سودانايل:
2025-01-09@00:22:58 GMT

مخيلة الخندريس . . رواية غير

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

كلام الناس

نورالدين مدني

noradin@msn.com

*لاأخفي إعجابي بروايات عبد العزيز بركة ساكن المثيرة للجدل، فهو يتمتع بإسلوب خاص في كتابة الرواية، يغوص في أعماق النفس البشرية - الأمارة بالسوء-،ويكتب بلغةالذين يعيشون في قاع المدينة أو على أطرافها، وإن إعتذر عن بعض مفرداتهم الجارحة إلا أنه يوردها كماهي.
*لا أدري لماذا في روايته"مخيلة الخندريس - ومن الذي يخاف عثمان بشرى" قدم المؤلف إقراراً قال فيه أن أحداث هذه الرواية تجري في دولة خيالية، رغم أنه لم يخرج من مجريات بعض ما يجري في قاع المدينة وفي قاع النفس البشرية، حيث تقل الضوابط الدينية والأخلاقية إن لم نقل تنعدم.


*عندما تحدث عن شخوص الرواية، سلوى عبد الله وأمها وعبد البافي الخضر وادريس والفقية المتشرد وغيرهم، قال في الفصل الأخير بعنوان"ذاكرة المؤلف" أن بعض هذه الشخوص من الواقع وبعضها شخصيات متخيلة بحتة أسماها شخصيات "حبرية".
*لن أحدثكم عن مجريات الرواية التي قال مؤلفها أنها ليست رواية بوليسية مثل روايات أجاثا كريستي التي تعلمنا عبر رواياتها وروايات أرسين لوبين وشرلوك هولمز حب القراءة، كما أنها ليست بحثاً أكاديميا حول مادة الميثانول، وإن كانت الرواية بكل تفاصيلها المثيرة كانت تدور حول هذا العالم السفلي الذي تديره عصابات الإتجار بالبشر، الذين يستثمرون في المتشردين ويحولونهم إلى "إسبيرات" بشرية أي قطع غيار إنسانية للبيع!!.
*يستعين عبد العزيز بركة ساكن ببعض الأحداث الحقيقية في حبك روايته، ويذكر في مواقف أخرى أسماء شخصيات حقيقية وأماكن معروفة ليست مقصودة لذاتها، لكنه يحاول عبر كل ذلك السرد الهجين بين الواقع والعالم المتخيل الغوص في قاع المدينة وفي دواخل شخوص روايته الذين يتعاطون الميثانول ومشتقاته أو يتعاملون فيه.
*أوضح لنا المؤلف أن بعض أبطال روايته إنما يعملون في منظمة مجتمع مدني تعمل في مجال حماية الطفولة، وهم الباحثة الإجتماعية سلوى عبد الله وأمها وعبد الباقي الخضر والصحفي احمد باشا وحكمة رابح ذات الخلفية القانونية، وأورد حادثة وفاة 76 متشرداً في يوم من أيام يوليو2011 التي نشرتها صحف الخرطوم حينها، وكيف كانت مغامرتهم البحثية وسط المتشردين أنفسهم.
*في تجربة إنسانية لاتخلو من مغامرة إحتضنت سلوى وأمها ما يمكن أن نطلق عليهم مجازاً أسرة من المتشردين، هم الفقيه المتشرد الذي يدعي أنه زوج الصغيرة نونو وأنجب منها حسكا وجلجل، قادتهم هذه التجربة إلى إكتشاف بعض خيوط الشبكة الإجرامية التي تتاجر في الأعضاء البشرية.
*من الإشارات الإيجابة التي توصلت لها الباحثة الإجتماعية سلوى عبد الله أن الفضل يرجع للمؤسسة الأسرية في التقليل من عدد المتشردين والأطفال خارج الرعابة الوالدية.
*ألم أقل لكم إن "مخيلة الخندريس" لعبد العزيز بركة ساكن، رواية غير.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی قاع

إقرأ أيضاً:

دار العين تصدر رواية "أبو حريبة.. مأساة إيزيس الثانية" للكاتب يوسف الشريف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد نجاح روايته الأولى ووصولها للقائمة القصيرة لجائزة القلم الذهبي، ووجودها في قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، تصدر  دار العين للنشر  رواية "أبو حريبة.. مأساة إيزيس الثانية"، للكاتب يوسف الشريف ومن المقرر طرحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

في روايته الجديدة، يخوضُ يوسف الشريف مغامرةً مختلفة، لتكون رحلةً فريدة، مُقدِّمًا قصةَ حُبٍّ غير عادية، ورواية تُضفِّر الواقع بالخيال، والنثر بالشعر؛ ليقدم لنا في النهاية هذا النصَّ المختلف، الذي يمثل تعقيدَ المدينة داخلَ تشابكاتِ أفرادٍ أرادوا أن يصبحوا أبطالًا لكنَّهم اكتفوا بالهامشِ والضوءِ الخافت في الكواليس.

قصةُ حبٍّ يقررُ بطلُها أن يحوِّل أحداثَها إلى نَصٍّ روائيّ؛ ليسرد ما حدث، بأسماء شخصيَّاتها الحقيقيِّين. غيرَ أن شروطَ المؤسسة المسؤولة عن نشر الرواية، والتي يعمل هو نفسه مُحرِّرًا أدبيًّا فيها، لا تسمح بهذه الدرجة من الاقتراب من تعرية المستور وتقشير "الحقيقة"؛ ما يُجبره على التحايُل، لا على سُلطة المؤسسة وحسب، بل على سلطة الوجود المُقيِّد له بأكمله.

فلجأ لحكاياتٍ موازية؛ ليبتعد عمَّا مُنع من حكايته. وبذلك يتطرَّق إلى الأسطورة مرتين، في أبعادٍ زمنيَّةٍ مختلفة؛ مرةً بحكاية الوَليّ "أبو حريبة"، ومرةً باكتشاف جثمان إيزيس الماضي في جسد إيزيس الحاضر.. لتصبح الرواية مثل عنقاءَ أدبيَّةً تنهضُ من رماد الأجداد رافعةً رأسها في سماء هذه اللحظة.

إنها روايةٌ مُتفرِّدة، تضيفُ مساحةً جديدةً في المشروع الطَّمُوح لصاحب رواية "الصَّنَادقِيَّة"؛ حيث الروايةُ نفسُها جزءٌ من حكايةٍ أكبر، ليخطوَ يوسف نحو التجديد والتجريب؛ بحثًا عن كتابةٍ مختلفة، وكتابةٍ لا تشبه سوَى صاحبِها.

مقالات مشابهة

  • "الوحدة 93".. رواية جديدة لأحمد عاشور بمعرض القاهرة للكتاب
  • جائزة ساويرس الثقافية.. غادة العبسي تحصد جائزة أفضل رواية
  • جائزة ساويرس الثقافية.. أسماء الفائزين بأفضل رواية فرع شباب الأدباء
  • مناقشة رواية «فستق عبيد» في «بحر الثقافة»
  • "رحلة لإنقاذ الشمس" رواية لنور توفيق في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • 16 رواية في القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية 2025
  • إحياء رواية نادرة من القرن التاسع عشر.. "محمد علي" تعود في نسخة محدثة بعد أكثر من 150 عامًا
  • دار العين تصدر رواية "أبو حريبة.. مأساة إيزيس الثانية" للكاتب يوسف الشريف
  • أميرة غنيم: تعرّفتُ على الرواية العُمانيّة من خلال رائعة سيّدات القمر لجوخة الحارثية
  • »أسئلة الرواية الفلسطينية«