مفاجآت على طريق القدس.. عام من الاستيلاء على سفينة “جلاكسي”
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يعد مشهد استيلاء القوات المسلحة اليمنية على سفينة الشحن الإسرائيلية “جلاكسي” واقتيادها إلى ميناء الحديدة قبل عام من أكثر المشاهد المأساوية في تاريخ الكيان، وصفعة مدوية للأعداء لم يستوعبوها حتى الآن.
في الرابع عشر من شهر نوفمبر 2023م، وفي خطابه الثاني بعد عملية “طوفان الأقصى” تحدث السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- كثيراً عن تداعيات التطورات في قطاع غزة، والعدوان غير المسبوق عليها، والاستهداف الهمجي على المدنيين، والصمت العربي المطبق، ثم تطرق إلى الدور اليمني وما الذي يمكن أن تقدمه اليمن في هذا الجانب نصرة، وإسناداً للمظلومين في غزة.
ويومها قال السيد القائد عبد الملك الحوثي:” في البحر الأحمر، وبالذات في باب المندب، وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية، عيوننا مفتوحة للرصد الدائم، والبحث عن أي سفينة إسرائيلية، وليعلم الجميع، وليعرف الكل أن العدو الإسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الأحمر، وبالذات من باب المندب على التهريب والتمويه، ولم يجرؤ أن يرفع الأعلام الإسرائيلية على سفنه، وهو يغلق أجهزة التعارف”.
ومضى قائلاً:” لكن -إن شاء الله- سنظفر -بتوفيق الله سبحانه وتعالى- بهم، وسننكل بهم، وفي أي مستوى تناله أيدينا، وإمكاناتنا، لن نتردد في استهداف العدو الإسرائيلي.. هذا موقفنا المعلن والصريح والواضح، وليعرف به كل العالم”.
حمل خطاب السيد القائد جزئيتين هامتين، الأولى، التأكيد على أن اليمن بقواته المسلحة ستظفر بهم، والثانية التأكيد على أننا سننكل بهم، وهو خطاب كان هاماً في توقيته، وغامضاً للكثيرين، لا سيما وأن اليمن لم يسبق أن نفذ عمليات كبرى في البحار، ما جعل الكثيرون يتساءلون: كيف يمكن لليمن التنكيل والظفر بسفن العدو الإسرائيلي؟!
قبل الخطاب، كانت الأحداث في قطاع غزة تتصاعد، والجرائم في تزايد مستمر، والقصف الجنوني في ذروته، والأمريكيون والغربيون على رأس الداعمين والمساندين لهذا العدو، وسبق للسيد القائد أن تحدث في خطاب سابق- الخطاب الأول بعد طوفان الأقصى- وأكد أن اليمن ستقدم الدعم لغزة بقدر ما تستطيع، لا سيما إذا تورطت أمريكا وشاركت في هذا العدوان.
وبعد أن اتضح للجميع المشاركة العلنية الأمريكية في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، كان على سيد الأنصار الوفاء بوعده، وإسكات الأصوات النشاز التي بدأت تتحدث بأن كلام السيد هو قول وليس فعلًا، لكن آمالهم خابت، حينما أعلنت القوات المسلحة عن عملياتها الأولى المساندة لغزة عن طريق القصف بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على “أم الرشراش” جنوبي فلسطين المحتلة، في مشهد فاجأ الكثير من المتابعين.
الصيد الثمين
بعد أيام قليلة، وتحديداً في 19 نوفمبر عام 2023م، بدأت الصورة تتضح جلياً، وبدأ الميدان يفسر حرفياً خطاب السيد القائد، فالقوات البحرية اليمنية كانت ترصد وتتبع كل السفن التابعة للعدو الإسرائيلي، وقد تلقت الأوامر بالسيطرة والاستيلاء على أي سفينة صهيونية تمر من البحر الأحمر، فكان الصيد الأول يتمثل في متابعة ورصد حركة سفينة الشحن التابعة لرجل أعمال صهيوني (رامي انغار) أثناء مرورها في البحر الأحمر، وتسمى “جلاكسي”.
أعلنت القوات المسلحة اليمنية في بيان تلاه العميد يحيى سريع عن الاستيلاء على هذه السفينة يوم 19 نوفمبر 2023م، وعرضت مشاهد نوعية لعملية الاستيلاء، فكانت صفعة مدوية للكيان الذي سارع بالنفي أنها تابعة له، حتى يتهرب من الحرج، فيما أدانت بريطانيا هذه الحادثة، وقالت: إنها غير قانونية، واعتبرت واشنطن هذه الخطوة بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، وطالبت بالإفراج عن السفينة وطاقمها.
وعلى الرغم من الحرج الكبير للكيان ورعاته من الأمريكيين والبريطانيين، إلا أن مشهد الاستيلاء على السفينة أشعل الرأي العام العربي والعالمي، وأدخل الفرحة إلى قلوب الفلسطينيين الذين كانوا يعتقدون أن كل العرب تخلوا عنهم، وأيقنوا بعد هذه العملية أن اليمنيين صادقون في وعدهم، وأن كلام السيد القائد عبد الملك الحوثي عندما قال:” لستم وحدكم” هو قول وفعل.
ظل السؤال الأبرز هنا: ماذا بعد هذه العملية وما قدرات اليمن في إشعال حرب في البحر الأحمر؟ وهو ليس خبيراً في هذا الجانب.
الجواب على كل هذه التساؤلات برهنها الواقع خلال عام مضى من بعد عملية الاستيلاء على “جلاكسي”، حيث انتقل اليمن إلى مراحل متدرجة في تصعيده ضد العدو الإسرائيلي، وفي كل مرحلة كان يثبت جدارة تشكل مفاجأة للأعداء.
حارس الازدهار.. مهمة الفشل
بعد شهر تماماً من عملية الاستيلاء على سفينة “جلاكسي” في البحر الأحمر، أعلنت واشنطن عن تشكيل تحالف عسكري بحري ضد اليمن يوم 18 ديسمبر 2023م، حيث جاء الإعلان عقب اجتماع لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع وزراء ومسؤولين من 40 دولة، فضلاً عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وتم خلاله مناقشة تصاعد ما سموه بتهديدات “الحوثيين” في البحر الأحمر، حيث كان هدف التحالف حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وفك الحصار المفروض على ميناء “ام الرشراش”.
لكن هذا التحالف سرعان ما تفكك، فالدول العربية أعلنت النأي بنفسها عن المشاركة فيه، والدول الأوروبية فضلت أن تعمل بمفردها في حماية سفنها في البحر الأحمر، ولم تبق سوى دول قليلة فيه.
كان الإعلان عن تشكيل التحالف رسالة من قبل أمريكا لليمن بهدف رفع الحصار عن موانئ إسرائيل جنوبي فلسطين المحتلة، لكن القوات المسلحة اليمنية رفعت من وتيرة تصعيدها، ولم تأبه لأية تهديدات، واستمرت في تعقب السفن المرتبطة بالكيان أو تلك التي تتجه إلى الموانئ الإسرائيلية، وأجبرت الكثير منها على التراجع وتغيير مسارها.
بقيت أمريكا على رأس تحالف الازدهار وإلى جانبها بريطانيا، ودخلا في عدوان مباشر على اليمن في 12 يناير 2024م ولا يزال مستمراً حتى يومنا هذا، وكان الهدف هو إجبار اليمن بالقوة على رفع الحصار المفروض على “إسرائيل”.. لكن الإخفاق الأمريكي البريطاني الإسرائيلي تواصل في البحر الأحمر، في حين أظهر اليمن ما في جعبته من أسلحة وقوة وعتاد، ومع مرور الأيام والأسابيع والأشهر، تعرضت السفن البريطانية للاستهداف المباشر، وتم إغراقها في البحر مثلما حدث لسفينة “روبيمار”، وتعرضت القطع الحربية للعدو الأمريكي والبريطاني للاستهداف، وصولاً إلى استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” التي اضطرت للفرار من البحر الأحمر نتيجة العمليات اليمنية المتصاعدة للقوات المسلحة اليمنية، كما اضطرت البارجة البريطانية “أدموند” للفرار.
لم تؤتِ الغارات الأمريكية البريطانية أكلها، وتمكنت القوات المسلحة اليمنية بكافة تشكيلاتها من استهداف سفن الأعداء، متجاوزة البحر الأحمر، إلى البحر العربي، والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وفي بعض الأحيان، وعند تمادي السفن بعدم الاستجابة لنداءات اليمن يتم إغراق السفن المخالفة واحراقها، وخير شاهد على ذلك، ما حدث لسفينيه “سونيون” في البحر الأحمر، وهي سفينة يونانية حاولت عبور البحر الأحمر للاتجاه إلى ميناء “أم الرشراش” ولم تستجب للتحذيرات المتعددة للقوات اليمنية، فكان مصيرها الإغراق، والصعود إلى متنها وتفجيرها.
تحول اليمن إلى قوة بحرية هزمت القوة البحرية الأعظم في العالم، وأنتجت مفاجآت يمنية على طريق القدس لم يستوعبها الكثيرون حتى الآن، من أبرزها صناعة القوارب المسيرة، والصواريخ الفرط صوتية، والغواصات المسيرة، والأسلحة الباليستية والمجنحة، والطائرات المسيرة، وأسلحة أخرى لم يكشف عنها بعد.
بدأ اليمنيون عامهم بالاستيلاء على “جلاكسي” ومسك الختام كان باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ابراهام لينكولن” في البحر العربي، ومدمرتين حربيتين أمريكيتين في البحر الأحمر، في حين لا تزال الأحداث تتصاعد، ولا نعلم ما الذي تخبئه لنا الأيام.
——————————————-
موقع أنصار الله – أحمد داود
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة العدو الإسرائیلی فی البحر الأحمر الاستیلاء على السید القائد أن الیمن
إقرأ أيضاً:
مسلسل طريق إجباري يتصدرالنقاش والترند في اليمن وحجاب النجمة سالي حمادة يثير تساؤلات حول رمزية العمل
تصدر مسلسل "طريق إجباري" باكورة إنتاج قناة بلقيس اليمنية قائمة الترند في اليمن، بعد أن احتل أكبر مساحة جدل بين أكثر من 20 مسلسلًا منافسًا تُعرض على قنوات محلية، خاصة ورسمية، تبث من عدن وصنعاء ومناطق يمنية أخرى، ومن خارج اليمن.
وأشعل البرومو التشويقي الذي عرض للفنانة اليمنية الشهيرة سالي حمادة، التي عادت بعد فترة انقطاع، النقاش حول موضوع الحجاب الذي كانت ترتديه في المشهد الأول، مما أثار تساؤلات حول العلاقة بين الشخصية التي تجسدها وتوكل كرمان، الناشطة البارزة والحائزة على جائزة نوبل للسلام.
المسلسل الذي سيعرض في رمضان على شاشة قناة بلقيس اليمنية ومنصاتها، يعد من تأليف الكاتبة يسرى عباس، وإخراج المخرج المصري عبد العزيز حشاد، وإنتاج قناة بلقيس، بالتعاون مع شركة روما ميديا، وتنفيذ شركة النبيل للإنتاج الفني.
وشارك في بطولة العمل نخبة من نجوم الدراما اليمنية، من بينهم النجوم نبيل حزام، نبيل الآنسي، نجيبة عبدالله، حسن الجماعي، عبدالله الكميم، وسحر الأصبحي.
إقرأ أيضا: إزاحة الستار عن مسلسل طريق إجباري على قناة بلقيس بقصة فريدة وأشهر النجوم
وتكشف معلومات حصل عليها "الموقع بوست" من فريق عمل المسلسل أن القصة مستوحاة من الواقع اليمني، لكنها لا تجسد شخصيات محددة بصورة مباشرة.
وتعرب شخصيات في فريق العمل عن أملها أن يكون المسلسل مصدر إلهام للمنتجين، والمخرجين، ومنتجي الدراما في اليمن، وتتوقع أن يفتح مسلسل طريق إجباري الباب واسعًا على التطرق لمشاكل المجتمع ومعالجتها، معتبرة هذا هو دور الفن السامي.
ويشير مسؤولين في عملية الإنتاج إلى أن المسلسل يطرح قضايا اجتماعية حساسة غالبًا ما يغفل عنها الإعلام والفن اليمني، ويسعى إلى فتح حوار مجتمعي حولها، مما قد يلهم صناع الدراما في السنوات القادمة لتناولها بجرأة وموضوعية.
ومن وجهة نظر القائمين على عملية الإنتاج، فإن الحجاب الذي ظهرت ترتديه الشخصية الرئيسية في المسلسل سالي حمادة وربطه بشخصية ما، ليس له أي ارتباط، ويضيفوا في حديثهم للموقع بوست أن الكثير من الناس والمشاهدين قد يشعرون بعد مشاهدة أي مسلسل بأن العمل يعبر عن شخصية أو قضية ما، معتبرين أن الفن هو مرآة الواقع، والواقع مليء بهذه القضايا، وحتى الخيال يلجأ كثيرًا إلى الاقتباس من الواقع ويطوره، وفقا لتعبيرهم.
إقرأ أيضا: هجوم وحملة تحريض وتسريبات تسبق عرض مسلسل طريق إجباري ونجومه يوضحون
ويقول فريق العمل لـ"الموقع بوست أن الهدف الأسمى هو تقديم عمل درامي يرتكز على قيم العدالة والحرية، ويسهم في إشعال فتيل النقاش حول قضايا طالما تم تجاهلها.
ورغم التشابه في بعض رموز العمل مع شخصيات نراها يوميا في الواقع، يؤكد الفريق أن الفن، بطبيعته، يعكس الواقع ويعمل على تطويره، مما يجعل كل عمل فني بوابة لإعادة النظر في الواقع وتحسينه.
ويعتبر بعض النقاد أن العمل رغم الجدل حول رمزيته، يحمل رؤية فنية جريئة تسعى إلى صياغة الوعي الاجتماعي، ومعالجة بعض القضايا الهامة التي يواجهها المجتمع اليمني.
واستحوذ طريق إجباري على اهتمام المشاهدين بفضل ما أثير حول تناوله لقضايا الظلم الاجتماعي والفساد وتهميش المرأة، ويتوقع كثيرون أن يكون طريق إجباري تجربة فنية جريئة، تحمل في طياتها العديد من التساؤلات حول مستقبل الدراما اليمنية، ودوره في معالجة القضايا الاجتماعية، مما يجعله أحد أبرز الأعمال التي يُترقب تأثيرها في الساحة الفنية في اليمن لموسم 2025.
ومن المتوقع أن يشهد المسلسل إقبالاً جماهيريًا كبيرًا عند عرضه، خاصةً مع اقتراب شهر رمضان، حيث تُعتبر فترة ذروة العرض الدرامي في اليمن.
ومع استمرار النقاش حول رمزية الحجاب ودلالاته، يبقى السؤال المطروح: هل سيظل الجمهور مقتنعًا بأن الفن مرآة تعكس واقعًا متعدد الأبعاد، أم أن الجدل حول الرموز والشخصيات سيطغى على محتواه الدرامي؟