسية فى شرق البلاد" ومن جانبها اتهمت روسيا، الولايات المتحدة ببذل كل ما فى وسعها "لإطالة أمد الحرب".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن أوكرانيا أصبحت الآن أكثر دولة بها ألغام في العالم، حيث أن 23% من أراضيها ملوثة بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، حسبما ذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير صدر في أكتوبر مما يشكل تهديدا كبيرا للسكان المدنيين وعقبة كبيرة أمام التنمية الاقتصادية في البلاد.
فضلا عن ذلك، تواجه أوكرانيا نقصا فى المتخصصين فى نزع الألغام ولا يتمكن عمال إزالة الألغام البالغ عددهم 4000 من تغطية الاحتياجات. وفي غضون عامين ونصف، قامت البلاد بتفتيش وتطهير 35 ألف كيلومتر مربع، لكن التطهير الكامل للمناطق الملوثة مهمة معقدة وتستغرق وقتا طويلا، وستستغرق عدة عقود وتتطلب استثمارات كبيرة. ومن المتوقع أن تبلغ التكاليف حوالي 34.6 مليار دولار (32.7 مليار يورو)، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
واختتمت "لوموند" مقالها بالإشارة إلى أن قرار الولايات المتحدة يشكل تراجعا عن التزامها الذي تعهدت به في يونيو 2022 بالتوافق مع متطلبات اتفاقية أوتاوا - حتى مع بقائها دولة غير موقعة. وأكدت واشنطن آنذاك أن "هذه الأسلحة لها تأثير غير متناسب على المدنيين، بما في ذلك الأطفال، بعد فترة طويلة من انتهاء القتال، ومن الضروري الحد من استخدام الألغام المضادة للأفراد في جميع أنحاء العالم".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زيلينسكي أوكرانيا لوموند اوستن بايدن الألغام المضادة للأفراد الألغام الأرضیة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تهدد باستخدام القوة المميتة ضد الطائرات بدون طيار في نيوجيرسي
أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية، حظرا على عمليات الطائرات بدون طيار في عدة مناطق من ولاية نيوجيرسي حتى 17 يناير، ما لم يتم منح المشغلين إذنًا خاصًا من الحكومة، وأرجعت ذلك لأسباب أمنية.
طائرات بدون طيار تضيء السماء ليلاً في نيوجيرسيوبحسب موقع «إيه بي سي نيوز» فإن طائرات بدون طيار كانت تضيء السماء ليلًا في نيوجيرسي والولايات المجاورة منذ منتصف نوفمبر تقريبًا، ما أثار قلق السكان وتكهنات على الإنترنت، وطالب البعض ومنهم النواب والمسئولين السابقين بإجابات من المسؤولين المحليين والفيدراليين.
تم تطبيق قيود الطيران المؤقتة، والتي من المقرر أن تستمر حتى 17 يناير، بدءًا من المواقع التالية: هاميلتون، بريدجووتر، سيدار جروف، نورث برونزويك، ميتوتشين، إيفشام، كامدن، جلوستر سيتي، ويستهامبتون، ساوث برونزويك، إيديسون، برانشبورج، سيوارين، جيرسي سيتي، هاريسون، إليزابيث، بايون، وينسلو، بورلينجتون، كليفتون، هانكوكس بريدج وكيرني.
إسقاط أي طائرة قد تشكل تهديدًاوتنص القيود على أنه لا يجوز لأي أنظمة طائرات بدون طيار أن تعمل ضمن مسافة ميل بحري من المجال الجوي المحدد في كل إشعار للطيارين، بما في ذلك من الأرض حتى ارتفاع 121 متر، ويُسمح للطائرات بدون طيار الترفيهية بالعمل حتى ارتفاع 121 متر، وفقًا لقواعد إدارة الطيران الفيدرالية.
وقالت هيئة الاستخبارات العسكرية، إن الحكومة قد تستخدم القوة المميتة ضد الطائرات بدون طيار إذا شكلت تهديدًا أمنيا وشيكًا.
وقد يتعرض الطيارون الذين يفشلون في الالتزام بهذه القيود لاعتراضهم واحتجازهم واستجوابهم من قبل أفراد إنفاذ القانون، وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إنها قد تتخذ إجراءات إدارية، بما في ذلك فرض عقوبات مدنية وتعليق أو إلغاء شهادات المشغلين، فضلًا عن التهم الجنائية.