غيث العبيدي

الحقيقة التي لا يختلف عليها عاقلان، أن “إسرائيل” تمتلك تفوُّقاً نوعياً، في المجالات العسكرية والأمنية والتكنولوجية، والاتصالات وأنظمة المعلومات، وأفضليات أُخرى قادرة على إنزال ضرر كبير في أي خصم يحاول أن يعاند أَو يقف بالضد منها، بالإضافة إلى عملياتها المتبادلة وعلى مستويات عليا مع أمريكا وأصدقائهم الغرب والعرب على حَــدٍّ سواء، في مجال العمليات العسكرية، والتخطيط الاستراتيجي، والتبادلات التجارية، وتعاونهم الواضح في ردع وهزيمة وثني كُـلّ التهديدات العسكرية، التي تترك انعكاسات سلبية على الأمن القومي الإسرائيلي.

لكن وما أدراك ما لكن، الاستدراكية، والتي أثبتت بالأدلة السمعية والنقلية والوضعية والواقعية، والفكرية “الواضحة والظاهرة” حكمًا مخالفًا لطبيعة “التفوق النوعي الإسرائيلي” ونصبت “حزب الله اللبناني” على رأس القوة، وأثبتت أن هكذا نوعية من المقاتلين يملكون “القدرة والمواجهة” ولا يفوتها في هذا الأمر مطلب.

فشل الصهاينة عسكريًّا في “المرحلة الأولى” من الهجوم البري على الجنوب اللبناني، واستطاع حزب الله أن ينزل بهم خسائر كبيرة في الأرواح البشرية، والمعدات العسكرية، وفشلت القبة الحديدية والأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، والتي لطالما ألحوا كَثيرًا بالمفاخرة بها، والاعتماد عليها، في صد صواريخ ومسيّرات المقاومة اللبنانية، وهذا يعني في المفاهيم العسكرية، الفشل المزدوج “هجومياً ودفاعياً” ففي كُـلّ إسقاطاتهم العدوانية لم يحتلوا أرضاً لبنانية، ولم يحقّقوا غرضًا عسكريًّا، ولم يستطيعوا الدفاع عن المدن الإسرائيلية “حيفا وما بعد حيفا” بعد أن كانت دفاعاتهم الجوية تشكل علاجاً حقيقياً لفشلهم البري، فقاتلتها مسيّرات حزب الله، وتحدتها ومثلت عليها، وناورتها وتجاوزتها وغلبتها ووصلت لأهدافها في العمق الإسرائيلي وإصابتها بدقة.

من قلب الفوضى السياسية، والتناحر الدبلوماسي، والجبهة الداخلية الملتهبة، أعلنت “إسرائيل” عن خياراتها العسكرية، بمرحلتها الثانية (التوغل للخط الثاني من القرى الحدودية اللبنانية، والقضاء على قدرات حزب الله القتالية) وبنفس الوقت أعلن حزب الله اللبناني، الاستعداد التام لمواجهة هذه المرحلة، وسواء بدأت “إسرائيل” بها وفعلتها، أم لم تبدأ، فعلها حزب الله وقدم بها، واستهدف مناطق جديدة “وزارة الحرب الإسرائيلية وملحقاتها” وباستخدام أسلحة جديدة، وأن المقاومة لن تتنازل أبداً عن استخدام القوة، والتصعيد العسكري النوعي الاستباقي، الذي صعب الأمور على الصهاينة، منذ الإعلان عن المرحلة الثانية، فأصبح مقاتلو حزب الله يظهرون من مناطق لم يظهروا عليها سابقًا، ويجبرون القوات الإسرائيلية على الانسحاب من مناطق سبق وأن توغلوا فيها ولم يستطيعوا الاحتفاظ بها، علمًا أن الاستراتيجية الإسرائيلية بطبيعة حالها، لا يمكن لها أن تغامر بهجوم على مستوى عدد كبير من الجنود؛ لأَنَّهم سيتعرضون لمقتلة عظيمة، وخسائر كبيرة، مما سيزيد من نقمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، على حكومة “النتن ياهو” المتطرفة وقد يتعرض الجيش إلى هزة ستجلب أجله، وتعجل بزوال “إسرائيل”، وهذا ما تخشاه الحكومة والمنظومة العسكرية الصهيونية.

الجيش الإسرائيلي، بقياداته ومفاهيمه وتكتيكاته وتقنياته وتدريباته وتسليحه ومناوراته، لم يستطع الاحتفاظ بكفاءته التنظيمية ولا بالأساليب المتبعة في إعداده، لا يستطيع أن يصنع الفارق في الجنوب اللبناني المقاوم مهما فعل.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني يطالب فرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ضد بلاده

طالب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، من فرنسا دعم موقف لبنان الداعي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب.


وقال الرئيس اللبناني، إنه على الجانب الفرنسي الضغط لتنفيذ الاتفاق بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين ضمن المهلة المحددة في 18 فبراير الجاري، مطالبا فرنسا بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنين تقيد وصول المساعدات للفلسطينيين
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
  • الرئيس اللبناني: ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
  • الرئيس اللبناني يؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى
  • «خارجية النواب»: المشروع الأمريكي الإسرائيلي للتهجير.. محظور دوليا
  • إنزال للاحتلال الإسرائيلي بقرية كفرشوبا بالجنوب اللبناني
  • الرئيس اللبناني يدعو إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية اليومية
  • الرئيس اللبناني يطالب فرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ضد بلاده
  • شاهد | انتشار الجيش اللبناني في بلدة الطيبة جنوب لبنان بعد اندحار العدو الإسرائيلي
  • على بعد أسبوعين.. هل تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني كما هو متفق عليه؟