الوعى هو إدراك الفرد لما يدور حوله متفاعلا مع بيئته المحيطه به، وقدرته على الشعور بالأشياء المحيطة به وفهمها بما يتلاءم مع تجاربه اليومية.
عذرًا.. لقد أصبحنا مجتمعًا معظمه هش فى بنيانه، يعانى أمراضا نفسية مزمنة، يتحكم فى مفاصل حياته مخطط مدمر من اللاوعى الجمعى المبنى على انحلال أخلاقى وفكرى، وأصبحنا أسرى مسلوبين الإرادة، سعداء بالعبودية المتحكمة فينا دون وعى، عبودية التحضر الشكلي، التى تجذرت بداخلنا حتى تمكنت من روابطنا الاجتماعية، جردتنا تقاليد وعادات متأصلة، واستبدلتها بسرطان مشوه ومدمر لأجيال قادمة ستعانى الأمرين.
من هنا.. ندق ناقوس الخطر، بل نحذر من تأصل اللاوعى.. يا أهل هذا الوطن.. توجسوا من غياب الوعى، فالشعوب المتأخرة تفتقد للوعى والإبداع، وتقدم الدول ونهضتها، يكون الوعى فيه لاعبًا محوريًا يبنى عليه تطور المجتمعات، التى تحقق الرخاء والاستقرار، ويتعزز لديهم الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، ما يؤدى إلى مزيد من المشاركة الفعالة فى القضايا العامة والتنمية، فالوعى لا يتعاظم إلا بتعاظم التعليم والثقافة وممارسة الحرية، وإعلام حر متطور دون قيود.
فهناك شبه إجماع على هناك تلاعب بالوعى الجمعى للمواطن لتشويه أفكاره، والإصرار على نشر معلومات مضللة أو حجب الحقائق حول قضايا معينة، بحيث يتم توجيه الرأى العام بما يتناسب مع مصالح معينة، وتغييب الوعى يرتبط طردياً بتقييد التعليم، وتتحقق كل خطوات تنفيذ اللاوعى، بالإعلام الموجه وذلك عن طريق استخدام وسائل إعلام تبرز جوانب معينة وإخفاء جوانب أخرى، يتم تشكيل عقلية المجتمع بصورة تخدم مصالح معينة وتبعده عن الوعى الكامل بقضاياه وحقوقه، ترويج الخرافات هى القاطرة الحقيقة لترسيخ العادات السلبية، التى من شأنها تعيق تطوير وعى حقيقى مبنى على العلم والمنطق، مع التركيز على الترفيه المفرط من خلال التشجيع والتركيز على البرامج الترفيهية والإستهلاكية التى تلهى الناس عن التفكير فى قضاياهم الأساسية أو تطوير أنفسهم.
فهذا التغييب المتعمد للوعى يؤدى فى النهاية إلى إضعاف قدرة الأفراد على العدالة المجتمعية أو مواجهة الفساد، ما يسهل السيطرة عليهم من قبل القوى المستفيدة.
مما لا شك فيه أن هناك غيابا نسبيا للوعى فى مصر، فالإعلام بوجه عام يواجه اتهامات بتغييب الوعى، بتقديم محتوى ترفيهى مدمر على حساب القضايا المهمة، ما يجعل الناس أقل اهتمامًا بالقضايا الجوهرية، ويحول اهتمامهم نحو البرامج السطحية بل المدمرة التى لا علاقة لها بالعادات والتقاليد التى هى تراث تاريخى شكل وبلور الشخصية المصرية التى تآكلت بشكل واضح منذ ١٩٥٢ وزاد فى ٢٠١١.
ما يحدث فى الإعلام يحدث تقزم هيكلى فكرياً وإنسانياً وثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا، نعم.. هناك مخطط مدمر.
وتوجه إعلامى لتوجيه الرأى العام بما يتوافق مع مصالح معينة، حيث يتم التركيز على جوانب معينة وتجاهل أخرى، بهدف إبعاد الناس عن الحقائق التى تؤدى إلى تكوين وعى مشوه أو ناقص بالقضايا الأساسية، ونقص التنوع فى الآراء، فعندما يقتصر الإعلام على وجهات نظر محددة ويهمّش الآراء المخالفة، يُعيق ذلك تكوين صورة شاملة ومتوازنة لدى الجمهور حول القضايا السياسية والاجتماعية، ويجعل المجتمع أقل قدرة على تحليل الأمور من زوايا مختلفة، التعمد الممنهج فى عدم الاهتمام بالنقاشات الثقافية والتوعوية، سببًا فى تنامى اللا وعى، فعدم تجاهل النقاشات الفكرية والثقافية، ترفع الوعى وتزيد من إدراك الناس للمشكلات الحقيقية وكيفية معالجتها، بدلًا من التركيز على قضايا ثانوية أو سطحية.
يعتقد بعض الباحثين والمحللين أن هناك محاولات مقصودة فى بعض الدول، بما فى ذلك مصر، لتغييب الوعى العام أو توجيهه بطريقة تخدم مصالح معينة، سواء من جانب جهات سياسية أو اقتصادية أو أجتماعية. ورغم أن هذا الأمر ليس دائمًا ظاهرًا بشكل واضح، إلا أن هناك بعض الأساليب التى يُعتقد أنها تُستخدم بشكل منهجى للتأثير على الوعى وإضعاف قدرة الأفراد على التحليل والنقد والمشاركة الفعّالة.
واختصارًا.. من المؤكد أن هناك مخططاً لتغييب الوعى المصرى والعربى، بالسيطرة على الإعلام وتوجيهه، والتركيز على الترفيه المدمر للعادات والتقاليد، بهدف إبعاد الناس عن التفكير المتزن بالقضايا الوجودية، وجعلهم أقل وعيًا بمحيطهم، تشجيع الخرافات، ليظل الجمهور منشغلًا بقضايا هامشية بدلًا من الاهتمام بتطوير فكر نقدى وعقلانى، مع تكثيف مخطط التضليل والإشاعات، التى تبنى تصورات مشوهة لدى الناس، وتنتشر الشائعات التى تقود إلى الخوف أو عدم الثقة وتبعدهم عن التفكير العقلانى، إهدار التعليم، ومحاولات تهميشه وتدميره كلياً.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رادار اء بالعبودية المتحكمة أن هناک
إقرأ أيضاً:
"مبادرة بداية .. انطلاقة جديدة لبناء وتنمية الإنسان".. ندوة النيل للإعلام بتربية الفيوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع لقطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات ندوة، اليوم الخميس، بالتعاون مع كلية التربية جامعة الفيوم تحت عنوان "مبادرة بداية.. انطلاقة جديدة لبناء وتنمية الإنسان" وذلك ضمن حملة قطاع الإعلام الداخلى برئاسة دكتور احمد يحيى رئيس القطاع للتوعية بمبادرة بداية جديدة وكيفية الاستفادة منها، حضر الندوة عدد كبير من طلبة وطالبات الكلية .
وحاضر خلالها الأستاذة الدكتورة امال جمعة عميد الكلية وبحضور بعض أعضاء هيئة التدريس بالكلية، محمد هاشم مدير مركز النيل وحنان حمدى مدير البرامج بالمركز .
افتتح الندوة محمد هاشم مدير مركز النيل للإعلام بالتأكيد على أن الندوة تأتى فى إطار خطة قطاع الإعلام الداخلى التابع للهيئة العامة للاستعلامات للتوعية بالمبادرات الرئاسية وخاصة مبادرة " بداية جديدة " لافتا لضرورة تضافر كافة الجهود لرفع الوعى والعمل على المساهمة لإنجاح مثل هذه المبادرات .
وتابعت حنان حمدى مدير البرامج بالمركز أن الهدف من الحملة هو توعية المواطنين بأهمية المبادرات الرئاسية وتشجيعهم على المشاركة الفعّالة فيها لتحقيق أهدافها واكدت على أهمية دورالشباب فى المبادرات الرئاسية واهتمام القيادة السياسية بتعزيز جهودهم والعمل على تمكينهم لتحقيق نهضة حقيقية .
وفى حديثها أشارت ا.د امال جمعة أن المبادرات الرئاسية تعد دائما نقطة فارقة ومضيئة داخل المجتمع في ظل حرص القيادة السياسية على إحداث تغييرات نوعية وبناء الإنسان المصري صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا، وتوطين مفهوم العدالة الاجتماعية وتحسين جودة الحياة، والاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل .
وأكدت أن مبادرة رئيس الجمهورية "بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى"، تهدف إلى الاستثمار فى رأس المال البشرى من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية، لافتة إلى ان بناء الإنسان وبناء الشخصية يأتى من خلال العمل على رفع الوعى مشيرة إلى أن الوعى له ثلاثة أبعاد رئيسية تتمثل فى المعرفة ، الوجدان والسلوك مؤكدة أن السلوك هو الترجمة الحقيقية لوجود الوعى .
كما أشارت أيضا إلى أن من أهم محاور مبادرة " بداية جديدة " هو محور التعليم والعمل على تطوير منظومة التعليم فى مصر من خلال تطوير المناهج ورفع مهارات المعلمين ودعم القدرات الإبداعية للطلاب مشيرة إلى أهمية دور طلاب كلية التربية فهم معلمى المستقبل وان الكلية تُعٍد طالب يقع على عاتقه عبء رسالة التعلم وغرس القيم والسلوكيات فى النشء قائلة إن خطأ الطبيب هو حياة إنسان إنما خطأ المعلم هو هدم مجتمع " لذا شددت على دور المعلم واهميه رسالته لبناء جيل واع فاهم لديه المهارة فالمعلم يقع على عاتقه مسئولية كبيرة فهو القدوة للأجيال الجديدة لذا يجب أن يكون دائما مواكبا للتطور من خلال التدريب المستمر .
وهنا أكدت على ضرورة تنمية مهارات المعلمين ومواكبه التطور والاستفادة من التحول التكنولوجى لما له أهمية كبيرة فى النهوض فى استراتيجية التعلم الجديدة .
وفى نهاية اللقاء أكدت على ضرورة الاستفادة من المبادرات الرئاسية وخاصة مبادرة " بداية جديدة " ودعت الطلاب للمشاركة فى فعاليات المبادرة والمساهمة فى الأنشطة التى تقوم بها الجامعة ضمن المبادرة .