مكانة الصلاة في الإسلام وحكم تاركها
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنـزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عني الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدد كل التشديد على أداءها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
الإفتاء: الصلاة عمود الدين والله تعالى حذر من تركهاوأكدت الإفتاء أن الله تعالى حذر أعظم التحذير من تركها، فالصلاة عمود الدين، مثل العمود للخيمة، ولا تبقى الخيمة قائمة بدون عمود، فكذلك لا يستقيم الإسلام بدون صلاة، جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
وأوضحت الإفتاء قائلة: وقد بلغ من عناية الإسلام بها أن أمر المسلمين بالمحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف، والسلم والحرب، حتى عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو؛ قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لله قَانِتِينَ ۞ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 238-239]، أي: فصلوا حال الخوف والحرب، مشاة أو راكبين كيف استطعتم، بغير ركوع ولا سجود، بل بالإشارة والإيماء، وبدون اشتراط استقبال القبلة؛ للضرورة هنا؛ قال تعالى: ﴿وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 115].
وأضافت: وما نراه من منكر عظيم يقع لكثير من الناس، يتمثل في تركهم للصلاة التي هي بهذه المكانة، فلا يعدو أن يكون لأحد أمرين: إما جحودًا لها، وإما تكاسلًا عنها، فتارك الصلاة إن كان منكرًا لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين خارج من ملة الإسلام؛ لأنها من المجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه.
قال الإمام النووي في "المجموع" (3/ 14، ط. دار الفكر): [إذا ترك الصلاة جاحدًا لوجوبها، أو جحد وجوبها ولم يترك فعلها في الصورة فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين ... ويترتب عليه جميع أحكام المرتدين، وسواء كان هذا الجاحد رجلًا أو امرأة، هذا إذا كان قد نشأ بين المسلمين، فأما من كان قريب العهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة من المسلمين بحيث يجوز أن يخفى عليه وجوبها، فلا يكفر بمجرد الجحد، بل نعرفه وجوبها، فإن جحد بعد ذلك كان مرتدًّا] اهـ.
وتابعت: وأما إن ترك الصلاة تكاسلًا مع اعتقاده وجوبها -كما هو حال كثير من الناس- فإنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب من قِبل القضاء، وإلى هذا ذهب مالك والشافعي -راجع: "منح الجليل شرح مختصر خليل" (1/ 195، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (1/ 612، ط. دار الكتب العلمية)- وجماهير السلف والخلف، ودليلهم عموم قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، فالآية تثبت أن الذنب الوحيد الذي قطع الله عز وجل بعدم غفرانه هو الشرك بالله، أما ما دون ذلك فقد يغفره الله، وترك الصلاة تكاسلًا دون جحود ذنب دون الشرك بالله.
وأكملت: ومن الأدلة على عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلًا أيضًا، ما أخرجه أبو داود والنسائي ومالك في "الموطأ" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «خَمْسُ صَلَواتِ كتَبهنَّ اللهُ على العِباد، فمن جاءَ بهن لم يُضَيعْ منهُن شيئًا استخفافًا بحقهنَّ كان له عندَ الله عَهدٌ أن يُدْخِلَه الجَنَّة، ومَنْ لم يأتِ بهِن، فلَيسَ له عندَ الله عهد: إن شاءَ عَذبه، وإن شَاءَ أدْخَلَه الجَنة».
وقالت: فتاركها كسلًا هنا أمره مفوض إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة، وهذا دليل على عدم كفره، ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه، ولو كان كافرًا لا يغفر له لم يرث ولم يورث.
ومنها ما جاء في "الصحيحين" عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الإفتاء ا ترك الصلاة الإفتاء المصرية الصلاة الله ع ا الله
إقرأ أيضاً:
كيفية قضاء صلاة الفجر الفائتة وطريقة تنتظم بها على أدائها.. الإفتاء توضح
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، أن من فاتته صلاة الفجر لعدة مرات يمكنه تعويضها تدريجيًا عبر تخصيص صلاة فجر إضافية مع كل صلاة فجر يومية.
وأوضح أن هذه الطريقة تسهل قضاء ما فات الشخص من صلوات دون الشعور بالضغط أو الإرهاق. فمثلًا، إذا كان الشخص قد فاتته صلاة الفجر لمدة 60 يومًا، يمكنه قضاء ذلك عبر أداء فجرين يوميًا، مما يتيح له إتمام القضاء خلال فترة محددة وبطريقة ميسرة.
وفي سياق متصل، تناول الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قضية أداء صلاة الفجر قبل الشروق بدقائق. وأكد أن هذا التوقيت يُعتبر ضمن الوقت المحدد شرعًا للصلاة، وبالتالي تُعد الصلاة "حاضرة" وليست قضاء.
ونصح الدكتور شلبي بأداء الصلاة فور الاستيقاظ، مشيرًا إلى أن وقت صلاة الفجر يمتد من طلوع الفجر الصادق وحتى طلوع الشمس، استنادًا للحديث النبوي الشريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، الذي رواه مسلم: «ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس».
أذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق.. امسح ذنوبك في دقائق معدودةأمين الفتوى: هذا الأمر فى صلاة الفجر خطأ شرعيهل صلاة الفجر بدون سنة صحيحة؟.. الإفتاء توضح الفضل العظيم للسنن المؤكدةاحذر.. خطأ شائع في صلاة الفجر جماعة يبطل صلاة المأمومشروط صحة الصلاة وأهمية الالتزام بمواقيتها
على الجانب الآخر، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن أداء الصلاة في وقتها المحدد شرط أساسي لصحتها، مستشهدًا بالآية القرآنية: «إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا» (النساء: 103).
وأكد المركز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن مواقيت الصلاة بدقة في عدة أحاديث.
وأشار المركز إلى أن الإمام ابن رشد -رحمه الله- اتفق مع جمهور العلماء على أن أول وقت صلاة الفجر هو طلوع الفجر الصادق، وآخره طلوع الشمس. وأضاف أن الإسفار، وهو وضوح النور وظهور الأشياء، يُعد علامة على وقت الفجر، وفقًا لتفسير بعض الفقهاء.
كما أوضح المركز أن الحديث النبوي الشريف: «من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح» (رواه البخاري)، يُبين امتداد وقت الصلاة حتى قبل شروق الشمس.
نصائح للانتظام في صلاة الفجر
وفيما يخص تنظيم وقت المسلم لأداء صلاة الفجر، أشار الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى 4 أمور تساعد على الانتظام، وهي: النوم المبكر، ضبط المنبه، تجنب تناول الطعام بكثرة قبل النوم، والعزم الصادق على الاستيقاظ للصلاة في وقتها.
وأضاف الشيخ ممدوح أن المسلم إذا نام بعد سماع الأذان ولم يصلِ الفجر، فإن عليه حالتين:
1. إذا كان متأكدًا من الاستيقاظ قبل الشروق، فلا مانع شرعًا من النوم.
2. أما إذا تيقن أنه لن يستيقظ في الوقت المحدد، فيحرم عليه النوم ويكون آثمًا لتأخيره الصلاة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن من يصلي الفجر بعد شروق الشمس تكون صلاته قضاء وليست حاضرة، وفقًا لضوابط الشريعة الإسلامية.