الذكرى السنوية للشهيد.. محطة للتزود بالعزم والبصيرة
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تعد الذكرى السنوية للشهيد محطة مهمة للتزود بالعزم والبصيرة وتجديد العهد بالمضي على درب الشهداء العظماء والتذكير بمآثرهم وما سطروه من ملاحم بطولية دفاعاً عن الوطن وسيادته واستقلاله واستحضار المبادئ والأهداف النبيلة التي ضحوا من أجلها.
وتكتسب سنوية الشهيد أهمية كبيرة لدى الشعب اليمني، ويتجلى ذلك من خلال الأنشطة والفعاليات الواسعة إحياء لهذه الذكرى وما تحمله من معانٍ ودلالات تستنهض أبناء الأمة وترسخ في نفوسهم ثقافة الجهاد والاستشهاد كخيار وحيد لمواجهة التحديات التي تعترض الأمة.
ويتزامن إحياء الذكرى هذا العام مع الموقف المشرف والبطولي لليمن قيادة وحكومة وشعبا في نصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني وإسناد المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يرتكب أبشع المجازر بحق المدنيين في ظل تواطؤ المجتمع الدولي وتخاذل الأنظمة المطبعة والعميلة.
قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي اعتبر هذه الذكرى محطةٌ مهمةٌ يتزود منها المجتمع بالعزم، والبصيرة، والوعي، وقال: “جرت عادة المجتمع البشري بشكلٍ عام- في مختلف أمم الأرض- أن يحتفوا وأن يمجِّدوا تضحيات من أسهموا في قضاياهم الكبرى، من ضحوا من أجل مبادئهم المهمة، أو قضاياهم المصيرية، أو من أجل حريتهم، أو استقلالهم، أو عزتهم، أو كرامتهم أو أي أمرٍ مهمٍ من أمورهم، وهذا شيءٌ فطريٌ في واقع بني البشر بشكلٍ عام”
وأشار قائد الثورة إلى أهمية هذه الذكرى في ترسيخ المفهوم الصحيح للشهادة ودورها في إحياء الأمة؛ لأن البعض من المثبِّطين، والمتخاذلين، واليائسين، والمنهزمين، ومن الأعداء أيضاً، يحاولون أن يقدِّموا صورةً مغلوطة عن الشهادة، ومفهومها، وأن يصوِّروها وكأنها خسارة، وأن يحاولوا أن يفتُّوا من عضد الأمة، وأن يوهنوا من عزمها، وأن يضعفوا من قوة موقفها، وقوة إرادتها، من خلال ما قد يتحدثون به عن موضوع الشهداء والشهادة في سبيل الله.
كما تكتسب هذه الذكرى أهميتها من خلال التعريف بتضحيات الشهداء وما حققته من حرية وكرامة ونصر في مواجهة أعداء الأمة والتذكير بمسؤولية الجميع في الوفاء لتضحياتهم من خلال السير على دربهم والاهتمام بأسرهم وتقديم كافة الدعم والرعاية لها.
تم استطلاع آراء عدد من الشخصيات والناشطين والمواطنين حول أهمية هذه الذكرى، حيث قال عضو مجلس الشورى الدكتور يحيى جحاف إن “للذكرى السنوية للشهيد أهمية كبيرة من عدة جوانب أبرزها إحياء فريضة الجهاد في سبيل الله والتذكير بالمكانة والمنزلة العظيمة التي اختصهم الله سبحانه وتعالى بها”.
وأشار إلى أن الشهادة في سبيل الله من أعظم القيم والمفاهيم التي تعتز بها الأمة الإسلامية وهي تضحية تجسد الإيمان والولاء لله تعالى وهذا هو أول ما يجب استذكاره واستحضاره عند إحياء الذكرى السنوية للشهيد.
وأضاف جحاف “أما الجانب الآخر لأهمية إحياء هذه الذكرى هو مبادلة الشهداء الوفاء بالوفاء من خلال تلمس احتياجات أسرهم وتلبيتها باعتبار أن رعاية أسر الشهداء مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من الحكومة والمجتمع”.. لافتًا إلى أن تقديم الدعم اللازم لأسر الشهداء ليس واجبًا إنسانيًا فقط بل هو تجسيد للامتنان لتضحياتهم.
من جانبه اعتبر مدير الإعلام بالهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا عبدالقادر عثمان، الذكرى السنوية للشهيد رمزا للوفاء والإجلال للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن وعزته واستقلاله.
وأكد أن لإحياء هذه الذكرى أهمية بليغة على مختلف الأصعدة الروحية والاجتماعية والثقافية حيث يجسد المكانة العظيمة التي يحتلها الشهداء في قلوب أبناء الشعب من خلال ما يتم إقامته من أنشطة وفعاليات يستحضر فيها الجميع التضحية التي جاد بها الشهداء من أجل عزة شعبهم.
ورأى عثمان أن هذه الذكرى تسهم في تعزيز الهوية الوطنية من خلال استذكار المجتمع لنضال وتضحيات الشهداء الأمر الذي يعزز من مشاعر الانتماء.
في حين اعتبر الناشط الاجتماعي سمير النمر، الذكرى السنوية للشهيد محطة لتعزيز الوعي التاريخي لدى الشعب من خلال التذكير بمآثر الشهداء وبالتالي تصبح حافزاً للأجيال الجديدة على مواصلة النضال من أجل تحقيق الاستقلال والسيادة الكاملة على أراضي الوطن.
وذكر أن الذكرى السنوية للشهيد ليست مجرد مناسبة للتذكر بالشهداء وحسب بل أيضا للاهتمام بأسرهم والعمل على رعايتها وتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة لها كأقل ما يمكن تقديمه تقديرا لتضحيات ذويها.
بدوره قال المواطن إبراهيم محمد الدوه “في الذكرى السنوية للشهيد، تتجدد الذكريات وتسطع أضواء النضال والتضحيات التي بذلها الشهداء من أجل الوطن وتعد هذه الذكرى فرصة لتأمل مسيرة الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن القيم والمبادئ التي نؤمن بها، ولتسليط الضوء على الأثر العميق الذي تركوه في قلوب وعقول أبناء الوطن”.
وأضاف “من الأهمية أن نتذكر أن الشهداء لم يكونوا مجرد أسماء أو صور، بل كانوا أفراداً وآباء، وإخوة، وأصدقاء، وقد تركوا وراءهم أثرًا إنسانيًا لا يمكن نسيانه لنحتفل بهم لذا يجب علينا أيضًا أن نستمر في العمل على تحقيق الأهداف التي من أجلها ضحوا بأنفسهم”.
فيما اعتبر رجال الأعمال أحمد حابس الذكرى السنوية للشهيد دعوة للتفكير في التحديات التي تواجه الأمة، ومحطة لاستلهام الدروس من حياتهم.
وقال “التضحية والفداء ليستا مجرد كلمات، بل نمط حياة يتطلب منا الالتزام بالقيم الإنسانية والدفاع عن الحق والعدالة”.
وعدّ الذكرى السنوية للشهيد محطة لتعزيز الاصطفاف الوطني وتعريف الأجيال بالتضحيات التي قدمها الشهداء في ميادين الشرف والبطولة لكي تبقى هذه الملاحم البطولية خالدة في ذاكرة الأجيال.
ولفت حابس إلى هذه الذكرى وقود يدفع الجميع إلى المزيد من العطاء والتفاني من أجل عزة وسيادة الوطن وترسيخ المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء.
———————————————–
سبأ – استطلاع || عبدالودود الغيلي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الذکرى السنویة للشهید هذه الذکرى من خلال فی سبیل من أجل
إقرأ أيضاً:
الذكرى السادسة لانقلاب ١١ أبريل ٢٠١٩
بقلم : تاج السر عثمان
١
تمر الذكري السادسة لانقلاب ١ ١ أبريل ٢٠١٩ الذي قامت به اللجنة الأمنية للنظام المدحور، َجاء الانقلاب لقطع الطريق أمام ثورة ديسمبر، حتى لا تحقق أهدافها في قيام نظام حكم مدني ديمقراطي.. واستمر مسلسل الانقلابات بعد استقالة الفريق ابنعوف ليحل محله البرهان، ومع تصاعد المقاومة الجماهيرية وارتفاع شعارات الثورة " العسكر للثكنات والجنجويد ينحل"، وزخم اعتصام القيادة العامة والولايات، جاء انقلاب مجزرة فض الاعتصام بهدف تصفية الثورة، لكن موكب ٣٠ يونيو ٢٠١٩ كان سدا منيعا أمام مجزرة القيادة العامة، بعدها تم الانقلاب على الوثيقة الدستورية المعيبة في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١،الذي أعاد التمكين وبعض الأموال المنهوبة الفاسدين، ووجد الانقلاب مقاومة كبيرة، وفشل حتى في تشكيل حكومة، بعدها تدخلت المحاور الاقليمية والدولية وفرضت الاتفاق الإطاري، وما دار حوله من صراع حول مدة دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وأدي لانفجار الحرب اللعينة التي أدت إلى تدمير البلاد والعباد ٠بهدف تصفية الثورة، ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب.
وبهذه المناسبة نعيد نشر هذا المقال الذي صدر في ١١ أبريل ٢٠١٩ يوم الانقلاب بعنوان " ولد انقلاب ١١ أبريل ميتا" ٠
٢
وُلد انقلاب 11 أبريل 2019 ميتا، وهو الذي قاده الفريق ابنعوف وما يسمى باللجنة الأمنية ، لم يجد الانقلاب تأييدا حتى هذه اللحظة من أي دولة في العالم ، ورفضته القوى السياسية المعارضة في الداخل وقوات حميدتي وخارجيا :الخارجية الأمريكية والبريطانية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي باعتباره خطوة غير موفقة لحل الأزمة، بل أشارت الإدارة الأمريكية أن رئيس الانقلاب عوض ابنعوف لا زال في قائمة المقاطعين ، وطالبت محكمة الجنايات الدولية بتسيلم البشير للعدالة الدولية. فالانقلاب أصبح أزمة جديدة في سلسلة أزمات النظام الاسلاموي الفاشي الدموي.
٣
كان متوقعا أن يكرر الإسلامويون تجربة الفريق سوار الذهب الذي أجهض انتفاضة مارس- أبريل 1985 ، حين تم الإبقاء على ترسانة النظام السابق من قوانين مقيدة للحريات مثل : قوانين سبتمبر 1983 ، وتم تفصيل قانون انتخابات علي مقاس الإسلامويين والتي كانت واضحة في انتخابات الخريجين ، فضلا عن تزوير الانتخابات ..الخ ، مما أدي في النهاية لإجهاض وتخريب الديمقراطية الثالثة ، والانقضاض عليها بعد الوصول لاتفاق سلام حول الجنوب ، بانقلاب يونيو 1989 ، الذي دمر البلاد فاكثر فيها الفساد وقاومه شعب السودان حتى اندلاع ثورة ديسمبر 2018 ، والذي حاول انقلاب ابنعوف الالتفاف عليها، بتغيير رأس النظام مع استمرار جسد وجوهر النظام الفاسد الذي ثار الشعب عليه.
٤
أبقي انقلاب ابنعوف على كل القوانين القمعية المقيدة للحريات ، واعلن حالة الطوارئ لمدة 3 شهور ، وحظر التجوال لمدة شهر، بل حتى الغي ما تبقى من دستور 2005 ، ووثيقة الحقوق في الدستور ، كما أبقي علي هياكل مؤسسات النظام القمعية مثل : النظام القضائي ، وجهاز الأمن ، ومليشيات النظام القمعية وكتائب الظل ، مع اعتقالات شكلية ، وصفها ابنعوف مثلا في اعتقال البشير بأنه في مكان آمن !!!، وحدد فترة انتقالية لمدة عامين بطريقة فوقية وصلف دون الرجوع لقوى الثورة ، والابقاء على كل التزامات ومعاهدات النظام الدولية التي تحمي وتبقي علي مصالح القوى الدولية والاقليمية ، ولم يتخذ مثلا قرارا بسحب القوات السودانية من حرب اليمن التي لامصلحة لشعب السودان فيها.
كما تحدث عن تهيئة المناخ لانتقال سلمي للسلطة وقيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية ، ومعلوم أنه في ظل استمرار القوانين المقيدة للحريات وميليشيات وكتائب النظام وجهاز أمنه ، وجهاز الدولة الذي يديره وكلاء الوزارات والولاة الإسلامويون ، والجهاز القضائي الاسلاموي ، فان نتيجة الانتخابات ستكون معروفة ومزوّرة لصالح الاسلامويين كما حدث في السابق ، كما أبقي الانقلاب علي الأجهزة الفوقية التي شكلت عبئا على ميزانية الدولة مثل : المؤتمر الوطني ، ونقابات واتحادات السلطة وتنظيمات الطلاب والنساء والشباب ، والجمعيات الخيرية . الخ من المؤسسات التي تشكل ذراعا للإسلامويين .
٥
خلاصة الأمر كان متوقعا انقلاب قصر يحدث تغييرا شكليا ، ويبقي على جوهر النظام الدموي الفاشي الذي ثار الشعب ضده ، بل استبدل رئيسا مطلوبا للعدالة الدولية برئيس آخر مطلوب أيضا للعدالة بارتكابه جرائم حرب في دارفور ، فكيف يدعو حاملي السلاح للحوار كما جاء في بيانه!؟!!.
لذلك لم يكن غريبا أن رفض شعبنا مسرحية الانقلاب وكل قواه المعارضة من " قوى الحرية والتغيير" ، والحركات المسلحة ، ولم يجد تجاوبا من القوات المسلحة ، فالانقلاب ولد ميتا ، وزاد الشعب صلابة وقوة لإسقاطه، كما وضح من الحضور الكبير في الاعتصام، وتكسير قرار حظر التجوال ، والطوارئ التي تم تجاوزها منذ انقلاب البشير، وقررت القوى المعارضة مواصلة المعركة حتى التصفية الكاملة للنظام الفاشي الفاسد ، والغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، وتصفية المليشيات ، واستعادة قومية القوات المسلحة والخدمة المدنية ، ومحاسبة الفاسدين ، واستعادة ممتلكات الشعب المنهوبة ، وتصفية جهاز الأمن القمعي ، وأن يكون دوره محصورا في جمع المعلومات وتحليلها ورفعها.
لقد فجر شعب السودان ثورة عظيمة في سلسلة ثوراته ضد القهر والفساد ، ولا يمكن أن يسمح للإسلامويين الفاسدين بالالتفاف عليها ، وتغيير الحية لجلدها وفي جوفها السم الزعاف .
وحتما سوف يسقط شعبنا انقلاب 11 أبريل وينتصر في التصفية الكاملة للنظام الاسلاموي الفاسد حتى النخاع ، ويقيم نظاما ديمقراطيا ، يكرس دولة المواطنة التي تسع الجميع وحكم القانون واستقلال القضاء ، وتوفير احتياجات المواطنين الأساسية من تعليم وصحة وعمل وسكن وأمن من الجوع والخوف ، وإعادة تأهيل المشاريع الزراعية والصناعية والخدمية التي تم تخريبها ، والتنمية المتوازنة ، ووقف الحرب، ودستور ديمقراطي يشارك فيه الجميع، ومؤتمر دستوري ، كل ذلك عبر فترة انتقالية كما حددتها قوى " الحرية والتغيير " تتم في نهايتها انتخابات حرة نزيهة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ، وعاجل الشفاء للجرحي، و التصفية الكاملة للاعتقال التحفظي ، حتى لا يتم إطلاق السراح من الباب ، ليتم إعادته من الشباك في ظل استمرارالقوانين المقيدة للحريات.
alsirbabo@yahoo.co.uk