حزبُ الله.. النقلةُ النوعية ومراحلُ الصراع الإسرائيلية
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
غيث العبيدي
الحقيقة التي لا يختلف عليها عاقلان، أن “إسرائيل” تمتلك تفوُّقاً نوعياً، في المجالات العسكرية والأمنية والتكنولوجية، والاتصالات وأنظمة المعلومات، وأفضليات أُخرى قادرة على إنزال ضرر كبير في أي خصم يحاول أن يعاند أَو يقف بالضد منها، بالإضافة إلى عملياتها المتبادلة وعلى مستويات عليا مع أمريكا وأصدقائهم الغرب والعرب على حَــدٍّ سواء، في مجال العمليات العسكرية، والتخطيط الاستراتيجي، والتبادلات التجارية، وتعاونهم الواضح في ردع وهزيمة وثني كُـلّ التهديدات العسكرية، التي تترك انعكاسات سلبية على الأمن القومي الإسرائيلي.
لكن وما أدراك ما لكن، الاستدراكية، والتي أثبتت بالأدلة السمعية والنقلية والوضعية والواقعية، والفكرية “الواضحة والظاهرة” حكمًا مخالفًا لطبيعة “التفوق النوعي الإسرائيلي” ونصبت “حزب الله اللبناني” على رأس القوة، وأثبتت أن هكذا نوعية من المقاتلين يملكون “القدرة والمواجهة” ولا يفوتها في هذا الأمر مطلب.
فشل الصهاينة عسكريًّا في “المرحلة الأولى” من الهجوم البري على الجنوب اللبناني، واستطاع حزب الله أن ينزل بهم خسائر كبيرة في الأرواح البشرية، والمعدات العسكرية، وفشلت القبة الحديدية والأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، والتي لطالما ألحوا كَثيرًا بالمفاخرة بها، والاعتماد عليها، في صد صواريخ ومسيّرات المقاومة اللبنانية، وهذا يعني في المفاهيم العسكرية، الفشل المزدوج “هجومياً ودفاعياً” ففي كُـلّ إسقاطاتهم العدوانية لم يحتلوا أرضاً لبنانية، ولم يحقّقوا غرضًا عسكريًّا، ولم يستطيعوا الدفاع عن المدن الإسرائيلية “حيفا وما بعد حيفا” بعد أن كانت دفاعاتهم الجوية تشكل علاجاً حقيقياً لفشلهم البري، فقاتلتها مسيّرات حزب الله، وتحدتها ومثلت عليها، وناورتها وتجاوزتها وغلبتها ووصلت لأهدافها في العمق الإسرائيلي وإصابتها بدقة.
من قلب الفوضى السياسية، والتناحر الدبلوماسي، والجبهة الداخلية الملتهبة، أعلنت “إسرائيل” عن خياراتها العسكرية، بمرحلتها الثانية (التوغل للخط الثاني من القرى الحدودية اللبنانية، والقضاء على قدرات حزب الله القتالية) وبنفس الوقت أعلن حزب الله اللبناني، الاستعداد التام لمواجهة هذه المرحلة، وسواء بدأت “إسرائيل” بها وفعلتها، أم لم تبدأ، فعلها حزب الله وقدم بها، واستهدف مناطق جديدة “وزارة الحرب الإسرائيلية وملحقاتها” وباستخدام أسلحة جديدة، وأن المقاومة لن تتنازل أبداً عن استخدام القوة، والتصعيد العسكري النوعي الاستباقي، الذي صعب الأمور على الصهاينة، منذ الإعلان عن المرحلة الثانية، فأصبح مقاتلو حزب الله يظهرون من مناطق لم يظهروا عليها سابقًا، ويجبرون القوات الإسرائيلية على الانسحاب من مناطق سبق وأن توغلوا فيها ولم يستطيعوا الاحتفاظ بها، علمًا أن الاستراتيجية الإسرائيلية بطبيعة حالها، لا يمكن لها أن تغامر بهجوم على مستوى عدد كبير من الجنود؛ لأَنَّهم سيتعرضون لمقتلة عظيمة، وخسائر كبيرة، مما سيزيد من نقمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، على حكومة “النتن ياهو” المتطرفة وقد يتعرض الجيش إلى هزة ستجلب أجله، وتعجل بزوال “إسرائيل”، وهذا ما تخشاه الحكومة والمنظومة العسكرية الصهيونية.
الجيش الإسرائيلي، بقياداته ومفاهيمه وتكتيكاته وتقنياته وتدريباته وتسليحه ومناوراته، لم يستطع الاحتفاظ بكفاءته التنظيمية ولا بالأساليب المتبعة في إعداده، لا يستطيع أن يصنع الفارق في الجنوب اللبناني المقاوم مهما فعل.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
دلّنا عليها النبي.. 4 أعمال عظيمة ثوابها وأجرها مثل الحج والعمرة
يبحث كثيرون عن أعمال تعادل أجر الحج والعمرة حيث لا يستطيع البعض أداء فريضة الحج 2025، إما بسبب التكلفة وإما بسبب عدم القدرة صحيًا، لذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الأعمال الصالحة واليسيرة والتي تعادل ثوابها وأجرها الحج والعمرة ولكنها لا تسقط الفريضة.
وفي هذا السياق، نصح مركز البحوث الإسلامية من يرغب في اغتنام مثل أجر وثواب الحج والعمر بالحرص على الأعمال التالية:
البحوث الإسلامية يعقد اختبارات الواعظات المرشحات لتوعية الحجاج
100 ألف ريال.. ضوابط وعقوبات مشددة من السعودية استعدادا لموسم الحج
هل يجوز للمرأة ارتداء غير الأبيض في الحج؟.. الأزهر يوضح
حكم سفر المرأة للحج بدون محرم؟..أمينة الفتوى تجيب
تعد النية الصادقة في إرادة الحج والرغبة فيها من الأعمال التي قد يثاب عليها القاعد غير المستطيع مثل المستطيع، فقد ورد عَنْ أبي عَبْدِاللَّهِ جابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رضِيَ اللهُ عنْهُمَا قَالَ: كُنَّا مَع النَّبِيِّ ﷺ في غَزَاة فَقَالَ: إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَّ كانُوا مَعكُم حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ رَواهُ مُسْلِمٌ.
ويتبين من الحديث السابق أن النية الصادقة تبلغ بصاحبها مبلغ العاملين للعمل الصالح، فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل النية الصادقة في الخير، وأن العبد إذا نوى العمل الصالح ولكنه لم يستطع القيام به لعذر أو مرض فإنه يُكتَبُ له أجر ما نوى.
المحافظة على الصلاةوأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل المحافظة على الصلوات، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَن مَشى إلى صَلاةٍ مَكتوبةٍ وهو مُتطهِّرٌ، كان له كأجْرِ الحاجِّ المُحرِمِ، ومَن مَشى إلى سُبْحةِ الضُّحى، كان له كأجْرِ المُعتمِرِ، وصَلاةٌ على إثرِ صَلاةٍ لا لَغوَ بيْنَهما كِتابٌ في عِلِّيِّينَ».
بر الوالدينومن فضائل طائعة الوالدين برهما أن الله تعالى جعل ثوابها مثل ثواب الحج والعمرة فقد سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه؟!"، فقال صلى الله عليه وسلم: "هل بقي من والديك أحد؟"، قال: "أمي"، قال "فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد، فإذا رضت عنك أمك فاتق الله وبرها".
السعي في طلب العلمقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ مُعْتَمِرٍ تَامِّ الْعُمْرَةِ، فَمَنْ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ فَلَهُ أَجْرُ حَاجٍّ تَامِّ الْحِجَّةِ».