صور وبيانات تكشف مخابئ ومسارات أسطول الظل الإيراني
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
تقترب ناقلتا نفط من بعضهما البعض بشكل متواز في عرض البحر، ثم تقوم إحداهما بنقل حمولتها إلى الأخرى. لا تملك الناقلتان تأمينا ولا حتى أوراقا رسمية خاصة بشحنة النفط التي تم تبادلها. والسبب في ذلك هو كونهما جزءا من أسطول إيراني خفي، يعرف بسم "أسطول الظل".
الهدف من إنشاء أسطول الظل هو الالتفاف حول العقوبات الدولية، وخصوصا الأميركية، قصد الاستمرار في بيع النفط الخام في الأسواق الدولية، دون مراقبة فعلية، وخارج الأطر التجارية المألوفة، عبر نقله باستخدام سفن قديمة، تفتقر حتى للصيانة.
مشهد ناقلات النفط التابعة لأسطول الظل تكرر كثيرا في مياه الخليج، ما لفت انتباه المراقبين العالميين، خصوصا بعد الحوادث البيئية الضخمة التي تسبب فبيها تسرب النفط من تلك الناقلات أثناء تحميله من سفينة إلى أخرى. وذلك دفع إيران إلى تكثيف نشاط تهريب النفط في "أماكن آمنة" أخرى.
Read The Big Take: Exclusive Bloomberg analysis of nearly five years of satellite images show how billions of dollars of sanctioned Iranian oil are flowing annually to China.
????????️????: https://t.co/KmAXyubeqp pic.twitter.com/uHPEGMfap2
فريق من صحيفة بلومبرغ، أجرى دراسة لصور الأقمار الصناعية، التي التقطت على مدى 5 سنوات، للسواحل الماليزية، وهي إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بناقلات النفط، وكشف عن نتائج مذهلة، تعكس الحجم الحقيقي للتهرب الإيراني من العقوبات، والأموال الطائلة التي تجنيها من ذلك النشاط، رغم العقوبات الأميركية المتصاعدة ضد طهران.
تشير الدراسة إلى أن حجم تهريب النفط قد تضاعف مقارنة بسنة 2020. إذ تتم أغلب العمليات قبالة السواحل الشرقية لماليزيا، قرب مضيق مالقا، الذي يربط بحر الصين الجنوبي ببحر العرب والمحيط الهندي، ويعتبر أكبر ممر لناقلات النفط في العالم، بمعدل 23 مليون برميل يوميا، يليه مضيق هرمز بكمية عبور تقدر بنحو 21.4 مليون برميل يوميا، حسب إحصاءات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
NEW: Exclusive Bloomberg analysis of nearly five years of satellite images show how billions of dollars of sanctioned Iranian oil are flowing annually to China
⤵️ https://t.co/2DioJe5vr0
ومن خلال مقارنة حجم ناقلات النفط، وسعة خزاناتها، يقدر حجم النفط المهرب بنحو 350 مليون برميل، خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة.
وتقدر قيمة تلك الكمية من النفط بنحو 20 مليار دولار على أقل تقدير، لكن فريق بلومبرغ، الذي أجرى الدراسة، يرى أن الحكم الحقيقي للأموال أكثر من ذلك بكثير، مع التأكيد على أن معظم كميات النفط المهربة كان مصدرها إيران.
واستطاع فريق بلومبرغ الوصول إلى المنطقة البحرية التي ترسو فيها ناقلات النفط، في أكتوبر الماضي، وأخذ صوراً للناقلات التي كانت تحمل النفط من إحداها إلى الأخرى.
وأشارت البيانات الرقمية لمواقع تتبع الملاحة البحرية، إلى أن إحدى تلك الناقلات، وتدعى "تايتان"، كانت متواجة في مضيق هرمز، قبالة السواحل الإيرانية، في الـ 16 من سبتمبر الماضي، قبل إبحارها باتجاه السواحل الماليزية.
أما السفينة التي كانت ترسو حذو "تاتان" وتدى "وين وين"، فأشارت البيانات الرقمية إلى أنها أبحرت من السواحل الصينية في الت 23 من سبتمبر، قبل وصولها إلى مكان التحميل.
نقل النفط من ناقلة إلى أخرى يمكن من توفير طوق نجاة للاقتصاد الإيراني الذي يعاني من أزمة خانقة، عبر توفير مداخيل إضافية، بعيداً عن أعين الرقابة الدولية، ما يجعل تلك الأموال آمنة من العقوبات.
وعادة ما يتم نقل النفط المهرب من منطقة رسو السفن قبالة السواحل الماليزية، إلى الصين، عبر تزوير الوثائق الخاصة بمصدر شحنات النفط، التي تكون عادة ماليزيا أو عمان. وتمكن تلك العملية الشركات الصينية من نفي حصولها على أي كميات من النفط الإيراني، حتى تتجنب هي الأخرى العقوبات الأميركية.
وتقول إيريكا داونز، كبيرة الباحثين في مركز سياسات الطاقة الدولية، بجامعة كولومبيا، "بإمكان الصينيين نفي حصولهم على النفط الإيراني إن أرادوا ذلك".
نشاط التهريب قبالة السواحل الماليزية، يمثل ثغرة هامة في منظومة العقوبات الغربية، ويعكس صعوبة تطبيقها، خصوصاً في ظل وجود دول أخرى تسعى لتحقيق نفس الهدف، وبيع أو شراء النفط بطريقة غير معلنة، مثل روسيا أو كوريا الشمالية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قبالة السواحل أسطول الظل
إقرأ أيضاً:
تقارير تكشف السبب.. ارتفاع حصيلة ضحايا تفجير ميناء رجائي الإيراني إلى 18 قتيلاً و800 مصاب
أعلنت منظمة الطوارئ الإيرانية “عن ارتفاع عدد ضحايا الانفجار في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس جنوبي إيران إلى 18 قتيلاً، وأكثر من 800 مصاب”.
وأشارت التقارير “إلى أن الانفجار الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس، جنوب إيران، كان نتيجة سوء التعامل مع شحنة من الوقود الصلب المخصص للصواريخ الباليستية”.
وكشفت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري، “أن الانفجار الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس جنوبي إيران، السبت، نتج عن “سوء التعامل مع شحنة من الوقود الصلب المخصص لصواريخ بالستية”.
بدورها، قالت وسائل إعلام أمريكية إن الانفجار الذي هز ميناء “شهيد رجائي” في مدينة بندر عباس الإيرانية يوم أمس قد يكون ناجما عن اشتعال وقود صاروخي صلب.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر مطلعة أن “بيركلورات الصوديوم”، وهو مكون أساسي في الوقود الصلب للصواريخ، هو المادة التي تسببت في الانفجار”.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، عبر متحدثتها الرسمية فاطمة مهاجراني، “أن الانفجار الكبير نتج عن مواد كيميائية كانت مخزنة في الميناء”، وقالت مهاجراني: “الحادث المؤسف الذي وقع في ميناء شهيد رجائي لا يزال قيد التحقيق بشكل جاد، وتقوم الجهات المختصة بمتابعة الأسباب وظروف الحادث بدقة.”
كما أوضحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية أن “الحاويات المخزنة في أحد أقسام الميناء، والتي يُحتمل أنها احتوت على مواد كيميائية، هي مصدر الانفجار، لكن تحديد السبب الدقيق يتطلب الانتظار حتى إخماد الحريق بالكامل.”
وشهد ميناء رجائي في بندر عباس، جنوب إيران، انفجارًا ضخمًا أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، ووفقًا للتقارير، ارتفع عدد الضحايا إلى 18 قتيلًا وأكثر من 800 مصاب، كما تسبب الحادث في تدمير مبانٍ وسيارات قريبة، بينما لم يتم تحديد السبب الدقيق للانفجار حتى الآن، وتعمل السلطات الإيرانية على إخماد الحريق والتحقيق في ملابسات الحادث.
هذا، وأورد التلفزيون الرسمي “بأن كل المدارس والمكاتب ستظل مغلقة الاحد في المنطقة التي وقع فيها الانفجار،، وقال مسؤول أجهزة الإسعاف في المحافظة مهرداد حسن زاده إن “المدارس والمكاتب والجامعات في بندر عباس ستغلق الاحد”.
وأوضحت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء “أنه جرى تعليق أنشطة الميناء من أجل إخماد الحريق و”يُحتمل أن يكون العديد من الأشخاص أصيبوا أو حتى لقوا حتفهم” وذلك بالنظر إلى أن عدد موظفي الميناء كبير”.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية “بأن الانفجار تسبب في تحطيم نوافذ على بعد عدة كيلومترات، وجرى تداول لقطات على الإنترنت تظهر سحابة دخان ترتفع عقب الانفجار”.
وتعرضت أجهزة الكمبيوتر في الميناء نفسه لهجوم إلكتروني عام 2020 تسبب في اضطرابات كبيرة في المسارات المائية والطرق المؤدية إلى المنشأة. وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت “أن إسرائيل، العدو الإقليمي للجمهورية الإسلامية، تقف على ما يبدو وراء ذلك ردا على هجوم إلكتروني إيراني سابق”.
التلفزيون الإيراني: النيران تشتعل بشدة في ميناء رجائي بمدينة #بندر_عباس #إيران #ميناء_رجائي #عاجل #وردنا https://t.co/sjdeHR1ZsD pic.twitter.com/g5KcSACOdp
— Waradana News (@NewsWaradana) April 26, 2025 آخر تحديث: 27 أبريل 2025 - 08:57