???? أطلق الجنجويد الرصاص في السماء وقالوا: إنهم قتلوا الله
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
▪️حاصروهم ومنعوهم من المساجد.. قالوا لهم: نحن لا نعرف الله.. ثم أطلقوا الرصاص في السماء وقالوا: إنهم قتلوا الله”
▪️هذا ما فعله الجنجويد بأهالي قرية برانكو شمال الهلالية????????
ما خرج للإعلام من انتهاكات طالت سكان الجزيرة، قليلٌ جداً من كثير، لا زال مكتوماً في صدور رجال الجزيرة، ثمة حكاوى ومأسٍ مبكية يرويها شهود عيان.
ما قامت به مليشيا الدعم السريع بشرق الجزيرة مؤخراً يفوق حد الخيال.
في معسكر بضواحي شندي، جلس الصحافي عبدالرؤوف طه علي، مع الأستاذ عبد الله، القادم من برانكو شمال الهلالية زحفاً على الأقدام، يحكي الأستاذ عن يوميات الحرب بمنطقة برانكو، ويقول إن المليشيا اقتحمت برانكو بأكثر من 40 عربة قتالية وعدد من المواتر لا تُحصى ولا تعد، أطلقوا الرصاص بكثافة في كل منزل، توزّعوا على منازل المواطنين بمعدل ثلاثة أفراد مقابل أي منزل في منطقة بها 11 حيّاً سكنياً، خرج كبار القرية للحديث معهم وتهدئتهم فقالوا لهم لا نريد حديثاً، توجيهاتنا إبادة لكل القرية، سأل أهل المنطقة، عن القائد الذي وجّههم رفضوا الإجابة وأطلقوا النار وفرّقوهم، منحوهم ساعات للخروج جميعاً من القرية أو الخيار – الإبادة أو اغتصاب النساء.
يقول الأستاذ عبد الله إنه طوال حياته التي تقارب الثمانين عاماً لم ير أشكالاً كالتي اقتحمت برانكو، شباب مظهرهم قميئ وشعرهم كثيف وشديد الاتساخ، بعضهم يرتدي الحجل على رجله ويضع زماماً على شفته، وآخرون يرتدون حلقاً على آذانهم المخرومة عدة خرمات، يمضي عبدالله ويقول: حاصرونا بالأيام ومنعونا من الذهاب للمساجد، قالوا لنا نحن لا نعرف الله، ثم أطلق الرصاص في السماء، وقال إنهم قتلوا الله (لا حول ولا قوة إلا بالله)، يضيف: يؤمنون بالكجور، يذبحون الشاة ويشربون دماءها ولا يأكلون لحمها، إنها حثالة مجرمي غرب أفريقيا، بعضهم لا يتحدث العربية، وآخرون حديثهم بالسلاح، يطلقون الرصاص على الكلاب والدواب بحجة أنها تتبع لكيكل، ثم يذرف أستاذ عبد الله الدموع قائلاً: ذلونا ذلة ما أنزل الله بها من سلطان، ويقول إنهم زحفوا أكثر من ستة أيام على الأقدام للخروج من المدينة، فقدوا أطفالاً ماتوا عطشاً وجوعاً، وآخرون تورّمت أقدامهم، ما أجبرهم على الخروج!
إنّ المليشيا حَطّمت كل محطات المياه، ضربت كل أبراج الكهرباء، شتتت القمح على الأرض، وحرقت البصل وهم يرددون (انتو أهل كيكل ما عندنا ليكم حاجة غير الإبادة)!
يقول أستاذ عبد الله، إنهم فقدوا 450 عربة نُهبت في يوم واحد بواسطة المليشيا التي سرقت كل السوق وذبحت الدواب، قتلت حتى الدجاج والحمام!
وأضاف: منعونا من دفن موتانا. ويقولون لنا (نحن ناسنا أكلتهم الكلاب إنتو عايزين تدفنوا ناسكم)، تركنا قتلانا في العراء بعد أن امتلأت برانكو بالجثث وهي ملقية على الأرض، أخضعوا الجميع لتفتيش دقيق لحظة الخروج، وسرقوا حتى ملابس النساء، وقال: محزنٌ أن تفتش عروضنا أمامنا بطريقة مُهينة ولا نستطيع منعهم، عناصر المليشيا كانت تتلذذ بإهانتا وهم يقولون (سكّيناكم زي الأرانب)، ثم يطلقون الرصاص على أقدامنا، إنها أيام ثقال انتهت بخروجنا من ديارنا وتركنا كل شئ وراء ظهورنا!
عبدالرؤوف طه علي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: عبد الله
إقرأ أيضاً:
استهداف المنشآت الخدمية.. يأس الجنجويد
بعد إطلاق مسيرات ضربت سد مروي ومحطة الشواك..
استهداف المنشآت الخدمية.. يأس الجنجويد
منذ فشل انقلابها.. الميليشيا الإرهابية تمارس التخريب الممنهج..
استهداف المنشآت الحيوية لشغل الناس عن حالة انهيار التمرد..
ضرب المنشآت نهج الحركات اليسارية فكيف يفعله من يسعى للحكم ؟!!
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
بدا واضحًا آثار هزيمة الميليشيا المتمردة وحالة الانهيار واليأس الذي أصابها جراء التقدم الكبير الذي تحرزه القوات المسلحة والقوات المساندة لها في محاور القتال المختلفة.
ومع توسع نطاق هزائم التمرد، لجأت للخراب وتدمير المنشآت الخدمية، وذلك في سلوك ليس بغريب على ميليشيا إجرامية مارست كل صنوف الانتهاكات.
انهيار الميليشيا
وطائرة مسيرة بالقرب من سد مروي في السودان، وذلك بعد يوم واحد من وقوع هجوم مماثل تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن عدة مدن.
وفي خواتيم الأسبوع الماضي، استهدفت الميليشيا المحطة التحويلية لكهرباء سد مروي بالمسيرات، مما أسفر عن إظلام لعدد من الولايات، ثم أعقبتها أمس الأول بإطلاقها لمسيرات أصابت محطة الشواك التحويلية للكهرباء، مما تسبب بانقطاع التيار عن الولايات الشرقية، لتواصل هذه المجموعة الإرهابية سلسلة انتهاكاتها غير المسبوقة في تاريخ الحروب بالمنطقة والعالم وسط صمت من المجتمع الدولي.
وكانت القوات المسلحة قد حررت حاضرة ولاية الجزيرة “ود مدني” قبيل أسبوعين، كما ألحقت القوات المشتركة أمس خسائر فادحة بالميليشيا في صحراء دارفور.
فيما يواصل الجيش تقدمه في محاور بحري وأم روابة، وذلك مقابل انهيار تام للتمرد الذي بات جنوده يواجهون شبح الموت في كل مكان.
ومنذ بدء الحرب وفشل انقلابها على السلطة، تمارس ميليشيات الدعم السريع التخريب الممنهج الذي لم تسلم منه المؤسسات الحكومية الخدمية بولاية الخرطوم، ثم ولايتي الجزيرة وسنار، وحتى المؤسسات الصحية لم تسلم من الخراب.
حركات إرهابية
ويرى مراقبون أنّ هذه الممارسات ليست جديدة على الميليشيا، حيث أشاروا إلى أنّ محاولة استهداف المنشآت الحيوية يأتي كرد على هزائمها بأرض المعركة ولشغل الناس عن حالة الانهيار الذي تعيشه.
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد محمد خير إنّ استهداف المنشآت الخدمية تقوم به حركات إرهابية وليس كيان يسعى لسلطة شرعية كما تدعي الميليشيا، حيث كانت تقوم به الحركات اليسارية في أمريكا اللاتينية وآسيا، وهو سلوك يدلل على اليأس.
ويضيف خير أنّ هذا التوجه الإجرامي الذي يمارسه التمرد لا يحمل أية مفاهيم ديمقراطية أو قيمية ذات ارتباط كما تدعيه ميليشيا الدعم السريع، بجانب أنه محرج لحلفائه بـ(تقـــــــدم)، وقد أوضح ذلك شريف عثمان في تغريدة له أمس، حيث أدان هذا السلوك وبرأ منه (تقــــدم)، وبالتالي يضع الميليشيا في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي.
تأسيسًا على ذلك، يمكننا القول إنّ هذا العمل يأسٌ ويدل على قلة الحيلة أمام التحديات العسكرية الكبيرة المطروحة.
ويشير محدّثي في معرض التقرير إلى أنّ المجتمع الدولي لا يمكن أن يشجع ضرب منشآتٍ خدمية، والمطلوب منه إدانة هذا المسلك والميليشيا بعد الموقف الأمريكي الأخير بفرض عقوبات على قائده قنع من المجتمع الدولي أصبح لا يأبه به لأنّ الاتهامات الموجهة لـ(حميدتي) لا فكاك منها، لجهة أنها تتعلق بإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وهو ما يسمى في القانون الدولي بالجرائم الكبرى. وأتوقع أن يستمر الدعم السريع في هذا السلوك.