ماذا قال شاهد الإثبات بمقتل الباحث الإيطالي ريجيني في مصر.. رأيت أهوالا؟
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
قدم شاهد كان معتقلاً في أحد سجون جهاز الأمن المصري بالقاهرة، شهادة صادمة أمام قضاة محكمة الجنايات الأولى في روما، حيث كشف تفاصيل عن الأيام الأخيرة للباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي تعرض للتعذيب والاحتجاز قبل وفاته.
وخلال جلسة المحكمة، عُرض مقطع فيديو يوثق شهادة الشاهد، التي سبق أن بُثت في فيلم وثائقي على قناة الجزيرة.
وتسلط هذه الإفادة الضوء على جانب جديد من القضية التي أثارت اهتماماً دولياً واسعاً، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الجريمة.
وأفاد الشاهد، الذي أدلى بشهادته أمام محكمة الجنايات في روما، بأنه رأى الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في سجن أمني بالقاهرة وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين، ويرافقه حارسان.
وأوضح أن ريجيني كان منهكًا نتيجة التعذيب، لدرجة أن الحراس اضطروا لحمله إلى زنزانته.
وبحسب الشهادة، استمرت التحقيقات مع ريجيني لساعات، حيث تعرض لصدمات كهربائية وأساليب تعذيب قاسية، بينما كان المحققون يكررون عليه سؤالاً حول مهارته في التغلب على تقنيات الاستجواب.
كما أشار الشاهد إلى وجود ضباط وأفراد أمن لم يتعرف عليهم، بالإضافة إلى العقيد أحمد، وهو طبيب نفسي حضر استجوابات ريجيني بشكل متكرر.
ويضيف الشاهد أن الباحث كان يرتدي ملابس داكنة وقميصًا أبيض أثناء احتجازه.
تأتي هذه التفاصيل ضمن الجهود المستمرة لتسليط الضوء على ملابسات قضية مقتل جوليو ريجيني، التي أثارت جدلاً واسعاً على المستوى الدولي.
وأوضح الشاهد أنه، رغم عدم مشاهدته آثار التعذيب على جسد ريجيني، فقد لاحظها على معتقل آخر في نفس السجن. وأضاف أن الزنازين كانت ضيقة جدًا، باردة ورطبة، وتفوح منها روائح كريهة.
وأشار إلى أن المعتقلين كانوا في عزلة تامة عن العالم الخارجي، وشعروا وكأنهم "في قبر". كما أكد أن فترات الاستجواب كانت خالية من تقديم أي طعام، في حين كانت وجبات الطعام خلال فترة السجن سيئة للغاية من حيث الجودة.
كما تحدث الشاهد عن عمليات اعتقال تعسفية في مصر، قائلاً: "تم اختطافي واحتجازي ثم إطلاق سراحي دون أي سبب أو ضمانات قانونية".
وخلال الجلسة، تحدثت إيرين ريجيني، شقيقة الباحث الإيطالي، التي تأثرت بشدة أثناء استرجاعها ذكريات اختطاف شقيقها والعثور على جثته. وأشارت إلى أنها سمعت عن تعرضه للتعذيب لأول مرة عبر الأخبار، ووصفت جوليو بأنه شاب عادي، محب للحياة، وملهم بالنسبة لها، مشيرة إلى أنه كان كالأخ الأكبر الذي يقدم النصائح.
وأضافت أن جوليو كان شغوفًا بالتاريخ والبحث الميداني، ودرس اللغة العربية قبل أن يسافر إلى مصر لأول مرة. وأكدت أنه كان منفتحًا على التعرف على الثقافات المختلفة، وخاصة الثقافة المصرية، وكان متحمسًا لإجراء أبحاثه هناك.
تأتي هذه الشهادات كجزء من التحقيقات الجارية في قضية مقتل ريجيني، التي أثارت جدلاً دولياً حول الانتهاكات الحقوقية والممارسات الأمنية في مصر.
سير القضية؟
في 3 شباط/ فبراير 2016، تم العثور على جثة طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني في مصرف بمدينة 6 أكتوبر على أطراف القاهرة، بعد اختفائه لمدة تسعة أيام.
وأظهرت التحقيقات الطبية في كل من إيطاليا ومصر أن جثة ريجيني كانت مشوهة بشكل كبير نتيجة تعرضه لتعذيب وحشي قبل وفاته، حيث أفادت التقارير الشرعية بكسر عنقه كأحد أسباب الوفاة.
وفي 20 شباط/ فبراير الماضي٬ استأنفت إيطاليا محاكمة أربعة من رجال الأمن المصري المتهمين باختطاف وتعذيب وقتل طالب الدكتوراه الإيطالي في القاهرة.
وجاءت هذه الجلسة بعد توقف دام أكثر من عامين ونصف، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2021، حين قرر القاضي أن المحاكمة ستبطل في حال عدم إثبات علم المتهمين بالتهم الموجهة إليهم.
وعلى الرغم من جهود الادعاء، لم يتمكن من تحديد مكان المتهمين المصريين أو إصدار أوامر استدعاء بحقهم، مما أدى إلى محاكمتهم غيابيًا.
وفي محاولة النظام المصري تبرئة ساحته من تهمة القتل٬ قام في آذار/مارس 2016، بالإعلان عن تصفية خمسة أشخاص، متهمة إياهم باختطاف وقتل ريجيني. وادعت العثور على جواز سفره ووثائق تخصه في منزل أحدهم، مشيرة إلى أنهم كانوا جزءًا من "تشكيل عصابي" متخصص في اختطاف الأجانب وسرقتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات المصري جوليو ريجيني التعذيب إيطاليا مصر إيطاليا التعذيب الإختفاء جوليو ريجيني المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جولیو ریجینی إلى أنه إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
خطة ترامب لغزة.. مقامرة سياسية بعواقب كارثية
رأى الباحث السياسي أحمد أبو دوح، زميل مشارك في "برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية"، أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن غزة قد غيّر بالفعل معادلات الشرق الأوسط، سواء كان مقترحاً جاداً أم مجرد مناورة تفاوضية.
الخطة ألحقت أضراراً لا يمكن إصلاحها بعملية السلام
وقال الباحث في مقاله بموقع "تشاتام هاوس" البحثي البريطاني، إن هذه الخطة تهدد بنسف مفاوضات تبادل الأسرى وتدمير ما تبقى من عملية السلام الهشة.
وأثارت تصريحات ترامب بشأن "امتلاك" غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" موجة من الغضب العالمي، بما في ذلك تحذيرات من الأمين العام للأم المتحدة حول احتمال حدوث تطهير عرقي.
وبينما حاول البيت الأبيض التراجع عن بعض جوانب الخطة، فإن إصرار ترامب على أن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة يؤكد نوايا إسرائيل إبقاء سيطرتها على القطاع، مما قد يدفع حركة حماس إلى الانسحاب من المفاوضات وتجدد المواجهات العسكرية.
وأشار الباحث إلى أن خطة ترامب منحت دفعة سياسية قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يستطيع الآن تقديم نفسه لأنصاره من اليمين المتطرف باعتباره الزعيم الوحيد القادر على تحقيق رؤيتهم بمباركة أمريكية.
وبدلاً من دعم حل الدولتين، تُمهد الخطة الطريق لاقتلاع الفلسطينيين من غزة، مما ينهي أي احتمال لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وهذا بالضبط ما يسعى إليه نتانياهو منذ سنوات، دون أن يبالي بالعواقب.
وأوضح الكاتب أن الخطة قد تكون جزءاً من صفقة أكبر تعترف فيها الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الضفة الغربية بالكامل، وهو أمر كان من المستحيل تخيله في السياسة الأمريكية سابقاً، لكنه أصبح الآن احتمالاً واقعياً بفضل تحالف ترامب-نتانياهو.
'If Trump’s eye-popping intervention was a bargaining tactic, as some searching for logic in the proposal claim, it has already failed. Enormous damage has been done to the fragile peace process and US prestige,' writes @AAboudouh.
Read the analysis ⤵️https://t.co/GDIrdQWKkd
بالنسبة للدول العربية، يقول الباحث، إن هذه الخطة ليست مجرد كلمات فارغة، بل تمثل تهديداً وجودياً مباشراً.
وأضاف "تعتبر مصر والأردن، اللتان حافظتا على معاهدات سلام مع إسرائيل، تهجير الفلسطينيين وصفة للفوضى وعدم الاستقرار، قد تؤدي إلى انهيار معاهدات السلام بالكامل.
وحذت مصر بالفعل من أن أي محاولة لدفع الفلسطينيين خارج غزة ستُنهي معاهدة السلام مع إسرائيل.
وتابع الكاتب أن هذه التصريحات ليست مجرد تهديدات دبلوماسية، بل موقف وطني تتوحد خلفه جميع القوى السياسية المصرية، بما في ذلك المعارضة والإعلام.
أما في الأردن، حيث يشكل الفلسطينيون غالبية السكان، حذر أبو دوح من أن هذه الخطوة قد تشعل اضطرابات غير مسبوقة تهدد استقرار المملكة بأكملها.
Trump’s Gaza proposal is obviously morally grotesque, but it’s also politically catastrophic
This move would completely upend the US alliance network in the Middle East, which it has SPENT DECADES building up
This a dangerous Pandora’s box to open pic.twitter.com/F6DXGMVDVr
كما رفضت جميع دول الخليج العربي، وعلى رأسها الإمارات والسعودية خطة ترامب.
سياسة دون رؤيةوانتقد الباحث الخطة باعتبارها تناقضاً صارخاً لكل الأهداف التي زعمت إدارة ترامب السعي لتحقيقها في المنطقة، فبدلاً من تعزيز الاستقرار، ستؤدي هذه الخطة إلى إشعال جولة جديدة من العنف في غزة، وتعريض اتفاقيات السلام الإسرائيلية مع الدول العربية للخطر، وإعطاء إيران فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
كما أن تنفيذ هذه الخطة سيمنح الصين وروسيا فرصة لتقديم نفسيهما كحماة للحقوق الفلسطينية، مما سيؤدي إلى تآكل النفوذ الأمريكي في المنطقة لصالح خصوم واشنطن. ووصفت حركة حماس الخطة بأنها "صب للزيت على النار"، مبررةً تأجيلها لعملية الإفراج عن الأسرى.
ورأى الكاتب أن هدف نتانياهو واليمين المتطرف الإسرائيلي أعمق من مجرد التعامل مع أزمة غزة، إذ اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية في السعودية، بحجة أن المملكة "تمتلك الكثير من الأراضي"، وهو تصريح يكشف مدى استهتاره بمستقبل الفلسطينيين واستعداده للتضحية بأي مسار للسلام مع الدول العربية مقابل تحقيق أهدافه التوسعية.
لكن التأثير الأكبر، حسب الكاتب، سيكون على الولايات المتحدة نفسها. فعلى المدى الطويل، ستدرك واشنطن أن دعمها غير المشروط لحكومة نتانياهو يلحق ضرراً بمصالحها الإقليمية أكثر من أي تهديد آخر.
ومع تصاعد الإدراك بأن ولاية ترامب الثانية قد تكون بمنزلة "كرة هدم" لما تبقى من النظام الإقليمي، تزداد المخاوف من أن السنوات الأربع القادمة ستكون مليئة بالفوضى والدماء والدمار.
ويختم الكاتب بالقول "سواءً كانت خطة ترامب خطوة محسوبة أو مجرد ارتجال متهور، فأنها ألحقت أضراراً لا يمكن إصلاحها بعملية السلام، وبمكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وباستقرار المنطقة بأكملها".