صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-11@08:24:20 GMT

معضلة الشر المحتمي بجهل العامة

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

معضلة الشر المحتمي بجهل العامة

معضلة الشر المحتمي بجهل العامة

د. النور حمد

ليس مجافيًا للحقيقة إن نحن قلنا: إن تاريخ البشر على وجه الأرض لا يمثل، في جملته، مجرَّد تاريخٍ للشر. وما بارقات الخير التي ومضت هنا وهناك، في كامل هذه المسيرة الطويلة، سوى ومضاتٍ قصيرات. وهناك حقيقةٌ أخرى متَّفقٌ على صحتها، وهي: أن التاريخ يكتبه الأقوياء. والأقوياء، عبر التاريخ، ليسوا من بيدهم المعرفة والحكمة، أو من توجههم نوازع الخير.

وإنما هم الذين يمسكون بمفاصل السلطة والثروة بقوة الحديد والنار. لكن، ظل هؤلاء الأقوياء يعرفون أن المستضعفين سوف يثورون. فالرِّق الصراح، ورق الإقطاع، وما يصحبهما من قهر وإذلال لكرامة الناس، يُجبِر الناس، على الدوام، إلى القيام بالانتفاضات والثورات. لذلك، اعتمد الأقوياء، إلى جانب القوة الغاشمة، على الخطاب المُخذِّل للثورات. ولم يكن هناك خطابٌ لخدمة قمع الثورات مسبقًا، أقوى من الخطاب الديني.

جرى في تاريخ الغرب المسيحي، عبر التحالف الطويل بين الأباطرة والملوك والإقطاعيين، ورجال الدين، استخدام الخطاب الديني لتخذيل الناس عن الثورات. وقد كانت حجة التخذيل الأساسية، أن الثورات اعتراضٌ على المشيئة الإلهية، لأن الله قد خصَّ قبيلاً معينًا من الناس بالحكم وبالثروة وبرفاه العيش. ومن هنا جاءت فرية الدم النبيل وحق الملوك المقدس في الحكم. أما الفقراء والمعذبون في الدنيا، فإنهم سيجدون الغنى والسعادة في الآخرة. ولقد خدم هذا الخطاب غرضه إلى حين قيام الاعتراضات المعرفية والعملية، التي انتهت بحدوث الثورة الفرنسية، حين بدأت الجمهوريات تحل محل الأنظمة الملكية، وبدأ الدور السياسي للكنيسة والإقطاع في التراجع.

أما في التاريخ الإسلامي فقد كانت ما سُمِّيت “ثورة الزَّنْج” أخطر ما هدَّد عرش العباسيين. جرت تلك الثورة في الفترة ما بين عامي 869 و883م. أي، حوالي منتصف القرن الثالث الهجري. وقد بلغت تلك الثورة حدَّ تأسيس نظام حكمٍ منفصلٍ في مدينة تسمى المختارة، جنوب البصرة. قام بهذه الثورة الزنوج المسترقُّون، الذين جِيء بهم من أفريقيا ومعهم أرقَّاء آخرون، جِيء بهم من مختلف أرجاء الإمبراطورية الإسلامية. وقد هلك في تلك الثورة العنيفة عشرات الآلاف. فجنَّد العباسيون كل طاقاتهم للقضاء عليها، ولم يفلحوا في ذلك، إلا بعد 14 عامًا.

تحت ظل مثل تلك التهديدات التي تنطلق من الطبقات الدنيا في المجتمع، نشأ لدى الحكام في الإمبراطوريات الإسلاميات الميل إلى استخدام رجال الدين لكي يخذلوا الثورات بالخطاب الديني. وكان ذلك على ذات النسق الذي جرى في أوروبا، منذ انتشار المسيحية فيها، وإلى قيام الثورة الفرنسية. في هذا السياق، نشأت في التاريخ الإسلامي، منذ القرون الأولى، طبقة الفقهاء الملتصقة بالحكام، التي تدعو إلى طاعتهم، بحجة أن ذلك أمرٌ إلهيٌّ ونبوي. وقد استخدم هؤلاء الفقهاء سلاح التكفير والزندقة لقمع المدركين، وأصحاب الضمائر الحية، والحس الأخلاقي الرفيع والتخلص منهم بالقتل، بعد تأليب العامة ضدهم. بهذا الأسلوب، جرى قتل الجعد بن درهم، وجرى قتل الحلاج، والسهروردي، وكثيرين غيرهم. إلى أن انتهى الأمر، وللغرابة الشديدة، في القرن العشرين، بقتل الأستاذ محمود محمد طه.

على مدى 30 عامًا ضلَّلت الكليبتوقراطية المتلفعة بثوب الدين، باستخدامها الخطاب الديني المخاتل، قطاعًا عريضًا من الشعب السوداني. لكنْ، انفضح هذا الأسلوب بعد أن أزهقت الأرواح بمئات الآلاف، وعوَّقت نمو البلاد، وعزلتها عن حراك العصر، وأهدرت أموالًا ضخمةً، وأضاعت وقتًا ثمينًا. لكنَّ هذه الكليبتوقراطية المجرمة ما لبثت، بعد كل هذا الهدر اللامسؤول، أن وقفت عاريةً أمام الشعب، بحقيقتها الأصيلة، كفئةٍ ضالَّةٍ مُضلِّةٍ، كاذبةٍ، مخاتلةٍ، مخادعةٍ، بلا ضمير، وبلا اكتراث للدم البشري، وبلا شروى نقيرٍ من الوازع الديني والأخلاقي.

من أجل إزالة الاستبداد والفساد الذي زكم أنوف القاصين والدانين، اشتعلت ثورة ديسمبر المجيدة، التي خلبت ألباب العالم، لكنها، كانت ثورةً ناقصةً. فتعثرت، مثلما تعثرت غيرُها من الثورات، في متسلسلة ثورات الربيع العربي. وأيضًا، فيما سبق ثورات الربيع العربي، في مختلف أرجاء الكوكب. وعمومًا، فإن الثورة السلمية مكتملة الأركان لم تحدث بعد، في أي مكانٍ في العالم. وهي، في تقديري، لن تحدث في وقتٍ قريب، لأن الوعي البشري لا زال متخلفًا جدًّا، في كل أرجاء الكوكب. بل إن كثيرًا من الناس لا يزالون قابلين لكي يُساقوا كقطيعٍ، إلى الحد الذي يقفون فيه بأنفسهم ضد مصالحهم. ولو كان الوعي البشري مستحصدًا بحق، لما عاش النظام الرأسمالي إلى يومنا هذا، رغم أن جهود فضح لا إنسانيته قد تكاملت منذ القرن التاسع عشر. فالنظام الرأسمالي تتويجٌ لكل علل الفكر الغربي العلموي المادي، ولنمط التدين الأوكسيدنتالي الزائف. عمل هذان الطرفان الذين يظن كثيرون أنهما متناقضين، على إضعاف الوعي بالحقوق وإطفاء شعلة الثورة بالتضليل الديني وبإغراق الجماهير في التفاهات، وفي اللهو، عن طريق أدوات الإعلام، بغرض حصد الأرباح. وهذا مما تعلمته منهم الكليبتوقراطية السودانية المتلفعة بثوب الدين، ومارسته في السودان بكثافة في عشريتها الأخيرة، حتى تقزز منه كل صاحب وجدانٍ سليم.

بعد أن اضمحلت فعالية الخطاب الديني التضليلي، وضَعُف تأثيره، ولم يعد قادرًا على تصفية الثورة، أشعلت الكليبتوقراطية المتلفعة بثوب الإسلام حرب 15 أبريل 2023. في هذا المنعطف، هجرت هذه الكليبتوقراطية المخاتلة الخطاب الديني التضليلي، واتجهت لتسمية حربها، لاستعادة الاستبداد واحتكار السلطة والثروة، “حرب الكرامة”. وبسبب التعقيد الذي شاب المشهد، وبسبب خلط الأوراق المقصود، الذي تسببت فيه الحرب، نسي كثيرون الثورة وضمُرت تطلعاتهم وتقزَّمت. فقد خلطت الحرب الأوراق بخلقها واقعًا جديدًا، انحصر فيه هموم غالبية الناس في مجرد الحصول على سلامة البدن والمسكن والممتلكات. وهكذا، تحت هذا الضغط المادي والنفسي الهائل، انجر كثيرون إلى الاصطفاف وراء الجيش، متناسين أنه هو السبب الرئيس في مأساة بالغة الضخامة، ظلت تعيشها البلاد منذ ثلاثين عامًا. كل ما في الأمر، أن هذه المأساة والمقاساة المتطاولة وصلت، ولأول مرةٍ منذ الاستقلال، إلى العاصمة وإلى ولاية الجزيرة. فسكان الجنوب ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق قد ظلوا يعيشون هذا المأساة المروعة منذ عقودٍ خلت، ولا يزالون.

نجحت الكلبيتوقراطية الفاسدة المفسدة، المتلفعة بثوب الدين في تحقيق انتصار زائفٍ مؤقتٍ على العلماء والحكماء وسليمي الوجدان، مستخدمةً في ذلك قابلية العامة للتضليل، لكنه نصرٌ مؤقت. فسوف يزداد الوعي وترجح كفة المدركين من أهل الضمائر الحية، الواقفين إلى جنب الله، وقوى تأثيرهم. فالمسالة مسألةُ وقتٍ، لأكثر. دعونا ننظر إلى الهزائم العسكرية المتتالية، والخزي الذي مُني بها مشعلو هذه الحرب. وانظروا، إلى التنازع الذي طفا على السطح وسط طغمتهم الفاسدة في بورتسودان. في كل ذلك دلالةٌ على أن الكليبتوقراطية الأمنوقراطية المتلفعة بثوب الدين، قد استنفدت كل طاقاتها، وفقدت آخر أسلحتها، وهو الحرب. وسوف لن تلبث أن تنهار، فيأمن العباد والبلاد من شرها المستطير، مرَّةً وإلى الأبد.

* نقلا عن أفق جديد

الوسومالأستاذ محمود محمد طه الإمبراطورية الإسلامية السودان الغرب المسيحي الكليبتوقراطية ثورات الربيع العربي ثورة ديسمبر حرب 15 ابريل 2023م د. النور حمد

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأستاذ محمود محمد طه الإمبراطورية الإسلامية السودان الكليبتوقراطية ثورات الربيع العربي ثورة ديسمبر حرب 15 ابريل 2023م د النور حمد الخطاب الدینی

إقرأ أيضاً:

داعش والتجييش العاطفي للحفاظ على تماسك التنظيم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعكس افتتاحية العدد (476) من صحيفة النبأ الصادرة عن تنظيم داعش واحدة من أكثر السمات تكرارًا فى الخطاب الإعلامي للتنظيم: المزج بين الأيديولوجيا الدينية المتشددة والتوظيف السياسى للأحداث الميدانية. يظهر المقال كوثيقة تروج لفكرة «استمرارية الجهاد» كقدر إلهي، وتحاول فى الوقت نفسه إثبات قدرة التنظيم على إعادة الانتشار رغم الهزائم المتكررة التى مُنى بها خلال السنوات الماضية.

كما يعتمد الخطاب على إعادة إنتاج سردية الانتصار رغم الوقائع الميدانية التى تشير إلى انحسار نفوذ التنظيم وتراجعه. يُلاحظ أن المقال يستغل العاطفة الدينية لمخاطبة عناصر التنظيم والمتعاطفين معه، محاولًا رفع الروح المعنوية عبر التركيز على الهجمات الفردية المحدودة وتصويرها كإنجازات استراتيجية ضخمة. هذا الخطاب ليس جديدًا؛ إذ يتكرر مع كل مرحلة ضعف أو تراجع، مما يؤكد أن الآلة الإعلامية لداعش لا تزال تعتمد على "التجييش العاطفي" كوسيلة أساسية للحفاظ على تماسك ما تبقى من التنظيم.

البنية الخطابية والرسائل الأساسيةتقوم الافتتاحية على مجموعة من الرسائل الرئيسية:١. الترويج للأيديولوجية الجهادية العالمية

تحرص افتتاحية العدد (٤٧٦) من صحيفة النبأ على ترسيخ فكرة "الجهاد العالمي" كقيمة دينية عابرة للحدود، وهى فكرة أساسية فى أيديولوجيا تنظيم داعش. ينطلق المقال من تأكيد أن "الجهاد" ليس مجرد معركة عسكرية أو رد فعل على سياسات معينة، بل هو "تكليف سماوي" يتجاوز كل الحدود القومية والعرقية، ويخضع فقط لتوجيهات دينية. ويستشهد المقال بسردية دينية توحى بأن استمرار "الجهاد" أمر حتمى وإلهى لا يخضع للتقديرات البشرية. يقول الكاتب: "الجهاد قدر الله تعالى وفريضة من فرائضه وشريعة من شرائعه التى لم تُنسخ ولم تُستبدل، بل هى ماضية باقية ما بقى الصراع بين الإسلام والكفر."

تسعى هذه السردية إلى تحفيز العناصر الموالية للتنظيم من خلال التأكيد على أن كل محاولات وقف "الجهاد" ستبوء بالفشل لأنها تتحدى "إرادة الله". هذا الخطاب يستغل العاطفة الدينية ويغيب العقل النقدي، حيث يتم اختزال الصراعات المعقدة فى ثنائية "الإيمان والكفر" دون النظر إلى تعقيدات الواقع السياسى والاجتماعي.

كما يعمد المقال إلى نزع أى سياق جغرافى أو سياسى عن العمليات التى يقوم بها التنظيم، مما يجعل أفعاله تبدو وكأنها جزء من "صراع أزلي" يمتد من صدر الإسلام إلى اليوم. هذا النوع من الخطاب يساعد على تجنيد عناصر من جنسيات مختلفة، إذ يشعر الأفراد بأنهم جزء من "أمة واحدة" لها غاية أسمى تتجاوز الحدود.

٢. التسويق للانغماسيين والمهاجرين

تتكرر فى الافتتاحية الإشادة بما يسميهم التنظيم "الانغماسيين" و"المهاجرين"، وتبرزهم كأيقونات للتضحية والجهاد العالمي. يستخدم المقال لغة رمزية تُضفى على هؤلاء الأفراد هالة بطولية تتجاوز حدود المنطق والواقع. يصف الكاتب هؤلاء المقاتلين قائلًا: "شنّه ثلةٌ من الانغماسيين المهاجرين وصلوا إلى ولاية الصومال من سبع دول مختلفة، ولكن جمعتهم غاية واحدة هى التوحيد، وسبيل واحد هو الجهاد."
يعكس هذا الوصف محاولة متعمدة لإبراز فكرة "الهجرة فى سبيل الله"، حيث يسعى المقال إلى تصوير هؤلاء الأفراد كأبطال تجاوزوا الحدود والسدود، وواجهوا كل العقبات ليحققوا "النصر" المزعوم. من الواضح أن التنظيم يعتمد على هذه السردية لجذب عناصر جديدة من مختلف الدول، خاصة الشباب الذين يشعرون بالتهميش أو يبحثون عن هوية أو هدف لحياتهم.

٣. شيطنة الخصوم

أحد المحاور الأساسية فى خطاب تنظيم داعش هو "شيطنة الخصوم"، وهى استراتيجية نفسية وإعلامية تهدف إلى خلق عدو مشترك يبرر استمرار العنف. فى الافتتاحية، يُصور التحالف الدولى ضد داعش بـ"الحلف الصليبي"، ويُتهم بأنه يسعى لإفشال "الإسلام الحقيقي". يقول المقال: "تزاحمت تقارير مراكز الاستخبارات الصليبية المموهة، فى التحذير من خطر تنامى نشاط الدولة الإسلامية فى الصومال."

هذه اللغة التى تعتمد على مصطلحات مثل "الحلف الصليبي" و"المرتدين" ليست جديدة، لكنها فعالة فى تعبئة الأتباع وحشد الدعم. فالخطاب هنا لا يقدم تفسيرًا عقلانيًا للأحداث، بل يعتمد على إحياء ذاكرة تاريخية للصراعات بين المسلمين والمسيحيين، مما يساهم فى تأجيج الكراهية وتعزيز الشعور بالمظلومية.

إلا أن هذا النهج يتجاهل تمامًا أن التنظيم نفسه ارتكب فظائع ضد المسلمين قبل غيرهم، وأدى إلى دمار مجتمعات بأكملها فى العراق وسوريا ومناطق أخرى. فبدلًا من الاعتراف بهذه الجرائم، يُلقى المقال اللوم على "الحلف الصليبي" و"المنافقين"، وكأن التنظيم مجرد ضحية بريئة لمؤامرة عالمية.

٤. إعادة إنتاج الانتصارات المزعومة

تحاول الافتتاحية تضخيم الهجمات الفردية المحدودة وتصويرها كإنجازات استراتيجية ضخمة تعكس "قوة الدولة الإسلامية". فى مثال هجوم "بونتلاند"، يوصف الهجوم وكأنه ضربة محورية للحكومات المحلية والإقليمية، بل وللتحالف الدولى بأكمله. يقول المقال: "ضربة العام كانت من نصيب قوات حكومة (بونتلاند) المرتدة فى الصومال، حيث تعرضت لهجوم مركّب شنّه ثلة من الانغماسيين."
هذه السردية تتجاهل تمامًا حقيقة أن مثل هذه الهجمات، رغم خطورتها، تظل مجرد عمليات متفرقة لا تعكس قوة حقيقية أو قدرة على السيطرة المكانية. فالتنظيم لم يعد قادرًا على إدارة أراضٍ شاسعة كما كان فى سنوات ذروته.

التوظيف الديني لتبرير الهزائم والتراجع الميداني

يعد التوظيف الدينى لتبرير الهزائم والتراجع الميدانى أحد الأساليب المتكررة فى الخطاب الإعلامى لتنظيم داعش. فى افتتاحية العدد (٤٧٦) من صحيفة النبأ، يظهر هذا التوظيف بوضوح من خلال الربط بين النتائج العسكرية للتنظيم والإرادة الإلهية. فعندما يتعرض التنظيم لانتكاسة أو خسارة منطقة استراتيجية، لا يتم الاعتراف بأخطاء القيادة أو ضعف الاستراتيجية العسكرية، بل يُصور الأمر كـ"اختبار إلهي" أو "ابتلاء" يُمتحن من خلاله إيمان المجاهدين وصبرهم. ويؤكد المقال ذلك بوضوح حين يقول: "إن أماكن وأوقات هذه الضربات السنوية المباركة، ليست من اختيارات المجاهدين بقدر ما هى توفيق وتسديد إلهى ممّن شرع الجهاد سبحانه."

يستغل التنظيم فى هذا السياق مشاعر التدين لدى أتباعه، إذ يسعى إلى خلق حالة من "الإيمان القدري" التى تجعل الأفراد يرون كل هزيمة أو خسارة كجزء من "الخطة الإلهية الكبرى". وبذلك، يتم تحييد أى نقاش حول المسؤولية القيادية أو النقد الداخلي، لأن الهزيمة تصبح جزءًا من "الاختبار الرباني" وليس نتيجة لأخطاء تكتيكية أو سوء تقدير. هذا التبرير الدينى لا يُستخدم فقط للتخفيف من وطأة الهزائم، بل أيضًا لاستقطاب مزيد من الأنصار عبر تصوير الصبر والثبات فى وجه الهزيمة كعمل "إيماني" يُثاب عليه الفرد.

فى المقابل، عندما يحقق التنظيم نجاحًا ميدانيًا - مهما كان محدودًا أو رمزيًا - يتم تقديمه على أنه "نصر إلهي" وتوفيق من الله. هذه الازدواجية تجعل التنظيم فى موقع "الرابح" فى جميع الأحوال: إذا انتصر، فهو مؤيد من الله؛ وإذا هُزم، فهو يُختبر من الله. يقول المقال: "ولو خذله أهل الأرض قاطبة ولو استعانوا بالشياطين على وقفه." هذا الخطاب يحوّل المعارك من صراع عسكرى ميدانى إلى "معركة إيمانية"، حيث يتم نزع البعد الواقعى والمادى للصراع تمامًا.

المفارقة بين الخطاب والواقع الميداني

يعكس الخطاب الدعائى لتنظيم داعش، كما ورد فى افتتاحية العدد (٤٧٦) من صحيفة النبأ، حالة من التناقض الواضح بين ما يروّج له التنظيم من انتصارات وإنجازات ميدانية، وبين الواقع الفعلى على الأرض. ففى الوقت الذى يحاول المقال تسويق هجوم "بونتلاند" فى الصومال كدليل على "القدرة المستمرة على التمدد"، يتجاهل الكاتب عمدًا التراجع الكبير للتنظيم فى معاقله الرئيسية السابقة فى العراق وسوريا، حيث لم يعد يمتلك السيطرة المكانية التى كانت تمكّنه من فرض حكمه وإدارة موارده بشكل فعّال. هذا التباين الصارخ يثير تساؤلات حول مصداقية الدعاية الداعشية وقدرتها على عكس الواقع الميدانى بدقة.

إن انتقال التركيز إلى مناطق مثل الصومال والساحل الإفريقى يكشف عن استراتيجية واضحة يتبعها التنظيم فى السنوات الأخيرة، وهى استغلال "المناطق الهشة" التى تعانى من فراغ أمنى وضعف فى بنية الدولة المركزية. يتيح هذا النوع من البيئات للتنظيم فرصة لإعادة ترتيب صفوفه، وتنفيذ هجمات دعائية تساهم فى إظهار قدرته على البقاء والتكيف مع الظروف المختلفة. فى هذا السياق، يصبح هجوم محدود فى منطقة نائية مثل "بونتلاند" حدثًا دعائيًا يُضخّم فى وسائل إعلام التنظيم ليبدو وكأنه إنجاز استراتيجى كبير.

يُظهر التركيز على الصومال وغيرها من المناطق البعيدة محاولة واضحة لصرف الأنظار عن الخسائر الكبيرة فى مناطق نفوذه السابقة. فبينما يتراجع التنظيم فى العراق وسوريا ويتعرض لضربات عسكرية قاسية، يحاول من خلال الإعلام أن يوجّه البوصلة نحو "الجبهات البديلة"، ليحافظ على وهم "استمرارية الجهاد العالمي". لكن هذا التحوّل الجغرافى لا يعدو كونه هروبًا من مواجهة الحقيقة الميدانية المتمثلة فى فقدان النفوذ والقدرة على الإدارة الفعلية للأراضي.

التركيز على المقاتلين الأجانب (المهاجرين)

يُبرز المقال فى افتتاحية العدد (٤٧٦) من صحيفة النبأ أهمية خاصة للمقاتلين الأجانب أو ما يُطلق عليهم داخل أدبيات التنظيم "المهاجرون". يُصوَّر هؤلاء الأفراد كرموز للتضحية والفداء، وكأبطال عابرين للحدود، تخطوا العقبات الأمنية والجغرافية من أجل "نصرة الدين". هذا الخطاب ليس جديدًا على إعلام داعش، إذ سعى التنظيم منذ ظهوره إلى تعزيز فكرة "الأمة الإسلامية العابرة للحدود" التى تتجاوز الهويات الوطنية والعرقية، ليؤكد أن معركته ليست محلية بل عالمية، تستقطب مقاتلين من مختلف الجنسيات والأعراق.

التركيز على "المهاجرين" فى هذه الافتتاحية يأتى فى سياق تبرير محدودية حضور التنظيم فى مناطق نفوذه السابقة، وتحويل الأنظار إلى بقع جغرافية جديدة مثل الصومال، حيث يمكن توظيف هؤلاء المقاتلين كأداة دعائية. يقول المقال: "وإن هؤلاء المهاجرين قد وصلوا إلى ولاية الصومال من سبع دول مختلفة، ولكن جمعتهم غاية واحدة هى التوحيد وسبيل واحد هو الجهاد." هنا يحاول التنظيم رسم صورة مثالية لعالمية مشروعه، رغم أن الواقع يشير إلى تراجع تدفق المقاتلين الأجانب إلى صفوفه بفعل الضربات الأمنية المحكمة وتضييق مسارات التجنيد والتمويل.

الأمر الأكثر تعقيدًا هو الانقسامات الداخلية داخل التنظيم نفسه. تشير تقارير عديدة إلى وجود خلافات حادة بين القيادات المحلية والمقاتلين الأجانب، خاصة فى المناطق التى يواجه فيها التنظيم ضغوطًا عسكرية وأمنية. هؤلاء المقاتلون الأجانب غالبًا ما يشعرون بالتهميش أو يُنظر إليهم كـ"عبء أمني" عندما يزداد الضغط على التنظيم. فى هذا السياق، يصبح الحديث عن "أبطال المهاجرين" فى إعلام التنظيم مجرد محاولة لإنعاش صورة متهالكة وإعادة إحياء وهم القدرة على جذب الدعم العالمي.

فى النهاية، يُعد التركيز على المهاجرين فى المقال محاولة واضحة لتغطية نقاط الضعف الهيكلية فى التنظيم، واستثمار رمزية هؤلاء الأفراد فى تعزيز صورة "التنظيم العالمي" الذى يتجاوز الحدود. إلا أن هذه الرواية الدعائية تتجاهل الحقائق الميدانية، والتى تؤكد أن تنظيم داعش لم يعد يمتلك الشبكات اللوجستية القوية التى تمكّنه من تجنيد واستقطاب مقاتلين أجانب بكفاءة كما كان الحال فى ذروة قوته.

الاستخدام المكثف للمظلومية التاريخية

يعتمد المقال الافتتاحى فى العدد (٤٧٦) من صحيفة النبأ على توظيف سردية "المظلومية التاريخية" كأحد الأعمدة الرئيسية فى الخطاب الدعائى لتنظيم داعش. تُصور هذه السردية الصراع على أنه حرب عالمية "صليبية" تستهدف الإسلام والمسلمين، وتُصوّر التنظيم على أنه القوة الوحيدة التى تقف فى وجه هذه "المؤامرة الكونية". يقول المقال: "إن الجهاد قدر الله تعالى وفريضة من فرائضه وشريعة من شرائعه التى لم تُنسخ ولم تُستبدل، بل هى ماضية باقية ما بقى الصراع بين الإسلام والكفر." هذا الطرح لا يخلو من التحريض والاستعطاف فى آنٍ واحد، حيث يسعى إلى استغلال مشاعر الإحباط واليأس لدى بعض الفئات وتوجيهها نحو تبنى أيديولوجية التنظيم العنيفة.

تهدف هذه السردية إلى تحقيق هدفين أساسيين: الأول هو إضفاء الشرعية الدينية على أعمال العنف والإرهاب التى يقوم بها التنظيم، والثانى هو استقطاب مجندين جدد من خلال إقناعهم بأنهم جزء من "معركة مقدسة" ضد "قوى عالمية متآمرة". يتعمد المقال تصوير أى عمل عسكرى ضد التنظيم على أنه جزء من هذه "المؤامرة"، ويتجاهل بشكل صارخ حقيقة أن أغلب هذه العمليات العسكرية جاءت كرد فعل على الجرائم الوحشية التى ارتكبها التنظيم ضد المدنيين فى العراق وسوريا وأماكن أخرى.

المفارقة أن التنظيم، الذى يدّعى الدفاع عن الإسلام والمسلمين، تسبب بأفعاله فى تشويه صورة الإسلام عالميًا وتعميق الأزمات الطائفية والعرقية فى البلدان التى نشط فيها. بدلًا من أن يكون "مدافعًا عن الأمة"، كما يدّعي، أصبح سببًا رئيسيًا فى تفاقم معاناة المجتمعات المسلمة. لكن المقال الدعائى يتجاهل هذه الحقائق تمامًا، بل يحاول قلبها من خلال تسويق صورة مظلومية زائفة تبرر كل انتهاك وكل جريمة يرتكبها التنظيم.

تناقض السردية الداعشية

تعاني السردية المطروحة فى افتتاحية العدد (٤٧٦) من صحيفة النبأ من تناقض جوهرى يكشف حالة الضعف التى يعيشها تنظيم داعش حاليًا. فمن جهة، يسعى المقال إلى تصوير بعض العمليات المحدودة، مثل هجوم "بونتلاند"، كإنجازات استراتيجية كبرى تُثبت "قوة التنظيم وحيويته"، ومن جهة أخرى، يتحدث الخطاب عن "توفيق وتسديد إلهي" فى تفسير أى نجاح جزئي، ما يعكس غيابًا واضحًا لأى إنجازات ملموسة على المستوى العملياتى أو الاستراتيجي. هذا التناقض ليس مجرد خلل دعائي، بل هو انعكاس دقيق للوضع الميدانى المتدهور للتنظيم.

يحاول المقال تجاوز هذا التناقض من خلال توظيف اللغة الدينية والرمزية، فيصور النجاحات المحدودة على أنها جزء من "اختبار إلهي" يُعد التنظيم لمراحل أكثر "عظمة". لكن فى الواقع، عندما يضطر التنظيم إلى تضخيم هجمات صغيرة أو هجمات نفذها أفراد محدودون باعتبارها "نصرًا عظيمًا"، فهذا مؤشر واضح على تراجع قدرته على تنفيذ عمليات كبيرة كتلك التى شهدناها فى سنوات ذروته. كما أن التركيز المفرط على مهاجمة أهداف سهلة أو مناطق نائية يعكس انكفاء التنظيم على ذاته وفقدانه للقدرة على العمل الميدانى المنظم فى المناطق ذات الثقل الاستراتيجي.

التناقض يتضح أيضًا فى المزج بين تصوير التنظيم كقوة "عالمية ذات نفوذ واسع" وبين تصوير أفراده كـ"ثلة من المؤمنين الصادقين الذين يواجهون تحالفًا عالميًا". فالخطاب ينتقل بشكل متكرر بين هذين النقيضين؛ تارة يتم تصوير داعش كتنظيم عالمى قادر على التأثير وتغيير موازين القوى، وتارة أخرى يتم تصويره كـ"مجموعة قليلة صابرة محتسبة" تواجه قوى هائلة تفوقها فى العدد والعدة. هذا التباين لا يمكن تفسيره إلا فى سياق محاولة التنظيم التكيف مع واقعه الهش من خلال خطاب مزدوج يستهدف شرائح مختلفة من جمهوره.

فى النهاية، يكشف هذا التناقض بين الادعاءات الدعائية والواقع الميدانى عن أزمة داخلية عميقة فى بنية الخطاب الداعشي. فالتنظيم الذى كان يومًا ما يُروّج لنفسه كـ"دولة" قادرة على إدارة مناطق مترامية الأطراف، أصبح يعتمد على هجمات متفرقة وغير مركزية كدليل على بقائه. هذا التناقض لا يقتصر على الخطاب الإعلامى فقط، بل ينعكس أيضًا على الأداء الميدانى للتنظيم، الذى لم يعد قادرًا على تحقيق إنجازات ملموسة تتجاوز العناوين الرنانة التى تُطلقها أذرعه الإعلامية.

الاستخدام السياسى للدين

يعتمد تنظيم داعش فى خطابه الدعائى على الاستخدام المكثف للنصوص الدينية وتوظيفها بشكل انتقائى لخدمة أهدافه السياسية والعسكرية. فى افتتاحية العدد (٤٧٦) من صحيفة النبأ، يستند المقال إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية لإضفاء شرعية دينية على أفعال التنظيم وعملياته العنيفة. يتم انتقاء النصوص بشكل مجتزأ بعيدًا عن سياقاتها الفقهية والتاريخية، مما يفرغها من معانيها الحقيقية ويعيد تأويلها بما يتناسب مع السردية الداعشية. على سبيل المثال، يستخدم المقال آيات تتحدث عن "الجهاد" و"النصر الإلهي" لتبرير عمليات قتل وتفجير تستهدف مدنيين أو قوات محلية لا علاقة لها بما يدّعيه التنظيم من "جهاد إسلامى مشروع".

هذا التوظيف للنصوص لا يقتصر فقط على التبرير، بل يمتد إلى خلق منظومة فكرية مغلقة تُجبر الأتباع على الطاعة العمياء تحت مظلة "التكليف الإلهي". فعندما يُصوّر التنظيم أفعاله على أنها "قدر إلهي" أو "تسديد سماوي"، فإنه يقطع الطريق على أى محاولات للنقد أو التشكيك من الداخل. يُقدّم هذا الخطاب رؤية أحادية مطلقة لا تحتمل أى خلاف فقهى أو حتى مناقشة عقلانية، ويجعل من أى خروج عن مسار التنظيم بمثابة "خيانة للدين" أو "ردة". هذه الرؤية تسهّل على قيادة التنظيم إحكام سيطرتها على الأتباع وتوجيههم نحو أهدافها السياسية والعسكرية دون أدنى مقاومة فكرية.

لكن الواقع يُظهر بوضوح التناقض بين النصوص الدينية التى يستشهد بها المقال والممارسات العملية للتنظيم. الإسلام دين يحرّم قتل الأبرياء ويؤكد على حرمة دماء المسلمين وغير المسلمين الذين يعيشون فى أمان، كما جاء فى الحديث الشريف: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة." ومع ذلك، نجد أن داعش ارتكب مجازر بشعة بحق المدنيين، واستهدف المسلمين فى المساجد والأسواق، ودمّر البنية الاجتماعية والاقتصادية فى المناطق التى سيطر عليها. هذا التناقض بين النصوص والممارسات يكشف زيف الشرعية التى يحاول التنظيم ادعاءها، ويؤكد أن الهدف الحقيقى هو تحقيق مكاسب سياسية من خلال التلاعب بالدين.

إن استخدام الدين كأداة لتحقيق أهداف سياسية ليس مجرد انحراف عن المبادئ الإسلامية، بل هو تدمير متعمد لصورة الإسلام فى العالم. لقد أسهمت أفعال داعش وخطابه الدعائى فى تشويه صورة الإسلام والمسلمين على المستوى العالمي، وربط الدين بالعنف والتطرف. هذا الضرر يمتد ليشمل المجتمعات المسلمة نفسها، التى أصبحت تعانى من تبعات هذا التشويه سواء على مستوى العلاقات الاجتماعية الداخلية أو على مستوى تعامل العالم الخارجى معها. فى نهاية المطاف، يظهر أن الهدف الأساسى من هذا الاستخدام السياسى للدين ليس نشر قيم الإسلام، بل استخدامه كغطاء أيديولوجى يبرر تحقيق مصالح مادية وسياسية للتنظيم وقياداته.

خاتمة: بين الدعاية والواقع

تعكس افتتاحية العدد (٤٧٦) من صحيفة النبأ نموذجًا واضحًا للدعاية الأيديولوجية التى يتبناها تنظيم داعش، حيث يتم توظيف النصوص الدينية بشكل انتقائي، وتضخيم النجاحات الميدانية المحدودة، مع تجاهل التحديات الكبرى التى تواجه التنظيم. يقدّم المقال صورة مشوهة للواقع، محاولًا إقناع الأتباع والمتعاطفين بأن التنظيم لا يزال قويًا ومؤثرًا، رغم التراجع الميدانى الملحوظ وخسارته لمراكز نفوذه الرئيسية فى العراق وسوريا.

على الرغم من محاولات التنظيم إعادة تقديم نفسه كحركة جهادية عالمية قادرة على تجاوز الحدود والقيود الأمنية، إلا أن الواقع يشير إلى تقلص قدراته العملياتية وفشله فى تحقيق أى سيطرة فعلية طويلة الأمد على الأرض. تُظهر الهجمات المحدودة التى يروّج لها المقال- مثل هجوم “بونتلاند”- أن التنظيم أصبح يعتمد على عمليات خاطفة وغير مستدامة لتعويض الخسائر الفادحة التى تعرض لها خلال السنوات الماضية.

يتضح أيضًا أن الخطاب الدعائى للتنظيم يفتقر إلى التجديد والتطوير، حيث يعتمد بشكل متكرر على نفس السرديات القديمة القائمة على فكرة "المظلومية التاريخية" و"المؤامرة الصليبية"، مع التركيز على "الانغماسيين" و"المهاجرين" كأبطال أسطوريين. هذا النمط من الخطاب قد ينجح فى استقطاب قلة من المؤيدين، لكنه يفشل فى مواجهة الحقائق الميدانية التى تعكس تراجع شعبية التنظيم وافتقاده للحاضنة الاجتماعية حتى فى المناطق الهشة التى يحاول التمركز فيها.

فى نهاية المطاف، يبقى تنظيم داعش عالقًا فى أزمته البنيوية التى تتجلى فى التناقض بين خطابه الدعائى وواقعه الميداني. ورغم محاولاته المستمرة للتكيف مع المتغيرات والبحث عن ملاذات جديدة، إلا أن هذه المحاولات لا تتعدى كونها محاولات يائسة لإطالة أمد وجوده. إن استمرار التنظيم مرهون بقدرته على تجديد استراتيجيته، لكن شواهد الواقع تؤكد أن التنظيم بات يعانى من أزمة عميقة، وأن خطابه الأيديولوجى لن يتمكن من إخفاء هذا التآكل طويلًا.

مقالات مشابهة

  • التحول الواعي من العالم الديني إلى واقعنا الحديث يتطلب موقفاً نقدياً.. قراءة في كتاب
  • تشكيل حكومة جديدة.. معضلة حقيقية تواجه مستقبل إيران
  • مصر والتنوع في الأشكال الشعبية.. الغناء الديني تأصيل لظاهرة إبداعية تتفرد بها الثقافة المصرية
  • تفاصيل برنامج حفل فرقة الانشاد الديني على مسرح الجمهورية قبل انطلاقه اليوم
  • داعش والتجييش العاطفي للحفاظ على تماسك التنظيم
  • افتتاح مركزي الأطراف الصناعية والأشعة التشخيصية في هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة
  • زيادة خطاب الرعاية الصحية إلى 600 جنيه للعاملين بالنيابات والمحاكم
  • بشرى سارة للعاملين بالنيابات والمحاكم.. زيادة خطاب الرعاية الصحية إلى 600 جنيه
  • وقفة بمديرية التعزية إعلاناً للجهوزية نصرة لغزة
  • مسير لقوات التعبئة العامة في الزيدية بالحديدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني