البحرين يعيش دراما «الأهداف القاتلة»!
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
سلطان آل علي (دبي)
يعيش منتخب البحرين واحدة من أكثر الحالات الدراماتيكية في تاريخه، خلال المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث كانت الدقائق الأخيرة عنواناً بارزاً في العديد من مبارياته.
من تسجيل أهداف قاتلة إلى استقبال أخرى، تميزت مباريات البحرين بالإثارة حتى صافرة النهاية، ولا يمكنك التنبؤ بالنتيجة حتى اللحظة الأخيرة.
البداية كانت مع المباراة التاريخية أمام أستراليا، حيث تمكن المنتخب البحريني من تحقيق فوز ثمين بنتيجة 1-0 بفضل هدف قاتل في الدقيقة 89.
الانتصار منح البحرين ثلاث نقاط ثمينة أمام خصم قوي، وأثبت قدرة الفريق على تقديم أداء قوي حتى اللحظات الأخيرة.
ولكن لم تقتصر الأحداث الدراماتيكية على اللقاء، فقد عاد البحرين في مباراة أخرى ضد إندونيسيا من التأخر إلى التعادل 2-2 بفضل هدف في الدقيقة 99، ليخطف نقطة ثمينة تعكس الروح القتالية للفريق.
على الجانب الآخر، عانى المنتخب البحريني أيضاً اللحظات القاتلة عندما استقبل هدفاً في الدقيقة 91 أمام الصين، ليخسر المباراة 0 - 1، خلال لقاء شهد تفريطاً في النقاط بسبب قلة التركيز في الدقائق الأخيرة.
وفي مواجهة أستراليا الثانية، تقدم البحرين بنتيجة 2-1 حتى الدقيقة 96، لكن الفريق تلقى هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، ليُفقده ذلك نقطتين ثمينتين كانتا ستعززان من موقفه في التصفيات.
هذه السلسلة من المباريات تؤكد أن منتخب البحرين يملك روحاً قتالية وقدرة على المنافسة حتى اللحظات الأخيرة، إلا أنها تُظهر أيضاً الحاجة إلى تعزيز التركيز الدفاعي وإدارة الوقت بشكل أفضل، وتسجيل الأهداف القاتلة يعكس الروح العالية للفريق، لكن استقبال الأهداف في الدقائق الأخيرة يكشف عن نقاط ضعف يجب العمل على معالجتها. أخبار ذات صلة إطلاق السلسلة التلفزيونية «بكين الساحرة».. في دبي الإكوادور.. انتصار «العقود الستة»!
مع تبقي مباريات حاسمة في التصفيات، سيكون على منتخب البحرين الحفاظ على الروح القتالية التي أظهرها، مع تحسين التنظيم الدفاعي، خاصة في الأوقات الحرجة.
والفوز أمام أستراليا في اللحظات الأخيرة كان لحظة ملهمة للجماهير البحرينية، لكن فقدان النقاط أمام الصين وأستراليا في اللحظات الأخيرة كان بمثابة تذكير بأن كرة القدم لا تعتمد فقط على الجهد، بل على إدارة المباريات بذكاء وحنكة.
وبمزيج من الحماس والعمل الجاد على نقاط الضعف، يمكن للمنتخب البحريني أن يستغل هذه اللحظات الحاسمة لصالحه، ويواصل مشواره نحو حلم التأهل إلى كأس العالم 2026، ليترك بصمة تُذكر في تاريخ الكرة الآسيوية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تصفيات كأس العالم البحرين أستراليا الصين السعودية اليابان إندونيسيا
إقرأ أيضاً:
"روح الروح".. ملحمة خالد نبهان تذكرنا بغزة
بين أروقة السياسة وأصوات القضايا العالمية، انشغل العالم برحيل بشار الأسد عن السلطة في سوريا وظهور اسم أحمد الجولاني، المطلوب دوليًا بتهم الإرهاب، كبديل مؤقت. وسط هذه الزحمة الإعلامية، انطفأت الأضواء عن غزة حيث تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد أرواح الأبرياء. إلا أن قصة الشيخ الفلسطيني خالد نبهان جاءت كجرس إنذار، كأنها رسالة عابرة للحدود، لتعيد العالم العربي إلى قلب المأساة الفلسطينية، حيث لا تزال جرائم الاحتلال تُكتب بدماء الأطفال والشيوخ.
خالد نبهان... الجد الذي لم يكن عادياً
لم يكن خالد نبهان مجرد جد محب أو مواطن فلسطيني عادي. كان قصة متجسدة من الأحزان والأشواق، تحمل ملامح شعب يُذبح يومياً بصمت العالم. أصبح خالد بصوته وابتسامته المغمسة بالوجع أيقونة تحكي للعالم قصة غزة المحترقة.
رحل خالد شهيداً كما عاش مُحباً، بعد أن سبقته حفيدته "ريم"، التي كانت "روح الروح" كما وصفها. مشهد خالد وهو يحمل جسد ريم الصغير من تحت الأنقاض، يعانقها كأن الحياة ستعود إليها، كان صورة تلخص مأساة غزة وتعيد للأذهان المعاناة اليومية التي يتجرعها هذا الشعب الصامد.
قبل عام واحد فقط، كانت ريم، الطفلة ذات الثلاث سنوات، تملأ البيت ضحكاً وفرحاً. لكن صواريخ الاحتلال الإسرائيلي اختارت أن تجعلها رمزاً آخر للمجازر. جسدها الصغير، المغطى بالدماء، كان شاهداً على حرب لا تفرق بين طفل وشاب، شيخ أو امرأة.
في تلك اللحظة، خسر خالد قطعة من روحه. كان حضنه الذي احتوى حفيدته الأخيرة هو نفسه حضن الصمود، يضمها وهو يدرك أن العدوان يستهدف كل ما ينبض بالحياة في غزة.
شاءت الأقدار أن يولد خالد وحفيدته في الشهر ذاته، ديسمبر، وأن يكون هذا الشهر شاهداً على وداعهما للحياة بفارق عام واحد. بعد استشهاد ريم، جاءت حفيدة جديدة أطلق عليها خالد اسم "روجاد"، وهي كلمة تعني وقت صلاة الفجر، في إشارة إلى النور الذي ينبعث من بين ظلمات الاحتلال.
لكن خالد لم يعش طويلاً ليحتضن نور "روجاد"، فقد كان ينتظر بفارغ الصبر اللحاق بروح حفيدته الأولى. رحل شهيداً، تاركاً وراءه رسالة حب، صمود، وإيمان بقدسية الحياة رغم وحشية الموت.
قبل استشهاده بأيام، نشر خالد تغريدة يقول فيها: "هل نلتقي؟ فالبُعد مزّق خافقي. هل نلتقي من بعد شوق مُحرق؟". كانت كلماته اختصاراً لكل مشاعر الفقد التي عاشها منذ أن فارقت حفيدته الحياة. كان يعلم أن رحيله قريب، لكنه لم يخشَ الموت، فقد كان يرى فيه لقاءً طال انتظاره.
خالد نبهان... صوت غزة الذي لن ينطفئ
لم يكن استشهاد خالد نبهان مجرد إضافة إلى قائمة ضحايا الاحتلال، بل كان تذكيراً صارخاً بحقيقة المأساة الفلسطينية. رحيله، كما رحيل ريم، هو ملحمة إنسانية تصفع وجه التجاهل العالمي.
قصة خالد نبهان هي قصة الشعب الفلسطيني بأسره؛ شعب يُقاتل على جبهة الحياة، رغم آلة الحرب التي لا تفرق بين طفل وشجرة، شيخ وزهرة. إنها حكاية لا تزال تُكتب بالدم والأمل، صرخة تتحدى الصمت، ورسالة تقول: "غزة ستظل حية في أرواحنا جميعاً".