قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان وأحسنه وخلقه  من طين وسوَّاه ونفخ فيه من روحه، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، قال تبارك وتعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ • ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ • ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [السجدة: 7-9].

وأوضحت الإفتاء أن الله تبارك وتعالى يعلم ما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار؛ قال عز وجل: ﴿اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ • عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ [الرعد: 8-9].

وأضافت إذا وُلد إنسان من بطن أمه وبه علَّة بأحد أعضائه فإنه يجب معالجته كما بيَّن ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً» رواه ابن ماجه. فإذا لم يمكن علاجه لسبب أو لآخر، ولكن يمكن تركيب جهاز تعويضي للطرف المبتور أو المصاب فلا حرج في تركيبه؛ لما رُوِيَ "أن عرفجة بن أسعد رضي الله عنه أصيب يوم الكُلَاب في الجاهلية فاتخذ أنفًا من وَرِق، فأنتن عليه، فأمره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتخذ أنفًا من ذهب" رواه أبو داود والنسائي والترمذي.


وأكدت الإفتاء، قائلة: هو سبحانه العالم بخلقه؛ لأنه خالقهم ويخلق ما يشاء ويتصرف في خلقه كما يريد؛ قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص: 68]، فيخلق الذكرَ والأنثى والصحيحَ والسقيمَ والطويلَ والقصيرَ والأبيضَ والأسودَ، وذلك لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا هو، قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام: 59]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: 34].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تركيب طرف صناعي طرف صناعي الإفتاء الإفتاء المصرية الله ع

إقرأ أيضاً:

المُختار في موعد الإسراء والمعراج.. الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية أن رحلة الإسراء والمعراج وقعت في السابع والعشرين من شهر رجب، وهو القول المشهور بين العلماء والذي جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا.

معجزة الإسراء والمعراج في شهر رجب

وجاء ذلك في فتوى الإفتاء الصادرة عن الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، حيث وضحت أن شهر رجب مناسبة سنوية يتذاكر فيها المسلمون معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج، التي مثلت تكريمًا خاصًا له وتسليةً من الله عز وجل، بعد أن مرّ بفترة من الشدائد. وقد أذن الله لهذه الرحلة أن تكون وسيلة لإطلاع نبيه على الآيات الكبرى، كما ورد في قوله تعالى:﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].

تحديد تاريخ الرحلة: السابع والعشرون من رجب

أشارت الفتوى إلى اختلاف العلماء في تحديد زمن وقوع الرحلة، إلا أن تعيينه بالسابع والعشرين من رجب هو ما حكاه كثير من الأئمة واختاره جماعة من المحققين.

 وذكر العلَّامة الزرقاني في كتاب شرح المواهب اللدنية أن هذا التوقيت يُعتبر الأقوى بسبب العمل المتوارث عليه وتلقيه بالقبول من قبل العلماء.

كما أوضح الزرقاني أن المسائل التي تشهد خلافًا بين العلماء، ولم يُقم دليل قاطع على أحد الآراء، فإن اعتماد المسلمين على رأي بعينه يُرجح صحته، وهو ما يجعل السابع والعشرين من رجب تاريخًا متفقًا عليه لهذه المناسبة العظيمة.

الرسالة والدروس المستفادة

رحلة الإسراء والمعراج هي محطة إيمانية عميقة تبرز عظمة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته عند الله، ودعت دار الإفتاء المسلمين إلى التأمل في هذه المناسبة واستلهام الدروس منها، كالإيمان بقوة الله عز وجل، والتصديق بقدرة الله على تحقيق المعجزات، وتعزيز اليقين والثقة في وعد الله.

 

تظل رحلة الإسراء والمعراج حدثًا خالدًا في ذاكرة الأمة الإسلامية، ومعجزة ربانية تحتفل بها القلوب المؤمنة في شهر رجب من كل عام، مستذكرة عظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته التي أضاءت العالم.

مقالات مشابهة

  • هل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • المُختار في موعد الإسراء والمعراج.. الإفتاء توضح
  • حكم قول "حسبي الله ونعم الوكيل".. الإفتاء تجيب
  • متى ليلة الإسراء والمعراج 2025 وأفضل أعمالها المستجابة؟ الإفتاء تجيب
  • موعد الإسراء والمعراج 2025.. ولماذا لم تحمل الملائكة النبي بأجنحتها دون البراق؟
  • علاج الحسد الشديد للمؤمن .. مكتوب ومجرب
  • بيان المراد بقوله تعالى: ﴿إِنّ بَعضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ ومعنى كونه إثما
  • الإفتاء : الإسلام حث على تعليم البنات والإحسان إليهن
  • مؤسسة موانئ البحر الأحمر والقطاع العامل بميناء الحديدة يحتفون بذكرى جمعة رجب