موقع 24:
2025-02-22@20:03:46 GMT

على حافة حرب نووية

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

على حافة حرب نووية

ما أشبه اليوم، ب 16 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1962، عندما وقف العالم على شفير حرب نووية بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وإن اختلفت الأسباب واختلف القادة في البيت الأبيض والكرملين، لكنّ هناك وجهاً واحداً لم يتغير هو أن الصراع بين العملاقين بقي على حاله لأسباب مختلفة.
في ذلك اليوم قبل 62 عاماً اشتعلت الأزمة بعد أن اكتشف الأمريكيون نشر صواريخ نووية سوفييتية في الأراضي الكوبية على بعد 90 ميلاً من الأراضي الأمريكية، ما جعل العالم يقف طوال 13 يوماً على حافة جر البشرية إلى كارثة نووية.


كان الصراع بينهما يأخذ شكل صراع أيديولوجي بين الرأسمالية والشيوعية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث سعت الدولتان إلى التنافس على بسط هيمنتهما على العالم بهدف تأمين مجالاتهما الحيوية وذلك في ظل ظروف عالمية متوترة، واصطفافات سياسية وعسكرية بين المعسكرين.
وقد حبس العالم أنفاسه طوال أسبوعين في انتظار ما يمكن أن يحدث، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جون كيندي فرض حصار بحري على كوبا، وتفتيش السفن المتجهة إليها، وتسيير طلعات جوية استكشافية فوق مواقع منصات الصواريخ، ونشر صواريخ أرض - جو حول العاصمة واشنطن.
يومها تسارعت الجهود والاتصالات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو لتفادي الكارثة وعدم الوقوع في خطأ الحسابات، وفي يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني بدأت السفن السوفييتية بالتراجع عن السواحل الكوبية، كما تلقّى الرئيس الأمريكي آنذاك جون كيندي يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني رسالة من الزعيم السوفييتي نيكيتا خورشوف يبلغه فيها بأنه سيزيل هذه الصواريخ، وانتهت الأزمة يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني باتفاق يقضي بسحب الصواريخ مقابل التخلص من الصواريخ الأمريكية التي كانت منصوبة في بريطانيا وألمانيا وتركيا.. وتنفس العالم الصعداء وانتهى الكابوس.
ويتكرر المشهد اليوم بعد ألف يوم من الحرب الأوكرانية، إذ لم تمر ساعات على قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» في ضرب العمق الروسي حتى وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وثيقة محدثة لاستخدام السلاح النووي تقضي بأن «أي هجوم تقليدي على روسيا من قبل أي دولة بمشاركة دولة أخرى يعتبر هجوماً مشتركاً على بلاده»، ويعكس هذا التوقيع على العقيدة المنقحة أن أي هجوم جوي على روسيا وعلى أراضي حليفتها بيلاروسيا يمكن أن يؤدي إلى رد فعل نووي، وهو بذلك يرسم «خطاً أحمر» أكده المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول إن الهدف من العقيدة النووية الروسية المحدثة هو «جعل الأعداء المحتملين يدركون أن الرد على أي هجوم على روسيا أو حلفائها أمر حتمي». وأضاف: «إن استخدام الأسلحة النووية إجراء قسري شديد». من جهته نصح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بعدم التصعيد والإطلاع على العقيدة المحدثة لاستخدام السلاح النووي، وأشار إلى أن أوكرانيا «لا تستطيع استخدام الصواريخ البعيدة المدى من دون مساعدة الأمريكيين».
لم تتأخر أوكرانيا في ضرب روسيا لأول مرة بصواريخ بعيدة المدى، وذلك بعد ساعات من قرار بايدن السماح لها باستخدام صواريخ «أتاكمز»، إذ استهدفت مواقع استراتيجية في منطقة بريانسك بستة صواريخ، وهو هجوم ما كان ليحدث دون دعم مباشر من الدول الغربية التي توفر عمليات الاستطلاع والإحداثيات والإطلاق.
الموقف خطر ومعقد، ويحتاج إلى جهد دبلوماسي كبير لتفكيك تعقيداته، وهو أمر غير متوفر حتى الآن، كما لا تتوفر قيادات كتلك التي كانت في ستينيات القرن الماضي قادرة على إدراك مخاطر انزلاق العالم إلى حرب نووية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

أوروبا تخشى صفقة غير متوازنة في مفاوضات أوكرانيا.. هل يدفع ترامب القارة إلى حافة الهاوية؟

في خطوة مفاجئة، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. هذا المقترح أثار مخاوف كبيرة في أوروبا، التي عبرت عن قلقها من احتمال إقصائها من عملية المفاوضات أو من تهميش مصالحها في أي تسوية محتملة.

اعلان

وفي هذا السياق، أعلن دونالد دونالد ترامب، الذي لطالما كان يحظى بعلاقات ودية مع الرئيس الروسيفلاديمير بوتين، مؤخرًا أنه يسعى إلى التوصل إلى اتفاق يسمح بإنهاء الصراع لصالح موسكو وكييف.

لكن هذا الاقتراح يثير الكثير من الشكوك في أوروبا حولنوايا الرئيس الأمريكي وطريقة إدارة هذا الصراع، إذ يرون أن غياب التنسيق مع حلفائهم الأوروبيين قد يؤدي إلى نتائج غير مرضية.

الاجتماع المفاجئ

قبل أكثر من عشرة أيام، أجرى ترامب اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي المكالمة التي أعلن خلالها عن البدء في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.

ورغم التوقعات التي كانت تشير إلى أن أي وساطة منالولايات المتحدةستكون ضمن إطار تحالفات غربية متناسقة، إلا أن غياب التنسيق مع حلفاء أوروبا قد أثار استياء عدد من قادة الدول الأوروبية.

من جانبها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية، أنغريت كرامب كارنباور، إنه "إذا تمت هذه المفاوضات من دون مشاورة الأوروبيين، فإننا نواجه خطرًا كبيرًا في تقويض استقرار القارة".

الرئيس دونالد ترامب، إلى اليسار، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتصافحان في بداية اجتماع في القصر الرئاسي في هلسنكي، فنلندا، 16 يوليو 2018APالتباين في المواقف

في الوقت نفسه، أشار ترامب إلى رؤيته حول ضرورة تقديم أوكرانيا تنازلات كبيرة لروسيا، وهو ما اعتبره العديد من المسؤولين في كييف "تنازلًا غير عادل".

كما ذكر الرئيس الأمريكي أن بوتين بحاجة إلى "خروج مشرف" من الحرب، وهو ما يعزز المخاوف من أن ترامب قد يسعى لتقديم تسويات على حساب مصالح أوكرانيا.

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى اليمين، يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، ألمانيا، الجمعة 7 يوليو 2017APRelatedفانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة"روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانياالاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على روسيا وسط تحركات ترامب للتفاوض بشأن أوكرانياحزب البديل من أجل ألمانيا: الحرب في أوكرانيا ليست حربنا

من جانب آخر، عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن استيائه من استبعاد أوكرانيا من المفاوضات، مؤكدًا أن بلاده ستكون المتضرر الأكبر إذا تمت أي اتفاقية من دون الأخذ بعين الاعتبار مصالحها الأمنية والسياسية.

أما في موسكو، فقد بدت الحكومة الروسية مرتاحة لمبادرة ترامب. حيث أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن هناك "فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية سلمية" بفضل هذه المبادرة، مما يزيد من المخاوف الأوروبية حول محاولات ترامب لتسوية قد تمنح روسيا تنازلات كبيرة، الأمر الذي يتناقض مع أهداف كييف في استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا.

دخل فولوديمير زيلينسكي في صدام كلامي مع دونالد ترامبMarkus Schreiber/APالعرض الأمريكي لأوكرانيا

في وقت سابق من هذا الشهر، أرسل ترامب وزير خزانته، سكوت بيسنت، إلى كييف لتقديم عرض يتضمن الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا.

وكان زيلينسكي قد قدّم هذا العرض سابقًا كوسيلة للضغط على ترامب لضمان الدعم الأمريكي، وتشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار في أوكرانيا، مع توفير ردع ضد أي هجوم روسي جديد.

وفقا لصحيفة "التلغراف"، التي اطلعت على تفاصيل الاتفاق، اقترحت الولايات المتحدة الحصول على 50% من عائدات استخراج المعادن، و50% من قيمة "جميع التراخيص الجديدة الصادرة لأطراف ثالثة".

بالإضافة إلى ذلك، "حق الرفض الأول" على صادرات المواد الأوكرانية إلى دول أخرى. هذا العرض أثار غضب الأوكرانيين، الذين اعتبروه صفقة غير عادلة تمثل تهديدًا لمصالحهم الاقتصادية والسيادية.

معارضة أوروبية متزايدة

تتسارع المخاوف الأوروبية مع التصريحات الأخيرة لترامب بشأن الوساطة في النزاع الروسي الأوكراني، حيث امتدت الاعتراضات لتشمل الشروط المالية التي طرحها ترامب، والتي اعتبرها العديد من القادة الأوروبيين خطوة غير مقبولة.

رغم هذه التحذيرات، يصر البيت الأبيض على أن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يكون "في مصلحة الجميع"، مؤكدًا على الدور المحوري الذي ستلعبه الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا بعد توقيع أي اتفاق.

اعلان

في المقابل، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن "أوروبا يجب أن تكون في قلب أي تسوية سياسية"، مشددًا على أهمية أخذ المخاوف الأمنية الأوروبية في الاعتبار.

كما أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أنه "لا يجب أن يكون هناك تقاسم للأمن والمسؤوليات بين أوروبا والولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن حلف الناتو يقوم على التعاون الوثيق لضمان الأمن الأوروبي.

من جانبه، أكد دونالد توسك، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، على ضرورة التعاون الأمريكي لضمان الأمن الأوروبي، قائلاً: "من دون دعم الولايات المتحدة، من الصعب تخيل ضمان الأمن بشكل فعال".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث مع جنود أوكرانيين في معسكر للجيش في شرق فرنسا، الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2024APمقعد غير مريح

عند إعلان ترامب عن بدء المحادثات، أكد على تقديم العملية في إطار ثلاثي حصري بين بوتين وزيلينسكي ونفسه. وفقًا لهذا التوجه، لن يتم دعوة الأوروبيين إلى طاولة المفاوضات، بل سيقتصر دورهم على الاستشارة خلال سير العملية.

اعلان

وفي سياق متصل، أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن "أمن أوروبا في نقطة تحول"، مشيرة إلى أن أي قرار بشأن أوكرانيا يؤثر بشكل مباشر على استقرار الأمن الأوروبي.

اجتمع الزعماء الأوروبيون في باريس لمناقشة مساعي ترامب للمفاوضاتEuropean Union

ما يزيد من قلق أوروبا هو أن الولايات المتحدة، بغض النظر عن نتائج أي اتفاق محتمل بين زيلينسكي وبوتين وترامب، تستعد لتقليص وجودها العسكري في القارة تدريجيًا. وهو ما يعيد الذاكرة إلى حقبة الحرب الباردة عندما كانت واشنطن تسعى إلى منع توسع الاتحاد السوفيتي.

منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022، ارتفع عدد القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا إلى حوالي 100,000 جندي.

ومع ذلك، وفقًا لبيت هيغسيث، فإن الولايات المتحدة لن تركز "بشكل أساسي" على أوروبا، بل ستتجه بدلاً من ذلك إلى منطقة المحيط الهادئ لردع الحرب مع الصين، وإلى الحدود مع المكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية.

اعلان

وفي هذا السياق، ذكرت جانا بوغليرين، الزميلة السياسية البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن فبراير 2025 قد يُعد نقطة تحول جوهرية في تغيير مصلحة أمريكا الأمنية عن مصلحة أوروبا.

تلك التحولات في سياسة واشنطن تترك القارة العجوز في موقف غير مريح، حيث يخشى القادة الأوروبيون من أن يتم إجبارهم على تحمل أعباء تسوية غير مستدامة بين أوكرانيا وروسيا في ظل تقلص الدعم الأمريكي في أوروبا.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انتقادات أوروبية لترامب بعد وصفه زيلينسكي بـ"الديكتاتور" ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد" من سيمثل أوروبا على طاولة المفاوضات: ماكرون أم كوستا أم ميلوني؟ محادثات - مفاوضاتفلاديمير بوتيندونالد ترامبروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبياعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباس يعرض الآنNext في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! يعرض الآنNext بعد عقود من التحسن.. لماذا شهد متوسط العمر المتوقع في أوروبا تباطؤًا ملحوظًا؟ يعرض الآنNext المجتمع الدرزي في سوريا يطالب بضمان دور فاعل للأقليات في الحكم الجديد يعرض الآنNext ماكرون يحذّر ترامب من التهاون مع بوتين في المفاوضات بشأن أوكرانيا اعلانالاكثر قراءة تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية عاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ حب وجنس في فيلم" لوف" شاهد.. دونالد ترامب يحاول مجددا الإمساك بيد زوجته ولكنها ترفض اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلأوكرانياقطاع غزةروسياالاتحاد الأوروبيغزةأسرىحركة حماسفلاديمير بوتينالصحةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • ايران: المرشد الأعلى وجّه بزيادة مدى الصواريخ
  • روسيا تتفاوض مع إيران لبناء محطة نووية جديدة
  • الذاكرة العراقية على حافة النسيان!
  • أوروبا تخشى صفقة غير متوازنة في مفاوضات أوكرانيا.. هل يدفع ترامب القارة إلى حافة الهاوية؟
  • بوتين : روسيا تخطط لتقديم منظومة صواريخ سكيف في المستقبل القريب
  • إيران.. خامنئي يوجه بزيادة مدى الصواريخ وفعاليتها
  • أوكرانيا: روسيا أطلقت 160 مسيرة وصاروخين في هجوم خلال الليل
  • من العالم.. هجوم بـ«السكين» بمتجر في التشيك والكويت تتصدر للمشهد!
  • دعا لمحادثات مع روسيا والصين.. ترامب يحذر من تدمير العالم
  • تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي