مديرية الوحدة تُقيم الفعالية الختامية لذكرى السنوية للشهيد
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
الثورة نت/..
أقامت مديرية الوحدة في أمانة العاصمة، اليوم، الفعالية الختامية للذكرى السنوية للشهيد ١٤٤٦هـ، تحت شِعار “ثقافة الشهادة هي ثقافة البقاء”.
وفي الفعالية، أشار نائب رئيس مجلس الشورى، ضيف الله رسام، إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة يعد تجديداً للعهد والوفاء لهؤلاء الشهداء، وتأكيداً على ارتباط الأمة بهم، وحرصها على تذكر بطولاتهم وتضحياتهم، وغرسها في وجدان الأجيال.
واستعرض منزلة ومكانة الشهيد في الإسلام، وما حباه الله للشهداء من كرامة، بما يجعلهم فخرا لأهلهم، وشفعاء لهم يوم القيامة.. قائلاً: “لولا هؤلاء الشهداء لم ننعم نحن بالأمن والخير، فنحن ندين لهم بما قدموه من تضحيات في سبيل الله، وللحفاظ على أمننا واستقرار وسيادة بلادنا”.
فيما ألقى الشيخ جبري إبراهيم كلمة بالنيابة عن أسر وأقارب الشهداء، أعرب -خلالها- عن فخر أبناء وأسر الشهداء، واعتزازهم بتضحيات ذويهم، التي ستبقى وسام شرف وكبرياء وشموخ.. مؤكداً استعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل الوطن، ونصرة قضايا ومقدسات الأمة.
وقال: “إنه ومهما كانت حجم الإشادة بأسر الشهداء وعائلاتهم، فإننا لم ولن نستطيع أن نوفيهم حقهم من التكريم الذي يليق بهم، ويعبّر عن العرفان بقدرهم ودورهم في التضحية والجود بأعز ما لديهم، وهم الشهداء”.
ولفت إلى حجم التضحيات، التي قدمها الشهداء، في مواجهة قوى العدوان والاستكبار.. مشيراً إلى أن ذكرى الشهيد عزيزة على القلوب، وتستحق إعطاءها الأهمية، التي ترتقي إلى جسامة التضحيات.
من جانبه، ثمَّن مدير المديرية، سامي حميد، التضحيات العظيمة التي قدمها الشهداء للدفاع عن الوطن أرضاً وإنساناً، وكذا صمود وثبات أسرهم، ومواقفها المشرفة، وتقديمها قوافل المال والرجال.. حاثاً على الاهتمام والعناية بأبناء وأسر الشهداء كأقل واجب يمكن تقديمه لهم.
وأكد أن مواقف العز والشرف، التي جسدها الشهداء العظماء والمجاهدون الأوفياء، بتضحياتهم وبطولاتهم وهم يؤدون واجبهم الديني والوطني، ستظل ماثلة أمام أعين اليمنيين جميعاً، يستلهمون منها القوة والعزيمة والإصرار في مواصلة الجهاد والتضحية حتى تحقيق النصر.
وجدَّد العهد والوفاء لدماء الشهداء، والسير على دربهم في مواجهة قوى العدوان والأعداء، ونصرة أبناء وقضايا الأمة ومقدساتها.. مشيراً إلى أن الشهداء هم المنارة التي تُنير درب الأجيال المتعاقبة، وتتعلم منهم قيم العطاء والبطولة والفداء في سبيل الوطن.
فيما أكد الناشط الثقافي، أبو زيد الظاهري، أهمية هذه المناسبة لِما تحمله من معاني دينية وأخلاقية وإنسانية؛ تكريماً للشهداء العظماء الذين جعلوا أرواحهم منبراً للنصر ونموذجاً للشهادة في سبيل الله، والذود على حياض الوطن.
وأشار إلى أن ما ينعم به اليمن من أمن واستقرار وحرية وكرامة يأتي بفضل تضحيات الشهداء، التي تستمد الأمة منهم الوعي والبصيرة والصمود والثبات في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة.
وحث على استحضار الدروس من ذكرى الشهيد، وتضحيات الشهداء الذين جادوا بأنفسهم في سبيل الله، والتحرر من قوى الطاغوت والاستكبار، واقتفاء مآثرهم البطولية وعطائهم في مواجهة طواغيت الاستكبار العالمي.
تخلل الفعالية، بحضور قيادات محلية وتنفيذية وإشرافية وعقال ومشايخ وشخصيات اجتماعية وجمع كبير من أسر الشهداء وأبناء المديرية، كلمات وفقرات معبّرة عن عظمة المناسبة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی مواجهة فی سبیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
في مواجهة مشاريع ترامب ونتنياهو: بين ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة؟
في تسعينيات القرن الماضي وفي ظل انتشار موجة المفاوضات بين العدو الصهيوني وبعض الدول العربية بعد حرب الخليج الثانية وعقد مؤتمر مدريد للسلام، أطلق الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين رؤية متكاملة لمواجهة تداعيات تلك المرحلة تحت عنوان: بين ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة.
وتضمنت تلك الرؤية، التي قدمها الإمام شمس الدين خلال محاضرة له في دار الندوة في بيروت ومن ثم نُشرت في كتاب خاص، محاولة من أجل التوفيق بين حاجة الأنظمة العربية آنذاك للتفاوض مع العدو الصهيوني بعد حرب الخليج الثانية والضغوط الأمريكية لفرض السلام، وبين حاجة الأمة لمقاومة المشروع الصهيوني وحماية القضية الفلسطينية دون أن يؤدي الاختلاف بين ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة إلى الصدام بين الأنظمة والجماهير أو قوى المقاومة.
وإضافة إلى إيجاد علاقة متكاملة بين الأنظمة والأمة لمواجهة مختلف التحديات، دعا الإمام شمس الدين في هذه الدراسة إلى التصالح بين مختلف التيارات القومية واليسارية والإسلامية والليبرالية لمواجهة مختلف التحديات ووقف الصدام بين قوى الأمة، وهذه الرؤية كانت المدخل لإطلاق المصالحة بين التيار القومي والتيار الإسلامي، والتي تبناها لاحقا مركز دراسات الوحدة العربية برئاسة المفكر الراحل الدكتور خير الدين حسيب ولاحقا المؤتمر القومي العربي، وتم عقد المؤتمر القومي- الإسلامي المستمر إلى اليوم.
نستعيد اليوم هذه الرؤية التي أطلقها الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين في تسعينيات القرن الماضي في ظل التحديات التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية اليوم بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، ولا سيما بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل تهجير أبناء قطاع غزة إلى مناطق أخرى وخصوصا مصر والأردن، بحجة إعادة إعمار القطاع، وكذلك الدعوة التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية كبديل عن الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية ضمن مشروع حل الدولتين، ويضاف إلى ذلك ما يطرحه نتنياهو من إقامة نظام شرق أوسط جديد وتهجير أبناء الضفة الغربية وتوجيه ضربة عسكرية لإيران، إضافة لاستمرار الحرب على لبنان، وما تتعرض له سوريا من مخاطر وتحديات، كذلك الأزمات التي تصيب أكثر من دولة عربية وإسلامية.
نحن إذن امام تحديات ومخاطر كبرى تطال الدول العربية والإسلامية، وقد دعت بعض الدول العربية لعقد قمة مصغرة في مصر تمهيدا لعقد قمة عربية طارئة لبحث كل التطورات والتحديات.
لكن إذا كانت الدول العربية والإسلامية قد تعتمد بعض السياسات والخطط الرسمية من أجل مواجهة مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وهذه الخطط قد تعتمد الأسلوب الدبلوماسي أو السياسي، فإنه بموازاة ذلك فإن أمام الأمة العربية والإسلامية مسؤوليات كبرى لمواجهة هذه المخاطر الكبرى. وعندما نشير للأمة العربية والإسلامية فإنها تشمل قوى المقاومة ومختلف الأحزاب والتيارات والحركات الإسلامية والقومية واليسارية، إضافة للنخب الثقافية وللمفكرين والعلماء ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات العلمائية والمرجعيات الدينية.
والأهم في رؤية الإمام الشيخ شمس الدين؛ التكامل بين ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة، وإذا كانت هذه الرؤية قد شهدت نقاشات وانتقادات كثيرة عندما أطلقها الإمام شمس الدين في تسعينيات القرن الماضي، فإن هذه الرؤية مطلوبة اليوم من أجل مواجهة التحديات الجديدة مع تطويرها بما يتناسب المتغيرات والتحديات الحاصلة إقليميا ودوليا.
نحن اليوم بحاجة لرؤية متكاملة قادرة على مواجهة مختلف التحديات بعد أن نجحت معركة طوفان الأقصى في تقليص الخلافات والصراعات الحزبية والمذهبية، وأعادت التركيز على القضية الفلسطينية على الصعيد العربي والإسلامي والدولي، ورغم كل ما ادت إليه هذه الحرب من دمار وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء ورغم نتائج الحرب على لبنان وما أدت إليه من تحديات كبيرة، فإننا اليوم أمام مرحلة جديدة على صعيد القضية الفلسطينية والمطلوب التركيز على النقاط الإيجابية ومعالجة الثغرات التي برزت، والأهم أن ما يطرحه المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون من مشاريع وطروحات مستفزة لا ينال فقط قوى المقاومة، بل هو يستهدف الأنظمة العربية والإسلامية كلها والأمة كلها، وليس فقط القضية الفلسطينية.
ومن هنا أهمية العودة للرؤية التي طرحها الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين أو غيرها من الطروحات القادرة على مواجهة مختلف التحديات والتي يمكن أن تجمع الأمة ولا تفرقها.
فهل تؤدي التحديات الجديدة إلى توحيد الأمة وتعاونها؟ أو سنظل غارقين في الصراعات والازمات وتضيع القضية الفلسطينية وتنهار الدول العربية والإسلامية أمام الجبروت الأمريكي والاسرائيلي؟
x.com/kassirkassem