شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، على استعداد بلاده على التعامل مع الوضع في شمال سوريا في حال قررت الولايات المتحدة سحب قواتها العسكرية، مشيرا إلى أن أنقرة "لن تتسامح مع الكيانات التي تهددها من خارج حدودها".

وقال أردوغان في حديثه مع الصحفيين على متن طائرته عائدا من البرازيل بعد مشاركته في قمة العشرين، إن بلاده "مصممة على جعل الإرهاب من الماضي"، مشددا على أن أنقرة "لن تتسامح على الإطلاق مع الكيانات التي تشكل تهديدا على الأمن القومي التركي من خارج الحدود".



وتواصل تركيا استهداف العناصر التابعة لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" (PKK) على حدودها الجنوبية مع سوريا والعراق، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ووحدات حماية الشعب "واي بي جي" (YPG) في شمالي شرقي الأراضي السورية.


وتعتبر تركيا هذه التنظيمات في سوريا امتدادا لحزب "العمال الكردستاني" المدرج على قوائم الإرهاب في تركيا وعدد من الدول الغربية، والذي يتخذ من جبال قنديل شمالي العراق مقرا له.

وقال أردوغان "أبلغنا جميع محاورينا بمدى وضوحنا وتصميمنا بشأن هذه المسألة، وسنبلغ الشيء نفسه لمحاورينا الجدد"، لافتا إلى أن تركيا "مستعدة للتعامل مع الواقع الحالي والوضع الجديد الذي سيحدثه الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا".

وشدد الرئيس التركي على أن "أمننا القومي يأتي قبل كل شيء"، لافتا إلى أن "عدم الاستقرار في سوريا بسبب الحرب جذب التنظيمات الإرهابية خارج حدودنا كما يجذب المستنقع الذباب"، حسب وكالة الأناضول.

وأضاف في إطار حديثه عن مكافحة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، "مثلما نبذل جهودا لتجفيف هذا المستنقع ينبغي على الحكومة السورية أيضا أن تبذل ذات الجهد".

وقال أردوغان "أوشكنا على تحقيق هدف جعل تركيا خالية من الإرهاب بعد تركيزنا على المشكلة بجميع جوانبها"، على حد قوله.

ويأتي حديث أردوغان على وقع ترقب العالم دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد مراسم تنصيبه في كانون الثاني /يناير الماضي، بالإضافة إلى تلويح أنقرة باستعدادها لشن عملية عسكرية جديدة عابرة للحدود على الجانب السوري لتأمين حدودها.


وقبل أيام، قال أردوغان في حديثه للصحفيين على متن طائرته عائدا من أذربيجان، إن "عملياتنا عبر الحدود على جدول أعمالنا من أجل أمن بلادنا وسلام مواطنينا. إذا شعرنا بالتهديد، فلدينا الاستعداد للبدء في أي وقت".

في حين قال وزير الدفاع التركي يشار غولر، في تصريحات مع إحدى القنوات المحلية، إنه يعتقد أن "ترامب سوف يسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال هذه الفترة"، معتبرا أن الولايات المتحدة "لديها أشياء أكبر للقيام بها".

وكان أردوغان شدد على هدف بلاده إنشاء "حزام أمني" على طول الحدود الجنوبية بعمق من 30 إلى 40 كيلومترا، مشيرا إلى عزم أنقرة في الفترة المقبلة استكمال الحلقات الناقصة من هذا الحزام على حدودها مع سوريا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية أردوغان سوريا تركيا ترامب سوريا تركيا أردوغان ترامب سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عبر الشراكات وحل النزاعات.. تركيا تسعى إلى تعزيز نفوذها في أفريقيا

تسعى تركيا منذ فترة طويلة إلى توسيع نفوذها في أفريقيا، عبر التوسط في حل نزاعات وبناء شراكات عسكرية مع دول القارة.

وفي الأشهر الأخيرة، تسارعت هذه الجهود مع تحقيق نجاحات دبلوماسية في حل نزاعات محلية، في ظل انسحاب القوى التقليدية مثل فرنسا والولايات المتحدة من القارة، وفق محللين ودبلوماسيين.

وفي إطار جهود أنقرة لتعزيز حضورها في أفريقيا، جذب المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي عُقد في مدينة أنطاليا المطلة على البحر الأبيض المتوسط بين 11 و13 أبريل/نيسان الجاري، العديد من المسؤولين الأفارقة، من بينهم رئيس الصومال حسن شيخ محمود.

تركيا أحد أهم الخيارات

ويقول البروفسور إيغوسا أوساغاي المدير العام للمعهد النيجيري للشؤون الدولية الذي حضر المنتدى، لوكالة الصحافة الفرنسية، "اليوم، تبحث الدول الأفريقية عن بدائل، وتركيا تمثل أحد هذه الخيارات، ولقي ذلك استحسانا في أفريقيا".

وقد عزز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مكانته الدولية بعد إطاحة الفصائل المعارضة التي كانت تدعمها أنقرة بالرئيس السوري بشار الأسد، والتوسط في اتفاق سلام مهم في منطقة القرن الأفريقي بين الصومال وإثيوبيا.

كما أن أنقرة التي كانت قد استضافت جولتين من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في بداية الحرب، أعلنت مرارا أنها مستعدة لدعم أي مبادرة تؤدي إلى السلام بين جارتيها في حوض البحر الأسود.

إعلان

وحضر المنتدى الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني أندريه سيبيغا.

▪️في بيان بمناسبة مرور 20 عاماً على حصول #تركيا على صفة مراقب لدى الاتحاد الإفريقي.. الخارجية التركية: ماضون بتعزيز تعاوننا مع الاتحاد الإفريقي https://t.co/kh4wrfDy6H pic.twitter.com/AOzjv4oIoO

— Anadolu العربية (@aa_arabic) April 13, 2025

ويرى أوساغاي أن قدرة تركيا على ملء الفراغ الذي خلفته فرنسا في أفريقيا بعد ابتعاد العديد من مستعمراتها السابقة عنها، "تعتمد إلى حد كبير على مدى جاذبية العروض التركية للدول الأفريقية".

وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش منتدى أنطاليا، قال وزير خارجية كوت ديفوار (ساحل العاج) كاكو ليون أدوم "لدينا علاقات مع فرنسا نفخر بها للغاية؛ ولكن فرنسا لا تمنعنا من إقامة شراكات أخرى".

وأشار إلى أن بلاده حريصة على العمل مع تركيا في كافة القطاعات، بما في ذلك الاتصالات والتجارة والأمن والتعليم والتدريب. وأضاف "كل هذا يهمنا؛ ومن هذا المنطلق، تقدم لنا تركيا عروضا وسندرسها".

حجر الأساس

تواجه العديد من الدول الأفريقية تحديات أمنية بوجود مجموعات قادرة على التسبب بالفوضى والدمار، مثل "حركة الشباب" في الصومال و"بوكو حرام" في نيجيريا و"جيش الرب للمقاومة" الذي نشأ في أوغندا.

وفي هذا الإطار، يقول أوساغاي "إذا كان من الممكن لتركيا أن تقدم مساعدة لهذه المناطق، فلم لا؟".

ويضيف "الأمر الجيد أن العديد من الدول الأفريقية لديها تعاون عسكري مع تركيا. ويمكن لذلك أن يكون حجر الأساس للنفوذ التركي".

وقد وقّعت تركيا بالفعل اتفاقات دفاعية مع عدد من الدول في مختلف أنحاء القارة، بما في ذلك الصومال وليبيا وكينيا ورواندا وإثيوبيا ونيجيريا وغانا.

وفتحت هذه الاتفاقات المجال أمام عقود لصناعة الدفاع التركية، وخصوصا الطائرات دون طيار التي تشتهر بفعاليتها وبانخفاض تكلفتها.

إعلان

وقال الدبلوماسي التركي ألب آي إن أنقرة تعرض الحوار، مشيرا إلى نجاحها في جعل الصومال وإثيوبيا يتوصلان إلى إنهاء نزاع مرير أثار مخاوف من اندلاع صراع في منطقة القرن الأفريقي.

وأضاف آي الذي يعمل كممثل خاص في المفاوضات بين الصومال ومنطقة صوماليلاند (أرض الصومال) الانفصالية، "نحاول ضمان أن تتمكن أفريقيا من إيجاد حلولها الخاصة للمشاكل الأفريقية".

أفريقيا بحاجة إلى وسطاء

وتصاعدت التوترات بين الصومال وإثيوبيا العام الماضي، بعدما توصلت الأخيرة إلى اتفاق مع صوماليلاند يتيح لها منفذا على البحر. وكانت هذه المنطقة قد أعلنت استقلالها من جانب واحد عن الصومال في عام 1991، في خطوة لا تعترف بها مقديشو.

غير أن أديس أبابا ومقديشو أعلنتا استئناف العلاقات بشكل كامل، بعد اتفاق تم التوصل إليه في ديسمبر/كانون الأول بوساطة تركيا.

وفي هذا السياق، أوضح آي أن المسؤولية تقع من الآن فصاعدا على الجانبين للحفاظ على الاتفاق، ولكن تركيا ستستمر في أداء دور الوسيط.

من جهته، أكد دبلوماسي صومالي كبير أن تركيا أدت "دورا مساعدا للغاية في جمع البلدين لحل هذه القضية".

وأضاف "إنه دور إيجابي. تركيا ليست منخرطة في الأمن فقط، ولكن أيضا في مشاريع تنموية أخرى في الصومال"، كما يعتقد -وفقا لما قال- "إن تركيا تؤدي دورا رئيسيا في الصومال".

وفي إشارة إلى نفوذ أنقرة المتنامي، التقى أردوغان نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في أنطاليا السبت.

من جانبه، يؤكد أوساغاي أن "أفريقيا تحتاج بشدة إلى وسطاء ليسوا موثوقين فحسب، ولكنهم قادرون أيضا على القيام بالأمور التي أظهرتها التجربة التركية" في ملفات أخرى.

مقالات مشابهة

  • انسحاب واشنطن يعيد خلط الأوراق ويفتح السيناريوهات.. تركيا وإسرائيل في سوريا.. صدام مرتقب أم تقاسم نفوذ؟
  • الرئيس التركي يجدد وقوف بلاده إلى جانب سوريا
  • أردوغان: من يعيق استقرار سوريا سيجدنا وحكومة دمشق بمواجهته
  • مخاوف اسرائيلية من الانسحاب الامريكي من سوريا: تركيا ستسيطر
  • تحرك تاريخي بين أنقرة ودمشق! وزير التجارة التركي بولات يزور سوريا لوضع أسس شراكة اقتصادية جديدة
  • القضاء يحكم على زعيم المعارضة بغرامة مالية لصالح أردوغان
  • 18 مليار دولار خسائر البنك المركزي التركي
  • عبر الشراكات وحل النزاعات.. تركيا تسعى إلى تعزيز نفوذها في أفريقيا
  • موقع إيطالي: رسائل ترامب لأردوغان تعزز دور أنقرة إقليميا وعالميا
  • ترقبوا التطورات الكبرى: وزير الدفاع التركي يكشف عن موقف تركيا الحازم في سوريا