بوريل: الحرب في غزة حرب ضد الأطفال وتقتل مستقبل جيل كامل
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
سرايا - أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن لا حل عسكريا في الشرق الأوسط، والحل الوحيد الذي سيجلب السلام هو القائم على القانون الدولي.
وشدد خلال تصريحات صحفية بعد منحة الدكتوراة الفخرية في العلاقات الدولية من الجامعة الأردنية، أن الحلول "تأتي من خلال المفاوضات من أجل سلام عادل وتقاسم الأرض، وهذا هو ما يعنيه حل الدولتين، وصوت العقل يجب أن ينتصر على صوت الكراهية كطريقة وحيدة لتحقيق السلام".
ودعا إلى إنهاء الإفلات من العقاب، والتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ومحاكمتها، مؤكدا على ضرورة انتصار صوت الحكمة على صوت الكراهية، كما دعا إلى عدم الاستماع لمن يروجون للانتصار الكامل، وأن لا أمن بدون سلام ولا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بدون مساءلة شاملة ومحايدة.
وأكد أن لا شيء يوصف مدى صعوبة الأوضاع في غزة، تزامنا مع اليوم العالمي للطفل، الذي أعلن عنه في الأمم المتحدة عام 1954، إذ لا يتخيل أحد أنه بعد 70 عاما، سنشهد حربا يكون 70% من ضحاياها أطفال ونساء، والفئة العمرية الأكثر بين الضحايا هي الأطفال دون التاسعة من العمر.
الحقيقة المأساوية، أن إسرائيل تقتل يوميا قرابة 50 طفلا في الحرب على غزة، وهذا أمر مروع، واصفا أن هذه الحرب كما وصفها مفوض وكالة أونروا فيليب لازاريني "حرب ضد الأطفال، وتقتل مستقبل جيل كامل".
وبشأن الأوضاع في فلسطين، قال بوريل "علينا أن نعمل من أجل صوت للسلام، وأن نرفع أصواتنا ضد رسائل الكراهية، ضد الأكاذيب، ضد الكاريكاتيرات، ضد من يصور الإنسان الآخر كحيوان لا يستحق الحياة".
- تحالف عالمي -
وأكد على ضرورة أن نفهم أن التحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في هذه المنطقة وينبغي فقط "تنفيذه" بعد الإعلان عنه منذ أكثر من 30 عاما وأصبح اليوم أبعد مما كان عليه.
كما دعا بوريل إلى مواجهة التطرف وهزيمة من يعيقون السلام لأنهم يريدون الهيمنة على كل شيء، مؤكدا على وجود أشخاص في إسرائيل يريدون السلام بقدر ما هناك أشخاص في فلسطين يريدونه.
وأشار إلى أن ما حدث من هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023 لا يمكن تبريره بفظاعة أخرى من خلال الاستخدام المفرط للقوة الذي قد يخلق أوضاعًا تتعارض مع القانون الدولي.
"يجب أن نرفع أصواتنا في كل مكان وأمام أي شخص ينتهك القانون الدولي. نعم، يوجد حق في الدفاع ولكن حق الدفاع، مثل أي حق آخر، له حدود؛ حدود القانون الدولي"، وفق بوريل.
ولتحقيق السلام العادل، أكد على ضرورة أن تنتهي جميع أشكال الاحتلال غير القانونية، التي طالب بها عبر محكمة العدل الدولية، إذ قال "يجب أن تنتهي المذابح وتجويع الأبرياء، وأن ينتهي الإفلات من العقاب".
وفي الضفة الغربية المحتلة، أكد بوريل أنه قدّم عدة مقترحات لفرض عقوبات على عنف المستوطنين وإرسال رسالة مفادها أن القانون الدولي يجب أن يُحترم، في وقت قدم فيه مقترحات لفرض عقوبات على قادة حماس.
وأشار إلى الانقسام في العالم ليس بين الغرب والعالم الإسلامي، بل "بين أولئك الذين يسعون للسلام وأولئك الذين يستفيدون من الصراع ويريدون أن يفرقونا"، قائلا "يجب أن نعترف بأن هناك رواية تحاول تصوير المشكلة على أنها صراع بين الغرب والشرق أو ضد الجنوب، أو ضد العالم الإسلامي".
- التحقيق في جرائم الحرب -
وشدد على أن هذه الرواية مختلقة وخاطئة، وهي صورة نمطية يجب تفكيكها ورفضها، داعيا إلى تجنب أي نوع من الصراعات القائمة على الدين أو الحضارة أو العرق، ومعارضة أي تيار يسعى للتفريق وهذا يتطلب شجاعة وقيادة وعزيمة مثل التي أظهرتها الأردن.
ودعا أيضا إلى التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ومقاضاة مرتكبيها، وإلى دعم المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وقال "لا يمكننا أن نعيش في عالم لا يُحترم فيه أعلى جهاز قضائي في الأمم المتحدة ولا تُؤخذ أحكامه بعين الاعتبار".
وعن المساعدات الإنسانية لسكان غزة، أكد أن الاتحاد الأوروبي من أكبر الداعمين، لكن ذلك ليس كافيا، مضيفا "تقديم الدعم الإنساني أمر ضروري للغاية.. رأيت آلاف الشاحنات المليئة بالطعام ولا تستطيع الدخول بينما على الجانب الآخر من الجدار هناك أشخاص يموتون جوعا".
"هناك حد لحق الدفاع، ومقدار التدمير الذي نشهده في غزة لا يُبرر بحق الدفاع، بل تجاوز ذلك بكثير، ويجب أن تبدأ أصوات العقل، أصوات الأشخاص الذين يريدون إنهاء هذه المأساة وإحلال السلام والأمن للجميع في العمل بشكل جاد".
وأشاد بالدور الحيوي لوكالة أونروا ومواصلتها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا الدعم القوي من الاتحاد الأوروبي لأونروا، وأن هذا التكتل من أكبر ممولي هذه المنظمة.
ودعا للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، ورفع الأصوات عاليا ضد أي محاولة للاعتداء عليه وعلى منظمة الأمم المتحدة، التي تخدم الشعب الفلسطيني، ورفع الأصوات عندما تُرتكب الفظائع وينتهك القانون الدولي.
كما دعا إلى محاربة التضليل ورسائل الكراهية ضد أي إنسان بغض النظر عن مصدر هذه الرسالة وإلى النقاش على الحقائق المستندة على الأدلة، قائلا "كل البشر متساوون في الكرامة، ولا شيء أكثر سخافة من معاداة السامية، أو أي شيء يمثل الانتماء إلى مجموعة بشرية – بسبب الدين، أو الثقافة، أو بسبب الاعتبارات العرقية"، مؤكدا أنه "على هذا الأساس يمكننا أن نصنع السلام".إقرأ أيضاً : اعتقال رجل بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك إقرأ أيضاً : مصرع مؤرخ "اسرائيلي" في كمين لحزب اللهإقرأ أيضاً : 66 شهيداً و100 جريح في قصف الاحتلال مربعاً سكنياً شمال غزة
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#جرائم#فلسطين#المنطقة#الأردن#نيويورك#اليوم#أمن#العمل#الدفاع#غزة#الاحتلال#الشعب#صوت
طباعة المشاهدات: 1541
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-11-2024 09:24 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: صوت جرائم صوت صوت أمن اليوم صوت المنطقة اليوم فلسطين الدفاع الاحتلال العالم العالم جرائم جرائم غزة العمل الدفاع الشعب الشعب العالم جرائم فلسطين المنطقة الأردن نيويورك اليوم أمن العمل الدفاع غزة الاحتلال الشعب صوت القانون الدولی الأمم المتحدة یجب أن
إقرأ أيضاً:
خبير قانوني: القانون الدولي يقف بقوة ضد مخططات التهجير القسري
أكد الدكتور محمد محمود مهران الخبير في القانون الدولي، أن مصر شعباً وقيادةً لن تقبل المساومة على سيادتها الوطنية ولو كلفها ذلك حياة شعبها بأكمله، مشدداً على أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمثل اعتداءً سافراً على السيادة المصرية.
وقال أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، في تصريحات صحفية، إن طرح ترامب لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر يمثل «وعد بلفور» جديداً محكوم عليه بالفشل، مشددا علي رفض مصر القاطع لأي مساس بالسيادة الوطنية.
وكشف الدكتور مهران أن مقترحات الرئيس ترامب الأخيرة خلال لقائه نتنياهو بشأن تحويل غزة لمنتجعات سياحية بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن تكشف عن عقلية استعمارية متجذرة، مؤكداً أن هذه المخططات تتجاهل حقيقة أن مصر دولة ذات سيادة تمتلك إرادة مستقلة.
وأكد الخبير القانوني، أن القانون الدولي يقف بقوة ضد مخططات التهجير القسري، حيث تنص المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة صراحة على حظر النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين، كما تصنف المادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التهجير القسري كجريمة ضد الإنسانية تستوجب المحاكمة الدولية، ومضيفا أن المادة 8 من نظام روما تعتبر الترحيل القسري للسكان المدنيين جريمة حرب تقع تحت طائلة العقاب الدولي.
وشدد مهران على أن المواثيق الدولية، وخاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، تؤكد على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة أو تغيير تركيبتها السكانية، موضحا أن القانون الدولي يكفل للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، كما يضمن حق اللاجئين في العودة وفقاً للقرار 194، مؤكداً أن أي محاولات لفرض حلول قسرية تتعارض مع هذه المبادئ الراسخة في القانون الدولي.
وأضاف أن تظاهرات الالاف في رفح المصرية في الايام الماضية يمثل رسالة قوية للعالم بأن الشعب المصري يقف خلف قيادته في رفض أي مساس بالسيادة الوطنية أو محاولات فرض حلول على حساب الأمن القومي المصري.
ونوه مهران إلي أن مصر، التي واجهت أعتى الإمبراطوريات عبر التاريخ، لن تخضع لأي ضغوط أو إملاءات خارجية، مؤكداً أن القوة الحقيقية لمصر تكمن في وحدة شعبها والتفافه حول قيادته، محذرا من أن استمرار طرح مثل هذه المقترحات يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري والعربي، مشيراً إلى أن مصر لن تسمح بتكرار مأساة تهجير الفلسطينيين على أراضيها.
كما أكد أستاذ القانون الدولي أن الشعب المصري يدرك تماماً خطورة هذه المخططات، وأن التفافه حول قيادته السياسية في رفض التهجير يعكس وعياً عميقاً بمخاطر المشروع الصهيوني في المنطقة، مؤكدا أن مصر ستظل حصناً منيعاً ضد كل المؤامرات التي تستهدف المنطقة، وأن شعبها مستعد للتضحية بحياته دفاعاً عن سيادته وكرامته.
ولفت الدكتور مهران إلي ان الشعب الفلسطيني الذي صمد في وجه الاحتلال لأكثر من 75 عاماً، وقدم قوافل الشهداء دفاعاً عن أرضه ومقدساته، لن يقبل بأي مشاريع للتهجير أو التوطين مهما بلغت الضغوط والتضحيات، مضيفا أن التاريخ علمنا أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه كجذور الزيتون، وأن كل محاولات اقتلاعه باءت بالفشل رغم كل أشكال القمع والإرهاب.
وشدد أيضا على أن المقاومة البطولية في غزة اليوم تثبت للعالم أجمع أن الفلسطيني سيموت في أرضه ولن يقبل بأي بدائل، وأن رفض التهجير بات جزءاً أصيلاً من الهوية الفلسطينية التي تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.
اقرأ أيضاًترامب: مصر والأردن رفضا تهجير الفلسطينيين من غزة
عقب تصريحات ترامب.. رئيس وزراء استراليا يؤكد مجددا دعم بلاده لحل الدولتين