«غادروا البلاد وخلَّفوا المأساة».. الجزائر تتحدث عن التدخل العسكري في ليبيا
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إنّ الدول الأجنبية التي تدخلت في ليبيا «غادرت البلاد وتركت دول المنطقة مع هذه التراجيديا»، بحسب قوله.
تصريحات عطاف جاءت ردا جديدا على احتمال تنفيذ مجموعة دول غرب إفريقيا «إيكواس» عملية عسكرية في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة.
وأوضح العطاف لـ«واشنطن بوست» الأميركية، أنّه اتفق مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى واشنطن لمناقشة أزمة النيجر، على 3 مبادئ رئيسية لتنجب أي انحراف وتفادي تفاقم الوضع.
وأشار عطاف إلى «احترام النظام الدستوري والديمقراطي، إلى جانب عودة الرئيس بازوم لسدة الحكم باعتباره رئيسًا شرعيًا للنيجر، مع وجوب استمرار الأولوية في تسوية الصراع بطرق سلمية».
وحضرت الأزمة الليبية مجددًا في خطابات القادة السياسيين والعسكريين في الجزائر، مستحضرين انعكاسات التدخلات العسكرية على الاستقرار في أفريقيا.
آخر تحديث: 16 أغسطس 2023 - 11:11المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أحمد عطاف التدخل في ليبيا
إقرأ أيضاً:
الكيزان والحرب: مشروع التمكين الدموي وتجارة المأساة في السودان
بقلم: عمر سيد أحمد
أبريل 2025
O.sidahmed09@gmail.com
لم يكتفِ الكيزان بثلاثة عقود من القمع والفساد، بل اختاروا تفجير حرب أهلية جديدة لإعادة تمكين أنفسهم على أنقاض السودان. أطلقوا العنان لميليشياتهم، وتركوا المدن تنهار تحت ضربات النهب والاغتصاب والقتل، بينما احتمى الجيش ـ المختطف منذ سنوات ـ داخل معسكراته، تاركًا الشعب فريسة لصنيعتهم: الدعم السريع.
عندما انسحب الدعم السريع من بعض المناطق، لم يعد الأمان. عاد الجيش ذاته، ومعه مليشيات مسلحة وتجار حرب من حركات مُدجّنة، لا لحماية المواطنين، بل لإكمال مشروع الفوضى تحت مسمى “التحرير”. كل ذلك جرى تحت غطاء سياسي وإعلامي مموّل، هدفه تزييف الحقائق وتحويل المجرمين إلى أبطال.
من الفوضى إلى إعادة التمكين
استغل الكيزان الحرب كأداة ذكية لتحويل غضب الشعب ضدهم إلى صراعات بين مكونات المجتمع. بدلاً من أن تتوحد القوى المدنية والثورية، تم جرّها إلى خلافات داخلية، بينما واصل الكيزان اختراق مؤسسات الدولة: سيطروا على الجيش عبر البرهان، وعلى الإعلام عبر أبواق مأجورة، وعلى الاقتصاد عبر شبكات فساد مزروعة بعناية منذ سنوات.
لم تكن الفوضى عبثية، بل جزء من خطة لإعادة التمكين. أُفرغت السجون من المجرمين، أُطلقت الكتائب الإرهابية، واستُخدم العنف العرقي والجنسي كسلاح سياسي. أُحرقت القرى، وقُسّمت المجتمعات على أساس إثني وجهوي، لإنتاج واقع لا يُمكن الخروج منه إلا عبر بقاء الكيزان في السلطة.
ماكينة الكذب الإعلامي
كان للإعلام دور محوري في استمرار هذه الكارثة. غرف إلكترونية بتمويل ضخم تبث الشائعات وتعيد تصوير الكيزان كـ"منقذين"، في حين أنهم أصل الكارثة. إعلاميون مرتزقة يبررون القصف، ويشيطنون دعوات السلام، ويُهاجمون كل من يكشف الجريمة.
تُستخدم وسائل التواصل كسلاح. تُنشر الكراهية على مدار الساعة، ويُعاد تشكيل الوعي العام ليُصدق أن هذه الحرب هي “معركة كرامة”، رغم أن الكرامة بالنسبة للكيزان تعني فقط: العودة إلى السلطة بأي ثمن.
تجارة المأساة
بعد أن دمروا المدن، خرج تجار الحرب من أوكارهم ليتحدثوا عن “إعادة الإعمار”. نفس الوجوه من نظام الإنقاذ تعرض اليوم خدمات "الصيانة" و"التنظيف" للعقارات التي نُهبت تحت أعينهم، بل وأيديهم. هذا الاستثمار في جراح الناس ليس فقط وقاحة سياسية، بل جريمة أخلاقية واقتصادية، تُظهر كيف تحوّل الخراب إلى سوق رائجة للمجرمين.
الكيزان والجنجويد: تحالف الإجرام
رغم وحشية الدعم السريع وجرائمه في القتل والاغتصاب والنهب، يبقى الكيزان أكثر خطورة، لأنهم لا يمارسون العنف فقط، بل يصنعون بيئته، ويبررونه باسم الدين والوطن، ويُديرونه من فوق الطاولة وتحتها. استخدموا السلطة لتدمير مؤسسات الدولة، والدين لتبرير الجرائم، والإعلام لتسويق القتلة.
الرسائل واضحة
- إلى قادة الجيش المختطف: أنتم واجهة لمليشيا تحمي مشروع التمكين، لا جيش وطني.
- إلى القوى المدنية: لا أمل دون وحدة حقيقية، ولا انتصار دون مواجهة الكيزان أولًا.
- إلى الدول التي تموّل الحرب: أنتم شركاء في الجريمة، وسيُحاسبكم التاريخ.
- إلى الشعب السوداني: الحرب لها تجار، ولا مخرج إلا بإسقاطهم جميعًا.
الخاتمة: لا عدو غيرهم
ما يحدث ليس قدراً محتوماً، بل مشروع إجرامي واضح. العدو واحد: الكيزان وأدواتهم في الجيش والميليشيات. لا نهاية لهذه الحرب إلا بإسقاط من صنعها وتاجر بها، ولا مستقبل لهذا الوطن إلا إذا استعاد الشعب سلطته، وعدالته، وذاكرته.