صحيفة الاتحاد:
2025-01-05@04:09:10 GMT
40 جلسة في الدورة التاسعة من «قمة المعرفة»
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة أطفال أبوظبي يتواصلون مع الطبيعة مسيرة احتفالية في «حفيت»اختتمت «قمَّة المعرفة» فعاليات دورتها التاسعة التي نظمتها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت شعار «مهارات المستقبل واقتصاد الذكاء الاصطناعي» على مدار يومي 18 و19 نوفمبر الجاري في مركز دبي التجاري العالمي، وسط إقبال لافت من الحضور واهتمام إقليمي وعالمي واسع.
وشارك في القمَّة أكثر من 50 متحدثاً من أبرز الشخصيات العالمية والخبراء والأكاديميين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والاقتصاد والتعليم والبيئة، وغيرها من القطاعات المحورية، ضمن ما يزيد على 40 جلسة نقاشية وفعالية معرفية غنية وحوارات قيمة ومليئة بالأفكار والرؤى الملهمة حول مهارات المستقبل، والتحديات والفرص التي تتيحها التقنيات الحديثة، لاسيما الذكاء الاصطناعي.
وشهدت القمَّة حضور أكثر من 3000 شخص، وأكثر من 22 ألف متابع عبر موقعها الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي.
وقال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: «من جديد، رسخت قمَّة المعرفة أهميتها المتنامية منصة عالمية سنوية رائدة تجمع أبرز العقول والخبراء لمناقشة القضايا الحيوية الراهنة، وتسلط الضوء على أحدث التوجهات الدولية المعرفية والعلمية التي ترسم شكل العالم، وتواكب أبرز تحولاته، في ظل التوسع المتسارع لاقتصاد الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة. ومثّل تنظيم «مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة» للمرة الأولى في المنطقة العربية، وانعقاد الاجتماع الأول لـ«لتحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات» ضمن فعاليات القمة، إنجازات نوعية جديدة تُضاف إلى سجلها الحافل بالنجاحات وتعزيز الجهود المشتركة لبناء اقتصاد المعرفة، كما شكلا معاً تأكيداً جديداً على ريادة دبي وتميزها في استضافة أهم الفعاليات والأحداث العالمية وفقاً لأفضل المعايير».
وأضاف: «أبرزت قمَّة المعرفة 2024 ضرورة التركيز على المهارات المستقبلية ركيزة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، إلى جانب دور الابتكار لتعزيز تنافسية الدول، كما وفرت فرصة مثالية لمناقشة سبل تمكين الأجيال القادمة عبر رفدهم بهذه المهارات وتزوديهم بالأدوات الرقمية اللازمة لتمكينهم من المساهمة في بناء عالم أفضل».
وركزت القمَّة، خلال دورتها التاسعة، على عددٍ من المحاور الرئيسية، من ضمنها التحولات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد، وقضايا التعليم والتدريب، وسبل توظيف التقنيات المتقدمة لتعزيز النمو الاقتصادي، وتحفيز التغيير الاجتماعي، والمهارات التي تحتاج إليها الأجيال القادمة في سوق العمل المستقبلي، وغيرها الكثير من الموضوعات التي غطت أحدث مجالات العلم والمعرفة والابتكار والتكنولوجيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة قمة المعرفة الإمارات مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة دبي الذکاء الاصطناعی ة المعرفة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والإبداع الأدبي
حقق العلم في مجال الذكاء الاصطناعي قفزات كثيرة وسريعة، في غضون سنوات قليلة، حيث حرص كثير من المستخدمين، على الاستفادة من خدماته وإمكانياته في مجالات عدة، منها مجال الإبداع الأدبي.
وهناك تطبيقات وبرامج كثيرة، لعل أشهرها تشات جي بي تي، الذي وصفه بيل غيتس مؤسس ميكروسوفت بأنه برنامج مهم مثل اختراع الإنترنت! لأنه أحدث تحولاً كبيراً، يمكن أن يحل محل 300 مليون وظيفة بدوام كامل، حسب تعبيره!
هذا التطبيق الذي تداولت اسمه وسائل الإعلام عند ذكر خبر فوز الكاتبة اليابانية ري كودان بجائزة أكوتاغاوا، عن فئة الكاتب الواعد. وأكدّت الكاتبة بعد إعلان فوزها استعانتها بالذكاء الاصطناعي من حلال برنامج تشات جي بي تي، الذي ساهم بنسبة 5% بشكل تام من عملها من حيث المبنى والمعنى. بعد الضجة الكبيرة التي أحدثتها تصريحاتها قالت إنها استعانت به؛ لأن البطل في الرواية كان يستعين ببرنامج مماثل. وهنا نقف عند عدة تساؤلات، منها ما يتعلق بالموقف إجمالاً من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع من حيث مدى الأصالة، ومدى تأثيره على الجانب الأخلاقي.
بداية لابد أن نتذكر أن الإبداع الأدبي لا يقف وحيداً في هذا الأمر، فمعظم المجالات استفادت مثل الهندسة، الطب، وغيرها، لكن كم نسبة الاستفادة الحقيقية؟ كيف توظف هذه الاستفادة؟ إذ كانت الكاتبة اليابانية أقرت بـ5% استفادة كاملة، فلابد أن نفكر أنها قد تكون استفادت منه 95% بصورة غير مباشرة! مثل استفادتها في بناء الرواية، الحبكة، الأحداث. وهي تستفيد بذلك من كل النتاج الإنساني الأدبي والثقافي، بما فيه أيضا الأدب الياباني.
وماذا عن الملكية الفكرية للإبداع الأدبي؟ هل يعدّ الذكاء الاصطناعي من خلال برنامجه شريكاً في العمل الأدبي؟ أم أن هذه المشاركة مرتبطة بما أضافه الكاتب؟ وماذا عن الأدباء والشعراء الذين استعان التطبيق بإنتاجهم الأدبي؟ أذكر هنا أن عدداً كبيراً من الأدباء احتج على استعانة برنامج تشات جي بي تي بنتاجهم الإبداعي. رفع جورج. ر .ر .مارتن مؤلف "صراع العروش" في سبتمبر 2023 قضية على تشات جي بي تي، في نيويورك طالب هو وبعض الكتاب بـ 150 ألف دولار عن كل كتاب يستخدمه التطبيق. وطالب آخرون بمقابل مادي عن كل كتاب يستفيد منه الذكاء الصناعي. وذكرت وسائل الإعلام المختلفة أن المحامين قالوا في الدعوى "إن النماذج اللغوية تشكّل خطراً على قدرة الروائيين على كسب لقمة العيش؛ لأنها تتيح لأي شخص أن يولّد آلياً ومجاناً (أو بسعر متدنٍ جداً) نصوصاً يُفترض به أن يُدفع للمؤلفين أموالاً لقاءها ونبهوا إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تُستخدّم لإنتاج محتويات مشتقة تقلّد أسلوب الكُتّاب".
ونقلت مجلة فوربس آراء لمشرعين أمريكيين بأن العمل الأدبي لابد أن يكون إنتاجاً أصيلاً ومبدعاً من إنتاج إنساني دون تدخل الذكاء الاصطناعي. ورد مؤسسو تطبيق تشات جي بي تي الذي نُشر في الغارديان، قبل عام، بأن لديهم 150 مليون مستخدم أسبوعيا (وبلغ في أغسطس الماضي 200 مليون نشط أسبوعياً)، وأن أي شخص تًرفع عليه قضية بسبب استخدامه هذا الشات فهم سيتدخلون لصالحه!
لكن كيف يمكن أن نستعين بالذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، دون المساس بالأصالة والإبداع لدى الكاتب؟ ربما يمكن أن يكون ذلك ضمن العصف الذهني وتوليد الأفكار، والأفضل عدم الاعتماد عليه 100%. ما يهمنا هنا أنه قادر على مساعدة المبتدئين في الكتابة أو متوسطي المستوى في إنتاج نصوص جيدة جداً، ولابد أن يعملوا على تعديلها. ولا أدري إن كانت المدونة الأوروبية، من أجل قواعد الممارسة لنماذج الذكاء الاصطناعي المتوقع صدورها في مايو 2025، ستشمل الإبداع الأدبي والفني أم لا. وهنا لابد أن نتذكر أن معظم الأمور المستحدثة تأخذ فترة حتى تستقر، وتقنن بتشريعات تحكمها، إنها مسألة وقت.