حكم إخراج الصدقة بنية تحقيق شيء معين.. اعرف الموقف الشرعي
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
الصدقة تُعتبر واحدة من أعظم الأعمال التي حث عليها الإسلام، فهي تُعد سببًا في تيسير الأمور، وسعة الرزق، وشفاء المرضى، وقضاء الحوائج.
النبي صلى الله عليه وسلم أكد هذا المعنى في قوله: "داووا مرضاكم بالصدقة"، كما أشار إلى أن الصدقة لا تنقص المال بل تزيده، حيث قال: "ما نقص مال من صدقة".
وتعد الصدقة أيضًا وسيلة لإطفاء غضب الله، مما يجعلها من أعظم القربات إلى الله عز وجل.
الصدقة بنية تحقيق حاجة معينة: هل هي جائزة؟
يتساءل الكثيرون عن جواز إخراج الصدقة بنية تحقيق حاجة معينة أو قضاء أمر ما.
في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن إخراج الصدقة بغرض أن يُحقق الله عز وجل حاجةً للمتصدق ليس أمرًا مُحرَّمًا.
بل على العكس، فإن الصدقة تُعتبر قربة عظيمة إلى الله، والنذر -كأحد أشكال القربات- يندرج أيضًا تحت هذا الإطار.
وأشارت دار الإفتاء إلى تعريف النذر باعتباره التزامًا طوعيًا يوجبه الإنسان على نفسه للتقرب إلى الله، بشرط ألا يتضمن معصية.
وقد جاء في الحديث الشريف: "مَن نذَر أن يُطيعَ اللهَ فلْيُطِعْه، ومَن نذَر أن يعصيَ اللهَ فلا يعصِه".
الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد أن النذر والصدقة كلاهما من الأعمال الجيدة التي يُثاب عليها الإنسان.
لكنه أوضح أن بعض الفقهاء يرون أن المسلم الكريم لا ينبغي أن ينتظر وقوع حاجة أو شرط ليُقدِّم قربى لله، مشيرًا إلى أن النذر من حيث الجواز ليس حرامًا ولكنه مكروه عند بعض العلماء.
كيفية الوفاء بالنذر أو الصدقة
في حالة عجز الإنسان عن الوفاء بالنذر الذي التزم به، أشار شلبي إلى ضرورة كفارة اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وفي حالة عدم القدرة على ذلك، يجب صيام ثلاثة أيام.
أما الصدقة، فهي جائزة في كل وقت وحال، ولا تحتاج إلى شروط محددة للقيام بها.
فضل الصدقة وأثرها
من جانبه، أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن الصدقة من أعظم العبادات التي تُطفئ غضب الله وتغفر الذنوب.
واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة"، مشددًا على أهمية جعل الصدقة وسيلة للتوبة والاستغفار.
وأضاف عاشور أن الصدقة تُعد حلاً فاعلاً عند مواجهة الأزمات أو العقبات.
فإذا وقع الإنسان في ذنب أو واجه تعثرًا في أمر من أمور حياته، فإن إخراج الصدقة يُعد من الوسائل التي يُرجى بها تيسير الأمور وتحقيق الغايات.
الصدقة عبادة بلا حدود
في الختام، شدد العلماء على أن الصدقة لا ترتبط بوقت أو حال معين، فهي عبادة عظيمة تقرب العبد من ربه، وتُبارك في حياته، وتُحقق له الأمنيات.
ومن هنا، فإن الالتزام بها يُعد طريقًا لرضا الله وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إخراج الصدقة
إقرأ أيضاً:
مفتي الديار السابق يكشف موعد إخراج زكاة الفطر
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن زكاة الفطر فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين في شهر رمضان، وحدد مقدارها بصاع من تمر أو شعير، ويجب إخراجها على كل مسلم سواء كان حرًا أو عبدًا، ذكرًا أو أنثى، وتُخرج الزكاة عن العائل ممن تلزمه نفقته.
شرط وجوب زكاة الفطر هو اليساروأكد مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج فتاوى الصيام، المذاع على قناة الناس، أن شرط وجوب زكاة الفطر هو اليسار، أي أن المسلم يجب عليه إخراجها إذا كان ميسرًا، أما الفقير المعسر الذي لا يملك ما يزيد عن قوته وقوت من يعول في ليلة العيد أو يوم العيد، فلا تجب عليه الزكاة.
وأضاف الدكتور شوقي علام، أن الزكاة طهرة للصائم من اللغو والرفث الذي قد يكون وقع أثناء الصيام، وهي أيضًا وسيلة لإغناء المساكين عن السؤال في يوم العيد، وقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم».
الزكاة تجب عند دخول فجر يوم العيدوفيما يخص وقت وجوب زكاة الفطر، ذكر الدكتور شوقي علام أنه وفقًا لمذهب الحنفية، فإن الزكاة تجب عند دخول فجر يوم العيد، ومن جانب آخر، لا مانع شرعًا من تعجيل زكاة الفطر منذ أول دخول رمضان، كما هو الرأي الصحيح عند فقهاء الشافعية.
كما أضاف أنه في مذهب الشافعية يمتد وقت أداء الزكاة حتى غروب شمس يوم العيد، ومن لم يخرجها في هذا الوقت، فإنها لا تسقط عنه، بل يجب عليه إخراجها قضاءً.