ارتفاع ضحايا «ود عشيب» إلى 69 شهيد واستمرار الحصار
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
ارتفاع أعداد ضحايا منطقة ود عشيب بولاية الجزيرة حدث جراء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، إذ توفي أكثر من 20 مدنياً جراء الحصار وانعدام العلاج.
مدني: التغيير
أعلنت منصة “مؤتمر الجزيرة” بولاية الجزيرة- وسط السودان، ارتفاع عدد الشهداء الذين سقطوا على أيدي مليشيا الدعم السريع بقرية “ود عشيب” في محلية شرق الجزيرة إلى (69) شهيد.
وتشن قوات الدعم السريع لقرابة الشهر، حملات على أساس انتقامي ضد سكان الولاية، على أعقاب انشقاق قائدها بالجزيرة أبو عاقلة كيكل وانضمامه للجيش السوداني، خلّفت مئات القتلى والجرحى، بجانب نزوح الآلاف، وسط تقارير عن عمليات تهجير قسري واغتصاب وسلب ونهب.
وقالت منصة مؤتمر الجزيرة في بيان اليوم الأربعاء، إن قوات مليشيا الدعم السريع قتلت مساء أمس الثلاثاء وصباح اليوم (42) من المدنيين رمياً بالرصاص، فيما توفى (27) آخرون جراء الحصار وانعدام العلاج.
وكانت المليشيا هاجمت “ود عشيب” منذ الخميس الماضي، ونهبت وروعت السكان وفرضت عليهم حصارا محكما.
وقال شهود عيان بحسب “مؤتمر الجزيرة”، إن المليشيا أخرجت أعداداً كبيرة من السكان بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن من منازلهم مما اضطرهم للتجمع على شاطئ نهر النيل الأزرق، في ظل ظروف صحية وبيئية سيئة، وانعدام للإيواء والدواء والغذاء، خاصةً وأن المليشيا تمنع عنهم الإمدادات الضرورية.
وتسيطر قوات الدعم السريع في الوقت الحالي، على معظم مناطق ولاية الجزيرة، باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها والتي تمتد حتى حدود ولاية سنار جنوباً وغرباً حتى ولاية النيل الأبيض.
وتسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والمندلعة منذ أبريل 2023 في مقتل وإصابة عشرات آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 11 مليون سوداني، مما جعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
كما يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، فيما أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم بإقليم دارفور.
في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة العنف، حيث أبلغت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، أن كلا الطرفين يعتقد أن بإمكانه حسم الصراع عسكرياً.
الوسومأبو عاقلة كيكل الأمم المتحدة الجيش الدعم السريع السودان دارفور مؤتمر الجزيرة مخيم زمزم ود عشيب ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أبو عاقلة كيكل الأمم المتحدة الجيش الدعم السريع السودان دارفور مؤتمر الجزيرة مخيم زمزم ولاية الجزيرة قوات الدعم السریع مؤتمر الجزیرة ولایة الجزیرة
إقرأ أيضاً:
ما قامت به مليشيا الدعم السريع بشرق الجزيرة مؤخراً يفوق حد الخيال
ما خرج للإعلام من انتهاكات طالت سكان الجزيرة، قليلٌ جداً من كثير، لا زال مكتوماً في صدور رجال الجزيرة، ثمة حكاوى ومأسٍ مبكية يرويها شهود عيان..
ما قامت به مليشيا الدعم السريع بشرق الجزيرة مؤخراً يفوق حد الخيال.
في معسكر بضواحي شندي، جلست مع أستاذ عبد الله، القادم من برانكو شمال الهلالية زحفاً على الأقدام، يحكي الأستاذ عن يوميات الحرب بمنطقة برانكو، ويقول إن المليشيا اقتحمت برانكو بأكثر من 40 عربة قتالية وعدد من المواتر لا تُحصى ولا تعد، أطلقوا الرصاص بكثافة في كل منزل، توزّعوا على منازل المواطنين بمعدل ثلاثة أفراد مقابل أي منزل في منطقة بها 11 حيّاً سكنياً، خرج كبار القرية للحديث معهم وتهدئتهم فقالوا لهم لا نريد حديثاً، توجيهاتنا إبادة لكل القرية، سأل أهل المنطقة، عن القائد الذي وجّههم رفضوا الإجابة وأطلقوا النار وفرّقوهم، منحوهم ساعات للخروج جميعاً من القرية أو الخيار – الإبادة أو اغتصاب النساء.
يقول محدثي الأستاذ عبد. الله إنه طوال حياته التي تقارب الثمانين عاماً لم ير أشكالاً كالتي اقتحمت برانكو، شباب مظهرهم قميئ وشعرهم كثيف وشديد الاتساخ، بعضهم يرتدي الحجل على رجله ويضع زماماً على شفته، وآخرون يرتدون حلقاً على آذانهم المخرومة عدة خرمات، يمضي محدثي: حاصرونا بالأيام ومنعونا من الذهاب للمساجد، قالوا لنا نحن لا نعرف الله، ثم أطلق الرصاص في السماء، وقال إنهم قتلوا الله (لا حول ولا قوة إلا بالله)، يضيف: يؤمنون بالكجور، يذبحون الشاة ويشربون دماءها ولا يأكلون لحمها، إنها حثالة مجرمي غرب أفريقيا، بعضهم لا يتحدث العربية، وآخرون حديثهم بالسلاح، يطلقون الرصاص على الكلاب والدواب بحجة أنها تتبع لكيكل، ثم يذرف أستاذ عبد لله الدموع قائلاً: ذلونا ذلة ما أنزل الله بها من سلطان، ويقول إنهم زحفوا أكثر من ستة أيام على الأقدام للخروج من المدينة، فقدوا أطفالاً ماتوا عطشاً وجوعاً، وآخرون تورّمت أقدامهم، ما أجبرهم على الخروج!
إنّ المليشيا حَطّمت كل محطات المياه، ضربت كل أبراج الكهرباء، شتتت القمح على الأرض، وحرقت البصل وهم يرددون (انتو أهل كيكل ما عندنا ليكم حاجة غير الإبادة)!
يقول أستاذ عبد الله، إنهم فقدوا 450 عربة نُهبت في يوم واحد بواسطة المليشيا التي سرقت كل السوق وذبحت الدواب، قتلت حتى الدجاج والحمام!
وأضاف: منعونا من دفن موتانا. ويقولون لنا (نحن ناسنا أكلتهم الكلاب إنتو عايزين تدفنوا ناسكم)، تركنا قتلانا في العراء بعد أن امتلأت برانكو بالجثث وهي ملقية على الأرض، أخضعوا الجميع لتفتيش دقيق لحظة الخروج، وسرقوا حتى ملابس النساء، وقال: محزنٌ أن تفتش عروضنا أمامنا بطريقة مُهينة ولا نستطيع منعهم، عناصر المليشيا كانت تتلذذ بإهانتا وهم يقولون (سكّيناكم زي الأرانب)، ثم يطلقون الرصاص على أقدامنا، إنها أيام ثقال انتهت بخروجنا من ديارنا وتركنا كل شئ وراء ظهورنا!!!!!
عبدالرؤوف طه علي
إنضم لقناة النيلين على واتساب