تكريم المخرج العالمي جيم شيريدان ومنحه الهرم الذهبي
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
كرم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى المخرج السينمائى الكبير جيم شيريدان ضيف شرف الدورة الـ45، وذلك ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، عقب تقديمه محاضرة عن الفن وصناعة السينما ،وبدأت المحاضرة بتكريم جيم شيريدان ومنحه جائزة الهرم الذهبى، وسلمه التكريم الناقد عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
محاضرة جيم شيريدان يديرها الناقد السينمائي محمد طارق، وذلك فى إطار الاحتفاء به، ويشتهر شيريدان بأفلامه التي تحتفي بالمكان وتأثيره العميق في النفس، ولهذا يشارك شيريدان بخبرته ورؤيته الفنية حديثًا مطولا ويحكي كيف تساهم المناظر الطبيعية المادية والثقافية والعاطفية للمكان في تطوير الشخصية والحبكة والنغمة البصرية والعاطفية العامة للفيلم.
فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، والتي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.
تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القاهرة السينمائى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي جيم شيريدان الفن جیم شیریدان
إقرأ أيضاً:
العودة لصناعة الأكاذيب الرخيصة (1- 2)
د. محمد بن عوض المشيخي **
القيادة العُمانية من النماذج النادرة في هذا العالم المترامي الأطراف التي نجحت في كسب ثقة العالم من الشرق إلى الغرب وقبل ذلك كله جيران الجنب في الإقليم؛ فهي تنطلق من مبادئ وقيم التَّسامح والسلام وحسن الجوار وإطفاء الحرائق ونبذ الحروب العبثية بين الدول، وقبل ذلك كله عدم التدخل في شؤون الغير، إلّا بالتي هي أحسن.
لا توجد أجندة سرية في السياسة العُمانية الخارجية منها والداخلية؛ فهي عبارة عن كتاب مفتوح للجميع، العدو قبل الصديق، وهذا عكس ما هو قائم في دهاليز عالم سياسة والقوة الغاشمة والاستحواذ على مقدرات الآخرين وحقوقهم، والتي جرت العادة أن تنطلق من البرجماتية المادية الميكافيلية بالدرجة الأولى التي تقوم على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، حسبما ورد في كتاب "الأمير"، بحيث تحركها المصالح والتحالفات الدولية التي تهدف إلى السيطرة على الغير، وذلك من خلال الأطماع والخلافات بين الشعوب. وهناك من يجتمع في الغرف المُغلقة لتنفيذ المؤامرات وتوزيع الأدوار الخاسرة لقلب أنظمة الحكم وتوسيع رقعة الحروب العبثية والعمل على الاقتتال بين أبناء المجتمع الواحد؛ وكذلك نشر الدعاية السوداء والفتن في كل زاوية من زوايا هذا الكون.
لكن العالم من أقصاه إلى أقصاه يدرك بالفعل أن هناك دولة واحدة اسمها "عُمان" في هذا الكوكب هي استثناء؛ لكونها تميَّزت عبر العقود بنهجها الرشيد وحكمتها المعهودة التي تنطلق من المبدأ المعروف "لا ضرر ولا ضرار". ومن هنا أصبحت مواقف السلطنة ومبادئها وقيمها الفريدة تُدرَّس في أعرق الجامعات وتحظى بالاحترام، ويتقلد سلاطينها أعلى جوائز السلام وأرفع الأوسمة في الساحة الدولية من المراكز المتخصصة بحفظ السلام العالمي، وكذلك من قادة العالم من امريكا غربًا إلى سنغافورة شرقًا؛ مرورًا بالقارة الأوروبية. والعُماني عند ما يطوف العالم يُشار له بالبنان وتنحني له الرؤوس تقديرًا واحترامًا لبلده العظيم واخلاقه التي أصبحت مدرسة يتعلم منها الآخرون حسن السلوك. وهذا ما نجده في حضورنا للمؤتمرات ومرورنا عبر مطارات العالم، وهذا بالطبع ليس بغريب على عُمان التي تشرَّفت بثناء الرسول الكريم صلى الله غليه وسلم على مكارم أخلاق شعبها منذ أكثر من 14 قرنًا من الزمن.
وعلى الرغم من هذا الإرث التاريخي العريق والحاضر المشرق، تظهر بين وقت وآخر بعض الأقلام المأجورة الرخيصة، وكذلك القليل من المطبوعات الصفراء التي تنشُر الدعاية والشائعات المدفوعة الثمن مُقدمًا على أنها أخبار صحيحة، مقابل من يدفع أكثر؛ حيث مع الأيام فقدت مصداقيتها لعدم التزامها بالمعايير الإعلامية المعروفة كالصدق والتوازن والموضوعية. وعدد هؤلاء النابحين على قارعة الطريق الذين يستهدفون هذه القلعة الشامخة والحصينة بأبنائها المخلصين ورجالها الاوفياء؛ لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وتأثيرهم لا يتخطى محيطهم المظلم بصناعة الكذب والافتراء. وتتلخص مضامين هذه الرسائل المسمومة والتي تصنف بأنها دعاية رمادية تخاطب العواطف والغرائز، وليس العقل والمنطق، بأن سلطنة عُمان تغض النظر عن تهريب السلاح الايراني إلى الأراضي العُمانية، خاصة من منفذ المزيونة الحدودي ثم إلى اليمن؛ حيث يزعم هؤلاء الذين ظهروا من جديد بالتزامن مع ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية التي اعلن فيها التهديد والوعيد للجميع؛ بهدف الابتزاز والحصول على صفقات مليارية لرفد الولايات المتحدة بمزيد من الأموال، بداية بجيران الولايات المتحدة مثل كندا والمكسيك وبنما، مرورًا بدول الإقليم مثل إيران واليمن، وصولًا إلى الصين وكوريا الشمالية. ومن المؤسف حقًا أن نجد من يكرر تلك المزاعم مرة ثانية على الرغم من البراهين والأدلة التي كشفنا عنها عام 2019 في مقال بعنوان "كيف تصنع الحروب الإلكترونية الكذب؟"؛ إذ إن جماعة "أنصار الله" لا يحتاجون في الأصل لتهريب الأسلحة عبر طرف ثالث، وذلك للأسباب الآتية:
1. معظم الأسلحة التي تستخدم حاليًا في قصف الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وكذلك استهداف السفن العابرة لباب المندب والمتجهة لإسرائيل؛ هي صناعة محلية في المصانع العسكرية بصنعاء وصعدة، والقليل منها تم استيراده من الجمهورية الإسلامية الايرانية.
2. اعترفت إيران بتقديم بعض الأسلحة المتطورة عبر السفن العابرة إلى الشواطئ اليمنية المفتوحة، ولا نجد أي صعوبة تُذكر من وصولها إلى جماعة أنصار الله لكونهم مسيطرين مع الاساطيل الايرانية على مناطق واسعة في بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، وبالتالي لا يحتاجون في الأصل للتهريب المزعوم.
3. أتذكر قبل عدة سنوات أنه انتشرت مزاعم وأكاذيب بأن منفذ صرفيت العُماني استُخدم لتهريب المدافع والصواريخ العابرة للقارات إلى اليمن، ولكن هذه المرة جاء نفي تلك المزاعم ودحضها من الحكومة اليمنية الشرعية من خلال محافظ المهرة القريبة من المنفذ العُماني في ذلك الوقت وهو راجح باكريت، مؤكدًا عبر تلفزيون أبوظبي الرسمي أن منفذ صرفيت لا يحتمل مرور الشاحنات الكبيرة في الاصل.
وفي الختام.. يجب أن يُدرك الجميع أن علاقة سلطنة عُمان بمختلف الكيانات السياسية في اليمن- بداية بالحكومة الشرعية التي تحظى بعلاقات طيبة مع الحكومة العُمانية، وصولًا الى جماعة أنصار الله الذين يعتبرون من المكونات السياسية الأساسية للشعب اليمني- تهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق السلام العادل في الجار الشقيق، الذي يُعد الحديقة الخلفية لأمن الخليج والجزيرة العربية، وقبل ذلك كله حقن دماء الشعب اليمني. وسنُوضِّح في المقال المقبل الهدف الاسمى من مد الجسور بين الاشقاء في اليمن وجيران الجنب في طهران.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصر