قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن دعوة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة تعكس تزايد التدقيق العالمي على الصراع المستمر، لكنها أشارت إلى أن المحاسبة الحقيقية لا تزال بعيدة المنال.

وأضافت الصحيفة، في افتتاحية جديدة، أن دعوة البابا جاءت بعد ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مجمعا سكنيا في شمال غزة، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 30 شخصا.



وأوضحت أن البابا دعا، للمرة الأولى، إلى النظر في احتمال وقوع "إبادة جماعية" خلال هذا النزاع الذي اشتعل في السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، مشيرة إلى أن "عدد القتلى المذهل في غزة يشدد على الحاجة للتحقيق".

وأشارت "الغارديان" إلى أن "عدد القتلى الفلسطينيين في غزة، والذي يقدر بـ 44,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، يبرز مدى إلحاح الدعوة إلى المحاسبة". ولفتت إلى أن التدقيق القانوني يتطلب الوصول إلى غزة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن بسبب إغلاق القطاع لأكثر من 13 شهرا، رغم دعوات محكمة العدل الدولية للسماح بدخول فرق تحقيق.


وأوضحت الصحيفة أن البابا لم يصدر حكما قانونيا بشأن تصنيف ما يحدث كإبادة جماعية، لكن جهات أخرى كانت أقل تحفظا. فقد ذكرت لجنة أممية الأسبوع الماضي أن الإجراءات الإسرائيلية في غزة تتماشى مع تعريف الإبادة الجماعية، مشيرة إلى القتل الواسع للمدنيين وفرض ظروف قاسية بشكل متعمد على الفلسطينيين.

ومع ذلك، شددت الغارديان على أن مثل هذه التصريحات قد تزيد من توتر العلاقات الدولية وتثير غضب دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ولفتت الصحيفة إلى أن "العديد من الإسرائيليين يرفضون وصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية"، مشيرة  إلى أن "وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفقا للأمم المتحدة، قللت من عدد القتلى المدنيين في غزة، حيث ذكرت أن العدد لا يتجاوز 1000، منهم أقل من 50 طفلا، وهو ما يحجب الصورة الأوسع لحجم المأساة".

وفي السياق، ذكرت "الغارديان" أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" اتهمت الاحتلال الإسرائيلي الإسرائيلي الأسبوع الماضي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشيرة إلى التهجير العنيف والمنظم للفلسطينيين، محذرة من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تطهير عرقي.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" عن خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لتحويل قطاع غزة إلى مناطق محتلة تخضع لإدارة عسكرية، وسط تقارير عن مجاعة متعمدة تفاقم الوضع الإنساني الكارثي.

وبحسب "الغارديان"، فإن تصعيد الحرب الإسرائيلية "عزز مواقف العرب وإيران حول القضية الفلسطينية، وهو ما كان مستحيلا في ظل إدارة ترامب الأولى".

كما شددت على أن "فشل الولايات المتحدة، المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل، في فرض وقف لإطلاق النار أو التوصل إلى صفقة تبادل اسرى، يعكس ضعف تأثير إدارة بايدن".


وأوضحت الصحيفة أن "التوجهات اليمينية في الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بتسلئيل سموتريتش، تسعى لاستغلال الوضع لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وسط دعوات أوروبية لفرض عقوبات على المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية".

حذرت الصحيفة من أن "عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة قد تعقد الأمور بشكل أكبر للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء"، مشيرة إلى أن "تعييناته المبكرة تعكس عدم وجود أفق لدعم القضية الفلسطينية، بينما يواجه الإسرائيليون الذين يعارضون احتلال الأراضي الفلسطينية مستقبلا غامضا".

واختتمت "الغارديان" افتتاحيتها، بالتأكيد على أن "إرث الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط قد يُذكر باعتباره فشلا في دعم المبادئ الأساسية للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة"، لافتة إلى أن "استمرار الحروب الإسرائيلية المتواصلة يقوض هذه المبادئ، ما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية البابا فرانسيس غزة الاحتلال غزة نتنياهو الاحتلال البابا فرانسيس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشیرة إلى فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حقل موت.. نازحون بغزة يعيشون وسط ذخائر وجوع دائم

وسط أجواء تخلو من الأمان، تحوّل مقر مدينة عرفات للشرطة المعروف محليا باسم الجوازات بمدينة غزة وسط قطاع غزة إلى مأوى لعشرات العائلات الفلسطينية التي فرت من حي الشجاعية والمناطق الشرقية للمدينة عقب إنذارات إسرائيلية بالإخلاء الفوري مؤخرا.

النازحون نصبوا خيامهم في ساحة هذا المقر، حيث تتناثر الذخائر والصواريخ التي لم تنفجر، ليغدو واحدا من حقول الموت المحتملة التي تفتك بفلسطينيي القطاع.

في هذه الساحة التي تمتلئ بركام المباني المدمرة، ثبتت مجموعة من الأطفال حبالا على هياكل حديدية من مخلفات القصف وحولوها إلى أرجوحة.

يحاول الأطفال انتزاع جزء من طفولتهم التي غيبتها الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلق مساحة للمرح في ظل الخوف الدائم المحيط بهم.

ويواصل النازحون الذين وصلوا حديثا إلى هذا المكان، تثبيت خيامهم المصنوعة من القماش والنايلون لتؤويهم مؤقتا.

ويشكو النازحون من شح الإمدادات الأساسية من مياه وغذاء كباقي الفلسطينيين بقطاع غزة جراء مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر أمام المساعدات والبضائع منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.

كما تنعدم وسائل التدفئة لديهم، خاصة وأنهم فروا من أماكنهم من دون أمتعة أو ملابس، لذلك يعانون البرد القارس خلال الليل.

إعلان

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر يوم الجمعة الماضي إنذارات للفلسطينيين في مناطق بأحياء عدة، من بينها حي الزيتون والشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، بإخلاء منازلهم قبل مهاجمتها، وهو الإنذار الثاني خلال أسابيع حيث أنذر الشجاعية سابقا بالإخلاء.

النازحون يعيشون على ما يتوفر من طعام محدود في التكيات الخيرية (الفرنسية) دمار وركام

الفلسطيني مروان عياد، أحد النازحين إلى منطقة "الجوازات"، يقول إنه نزح من الشجاعية مرتين في الفترة الأخيرة، وإنه توجه في الثانية إلى مقر مدينة عرفات للشرطة الذي لا يصلح للسكن.

وأوضح أن المقر بات غير آمن خاصة في ظل تناثر الذخائر والصواريخ غير المنفجرة بين ركام المباني المدمرة والتي أصبحت تتوسط خيام النازحين.

وأضاف أنه وعائلات عديدة اضطروا إلى النزوح برفقة أطفالهم إلى هذا المكان الذي تحوّل بفعل آلة الحرب الإسرائيلية إلى دمار وركام، في ظل عدم وجود بدائل أفضل.

وطالب عياد بالضغط على إسرائيل لوقف حرب الإبادة الجماعية والمجازر الدموية التي ترتكبها في القطاع منذ أكثر من عام ونصف العام.

أطفال غزيون يلعبون فوق منزل دمرته غارات إسرائيلية (وكالة الأنباء الأوروبية) ذخائر لم تنفجر

بدوره، يقول سامي الغرابلي إنه نزح من حي الشجاعية مؤخرا للمقر المليء بالقنابل غير المنفجرة، مبينا أنه وعائلته فروا من الشجاعية بعد نجاتهم من الموت في هجمات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار خلال حديثه إلى الصواريخ والقنابل المتناثرة في المكان والتي لم تنفجر، قائلا إنه لا يعلم ما قد يحل بالنازحين في حال انفجارها فجأة.

وقد حذرت مؤسسات محلية ودولية مرارا وتكرارا من مخاطر الذخائر غير المنفجرة في مناطق مختلفة من القطاع، والناجمة عن القصف الإسرائيلي على مدى أشهر الإبادة.

نزوح بلا مقومات

من جانبها، قالت نازحة فلسطينية من عائلة عياد -فضلت عدم الكشف عن هويتها- إنها باتت المعيل الوحيد لطفليها بعد استشهاد زوجها خلال حرب الإبادة الإسرائيلية.

إعلان

وأوضحت أنها وطفليها باتوا يعيشون في ظل نزوح دائم من مكان إلى آخر جراء إنذارات الإخلاء القسرية التي يصدرها الجيش الإسرائيلي.

وقالت إنها بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية تعيش وأطفالها في خيمة مع والديها وأشقائها.

كما أوضحت أنها تنام مع طفليها على فراش واحد فقط، ولا توجد لديها أغطية تقيها وأطفالها برد الشتاء.

الأطفال جائعون

تقول السيدة الفلسطينية عياد إن الحياة بعد مقتل زوجها أصبحت صعبة للغاية، حيث تعجز عن توفير المقومات الأساسية لأطفالها.

وأكدت أن أطفالها يعانون من سوء التغذية جراء عدم توفر الطعام أو عدم توفر العناصر الغذائية المهمة في ما يحصلون عليه من طعام.

كما أن الوضع الاقتصادي يجعلها عاجزة عن توفير مستلزمات خاصة بنظافة الأطفال كالحفاظات، التي يندر وجودها ويرتفع ثمن المتوفر منها بسبب إغلاق إسرائيل المعابر ومنع دخول المساعدات التي يعتاش عليها غالبية فلسطينيي غزة خلال حرب الإبادة.

وفي وقت سابق الجمعة الماضي، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اقتراب غزة من المجاعة، في وقت شارفت فيه الإمدادات الأساسية في القطاع من غذاء ودواء على النفاد جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.

وقالت مديرة الإعلام والتواصل في الأونروا جولييت توما "مع استمرار حصار السلطات الإسرائيلية غزة لأكثر من 6 أسابيع، كل الإمدادات الأساسية على وشك النفاد".

وأوضحت توما في بيان أن نفاد الإمدادات الأساسية يصاحبه ارتفاع كبير في أسعار البضائع المتوفرة بقطاع غزة خلال شهر مارس/آذار الماضي منذ أن فرضت إسرائيل حصارها على القطاع.

وأوضحت "هذا يعني أن الرضع والأطفال ينامون جائعين".

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه جرائم الإبادة الجماعية
  • المجاعة في غزة.. عمرو خليل: إسرائيل تواصل الإبادة الجماعية |فيديو
  • الصحة بغزة تعلن استشهاد 1400 كادر طبي خلال الإبادة الإسرائيلية
  • ملك الأردن يبحث مع سيناتور أمريكية جهود وقف الإبادة الإسرائيلية بغزة
  • وزارة الصحة في غزة: 1400 كادر طبي ضحايا الإبادة ‘الإسرائيلية’
  • الأمم المتحدة تحذر من تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 51 ألف شهيد منذ بدء الحرب
  • حماس: العدو الصهيوني يواصل الإبادة الجماعية في غزة وسط صمت دولي مريب
  • جراء الاعتداءات الإسرائيلية.. خروج آخر مستشفى في غزة عن الخدمة
  • حقل موت.. نازحون بغزة يعيشون وسط ذخائر وجوع دائم