الولاء مقابل المال الحرام.. ظاهرة تديمها سلطة الأحزاب وتكافحها آليات النزاهة
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
في السنوات العشرين الماضية، حفر الفساد جذورًا عميقة في العراق، ولا يمكن السيطرة عليه إذا لم تكن هناك إرادة سياسية وإجماع على ذلك، في ظل موازنات مليارية ربما لم تنعكس إيجابا على الوضع العام في البلاد، وعلى إثر ذلك يؤشر المحلل السياسي غالب الدعمي، ملامح الفساد في الدولة العراقية.
الدعمي قال لـ"بغداد اليوم"، الاربعاء (16 آب 2023)، إنه "مع كل بداية تشكيلة حكومية تبدأ الصراعات السياسية على المناصب والهيئات والدرجات الخاصة وصولا الى المدراء العاميين وهذا دليل بما لا يقبل الشك أنه صراع حول المنافع التي تحصل عليها الاحزاب ومسؤوليها".
وأضاف، أن "بعض منافع الأحزاب والساسة تكون واضحة ومكشوفة والبعض الآخر يعتمد على إحالة مشاريع بنسب محددة للاحزاب المتنفذة لكن بالمقابل هناك من لا يستمر بمنصبه اذا ما اختلف مع الجهة التي تتبناه".
وأشار إلى أن "متابعة عدد مذكرات القبض الصادرة بحق وزراء سابقين أو وكلائهم بالاضافة الى بقية المناصب الأخرى، تظهر صورة أخرى عن حجم الفساد"، لافتا إلى أن "هيئة النزاهة تعمل بشكل جيد وحققت نتائج مهمة في الفترة الماضية بفتح ملفات كثيرة حول أسماء فاسدين".
جذور الفساد في العراق
وشهد العراق بعد العام 2003 تنامي ظاهرة الفساد بشكل كبير ولعل ذلك يرجع الى طبيعة الظروف التي عاشها خاصة مرحلة الاحتلال الامريكي وتفكيك مؤسسات الدولة العراقية فضلا عن الجذور التاريخية للفساد التي كونت "بذرة الفساد الاولى" لتتنامى بعد العام 2003 لأسباب مختلفة ومتعددة وفرت البيئة الملائمة لازدياد نسب الفساد وتعاظم مشكلته.
آليات النزاهة في محاربة الفساد
وتمتلك هيئة النزاهة في العراق آليات وسياسات تختلف وتتميز فيها عن باقي الجهات المختصة في مكافحة الفساد بوجود العديد من النصوص والمواد الدستورية والقانونية التي تحدد عمل الهيئة فضلا عن المطالب المتكررة لتكون هيئة النزاهة المؤسسة المحورية في النظام السياسي العراقي التي تضمن شفافية ونزاهة العملية السياسية والإدارية والتشريعية.
إن هيئة النزاهة تعد الأداة التحقيقية المكلفة في مكافحة الفساد ورسمت بدورها آليات وسياسات لأجل تقليل نسب الفساد المتضخمة بعد عام 2003 والتي تؤكدها التقارير المحلية والدولية والتي تختلف وتتقاطع فيما بينها بتحديد نسبة مشتركة لحجم الفساد على الرغم من اتفاقهما على تعاظم هذه المشكلة.
عاما ذروة الفساد
وتتفاوت تقديرات المسؤولين حيال قيمة ما خسره العراق جراء الفساد، بين 450 إلى 650 مليار دولار بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، وقعت أغلبها في الفترة بين 2006 و2014، التي شهد فيها العراق جرائم فساد ضخمة، خصوصا في مشاريع البنية التحتية وتلك المتعلقة بقطاعات الإسكان والصحة والتعليم والطرق والجسور والطاقة وتسليح الجيش.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: هیئة النزاهة
إقرأ أيضاً:
رغد صدام تنتقد مقتل صحفي عراقي وتدين غياب سلطة الدولة والفوضى في العراق
وجّهت ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، رغد صدام، الجمعة، جُملة انتقادات بخصوص مقتل صحفي عراقي شاب، بالسلاح، بسبب ما قالت إنه: "غياب سلطة الدولة والتخبط وسوء الإدارة والفوضى".
وبحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع"، مساء الخميس، فإنّ الصحفي ليث محمد رضا، التّابع إلى شبكة الإعلام العراقي، قد قُتل، الخميس، وذلك إثر مشاجرة بإطلاق نار في منطقة العرصات ببغداد.
وقالت رغد صدام حسين في منشور لها على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا): "وسط التخبط وسوء الإدارة والفوضى التي أعتدنا على سماعها لأكثر من 22 عاماً، لازال الأبرياء في العراق يُقتلون بسبب (أرعن مسنود) وعدم وجود دولة حقيقية تُدير أمور البلد وتهتم بمصالح الشعب وتحفظ حقوقه"، حسب قولها.
وفي السياق نفسه، أضافت ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين: "رحم الله الشاب الإعلامي الأعزل (ليث محمد) الذي راح ضحية السلاح السائب وعدم فرض هيبة الدولة وسلطة القانون".
إلى ذلك، كانت وزارة الداخلية العراقية، قد أعلنت مساء الخميس، عن إلقاء القبض على المتّهم بقتل الصحفي ليث محمد رضا، وذلك بحسب ما أوردت وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع".
كذلك، كان مدير قسم فحص الأموات في دائرة الطب العدلي في العراق، عبد الوهاب عصام، قد كشف عن تفاصيل تشريح جثة الصحفي ليث محمد رضا الذي قُتل برصاص أحد أفراد حماية مسؤول خلال مشاجرة ببغداد.
وفي تصريحات لوكالة الانباء العراقية "واع"، أوضح عبد الوهاب عصام أنّ: "السبب الرئيسي للوفاة (وفاة الصحفي) هو الطلقة التي اخترقت الكتف الأيمن للمجنى عليه باتجاه القلب"، مشيرا إلى أنّ "الطلقة مزقت كل الأعضاء التي كانت في طريقها.. البنكرياس والرئتين والقلب".
وأبرز مدير قسم فحص الأموات في دائرة الطب العدلي في العراق، أنه: "لا توجد أي طلقات في الرأس، وأن الدم الذي خرج من أنف الضحية هو حالة طبيعية"، مردفا: "هناك أيضا طلقة اخترقت عظم الساق للمجنى عليه مما تسببت بانقسام العظم".
وفي وقت سابق، نعت وكالة الأنباء العراقية "واع" الصحفي ليث محمد رضا، الذي قتل إثر حادث مشاجرة بإطلاق نار مؤسف في منطقة العرصات ببغداد، متقدمة بـ"خالص العزاء والمواساة إلى عائلة الشهيد وذويه، وتدعو الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وزملاءه الصبر والسلوان".