لبنان ٢٤:
2024-12-22@07:14:19 GMT

هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

لم يكن اللبنانيون، إلى أي فئة انتموا، يحتاجون إلى الكثير من المعلومات لكي يعرفوا مسبقًا ما سيكون عليه ردّ الرئيس بري، بصفته "الأخ الأكبر" لـ "حزب الله"، على الورقة الأميركية للحّل. فهو في النهاية يريد أن يأكل عنبًا، بالتزامن مع سعيه من خلال تنسيقه مع "حزب الله" إلى إبعاد "الناطور" عن الحديقة الخلفية للبنان، وذلك من خلال رفضه ما تضمّنته الورقة الأميركية للحّل من نقاط من شأنها إطلاق يد إسرائيل جوًّا وبرًّا وبحرًا.

وهذا ما لا يقبله أي لبناني عاقل. فالقبول بما يمكن أن يطمئن إسرائيل غير وارد، لأن ما يطمئن إسرائيل يتعارض مع السيادة اللبنانية، وهذا ما كانت عليه طبيعة الردّ اللبناني. فالرئيس بري على تنسيق تام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يصرّ على تطبيق القرار 1701 بكل بنوده، بعد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وإعطاء الجيش الدور الأكبر في المحافظة على الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، من دون توسيع لصلاحياتها الأساسية، مع رفض مطلق لما تحاول إسرائيل فرضه بقوة النار، أي أن تمتلك "حق العمل العسكري" متى شاءت. وهذا يعني التنازل عن مبدأ السيادة، وبالتالي التسليم باستباحة مناطق البيئة الحاضنة لـ "المقاومة الإسلامية"، بحيث يصبح العيش فيها شبه مستحيل.   أمّا ما يتعلق بتوسيع اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ القرار 1701 فإن الرئيس بري، ومعه الرئيس ميقاتي، لا يريان أي فائدة في انضمام كل من المانيا وبريطانيا إلى هذه اللجنة الدولية، التي يرأسها جنرال أميركي وآخر فرنسي. ويرى الجانب اللبناني تفعيل عمل اللجنة القديمة بدلًا من توسيعها. وهو لزوم ما لا يلزم. لأن أي زيادة على عمل اللجنة القديمة يعني زيادة على ما نصّ عليه القرار 1701، أي أن يكون مذّيلًا بعلامة +. وهذا ما يرفضه لبنان كأساس صالح لمفاوضات يُعتقد أنها ستكون طويلة وشاقة، مع إصرار على ألا تبدأ هذه المفاوضات إلاّ بعد وقف شامل للنار، إذ من غير المنطقي أن يقبل لبنان بالسير بهذه المفاوضات على وقع الغارات الإسرائيلية، التي تدّك المناطق المستهدفة يوميًا، والتي ينتج عنها المزيد من الضحايا والدمار والخراب.   لذلك فإن الاولوية اليوم هي للتفاوض على وقف الحرب، أما ما بعدها فمتروك لنجاح التسوية، ولكن على عكس ما يروج له البعض من أن التسويات تأتي دائمًا على حساب لبنان، الذي دفع أثمانًا باهظة نتيجة عدم وضوح في الرؤية وفي التقدير وبعد النظر.   ويرى مراقبون حياديون أن مستقبل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، والتي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، مرهون بمدى جدّية استعداد تل أبيب لوقف شامل للنار، وهي التي تؤكد على لسان قادتها والمسؤولين فيها أن الحرب الشاملة والواسعة، التي شنتّها على لبنان منذ شهرين تقريبًا لم تحقّق أهدافها بعد. وهذا يعني أن لا نية لدى حكومة الحرب الإسرائيلية بوقف مسلسل اعتداءاتها قبل أن تضمن عدم تكرار عملية "طوفان الأقصى" بنسخته اللبنانية".   ويقابل إصرار تل أبيب على مواصلة اعتداءاتها تمسّك "حزب الله" بخطابه الجماهيري، الذي يرفض التسليم بالأمر الواقع، من خلال ابرازه ما حقّقه من إنجازات ميدانية، حتى أن بعض نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" يذهبون بعيدًا في مسألة إبراز هذه الإنجازات، التي يعتبرون أنها ستفضي عاجلًا أم آجلًا، إلى تراجع تل أبيب عن شروطها التعجيزية، ومن ضمنها بالتأكيد إبقاء الجنوب ولبنان كله تحت العين الإسرائيلية، مع الإصرار على أن تطورات الميدان الجنوبي لا تسمح لإسرائيل بأن تدّعي النصر وفرض شروطها التي تتناقض مع السيادة.   من هنا، فإن "حزب الله"، الذي سلم ملاحظاته للرئيس بري، يحاول أن يرسّخ معادلة جديدة تقوم على التناغم بين الميدان والمسار الديبلوماسي، مع ما يمكن أن يترتب عن هذه المعادلة المعقدة والمكلفة في آن.  وهذا ما تفعله أيضًا إسرائيل، التي تسابق دباباتها في الجنوب المسار التفاوضي. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله وهذا ما

إقرأ أيضاً:

قادة الدول الثماني النامية يؤكدون ضرورة التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة

المناطق_واس

أكد القادة المشاركون في الجلسة الثانية لمؤتمر الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي التي خصصت لمناقشة الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة ولبنان، ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرين إلى أن المدخل الحقيقي لتنمية لبنان يبدأ باحترام إسرائيل للشرعية الدولية وتطبيق القوانين والمعاهدات والقرارات ذات الصلة.

وشدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته خلال الجلسة، على رفض بلاده لأي سيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال التهجير أو من خلال فصل غزة عن الضفة والقدس، مؤكدًا ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفع العوائق الإسرائيلية أمام النفاذ الإنساني بما يمهد لترتيبات ما بعد الحرب.

أخبار قد تهمك استشهاد 5 فلسطينيين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة 19 ديسمبر 2024 - 11:06 صباحًا استشهاد 16 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على منزلين شمال قطاع غزة 19 ديسمبر 2024 - 7:52 صباحًا

بدوره، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة مماثلة، بضرورة التحرك العاجل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المفروض على الفلسطينيين ووضع حد لجرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومنع محاولات فصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية، داعيًا إلى تبني الخطة السياسية التي قدمتها فلسطين في القمة العربية والإسلامية التي عقدت بالرياض وتبدأ بوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل وفق القرار 2735 الصادر في 7 أكتوبر 2023.

من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في كلمته خلال الجلسة: “إن المدخل الحقيقي لتنمية لبنان يبدأ باحترام إسرائيل للشرعية الدولية وتطبيق القوانين والمعاهدات والقرارات ذات الصلة بدءًا من القانون الدولي الإنساني والضغط على دولة الاحتلال التي تمارس عدوانها التدميري، مشيرًا إلى أنه لولا جهود الدول العربية والإسلامية لما استطاع لبنان مواجهة التحديات الكبرى”.

من جانبه أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمته، دعم بلاده لكافة الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي دائم في فلسطين، مشددًا على أهمية تكثيف المساعي لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، وداعيًا الدول الثماني إلى الانضمام إلى القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة الدولية.

بدوره، عد رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، في كلمته، التصعيد الإسرائيلي المستمر في المنطقة واحدًا من أسوأ الفصول في تاريخ الإنسانية، مشيرًا إلى أهمية وضع تصور عاجل لتوفير تمويل كافٍ من أجل إعادة إعمار غزة والضفة الغربية ولبنان والمناطق المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي.

من جهته، دعا رئيس الحكومة المؤقتة لبنجلاديش محمد يونس، في كلمته، جميع الأطراف الفاعلة وأصحاب المصلحة خارج المنطقة إلى اتخاذ إجراءات جماعية لمواجهة الانتهاكات الوحشية التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • الفنان ياسر علي ماهر لـ«الأسبوع»: أقاليم مصر مليئة بالمواهب وهذا هو الغنى الحقيقي
  • ‏الحوثيون يهددون إسرائيل باستهداف مقراتها الحيوية
  • اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • خبير استراتيجي: انتهاكات إسرائيل للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة
  • إعلام إسرائيلي: إسرائيل وحماس أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لاتفاق
  • إسرائيل وحماس أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل إلى اتفاق.. تفاصيل
  • قادة الدول الثماني النامية يؤكدون ضرورة التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة
  • الموسوي حول ما يجري في سوريا: إسرائيل لديها قلق وجودي وخوف أبدي
  • كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟
  • بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة