لا تنفك الأوساط الإعلامية والدعائية في دولة الاحتلال بمطالبة الحكومة بضرورة بذل مزيد من الجهد لتحسين صورتها المتدهورة في وسائل الإعلام العالمية، وما إن تبتكر الأخيرة طريقة إلا وتجد نفسها متورطة بمزيد من التدهور، لاسيما من خلال استعانتها بإجراء مقابلات تلفزيونية وصفت بـ "الفاشلة" مع سياسييها على القنوات الأجنبية، نظرا لأنهم لا يتقنون اللغة الانجليزية، مما يرتدّ بتسجيل هدف ذاتي في مرمى الاحتلال.



وأكد يورام دوري، المستشار الإعلامي الأسبق لشمعون بيريس، أن "وصول وزير الخارجية الجديد، غدعون ساعر، الذي عمل صحافيا، ربما يخلق فرصة لرفع مستوى التأييد الإسرائيلي في العالم، وتغيير صورتنا لدى صناع القرار والرأي العام الدولي بشكل عام".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "وضعنا الصعب على الساحة الدولية يلزم وزارة الخارجية، المكلفة بتقديم إسرائيل للعالم، باتخاذ سلسلة من الإجراءات في الأيام الأخيرة، بعيدا عما أسمعه مرارا وتكرارا من محللي الاستوديوهات الذين يتفاخرون بدورهم في الترويج للدعاية الإسرائيلية".



وأوضح دوري، أن "الشعار الثابت الذي يستخدمه الساسة الإسرائيليون في إظهار جهودهم الفاشلة لتسويق سياسة الاحتلال حول العالم أنني ظهرت في عشرات المحطات الأجنبية، تمت مقابلتي، وشرحت للمشاهدين حول العالم بوضوح أن حماس مثل النازيين أو داعش".

وأستدرك، أن "بعض هؤلاء السياسيين، الذين يعتقدون أنهم يبذلون جهدًا كبيرًا حقًا، لا يعلمون أنهم يتنقلون بين شبكات التلفزيون الأجنبية، وهم يعرضون مواقفنا بلغة إنجليزية ركيكة لا تزيد عن مستوى طلبة الصف التاسع، رغم أنهم مقتنعون بأن الكلمات تفعل المعجزات للرأي العام العالمي، فكيف لو كانت لغتهم قاصرة وخاطئة بطبيعة الحال".

وأكد أنه "من أجل أن تفوز إسرائيل في معركة الوعي، فإن السلاح الأهم ليس هم المتحدثون والناطقون الإعلاميون، رغم أهميتهم، بل ضرورة خلق التعاطف العالمي مع الاسرائيليين، ويمكن أن يأتي ذلك من مقاطع الفيديو لما حصل في مستوطنات غلاف غزة يوم هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ومقاطع أخرى لمن تم اختطافهم في غزة، بحيث تنتقل معاناتهم إلى المشاهدين حول العالم".

وذكر أن "الطريقة الأخرى لتسويق سياسة إسرائيل، ولم يتم اتباعها بعد، هي الاتصال بمنتجي الأفلام العالميين، المؤيدين له، أرنون ميلشان على سبيل المثال، حتى يتمكنوا من إنتاج أفلام رائجة بمشاركة النجوم، على أن تكون خلفية هذه الأفلام ذلك الهجوم الدامي لحماس، لأنه من شأن فيلم روائي طويل عن أطفال عائلة يهودية في مستوطنات الغلاف أن يكون أفضل بكثير من إجراء مقابلة أخرى مع متحدثين إسرائيليين ذوي لغة انجليزية مبتدئة على التلفزيون الهولندي والإسباني".



وأشار إلى أن "المقابلات التلفزيونية من هذا النوع، ذات القيمة الضئيلة، يجب أن تتم بلغة البث، دون إعطاء المترجم الفرصة لتشويه ما يقال في ترجمة ما يقول، فضلا عما تنفذه بعض الشبكات التلفزيونية العالمية بتقسيم الشاشة الى عدة نوافذ، حيث يظهر المتحدث الإسرائيلي زاعماً عن عدم استهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة، فيما تكون النافذة الأخرى لصورة أم فلسطينية تبكي على مقتل ابنها في القصف الإسرائيلي، وبالتالي يظهر كل كلام المتحدث الإسرائيلي الذي أجريت معه المقابلة كذبة مفضوحة، وهذه أحد مشاكلنا الدعائية".

وختم قائلا، أن "أي نظام دعائي لن يتطوع لتغيير صورتنا في العالم، وبما أنني لا أرى في المستقبل المنظور تغييراً جذرياً في سياسة الاحتلال باستخدام القوة، التي ربما تحتاج إلى تغيير، فليس لدينا خيار سوى التركيز على ما يمكن تغييره بتحصيل المزيد من دعمنا في العالم، لأنه إذا لم نعود إلى رشدنا، فقد نجد أنفسنا، رغم موجات النشوة بفوز ترامب، في وضع جنوب أفريقيا أو صربيا في الماضي، منبوذين مصابين بالجذام".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإعلامية الاحتلال الاحتلال الإعلام المقاومة العدوان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مؤسسة مجدي يعقوب.. 15 عاما من التأثير والأمل

احتفلت مؤسسة مجدي يعقوب للقلب، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بمرور 15 عاما على تأسيسهاK في احتفالية خاصة بعنوان «قلب منور»، أقيمت في المتحف المصري الكبير.

ولفت التحالف الوطني إلى أن الحدث الاستثنائي شهد حضور عدد من الشخصيات البارزة في مجال الطب والمجتمع، بالإضافة إلى العرض الموسيقي المميز الذي قدمه الموسيقار الكبير عمر خيرت.

وأشار التحالف الوطني إلى أن مؤسسة مجدي يعقوب تُعد واحدة من أبرز مؤسسات التحالف الوطني، التي أسهمت في علاج الآلاف من المرضى المصابين بأمراض القلب، ما جعلها رمزا للأمل والشفاء في مجال الرعاية الصحية. 

وأكد أن هذا الحفل لم يكن مجرد مناسبة للاحتفال بالإنجازات، بل بمثابة تذكرة بكل قلب ساعدت المؤسسة في علاجه، وأداة لتسليط الضوء على العمل الإنساني الكبير الذي تقدمه المؤسسة في مجال الصحة.

مقالات مشابهة

  • 4 خطوط عريضة توضح سياسة ترامب تجاه إسرائيل
  • مؤسسة مجدي يعقوب.. 15 عاما من التأثير والأمل
  • بعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المدينة الأثرية.. معلومات عن تدمر السورية
  • حزب الله: نقبل التفاوض بشرط وقف العدوان على لبنان
  • عاجل | الإسعاف الإسرائيلي: إصابة 7 أشخاص إثر الدفعة الصاروخية باتجاه وسط إسرائيل
  • تحريض المستوطنين في نابلس سياسة ممنهجة لطرد الفلسطينيين
  • تعليم كوردستان تلغي اختبار كفاءة الإنجليزية للقبول في الدراسات العليا
  • إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: مقتل امرأة في هجوم صاروخي على إسرائيل
  • منسق سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية يدعو للضغط على إسرائيل ووقف الحرب بغزة