استراتيجية بريطانية قديمة في زمن جديد .. دعم المرتزقة لن يوقف قوات صنعاء
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
هذا الدعم البريطاني الجديد ليس خطوة عفوية أو منفصلة عن الأحداث الجارية، بل هو امتداد لسياستها الاستعمارية التاريخية في المنطقة ومحاولة لتعزيز نفوذها في وقت تعيش فيه الدول الغربية حالة من التراجع العسكري والسياسي أمام القوى الصاعدة.
من الواضح أن هذا الإعلان يأتي كجزء من التحركات البريطانية الأمريكية الأخيرة لمواجهة التطورات في البحر الأحمر والمياه الإقليمية اليمنية فالهجمات البحرية التي نفذتها قوات صنعاء ضد أهداف عسكرية واقتصادية تمثل تحديا غير مسبوق للمصالح الغربية في المنطقة، وتحديدا لبريطانيا والولايات المتحدة، اللتين تعتبران أمن الممرات البحرية في البحر الأحمر وباب المندب خطا أحمر.
وبالتالي، فإن الدعم المعلن لقوات المرتزقة يهدف إلى تحويل تلك القوات إلى أداة محلية تستخدمها بريطانيا لضمان استمرار السيطرة الغربية على المنطقة البحرية، بعد ان فشلت الى جانب البحرية الامريكية عسكريا في تحييد او تقويض قدرات صنعاء الدعم الذي يتضمن زوارق سريعة وتدريبا ومساعدات فنية ليس سوى جزء صغير من استراتيجية أكبر تُبنى على أساس الهيمنة على البحر الأحمر.
الإشارة إلى العلاقات الطويلة الأمد بين بريطانيا واليمن في البيان البريطاني ليست سوى محاولة لتجميل صورة التدخل الأجنبي في البلاد بينما الواقع أن هذه العلاقات لم تكن يوما لصالح الشعب اليمني، بل كانت دائما تُبنى على أسس استعمارية تستهدف استغلال الموقع الجغرافي لليمن ومقدراته لصالح القوى الغربية.
وبالتالي فان دعم قوات المرتزقة يأتي في سياق تعزيز النفوذ البريطاني في بلد يعيش حالة من الانقسام والصراع، في محاولة لاستثمار هذا الوضع لتحقيق أهدافها الاستراتيجية من ناحية أخرى، لا يمكن فصل هذا الدعم عن التحركات الإقليمية، خصوصا أن تصريحات المدعو رشاد العليمي أكدت على التنسيق مع الحلفاء الإقليميين وهذا يشير بوضوح إلى أن الدعم البريطاني ليس مبادرة مستقلة بل هو جزء من خطة أكبر تشارك فيها السعودية والإمارات، اللتان تتعاونان بشكل وثيق مع الغرب لمواجهة الحوثيين وتقويض نفوذهم في المناطق البحرية.
ولكن هذه الجهود لن تؤدي إلا إلى المزيد من تعقيد المشهد، خصوصا أن قوات صنعاء أثبتت مرارا قدرتها على تجاوز الأدوات التقليدية التي يستخدمها التحالف في المواجهة. على المستوى العسكري، الدعم البريطاني للقوات المدعومة اماراتيا وسعوديا يعكس مخاوف حقيقية من تصاعد قدرات الحوثيين البحرية هذه القدرات التي تعتمد على التكنولوجيا المحلية والتكتيكات المبتكرة أصبحت مصدر قلق كبير للغرب، خاصة بعد نجاح قوات صنعاء في استهداف سفن عسكرية وتجارية في عمق البحر الأحمر فبريطانيا تدرك أن هذه التهديدات لم تعد مجرد تهديدات تكتيكية، بل أصبحت جزءا من معادلة الردع الإقليمية التي فرضها الحوثيون، والتي أربكت الحسابات الغربية والإقليمية. في النهاية، يجب التأكيد على أن هذه التحركات لن تغير شيئا.
في ميزان القوى الحقيقي الدعم البريطاني لقوات المرتزقة لن يكون أكثر من محاولة يائسة لاحتواء القدرات المتزايدة لقوات صنعاء، التي أثبتت قدرتها على التعامل مع أدوات الضغط الغربية والإقليمية بمرونة وفعالية.
التحدي الحقيقي أمام بريطانيا وحلفائها هو أن اليمن، بقيادة الحوثيين، أصبح اليوم طرفا فاعلا وقادرا على فرض معادلات جديدة في المنطقة، معادلات لا تُبنى على الهيمنة والاستغلال، بل على العدالة والندية. صحفي متخصص في الشأن العسكري
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الدعم البریطانی البحر الأحمر قوات صنعاء
إقرأ أيضاً:
مقاتلات أميركية تشن نحو 40 غارة على صنعاء ومأرب والحديدة
رام الله - دنيا الوطن
شنت مقاتلات أميركية سلسلة غارات مكثفة على عدد من المحافظات اليمنية منذ مساء أمس الاثنين وحتى فجر اليوم الثلاثاء، بلغت نحو 40 غارة، واستهدفت العاصمة صنعاء ومحافظتي مأرب والحديدة، وفقاً لوسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين).
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، نفذ الطيران الأميركي ثلاث غارات على منطقة "براش" شرقي جبل نقم.
كما استهدفت الغارات الأميركية منطقتي "المحجر" في قرية "هروب" بمديرية الحصن التابعة لخولان، ومنطقة "براش" بمديرية سنحان شرق العاصمة.
أما في محافظة مأرب شمال شرق صنعاء، فقد تعرضت مديرية "مجزر" لأربع غارات متتالية على دفعتين.
في حين أكدت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله أن الطيران الأميركي استهدف مديريتي العبدية وصرواح بغارة جوية.
وفي محافظة الحديدة غربي اليمن، شن الطيران الأميركي عدة غارات على جزيرة كمران، ليكون هذا الاستهداف العاشر من نوعه للجزيرة منذ 31 مارس/آذار الماضي.
كما صعّد الطيران من وتيرة الغارات على مديرية "التحيتا" في المحافظة ذاتها، حيث بلغ عدد الغارات 25 غارة منذ صباح أمس وحتى ساعات المساء.
من جهتها، قالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) -في بيان مساء الاثنين- إن "حاملة الطائرات الأميركية هاري إس ترومان تواصل ضرباتها الجوية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ضد مواقع الحوثيين المدعومين من إيران"، وذلك بعد إعلان الجماعة هجومها على حاملتي طائرات أميركيتين بالبحر الأحمر.
وفي وقت سابق أمس الاثنين، أعلنت جماعة الحوثي أنها هاجمت بثماني طائرات مسيّرة وخمسة صواريخ هدفين إسرائيليين بمدينتي عسقلان وإيلات، وحاملتي الطائرات الأميركيتين ترومان وفينسون في البحر الأحمر.
وتأتي الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجيش بلاده بشن هجوم كبير ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بالقضاء عليها تماما.
غير أن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفنا في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس/آذار الماضي الحرب على غزة.