الغارديان: دعوة البابا للتحقيق في الإبادة الجماعية بغزة يعكس تصاعد التدقيق العالمي
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن دعوة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة تعكس تزايد التدقيق العالمي على الصراع المستمر، لكنها أشارت إلى أن المحاسبة الحقيقية لا تزال بعيدة المنال.
وأضافت الصحيفة، في افتتاحية جديدة، أن دعوة البابا جاءت بعد ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مجمعا سكنيا في شمال غزة، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 30 شخصا.
وأوضحت أن البابا دعا، للمرة الأولى، إلى النظر في احتمال وقوع "إبادة جماعية" خلال هذا النزاع الذي اشتعل في السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، مشيرة إلى أن "عدد القتلى المذهل في غزة يشدد على الحاجة للتحقيق".
وأشارت "الغارديان" إلى أن "عدد القتلى الفلسطينيين في غزة، والذي يقدر بـ 44,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، يبرز مدى إلحاح الدعوة إلى المحاسبة". ولفتت إلى أن التدقيق القانوني يتطلب الوصول إلى غزة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن بسبب إغلاق القطاع لأكثر من 13 شهرا، رغم دعوات محكمة العدل الدولية للسماح بدخول فرق تحقيق.
وأوضحت الصحيفة أن البابا لم يصدر حكما قانونيا بشأن تصنيف ما يحدث كإبادة جماعية، لكن جهات أخرى كانت أقل تحفظا. فقد ذكرت لجنة أممية الأسبوع الماضي أن الإجراءات الإسرائيلية في غزة تتماشى مع تعريف الإبادة الجماعية، مشيرة إلى القتل الواسع للمدنيين وفرض ظروف قاسية بشكل متعمد على الفلسطينيين.
ومع ذلك، شددت الغارديان على أن مثل هذه التصريحات قد تزيد من توتر العلاقات الدولية وتثير غضب دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة إلى أن "العديد من الإسرائيليين يرفضون وصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية"، مشيرة إلى أن "وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفقا للأمم المتحدة، قللت من عدد القتلى المدنيين في غزة، حيث ذكرت أن العدد لا يتجاوز 1000، منهم أقل من 50 طفلا، وهو ما يحجب الصورة الأوسع لحجم المأساة".
وفي السياق، ذكرت "الغارديان" أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" اتهمت الاحتلال الإسرائيلي الإسرائيلي الأسبوع الماضي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشيرة إلى التهجير العنيف والمنظم للفلسطينيين، محذرة من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تطهير عرقي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" عن خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لتحويل قطاع غزة إلى مناطق محتلة تخضع لإدارة عسكرية، وسط تقارير عن مجاعة متعمدة تفاقم الوضع الإنساني الكارثي.
وبحسب "الغارديان"، فإن تصعيد الحرب الإسرائيلية "عزز مواقف العرب وإيران حول القضية الفلسطينية، وهو ما كان مستحيلا في ظل إدارة ترامب الأولى".
كما شددت على أن "فشل الولايات المتحدة، المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل، في فرض وقف لإطلاق النار أو التوصل إلى صفقة تبادل اسرى، يعكس ضعف تأثير إدارة بايدن".
وأوضحت الصحيفة أن "التوجهات اليمينية في الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بتسلئيل سموتريتش، تسعى لاستغلال الوضع لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وسط دعوات أوروبية لفرض عقوبات على المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية".
حذرت الصحيفة من أن "عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة قد تعقد الأمور بشكل أكبر للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء"، مشيرة إلى أن "تعييناته المبكرة تعكس عدم وجود أفق لدعم القضية الفلسطينية، بينما يواجه الإسرائيليون الذين يعارضون احتلال الأراضي الفلسطينية مستقبلا غامضا".
واختتمت "الغارديان" افتتاحيتها، بالتأكيد على أن "إرث الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط قد يُذكر باعتباره فشلا في دعم المبادئ الأساسية للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة"، لافتة إلى أن "استمرار الحروب الإسرائيلية المتواصلة يقوض هذه المبادئ، ما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية البابا فرانسيس غزة الاحتلال غزة نتنياهو الاحتلال البابا فرانسيس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشیرة إلى فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
التدقيق الداخلي والثقة في التقارير المالية
خالد بن حمد الرواحي
يُعد التدقيق الداخلي ركيزة أساسية لتعزيز الثقة بالتقارير المالية في المؤسسات المحلية والدولية، حيث يسهم بشكل مباشر في ضمان الشفافية والمصداقية. ووفقًا لتقرير معهد المدققين الداخليين (IIA) العالمي الصادر في فبراير 2023، أظهرت أكثر من 80% من المؤسسات التي تبنّت التحول الرقمي في التدقيق الداخلي انخفاضًا ملحوظًا في الأخطاء المالية وتحسنًا كبيرًا في مستوى الامتثال التنظيمي.
ومع التسارع الكبير في التطورات الرقمية، أصبحت الحاجة إلى تدقيق داخلي فعّال أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. فبينما تسهم التقنيات الحديثة في تحسين العمليات التشغيلية ورفع كفاءة الأداء، فإنها تجلب معها تحديات جديدة، مثل زيادة مخاطر الاحتيال الإلكتروني وتعقيد الإجراءات التشغيلية. هذه التحولات تُبرز أهمية التحول الرقمي كأداة رئيسية لتحسين الأداء المؤسسي وتعزيز الشفافية.
من جانب آخر، يجلب التحول الرقمي تحديات عديدة للتدقيق الداخلي، منها تعقيد الأنظمة التقنية والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية. كما أن الجرائم الإلكترونية، مثل سرقة البيانات والاحتيال عبر الإنترنت، تضع المدققين أمام مسؤوليات إضافية تتطلب استخدام أدوات تحليل متقدمة للتعامل مع المخاطر واكتشاف الأنشطة المشبوهة. ووفقًا لدراسة المخاطر العالمية الصادرة عن شركة PwC لعام 2022، تُعتبر الجرائم السيبرانية تحديًا رئيسيًا لنحو 64% من المؤسسات المالية.
علاوة على ذلك، غيّرت تقنيات حديثة مثل تقنية التعاملات الرقمية (بلوك تشين) طبيعة المخاطر المالية، ما يستلزم وجود فرق تدقيق ذات خبرات متطورة قادرة على التعامل مع هذه التحديات باستخدام أحدث الأدوات الرقمية.
وفي ذات السياق فأن التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من التدقيق الداخلي. حيث تُظهر رؤى التدقيق الداخلي الصادرة عن شركة Deloitte لعام 2023 أن تقنيات مثل التعلم الآلي تساعد على كشف الأنماط المشبوهة واكتشاف العمليات غير المعتادة بسرعة فائقة. ومن أبرز الأدوات المستخدمة في هذا المجال لغة أوامر التدقيق (ACL) وبرنامج Team Mate، التي تُساعد في تحليل كميات هائلة من البيانات المالية بدقة وكفاءة.
لذلك.. فعلى المستوى المحلي، وفي إطار تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040، أطلقت سلطنة عُمان مجموعة من المبادرات لدعم التحول الرقمي في التدقيق الداخلي وتعزيز الحوكمة. فعلى سبيل المثال، أطلقت وزارة المالية برامج رقمنة تهدف إلى تحسين الرقابة المالية في الوحدات الحكومية، مما أدى إلى رفع كفاءة الأداء وزيادة الشفافية. كما اعتمد القطاع المصرفي تقنيات تحليل البيانات لمراقبة العمليات المالية واكتشاف الأنشطة المشبوهة، مما يعزز مصداقية التقارير المالية.
إضافة إلى ذلك، أطلقت الأكاديمية السلطانية للإدارة برامج تدريبية متخصصة لتحليل البيانات وإدارة المخاطر، بهدف تطوير مهارات الكوادر البشرية وضمان جاهزيتها لمواكبة التحولات الرقمية. هذه الجهود تعكس التزام سلطنة عُمان بتطوير بيئة عمل رقابية متكاملة تواكب المعايير الدولية وتدعم استدامة المؤسسات.
وعليه، فإن التدقيق الداخلي يلعب دورًا جوهريًا في تعزيز الحوكمة المؤسسية، حيث يسهم في تحقيق الشفافية والمساءلة. ووفقًا لدراسة أجرتها شركة KPMG عام 2021، سجلت المؤسسات التي تطبق تدقيقًا داخليًا فعّالًا انخفاضًا بنسبة 30% في حالات الفساد المالي والإداري؛ حيث يضمن التدقيق الداخلي الامتثال للوائح والقوانين ويُحسّن من تنفيذ السياسات المؤسسية، مما يقلل من المخاطر التشغيلية ويُعزز كفاءة الأداء.
وتُبرز مبادرات مثل برنامج تعزيز النزاهة المالية في سلطنة عُمان التزام السلطنة بتحقيق الشفافية من خلال توظيف التكنولوجيا الرقمية في نظم الحوكمة. هذه الجهود تُسهم في زيادة ثقة المجتمع المالي وتدعم استدامة المؤسسات.
ومن الأهمية بمكان ولتحقيق أقصى استفادة من التحول الرقمي، ينبغي على المؤسسات التركيز على تطوير أنظمة تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، وتعزيز المهارات البشرية من خلال التدريب المتخصص، وتطبيق أنظمة تدقيق مستمرة للكشف المبكر عن المخاطر. كما أن بناء ثقافة مؤسسية قائمة على الشفافية والمساءلة يُعد ضرورة لتحقيق نتائج فعّالة.
وفي الختام، يُعد التدقيق الداخلي أداة رئيسية لتعزيز الثقة بالتقارير المالية؛ حيث يجمع بين الابتكار الرقمي ومتطلبات الحوكمة لضمان مستقبل مستدام. ومن خلال جهود سلطنة عُمان الرائدة في هذا المجال، يُمكن للمؤسسات تحقيق مستويات أعلى من الشفافية والكفاءة مع مواجهة تحديات العصر الرقمي بثقة ومرونة.