شبكة اخبار العراق:
2025-05-01@10:05:12 GMT

المجتمع وفهم الفنّ

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

المجتمع وفهم الفنّ

آخر تحديث: 21 نونبر 2024 - 11:05 صخضير الزيدي من المناسب القول إن الفنون الإنسانيَّة ذات صلة وارتباط مع المجتمعات، ولكن يبدو أن التخلف وتجارب الاستهلاك جعلت من الفنّ مهمشاً ومنسياً، بل لا يمكن أن نذكر له قيمة إلا ما ندر فما الذي طرأ على المجتمع ليوسع من استهلاكه لكل شيء بينما يتجاهل فهم رسالة الفنّ؟لا نجد تأثيراً للفن في واقعنا اليوم، هذا ما نلمسه عن كثب والأمر طبعا يمكن أن نعده انتكاسة خطيرة، ولكي نكون منصفين يمكن أن نستدل على سنوات سابقة كانت للفنون الإنسانيّة قيمة في محافل الحياة، فالرسم والمسرح والسينما بقيت أكثر حضوراً في مراحل الستينيات والسبعينيات ويومها كانت الأفكار السياسية والثورية متوهجة.

وقدم الفنّ التشكيلي في مرحلة من تاريخنا المعاصر تصورات حقيقية لامست العاطفة والوجدان والذاكرة معا والتقى التشكيل مع المسرح والفوتوغراف والسينما في نقطة التقاء بانت فيها المعايير الجمالية على طبيعتها وتماسها المباشر مع الإنسان، بل لا يكاد تدخل مكانا إلا وهناك لمسات في التصميم والديكور والرواج للفن المباشر ومع هذا كله ثمة التقاء وأواصر قوية بين الفن والمجتمع، فهل يمكن إعادة ما تأسس ذات يوم وتبدد الآن؟ كل شيء وارد لو ترسخت مفاهيم الجمال وقيمها الفكرية أمام انظارنا ولكن تبدو المسألة اليوم أكثر بعداً عن هذا التصور فالحروب وطاقة الاستهلاك وعدم الترويج للفن وخيبة الظن به كمقوم ومحفز للتأثير الإنسانيّ، إضافة إلى الفوضى في فهم الغالب من فنون ما بعد الحداثة كلها أسباب تأخذ مكانتها ولكن ما الدور الذي يمكن أن يؤديه المثقف والسياسي والفنان لإحياء الفنون وعدها علامة فارقة في بنية المجتمعات. إن المبدأ الاساسي للفن المعاصر أن يثير الجمال ويرسخ الأفكار وتكون له احاطة بتراث الإنسانيّة والتعبير المستمر والمباشر عن ما يشعر به المرء جراء الانتكاسات المتلاحقة، فالذي يتحقق في الفنّ من طرح مواضيع حساسة لا بد من التذكير به، والتأكيد عليه وقد رأينا كيف وظف الفنانون الغرب انتكاسات الحروب التي عاشوا منذ مطلع القرن المنصرم، وحفز ذلك على أن تكون وقائع الحروب في الذاكرة مع اختلاف الكثير من الآراء التي قيلت وقتها والحقيقة المؤلمة التي نعيشها في وقتنا إننا لم نجد من توظيف الفن للكثير من المعطيات ذات الحساسية التي نتلمسها في الواقع اليومي والاجتماعي. وهذا يعد خيبة أمل لمن يعي أن للفن مكانته وتأثيره في أنفسنا والسؤال المطروح الآن هل يفي الفن بالغرض المطلوب امام هول صدمة الحروب والتهجير، وحتى الاقتتال الطائفي الذي حدث في مجتمعاتنا العربية، الفن رسالة حب وجمال وإخلاص فردي يتبناه الفنان ويود من خلاله أن يمثل شروط بقائه ورصانته وحتى وجوده بيننا، ولكن ما يحدث في المجتمعات شيء لا يمكن أن يرتبط مع الفنّ لغياب الذائقة وهوس الفرد بأشياء الكترونية وانشغاله بما يحفز على الاستهلاك أكثر من الانتاج بينما تقف الفنون الإنسانية عاجزة عن التعرض، لكل تلك الأخطاء التي نرتكبها حينما ننسى الجمال الحقيقي الذي يبده الفنّ من خلال اتقان الحرفة وأدواتها وبث جماليات العمل سواء كان رسما أو نحتاً أو سينما أو مسرحاً جاداً. ما الحل لكي نعي الفنّ ونطوره؟ في اعتقادي المتواضع أن الدرس الأكاديمي والدروس التعليمية وتزويد المتلقي عبر شاشات التلفزة بنقل وقائع المسرح والفنّ التشكيلي والفوتوغرافي وأحياء المعارض والنشاط المدرسي وبقاء فكرة الجمال راسخة في الجيل الجديد تبدي تأثيرا في نفوسنا، ولكي نتعرف على تمثيل كل ذلك لابد من متابعة يومية أو اسبوعية. واجد أن قدرة المعرفة ونقل صورتها بالشكل التام كفيل بإحياء فهم الفن مع التركيز على وصف الأفكار بواقعيتها، وبما أن قيمة المجتمعات المتحضرة يجيء من التقارب بين الفنّ والإنسان والمحاكاة اليومية المدروسة، وتوظيف قدرة الفرد على أحياء صور الجمال والتعاطي مع العمل بحساسية، ورؤية كل ذلك سبب في أن يكون المجتمع ملماً بالحفاظ على تراثه الفني.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ناهد السباعي بمهرجان الإسكندرية:«يوم للستات» الأقرب لقلبي وعملي مع يسري نصر الله علامة فارقة

خلال حلقة نقاشية ثرية حول دور المرأة في الفن، أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، تحدثت الفنانة ناهد السباعي عن تجربتها الفنية والأدوار التي قدمتها والتي تعكس صورة المرأة في المجتمع.

وأكدت السباعي على أن "كل دور قدمته يحمل جانبًا من شخصيتي، وهناك أدوار تحتل مكانة خاصة في قلبي، وبالتأكيد أستفيد وأتعلم من كل تجربة أخوضها، فعلى سبيل المثال، فيلم 'يوم للستات' كان قريبًا جدًا مني، وكذلك مسلسل 'منورة بأهلها'. ومعظم أعمالي التي جمعتني بالمخرج القدير يسري نصر الله والمخرجة المتميزة كاملة أبو ذكري أعتز بها كثيرًا".

وعن الأعمال التي أثرت فيها مؤخرًا، أشارت ناهد السباعي إلى فيلم "الهوى سلطان" كواحد من "أحب الأعمال التي شاهدتها وتركت فيّ أثرًا عميقًا"، بالإضافة إلى مسلسلات مثل "٨٠ باكو" و"لام شمسية" و"أولاد الشمس".

وأوضحت السباعي حرصها الدائم على تقديم أدوار متنوعة ومختلفة، معربة عن شعورها بـ"الحظ الكبير" لتعاونها مع نخبة من الممثلين وصناع السينما الذين كانت تتمنى العمل معهم، كما تطرقت إلى بداياتها الفنية، حيث أشارت إلى أن أدوارها كانت في البداية "محصورة في شخصية الفتاة الشعبية".

وفي إجابتها عن سؤال حول ما إذا كان الفن قادرًا على إحداث تغيير في المجتمع، أكدت ناهد السباعي قائلة: "بالتأكيد الفن له قوة تأثيرية كبيرة على المجتمع، والدليل على ذلك فيلم 'جعلوني مجرمًا' الذي ساهم في تغيير القانون. هناك الكثير من الأعمال الفنية التي تؤثر في المجتمع وتدفعه نحو التغيير الإيجابي".

والجدير بالذكر أن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير تستمر حتى الثاني من شهر مايو، وتتضمن عروضًا متنوعة لأفلام قصيرة من مصر ومختلف دول العالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار وتبادل الآراء حول قضايا الفن وصناعة السينما.

يُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى توفير منصة هامة لصناع السينما لعرض إبداعاتهم أمام الجمهور.

المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام تحت رعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، بالإضافة إلى عدد من الرعاة والداعمين من القطاع الخاص والمؤسسات الثقافية.

مقالات مشابهة

  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • مسؤولة أممية: لا يمكن احتواء الوضع في غزة الذي يزداد سوءًا
  • ناهد السباعي: كل دور فيه حتة مني.. والفن قادر فعلا يغير المجتمع
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • ناهد السباعي بمهرجان الإسكندرية:«يوم للستات» الأقرب لقلبي وعملي مع يسري نصر الله علامة فارقة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • وهبي: لا يمكن توفير طبيب شرعي لكل إقليم بسبب ضعف أجور التشريح التي لا تتجاوز 100 درهم
  • في ذكرى ميلاده.. نور الشريف “الأستاذ” الذي كتب اسمه في تاريخ الفن بحروف من نور (تقرير)
  • من أمثلة المجتمعات التي ساندت الجنجويد بجانب القحاطة (..)