بوابة الوفد:
2025-01-20@09:04:47 GMT

الأسبوع الثالث للدعوة يختتم فعالياته في سوهاج

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

اختتمت الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أسبوعها الثالث بجامعة ومساجد ومراكز شباب محافظة سوهاج، اليوم، بمحاضرة حول دور الشباب ببن عمران النفس وعمران الكون، والتي عقدت بجامعة سوهاج.

أمين البحوث الإسلامية: الشريعة الإسلامية حرصت على البناء المثالي للأسرة أمين البحوث الإسلامية ومحافظ أسوان يناقشان سبل تعزيز التعاون المشترك

وقال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إن مضاد كلمة العمران الإبادة والخراب، وأمة الإسلام ليست مخيرة في مسألة العمران وإنما مكلفة به، وإن كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس؛ فخروجها للناس لا يعنى التفرد والتميز عن باقي الأمم بلا قيد، بل بتَحمّل المسؤولية والعمل والإخلاص والإصلاح سعيا لعمران الأرض.

وأضاف أمين الدعوة والإعلام الديني، أن التدين ليس مجرد عبادة في المساجد؛ وإنما العبادة في المساجد جزء من التدين، والتدين الحق هو الإصلاح وعمارة الأرض، والناظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن النبي المعلم دائما كان يعطي دروسا لأصحابه في حب العمل وإعمار الكون، فكان يوجه الصحابة للعمل بما يناسب قدراتهم حتى لو كانت زهيدة، كالرجل الفقير الذي أمره أن يحتطب وألا تمنعه قلة حيلته وضيق رزقه عن مواصلة العمل، وفي ذلك نموذجا في حسن القيادة وحسن التوجيه نحو العمل والاستثمار، لترسيخ أن العمل واليد العاملة هي من أساسيات فقه العمران.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد همام، مدير عام الإعلام بأمانة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن العمران الحقيقي له دعائم، ومن دعائم العمران سواعد الشباب وإرادته الواعية، شريطة أن يتقرب الشباب من الله، فكم من إنسان تعلم وقدم ولم يُخلّد ذكره أو يُحفظ اسمه، موضحا أن أول خطوة من خطوات البناء والعمران هي أن يقرأ الشباب ويتفقه في فقه العمران والعمل، وقبل إعمار المجتمع يجب على الشباب أن يعمر نفسه أولا، مشيرا إلى أنه لا يكفي الدعاء والتضرع لله لإتمام العمران دون عمل وسعي، بل على الشباب أن يجمع بين السعي والعبادة والاستمرار في طاعة الله، حتى يشتد العمران ويكون المجتمع في أبهى صورة.

وشهدت المحاضرة تفاعلا كبيرا بين علماء الأزهر وطلاب الجامعة، حيث تم فتح باب النقاش والأسئلة، ومن الأسئلة استفسار الشباب عن مدى تأثير الإعلام والثقافة في عمران المجتمع؟ أجاب الهواري، أن النفس البشرية أعقد من أن نحيط بأسرارها، وأصبحنا اليوم نقلد غيرنا تقليدا أعمى بسبب أننا محتلون عقليا، ناصحا الشباب أن لا يملكهم فكر، إلا ما أمرنا الله به، ولا يسلموا لرأي دون مصادرنا الأساسية وهي مصادر الشرع، وعلى الشباب أن يسأل نفسه من أنا وماذا أريد؟، وليعلم الشباب أن الله أعطاه الحرية وكرمه بالعقل والتمييز، مشددا أن الإسلام إذ أمرنا بالتفكير، فإنه يأمرنا أن يكون تفكيرا مفيدا بناء، وفي حال الاطلاع على آراء وثقافة الغير، يجب أن نتحقق من صحة المصادر والمعلومات وكونها ليست موجهة.


حضر الندوة الدكتور حازم مشنب عميد كلية العلوم جامعة سوهاج، نائبا عن رئيس الجامعة، كما حضر عمداء وأساتذة الجامعة، ولفيف من علماء الأزهر الشريف، وشهد المحاضرة عدد كثيف من طلاب وطالبات جامعة سوهاج. 


تأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي» الثالث، التي انعقدت على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد سوهاج، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سوهاج الأمانة العامة للجنة العليا البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامية محافظة سوهاج البحوث الإسلامیة الشباب أن

إقرأ أيضاً:

من الشكوى إلى التحليل ..تعزيز دور البحوث الاجتماعية في مواجهة الأزمات

لا أحد يمكنه القطع بعدم حاجة المجتمعات كونها كيانا معقدا من علاقات تعيش حالات من ترابط هو عِماد تناسجها الوطني، حاجتها إلى تعزيز دور البحوث الاجتماعية في مواجهة تحدياتها المستمرة، فليس من الممكن إنكار أن المجتمع لكي يستطيع الاستمرار في تماسك حيَّ فإنه ينبغي أن يملك أدوات لفهم الإشكالات التي تعتري بناهُ وتعيق طُرُقهُ في التكيِّف مع مجمل أوضاعه المختلفة، ومن هنا الحاجة الماسة إلى وجود أدوات بحثية، واعتماد منهجية عملية قادرة على مساعدة صُنَّاع القرار للتغلب على الأزمات ووضع الحلول لها من منطلق واقعي يأخذ على عاتقه بناء عمليات التقييم المستمرة لأجل حماية فضائه العام من غوائل التوتر المصاحب للتحولات الكبرى في السياق الاجتماعي العام.

والعلوم الاجتماعية في تشعباتها كافة هي القادرة على مساعدة الفاعلين على تعمير الوعي العام بجملة حواصل التغيير الإيجابي، وتحديد السياسات اللازمة لمعالجة الطوارئ، ليس فقط إخمادا للمشكلات وإنما استباقها بالبحث والتَّقَصِّي، وتطوير السياسات الفاعلة في مجالات الاقتصاد والاجتماع والثقافة، ولكن رغم ذلك فإننا نشهد في واقعنا العربي انفصالا بين الواقع الاجتماعي بكلياته «أزماته، توتراته، انشطاراته...إلخ» انفصال بينه وبين البحث الاجتماعي، وفي الوقت ذاته تتعالى أصوات الشكوى من تفشي العِلل وانفراط عقد الأمن، وتعاظم حضور العصبيَّة، وظهور جيوب التَّطَرُّف، هذا علاوة على المشكلات الاجتماعية الأكثر انتشارا في مجتمعاتنا العربية، مثل الإدمان والفقر والبطالة والعنف والإرهاب وغيرها، ففي الوقت الذي تعترف فيه الجهات المعنية بوجود هذه المشكلات داخل مجتمعاتها، إلا أنها تنخرط بجدارة في الإشارة إليها ولا تعترف بحاجتها الماسة إلى قيام مؤسسات بحثية متخصصة في العلوم الاجتماعية، والتي إن تشكلت وقامت بدورها عن فعل واقتدار سينتقل الحديث عن هذه المشكلات من حيز الشكوى إلى التحليل، من الرصد إلى فهم طبائع التشكل، ومراقبة تطور الأزمات وهي بعد تتسلل إلى الفضاء العمومي.

إن من واجب الجهات المعنية أن توفر لهذه المؤسسات ليس فقط الميزانيات بل رفدها بالمعلومات لمساعدتها على تتبع النشاط الاجتماعي، والكشف عن آثاره السلبية والإيجابية، وأن تشجع الدولة الإنتاج البحثي المستقل في العلوم الاجتماعية، وتوفر منصات إعلامية لنشر ثقافة البحث الاجتماعي زيادةً في الفائدة، وبالضرورة سيقود هذا إلى تطور المجتمع المدني في البلاد العربية، وهي الطبقة التي لم تتشكل بعد في إطار الدولة العربية وهي التي ستساعد الدولة على تحصين المجتمع وتطوير وعيه تجاه ذاته وشركائه في الوطن والعالم وذلك عبر نشر ثقافة الحوار والتسامح والقبول بالاختلافات الإثنية والدينية مغذيةً بذلك عمليات النقاش الاجتماعي بين الأفراد، كما تحتاج منطقتنا إلى تكثيف عقد المؤتمرات العلمية وبناء برامج بحثية لإدارة التحولات الاجتماعية كما هو الحال في عدد من المنظمات الدولية التي تهتم بالبحث الاجتماعي وتوليه اهتماما كبيرا، ومن ذلك مبادرة العلوم الاجتماعية عبر ما يعرف بـ«إعلان لشبونة»، حيث عقدت هذه المبادرة مؤتمرها بعنوان: «العلوم الاجتماعية في المجتمع: شراكة جديدة» وقد اعتمدت نتائجه من قِبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ثم جاءت القمة العالمية للسياسات الاجتماعية لتناقش في مؤتمرها الدولي والذي عقده مركز الدراسات الاجتماعية (فيينا) والذي ناقش موضوع «العلوم الاجتماعية والسياسات الاجتماعية في القرن الحادي والعشرين»، وقد جاءت أهم توصياته في عبارات كاشفة عن أهمية البحث الاجتماعي في عالمنا اليوم. نقرأ: «إننا نعيش في مرحلة حساسة في تاريخ العالم، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على علماء الاجتماع وصُنَّاع السياسات، فالمعرفة التي تنتجها العلوم الاجتماعية ذات فائدة عظيمة لعالمنا اليوم فهي تسعى لفهم التعقيدات والمخاطر التي تواجه لحظتنا الراهنة» كما نادى المؤتمر بضرورة أن تقوم الحكومات، فضلا عن الجهات الفاعلة الاجتماعية والاقتصادية، بتجذير استخدام أدوات البحث الاجتماعي على نحو أكثر منهجية وأوسع نطاقا إلى الحد الذي يمكنها من إنتاج المعرفة المتخصصة بشأن القضايا المجتمعية وتعزيز مشاركة المواطنين في إدارة الشؤون العامة. وهذه التوصية جدا عظيمة لو فكرت المؤسسات العربية ومن هم في موقع صنع القرار الأخذ بها. ولكن الواقع يقول إننا لا نزال نقف بعيدا عن الوعي بأهمية العلوم الاجتماعية كمدخل رئيس لفهم العالم وقضايا الإنسان، وما هذا الغياب إلا دليل إدانة حتى للمؤسسات الأكاديمية العربية والتي رغم ما تعقده من مؤتمرات إلا أن لا صلة واضحة بين مخرجات هذه الفعاليات العلمية والواقع الاجتماعي العربي، وإن وجدت فإنها تنصرف أكثر إلى الجانب الأكاديمي من البحث دون أن تفهم كيف أن البحث الاجتماعي لا يتعلق بمنهجيات مغلقة، بل هو فعل خاضع للمتغيرات وبالتالي تتجدد فاعليته عبر اتصاله بالمجتمع ومكوناته كافة.

إن مجتمعاتنا العربية في أمس الحاجة إلى تفعيل البحوث الاجتماعية، وذلك لأنها مجتمعات تعيش في الماضي الحاضر بقوة في وعيها وسلوك أفرادها، ماضٍ ممتد تأثيره السلبي للدرجة التي يمكننا فيها القول إن أزمات الراهن العربي تتغذى على التراث؛ تراث الأزمة لا تراث المعرفة، ولن تستطيع المجتمعات العربية الخروج من متاعبها الراهنة إلا بالمعرفة، معرفة حقيقة وجودها، وأن يولي أصحاب القرار في وطننا العربي الأهمية المنتجة لدور العلوم الاجتماعية في إصلاح المجتمع وأفراده، ولكي يتم ذلك فالمهمة الأولى هي الاعتراف بوجود الأزمة، ومن ثم مواجهتها، وألا تكون الشكوى قناعا للهروب من مواجهة المشكلات الاجتماعية، فالمجتمعات الممتنعة عن نقد ذاتها تموت..

غسان علي عثمان كاتب سوداني

مقالات مشابهة

  • طلاب الثالث الإعدادي الأزهري يؤدون امتحان الثقافة الإسلامية والجبر
  • البحوث الإسلامية: قرون البعوضة محطة أرصاد يمكنها قياس الحرارة وسرعة الرياح
  • وقفة.. الأمم المتحدة ليست متحدة
  • إنهاء خدمات أمين عام وزارة الشباب حسين الجبور
  • من الشكوى إلى التحليل ..تعزيز دور البحوث الاجتماعية في مواجهة الأزمات
  • متجاوزا الـ80 دولارا للبرميل.. النفط العراقي يختتم تعاملات الأسبوع على ارتفاع
  • مركز البحوث الجنائية يختتم نشاطاً تدريبياً حول التعاون الدولي
  • «البحوث الإسلامية» يطلق مبادرة «معًا لمواجهة الإلحاد» لتحصين المجتمع بالوعي والفكر المستنير
  • “مؤتمر ومعرض الحج” يختتم فعالياته معززًا الشراكة والابتكار في خدمة ضيوف الرحمن
  • أمين البحوث الإسلامية: الإلحاد تحدٍّ فكري يتطلَّب مواجهة علمية