خبير آثار: مدينة طيبة القديمة تراث عالمي يجب الحفاظ عليه
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
نشب حريق محدود أمس في منطقة النباتات والحشائش المتاخمة لمعبد موت جنوب معابد الكرنك بمدينة الأقصر بعيدًا عن الكرنك بحوالي 350 م دون وقوع أي خسائر بشرية أو مادية، ويوم 25 أكتوبر الماضى نشب حريق بالكرنك في الحشائش والنخيل الجاف الموجودين على مسافة نحو 400 مترٍ من سور المعبد الخلفي وامتدت ألسنة النيران إلى منزلين في مواجهة المعبد ونجحت قوات الحماية المدنية في السيطرة على الحريق وإخماده دون خسائر بشرية وكان بسبب سيجارة كما أعلن عن ذلك.
أضرار
وفى ضوء هذا يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أن هذا الأمر يضع أمامنا عدة علامات استفهام ويعرض دراسة تحليلية لما حدث موضحًا أن السبب الظاهرى للحريق هو وجود الحشائش وقد حذرت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان من خطورة هذه الحشائش منذ شهور ونشرت صورًا لها وطالبت بإزالتها وهناك طرق عديدة ومبتكرة لإزالتها دون أن تتسبب في أضرار للآثار في ظل استخدام التكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها الوزارة في الدعاية وتنشيط السياحة ويمكن تطبيقها في حماية الآثار من أي مخاطر تهددها.
ويوضح الدكتور ريحان أن حماية الآثار من أخطار الكوارث البشرية والطبيعية تتطلب تركيب كاميرات مراقبة شاملة لكل الموقع الأثرى وما حوله مثلما تم في مشروع التجلى الأعظم حول دير سانت كاترين وكذلك إنذار مبكر وإطفاء تلقائى للحريق ووضع أنظمة لكيفية التصرف لحماية البشر والحجر وقت حدوث الحرائق أو الزلازل وغيرها وتدريب العاملين عليه مع توثيق كل الآثار المعمارية والقطع الفنية بالمتاحف والمخازن توثيقًا علميًا ورقمنتها ووضعها على مواقع دولية لحمايتها من السرقة وأية أخطار أخرى.
وأضاف: الدولة المصرية حاولت الوصول إلى مستوى الدول السياحية في عدد السياح 2028 مثل فرنسا وإسبانيا مع تطوير أنماط جديدة من السياحة وتبنى مشاريع قومية لإحياء السياحة الروحية أغلى أنواع السياحة في العالم والتي تجذب أعدادًا من السياح من شرائح مختلفة ومناطق جديدة وتتجسّد في مشروع التجلى الأعظم المنتظر افتتاح مرحلته الأولى إبريل القادم وإحياء مسار العائلة المقدسة كطريق للحج إلى مصر وإحياء مسار آل البيت وانتظار العالم لافتتاح أعظم متاحف العالم وأيقونة المتاحف الدولية وهو المتحف المصرى الكبير.
تراث عالمي
وينوه الدكتور ريحان لأهمية مدينة طيبة وجبانتها "الأقصر حاليًا" المستهدفة بهذه الحرائق فهى مسجلة تراث عالمى باليونسكو عام 1979 لثلاثة معايير الأول والثالث والسادس حيث تمثل طيبة نموذجًا للروائع فى تكوينها الفريد كمدينة للحكم بمبانيها على البر الشرقى والغربى، وتقف شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالحياة والموت فى عهد المصريين القدماء وفى فترة وجود طيبة كعاصمة واستثنائيًا على حضارة المصريين القدماء ككل، كما اقترن اسمها بعديد من الأحداث والمعتقدات المرتبطة بتاريخ المصريين القدماء.
ودلت الاكتشافات الأثرية على أن مدينة طيبة ترجع إلى تاريخ أقدم مما كان يظن البعض، فلقد عثر بمنطقة الكرنك على بقايا معبد من الأسرة الثانية ووجود بناء قديم يرجع إلى عصر ما قبل الأسرات لهذا تعد طيبة من أقدم المدن فى مصر وتعد هى النقلة البنائية فى استخدام الأهرامات كمقابر ملكية إلى استخدام المقابر المخفية بوادى الملوك والملكات بالإضافة إلى المصطبة التى اكتشفت بمدينة الطارف بالأقصر فجمعت مزيجًا من طراز الدولة القديمة والدولة الوسطى التى تنتمى معظم آثار الأقصر إليها، وتعتبر طيبة عاصمة مصر فى الدولة الحديثة من 1570 إلى 1070 قبل الميلاد
وتضم الأقصر معبد الكرنك الذى استمر بناؤها حوالي 2000 عام على مساحة إجمالية 46 فدان لعبادة الإله “آمون رع” وزوجته “موت” وابنهما الإله “خونسو ويحتوي على 134 عمود ثم مدخل المعبد وهو طريق الكباش الشهير، ومعبد الأقصر بالقرب من معبد الكرنك ومعبد الدير البحري أو معبد حتشبسوت ووادى الملوك وتمثالي ممنون ومعبد الرمسيوم الجنائزي في منطقة البر الغربي ومدينة هابو ودير المدينة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصور الثقافة
إقرأ أيضاً:
مصر.. الآلاف يشاهدون تعامد الشمس على معبد الكرنك
توافد آلاف الزائرين من المصريين والسائحين إلى منطقة ميناء معابد الكرنك لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على المحور الرئيسي للمعابد، وهي الظاهرة التي تحدث في يوم 21 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، والذي يوافق بداية فصل الشتاء رسمياً.
وبدأت الاحتفالية قبل شروق الشمس؛ إذ احتشد كل مَن أراد مشاهدة الظاهرة الفريدة في ساحة معابد الكرنك، وانطلقت عروض فنية وترفيهية نظّمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة"، ثم تم تقديم عروض الصوت والضوء عن تاريخ التعامد على مقصورة قدس الأقداس، في واجهة الصرح الرئيسي لمعابد الكرنك.
وعبر بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار، قال رئيس قطاع الأثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، محمد عبدالبديع، إن أطفال الكشافة استقبلوا بزيّهم الفرعوني جميع الزائرين بالورود والهدايا التذكارية، وقدموا لهم بعض الفقرات الفنية المستوحاه من الفن المصري القديم.
كما تم إلقاء محاضرة عن أهمية هذه الظاهرة، وعبقرية المصري القديم في ربط الحسابات الفلكية بالهندسة المعمارية، وتخطيط المعابد واتجاهاتها.
وتكشف هذه الظاهرة تميز المصري القديم وبراعته في ربط علوم الفلك والهندسة المعمارية معاً، وحرصه على ذلك، حيث تشرق الشمس أعلى مقصورة الزورق المقدس لأمون رع، والتي شيدها الملك فيليب أرهيدايوس شقيق الإسكندر الأكبر.
وتتعامد على محور الكرنك الرئيسي الممتد من الشرق للغرب، مخترقاً مداخل الصروح من السادس إلى الأول، وكذلك قاعة الأساطين الكبرى، حتى يراها الزائر عند ميناء الكرنك أمام واجهة المعبد الرئيسية.
وأظهرت الدراسات الأثرية أن النصوص التي أوردها الملك سنوسرت الأول الخاصة بإنشاء معبده المكرس لأمون رع أنه اختار اتجاهاً محدداً لمحور المعبد، وهو ما دعمته الاكتشافات الأثرية الحديثة عن آثار الأسرتين الحادية عشر والثانية عشر بالدولة الوسطى، والتي أكدت اختيار محور خاص للمعبد يخالف المحاور الرئيسية لمدينة طيبة القديمة، وفسّرت النصوص المصرية القديمة ارتباط إنشاء المعبد وتحديد اتجاهه ومحوره بالشمس وحركتها في بداية الفصل الشتوي.