كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، عن معوقات أمام المؤمن يجب عليه معرفتها ومقاومتها في سبيل اكتمال إيمانه ونيل رضا الخالق سبحانه وتعالى.

وقال جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، إن الإنسان وهو في طريقه إلى الله تعالى هناك أربعة أسباب تعوق سيره إلى ربه سبحانه: " النفس , الشيطان , الهوى , الدنيا".

وهذه أعداء لبني آدم، لأنها تحاول أن تجذبه إليها، وتحاول أن تجعله يخرج عن الصراط المستقيم الذي هو أقصر طريق يصل بالعابد إلى ربه، وفي الحقيقة إن أشد هذه الأعداء هي "النفس"؛ لأن الدنيا قد تكون وقد لا تكون, والشيطان يأتي ويذهب, والهوى أيضًا يأتي ويذهب, ولكن النفس هي التي تصاحب الإنسان من الإدراك إلى الممات, ونحن نستطيع أن نميز سعيها وحجابها وشهوتها، عن باقي هذه الأعداء بالعود والتكرار, وهذا معنى قولهم - وهي قاعدة أيضاً - : ( نفسك أعدى أعدائك ).

فكيف نميّز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟ قالوا: إن وسوسة الشيطان لا تدوم ولا تعود ولا تتكرر، ويحاول أن يوسوس في صدور الناس ؛ فإذا لم يستجب الإنسان لهذه الوسوسة وقاومها فإنه لا يعود إليه مرة ثانية، ويذهب ليوسوس له في شيء آخر، فإذا وجد الإنسان من نفسه دعوة بالكسل عن الصلاة أو عن الذكر أو دعوة تدعوه إلى شيء مكروه أو محرم، ثم لم يجد في نفسه ذلك بعد هذا فإن ذلك من وسواس الشيطان { مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} فهذه أذية الشيطان، وهو ضعيف ولا سلطان له علينا، والله - سبحانه وتعالى - أوكله ولكنه أضعفه ، وأبقاه ولكنه خذله، والشيطان نستطيع أن نتقى شره من أقرب طريق وبأبسط وسيلة، فالأذان يُذهب الشيطان, والذكر يُذهب الشيطان, ونقرأ خواتيم سورة البقرة فتُذهب الشيطان وتحصِّن المكان, ونقرأ آية الكرسي فإذ بنا نحتمى بها من الشيطان, ونذكر أذكار الصباح والمساء فإذ بنا نحصِّن أنفسنا من الشيطان, فالشيطان يُرد من أقرب طريق وبأبسط طريقة, وحياة الإنسان مع الذكر ومع القرآن ومع العبادة ومع الطهارة ومع الأذان ومع الصلاة ومع الصيام ؛ تجعل الشيطان يفر ويذهب.

ولكن المشكلة مع "النفس" ؛ لأن النفس تحتاج إلى تربية, والنفس تعيد على الإنسان دعوته إلى التقصير، ودعوته إلى الحرام, ودعوته إلى المكروه مرة بعد أخرى، فإذا ما قاومها في أول مرة عادت تلح عليه في المرة الثانية, هذه هي "النفس الأمَّارة" , ولذلك استعملوا معها صيغة المبالغة "أمَّارة" على وزن "فَعَّالة", وصيغة المبالغة فيها تكرار، وعود، ومبالغة، وفعل كثير, فالنفس لا تأمر مرة ثم تسكت، بل إنها تلح مرة بعد مرة ، فإذا ما وجدت إلحاحاً على فعل القبيح الذى أعرف أنه قبيح، والذي أعرف أن فيه تقصيراً، أو فيه ذنباً ومعصيةً، فعلىَّ أن أعرف أن ذلك من نفسى وأنه ينبغي علىّ أن أربيها.

"النفس الأمارة بالسوء" هي أصل النفوس, عموم الناس تأمرهم نفوسهم بالسوء، فإذا ما ارتقينا إلى ما بعدها أي إلى "النفس اللوامة" وجدنا هناك نزاعا بين الإنسان وبين نفسه، مرة تأمره بالمنكر، فيحاول أن لا يستجيب، ومرة يستجيب ثم يتوب ويرجع، ويدخل في منازعة، وفي أخذ ورد معها، إلى أن تستقر على ":النفس الملهمة" وهى الدرجة الثالثة من درجات النفس.

وبعضهم قال: إن هذا بداية الفناء، وأن النفوس ثلاثة: "أمارة، ولوامة، وملهمة:, وبعضهم قال: إننا لا نكتفى ببداية الكمال، بل علينا أن نترقى فوق ذلك إلى أن نصل إلى: "الراضية، والمرضية، والمطمئنة، والكاملة".

وعلى كل حال، فهذه المراحل تبدأ في عموم الناس، مسلمهم وكافرهم، تبدأ بالنفس الأمارة بالسوء, إلا أن هذه النفس الأمارة عندها استعداد لأن تتحول إلى نفس لوامة ؛ والنفس اللوامة لديها استعداد لأن تتحول إلى النفس الملهمة ، فالاستعداد موجود، ولكن الشائع هو أن نفس الإنسان من قبيل النفس الأمارة بالسوء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدنيا الهوى الشيطان النفس

إقرأ أيضاً:

8 لاعبين يمثلون “ألعاب القوى” في “خليجية الشباب” بالدوحة

 

أعلن اتحاد الإمارات لألعاب القوى، مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة الخليج للشباب، بالعاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 3 إلى 6 مايو المقبل.
ويرأس البعثة فهد عبد الله بن جمعة، نائب رئيس الاتحاد، فيما تضم راشد ناصر آل علي، عضو مجلس الإدارة، رئيس لجنة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي.
وتتألف قائمة المنتخب من 8 لاعبين هم محمد أحمد المصعبي (800 متر)، وحمد صالح البدواوي (1500 متر)، وفاضل حكيم (الوثب العالي والطويل)، وحسن الظهوري، وحمدان الحمادي (سباقات السرعة)، وأحمد الكعبي، وعبد العزيز عيد (100 و200 متر)، وسالم المقبالي (مسابقات الرمي).
وتغادر البعثة إلى الدوحة يوم الجمعة المقبل، لإجراء الاستعدادات الختامية للبطولة، التي ستشهد عقد الاجتماع الفني يوم السبت، تمهيداً لانطلاق المنافسات على مدار أيام 4 و5 و6 مايو المقبل.
وأكد فهد عبد الله بن جمعة، أن البطولة تندرج ضمن خطط وبرامج الاتحاد لتوفير فرص الاحتكاك مع لاعبي ولاعبات المنتخبات الخليجية الأخرى، إضافة إلى أهميتها في تطوير مهاراتهم، خاصة أن النتائج الأخيرة في البطولات الخارجية كشفت عن قدرات مميزة للاعبي ولاعبات المنتخبات الوطنية.وام


مقالات مشابهة

  • الدكتور علي جمعة: النظر لموضع السجود ليس حقيقة الخشوع
  • علي جمعة: الكذب حرام والتلبيس أشد منه لانه من الكبائر
  • سبع وصايا نبوية تديم الستر و تُنقذك يوم القيامة.. علي جمعة يوضح
  • كنت في شبابي سيئ الخلق وتبت فهل أرى عملي في ابنتي؟.. علي جمعة يرد
  • هل رفض عريس لمجرد أنه ليس وسيما حرام وتكبر على نعمة الله؟
  • هذه الصلاة تغفر ذنوبك وتساعدك على التوبة.. علي جمعة يوضحها
  • صالح جمعة يكشف رأيه في بيسيرو وأداء الزمالك تحت قيادته
  • 8 لاعبين يمثلون “ألعاب القوى” في “خليجية الشباب” بالدوحة
  • علي جمعة: التفكر في ذات الله تعالى منهي عنه
  • علامة قبول التوبة من الذنب وشروطها.. المفتي السابق يحدد