هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
لاشك أن الاستفهام عن هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، يفتح إحدى بوابات الأسرار عن سنن النوم ، الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وحيث إن النوم يعد الموتة الصغرى ، ينبع التساؤل عن هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، من تلك الأحاديث المنتشرة بين الناس ، والتي تكثر بدرجة كبيرة في تلك الأمور المتعلقة بالغيبيات، فهذا يثير التساؤلات عن أين تذهب الروح أثناء النوم، وقد يكون هذا هو أصل تلك الأقاويل المنتشرة والأحاديث ، وهو ما يطرح سؤال هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، وهو ما يعني التحقق من صحة الحديث.
وردت حقيقة هل الأرواح تسجد تحت عرش الرحمن أثناء النوم كل ليلة إذا باتت طاهرة؟، ضمن الأحاديث المنتشرة التي لا تصح ، ما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: الأرواح تعرج في منامها إلى السماء، فتؤمر بالسجود عند العرش؛ فمَن كان طاهرًا، سجَد عند العرش، ومن ليس بطاهر، سجد بعيدًا عن العرش)، ودرجته : لا يصح.
النوم على طهارةقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن الوضوء قبل النوم سنة، وليس واجبا، وقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن فضائل الوضوء قبل النوم أن من بات طاهرًا بات معه ملك يستغفر له، بدليل الحديث الذي رواه ابن حبان وغيره: «مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا، قَالَ الْمَلَكُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا»، وقال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا، فَيَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» سنن أبي داوود.
صعود الروح أثناء النوموأوضح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن صعود الروح أثناء النوم ، أن قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}إنما يعني عملية خروج الروح من الجسد، منوهًا بأن الوفاة هي خروج الروح من الجسد، ونحن لا ندرك تمامًا ما علاقة الروح بالجسد.. يعني هل الروح بداخل الجسد أم حول الجسد أم جزء داخل الجسد وجزء حوله؟.. لا نعرف؛ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} فعلمنا قليل.
وأشار إلى أنه حاول الماديون كثيرًا أن يصلوا إلى وزنها وإلى شكلها بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، ولم يصلوا لشيء، لكن على كل حال؛ ليس هذا هو الإشكال؛ الإشكال أن هناك وفاة؛ فما معنى الوفاة؟ علاقة الروح بالجسد إما أن تغادر الروح الجسد، موضحًا أنه قد تغادر الروح الجسد مُؤقتًا؛ وهذا يتم عند النوم، وإما أنها تغادر الروح الجسد فُراقًا طويلًا؛ وهذا هو الذي يُحدث الموت.. إذًا هناك وفاة عند النوم، وهناك وفاة عن الموت، وعند النوم تُغادر الروح الجسد مُؤقتًا، وترجع مرة أخرى إلى الحياة المعيشة، وهناك عند الموت؛ تُغادر الروح الجسد، ولا ترجع إلا إلى يوم الدين {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}.
وتابع : إذن ربنا سبحانه وتعالى قضى في العلاقة بين الروح والجسد مرتبتين: مرتبة النوم،ومرتبة الوفاة؛ ولذلك نجد في الأثر «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»، كأننا في حالة نوم فعندما تغادر الروح الجسد مغادرة نهائية مغادرة طويلة تنتبه الروح، وهذا يُسلي قلب من أصيب في أبنائه أو في عزيزٍ لديه ؛إن الروح باقية وأنها في حالة أسعد من الحالة التي كانت في الجسد، طبعًا الفراق عزيز «إن العين تدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول ما يغضب الله»، لكن هذا أمر الله فماذا نفعل ؟ الصبر {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، هذا الصبر الجميل ما مبناه ؟ إن الروح ليست فانية، وإنه يسمعني الآن.
وأفاد بأنه لذلك كان أولياء الله الكبار يحدث لهم أحوال من إدراكهم الشديد وإيمانهم الشديد بالحقيقة؛ إن الروح عندما تُغادر وتترك الجسد؛ هي في الحقيقة تتحرر من قيود الدنيا، ومن قيود الجسد، ومن كثافة هذا الجسد، يأتينا في القصص أن الشبلي في مرة من المرات، مات ابن له فضحك؛ سألوه: ابنك مات لماذا تضحك ؟ قال: أضحك لما أعد الله لي من الخير في الجنة عندما جعل ابني يسبقني، فيأخذ بيدي يوم القيامة ويجعله شفيعًا لي.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أحيانا أتناول الطعام أو أشرب الشاي أثناء قراءة القرآن.. فهل هذا جائز؟
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن قراءة القرآن الكريم تُعد من أعظم القربات وأهم الأعمال التي تُكسب الإنسان الحسنات وتُقرّبه من الله عز وجل، لذلك من المهم أن يتحلى القارئ بآداب خاصة عند التلاوة تعظيمًا لهذا الكتاب العظيم.
وأوضح عاشور، خلال حديثه في برنامجه "دقيقة فقهية"، أن من بين هذه الآداب أن يكون القارئ على طهارة، أي متوضئًا، ويستقبل القبلة أثناء التلاوة، ويقرأ وهو في حالة خشوع وإنصات وتدبّر لكلمات الله، وليس مجرد ترديد دون حضور قلب.
كما أكد أن من مظاهر احترام القرآن أن يُجتنَب أثناء التلاوة الانشغال بالكلام أو تناول الطعام والشراب.
وعن حكم الأكل أو الشرب أثناء قراءة القرآن، أشار عاشور إلى أنه من الناحية الشرعية لا يوجد مانع من ذلك، أي أن الأكل أو الشرب أثناء التلاوة ليس مُحرّمًا، ولكنه في الوقت نفسه يُعد أمرًا مكروهًا، ويتعارض مع توقير كلام الله عز وجل، لافتًا إلى قوله تعالى: "ذٰلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، مما يعني أن من تعظيم الشعائر عدم مزاحمة التلاوة بما ينقص من وقارها.
وأضاف أنه إن احتاج القارئ إلى الكلام أو تناول شيء من الطعام أو الشراب، فمن الأفضل أن يغلق المصحف، ويقوم بما يحتاج إليه، ثم يعود لمواصلة القراءة بعد ذلك، حفاظًا على هيبة القرآن واحترامًا لمقامه العالي.
آداب قراءة القرآن
وفي سياق آخر متعلق بآداب التلاوة، ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف سؤال من أحد الأشخاص يقول فيه إنه يحرص على ختم القرآن شهريًا، ولكن أحيانًا يرغب في قراءة سور معينة في بداية الختمة، فهل يجب الالتزام بترتيب السور كما ورد في المصحف؟
فأجابت اللجنة بأن ترتيب السور في القراءة ليس أمرًا واجبًا، بل يجوز أن يقرأ الإنسان السور التي تميل إليها نفسه في البداية، لا سيما إذا كان ذلك يساعده على الاستمرار في ختم القرآن والمداومة على التلاوة، أما من لا يُؤثر معه هذا الاختيار، فالأولى أن يتبع ترتيب السور كما هي في المصحف الشريف.