الجزيرة:
2025-02-22@23:41:38 GMT

بيع موزة وشريط لاصق بـ6.2 ملايين دولار

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

بيع موزة وشريط لاصق بـ6.2 ملايين دولار

في واحدة من أغرب وأبرز صفقات المزادات الفنية، شهدت دار سوذبيز في نيويورك -أمس الأربعاء- بيع قطعة فنية تُعرف باسم "كوميديان" للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان بمبلغ 6.2 ملايين دولار، بما في ذلك الرسوم. وتعد هذه الموزة المثبتة على الحائط باستخدام شريط لاصق، والتي يتم تغييرها بانتظام بناء على تعليمات الفنان، هي واحدة من أكثر القطع الفنية إثارة للجدل في العالم الفني المعاصر.

كوميديان

"كوميديان" هو عمل فني بسيط يتكون من موزة حقيقية مثبتة على الحائط باستخدام شريط لاصق فضي. ظهرت هذه القطعة لأول مرة في معرض آرت بازل ميامي عام 2019، حيث جذبت اهتمام وسائل الإعلام والجماهير على حد سواء. في ذلك الوقت، تم بيع نسختين من هذا العمل، الأولى بمبلغ 120 ألف دولار، والثانية بقيمة 150 ألف دولار، مما أثار جدلا واسعا حول مفهوم الفن وقيمته.

المشتري: رجل الأعمال في العملات الرقمية

المشتري لهذه القطعة الفنية الغريبة هو جاستن صن، رائد الأعمال المعروف في مجال العملات الرقمية ومؤسس شبكة "ترون" (TRON).

يعرف صن بمشاركاته الجريئة والمثيرة للجدل في عالم الأعمال والفن، إذ سبق أن شارك في مزادات لشراء قطع فنية وعشاء خيري مع وارن بافيت.

أعلن صن أن شراءه لهذه الموزة هو جزء من دعمه للفن الحديث، كما أنه يخطط لتناول الموزة كجزء من "تجربة فنية"، وهو ما يعيد للأذهان حادثة قيام أحد زوار معرض آرت بازل في 2019 بتناول موزة مماثلة، مما أثار حينها موجة من التعليقات الساخرة.

بيع هذا العمل الفني تساؤلات عديدة حول القيمة الحقيقية للفن (الفرنسية) ردود الفعل على العمل الفني

بيع الموزة بهذا السعر الخيالي أثار الجدل مجددا حول ماهية الفن وقيمته. يرى البعض أن هذه الصفقة تعكس جنون السوق الفني الذي يبالغ أحيانا في تقدير الأعمال، بينما يعتبرها آخرون رسالة قوية عن بساطة الأشياء اليومية وإمكانية تحويلها إلى فن.

بينما أشار النقاد إلى أن العمل "كوميديان" ليس مجرد موزة، بل إنه رمز ساخر يظهر كيف يمكن للفن أن يتحدى المفاهيم التقليدية ويدفع الحدود.

من جانبه، صرّح كاتيلان، الفنان الذي يقف خلف العمل، بأن "العمل يختبر العلاقة بين الفن والجمهور".

مفهوم جديد للفن

ويثير بيع هذا العمل الفني تساؤلات عديدة حول القيمة الحقيقية للفن: هل الفن في مفهومه الحديث يجب أن يكون معقدا أو مكلفا؟ أم أن البساطة والأفكار غير التقليدية هي التي تحدد قيمته؟

لكن يبقى "كوميديان" نموذجا يبرز كيف يمكن للفن أن يتحول إلى ظاهرة اجتماعية وثقافية، تتجاوز حدود القاعات الفنية لتصل إلى عناوين الأخبار العالمية.

وفي الوقت الذي يصف فيه البعض هذا البيع بأنه "عبثي"، فإن آخرين يعتبرونه شهادة على قوة الإبداع والابتكار في تحويل الأشياء اليومية إلى قطع فنية ذات قيمة خيالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

هوغو بال والدادية: فن الفوضى أم فلسفة الحرية

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، أحدثت دمارًا هائلًا في أوروبا، مما أدى إلى فقدان الثقة في القيم التقليدية التي كانت تحكم العالم. في ظل هذه الفوضى، وُلدت حركة فنية جديدة قلبت المفاهيم الجمالية رأسًا على عقب: الدادية. كان هوغو بال أحد أبرز مؤسسي هذه الحركة، والتي لم تكن مجرد اتجاه فني، بل كانت ثورة فكرية رفضت المنطق والعقلانية، وسعت إلى إعادة تعريف الفن بطرق غير مسبوقة.

ما هي الدادية؟

ظهرت الدادية في عام 1916 داخل كاباريه فولتير في زيورخ، حيث اجتمع فنانون وأدباء هاربون من الحرب، وقرروا التمرد على كل ما يمثله المجتمع التقليدي، من السياسة إلى اللغة وحتى الفن نفسه. رفضت الدادية فكرة أن الفن يجب أن يكون جميلاً أو منظمًا، وبدلاً من ذلك، تبنت العشوائية والعبث والسخرية كأسلحة ضد النظام الذي أدى إلى الخراب.

هوغو بال: الأب الروحي للفوضى الفنية

كان هوغو بال أحد الشخصيات المحورية في هذه الحركة، واشتهر بأدائه الشعري الغريب الذي كان يعتمد على أصوات وكلمات غير مفهومة، مثل قصيدته الشهيرة “كراتش كراسش”. رأى بال أن اللغة التقليدية فقدت معناها بسبب استخدامها في الدعاية السياسية والحرب، فابتكر لغة صوتية جديدة تعبر عن مشاعر إنسانية خالصة، بعيدًا عن القيود اللغوية المعتادة.

الفوضى أم الحرية؟ جدل لم ينتهِ بعد

واجهت الدادية انتقادات كثيرة، حيث اتهمها البعض بأنها عبثية بلا هدف، بينما رأى آخرون أنها كانت تحاول تحرير الفن من القيود المفروضة عليه. كان هوغو بال نفسه يؤمن بأن الدادية ليست مجرد عبث، بل هي دعوة لإعادة النظر في كل شيء، حتى في أكثر الأفكار بداهة.

إرث الدادية في الفن المعاصر

على الرغم من أن الدادية كحركة لم تستمر طويلًا، إلا أن تأثيرها امتد إلى العديد من الحركات الفنية اللاحقة مثل السريالية والفن المفاهيمي. كما يمكن رؤية تأثيرها في ثقافة البانك، والكولاج، وحتى في بعض أشكال الفنون الرقمية الحديثة التي تعتمد على العشوائية والتجريب.

كانت الدادية أكثر من مجرد حركة فنية، بل كانت موقفًا فلسفيًا تجاه العالم، وخاصة تجاه مجتمع دمرته الحرب. وبينما قد تبدو أعمال الداديين غير مفهومة أو صادمة، إلا أنها كانت محاولة جريئة لإعادة تعريف ماهية الفن. واليوم، لا يزال الجدل قائمًا: هل كانت الدادية فوضى بلا معنى، أم أنها كانت قمة الحرية الإبداعية؟


 

مقالات مشابهة

  • بمشاركة نجوم الفن العربي.. انطلاق تصوير مسلسل "تحت الصفر"
  • هوغو بال والدادية: فن الفوضى أم فلسفة الحرية
  • طريقة عمل زينة رمضان بالأكياس.. خطوات سهلة وغير مكلفة
  • بتكلفة 5 ملايين جنيه.. افتتاح مجمع خدمات الشهر العقاري والتوثيق بالبحر الأحمر
  • «التعليم»: شراكة مصرية يابانية في التعليم الفني وإنشاء مدارس تكنولوجية
  • عبد اللطيف: مدارس التكنولوجيا التطبيقية نموذج مبتكر وناجح في تطوير التعليم الفني
  • ميساء مغربي: مهري 10 ملايين دولار .. فيديو
  • معرض “تأقلُم” في المتحف السعودي للفن المعاصر في جاكس.. نافذة للتفكّر في الحياة من خلال فنّ السيراميك
  • وزير العمل يُشارك في «إديوتك إيجيبت 2025» ويؤكد على أهمية تطوير التعليم الفني
  • عمل نادر لبانكسي يعرض في مزاد سوذبيز بلندن.. والسعر المتوقع يصل إلى 6 ملايين يورو