عـبدالله عـلي صبري: ليلة الطائرات الشراعية
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
مع حلول الذكرى 37 لما يعرف بـ ” ليلة الطائرات الشراعية ” التي نفذها الفدائيون الفلسطينيون يوم 25 نوفمبر 1987، يمكن القول أن معركة طوفان الأقصى التي تخوضها المقاومة الفلسطينية، استفادت من التجربة التاريخية الفلسطينية في مقاومة العدو الصهيوني، فكان اجتياز ابطال القسام سماء غلاف غزة صبيحة 7 أكتوبر 2023 امتدادا لعملية نوعية نفذها فدائيو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، حين تمكن بطلان من الهبوط بطائراتهم الشراعية في معسكر غيبور بمنطقة قبية، التابع للواء ناحال بالقرب من كريات شمونة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
كان بطل العملية الشهيد العربي السوري خالد أكر، قد فاجأ قوات العدو الصهيوني بالهبوط المفاجئ، وسارع إلى التنكيل بجنود وضباط المعسكر، وقتل وأصاب العشرات منهم قبل أن يرتقي شهيدا. وكذلك فعل البطل الشهيد العربي التونسي ميلود بن ناجح. وقد خلد الشاعر العربي العراقي مظفر النواب هذه العملية بقصيدته الشعرية: قل هي البندقية أنت ( خالد أكر ).
بالعودة إلى تلك الفترة، نلحظ أن مقاومة العدو الصهيوني كانت قضية عربية جامعة، وكانت التنظيمات الفلسطينية مفتوحة على المتطوعين العرب، الذين كانوا يقاتلون جنبا إلى جنب وكتفا بكتف مع أبطال المقاومة الفلسطينية، بل إن عالمية القضية الفلسطينية قد جذبت مناضلين من خارج الدائرة العربية، أبرزهم الياباني كوزو أوكاموتو، الملقب بأحمد الياباني.
وقد أطلق على هذه العملية اسم “قبية”، نسبة إلى القرية الفلسطينية التي ارتكب فيها الصهاينة مجزرة مروعة عام 1953، استُشهد فيها 74 فلسطينيا من المدنيين العزل. وهذا ما يؤكد أن الفلسطينيين لم ولن ينسوا قضيتهم وبلادهم وشهداءهم.
ظل خيار المقاومة والكفاح المسلح هو أساس العمل التنظيمي الفلسطيني، خاصة في لبنان، وتصاعدت هذه العمليات بعد نكسة 1967، ثم بعد اجتياح بيروت 1982، إذ لم يسحب العدو الصهيوني قواته من لبنان إلا بعد تواطؤ الأنظمة العربية وموافقتها على إبعاد تنظيمات المقاومة الفلسطينية خارج الأراضي اللبنانية، وهو ما مهد لتخلق ظهور المقاومة الإسلامية اللبنانية_ حزب الله، التي تسلمت الراية دفاعا عن لبنان وانتصارا لفلسطين.
وهذا لا يعني أن جذوة المقاومة قد خبت في نفوس وتوجهات الأحرار العرب والفلسطينيين، بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية، إلا أن المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية دفعت بالعنوان الإسلامي ليتصدر مشهد المقاومة خاصة بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية 1979، وهو ذات العام الذي أعلنت فيه مصر السادات عن اتفاق السلام مع الكيان الصهيوني، وخروج مصر بكل ثقلها وتاريخها وقدراتها العسكرية والسياسية والإعلامية من معادلة الصراع العربي الصهيوني.
بل إنه في نفس العام جرت أكبر عملية لتحريف ” الجهاد الإسلامي “، وتحويله إلى شعار مقدس، لكن لصالح وفي خدمة الأجندة الأمريكية في إطار الحرب الباردة والمواجهة مع الاتحاد السوفيتي. وبدل أن تتوجه طاقات شباب الأمة إلى الجهاد في فلسطين، تبارت العدد من الدول العربية والاتجاهات الإسلامية إلى استقطاب الآلاف منهم نحو أفغانستان.
المشهد العربي الرسمي كان ينتقل من سيء إلى أسوأ، وصولا إلى التوقيع على اتفاق أوسلو 1993 الذي تمخضت عنه سلطة فلسطينية في غزة وأريحا، كان الهدف منها القضاء على فكر ومنهج المقاومة داخل وخارج فلسطين. ولولا أن البقية الباقية من شرفاء الأمة حافظت على خيار المقاومة وعظت عليه بالنواجذ، وقدمت في سبيله النفس والنفيس، لما كنا اليوم نشهد هذه الملحمة البطولية في فلسطين ولبنان، بمشاركة جبهات المساندة من اليمن إلى العراق وسوريا وإيران.
20-11-2024
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
العالم يترقب البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي
الثورة / قضايا وناس
يحبس العالم أنفاسه ومعه الشعب الفلسطيني بانتظار البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى والتي من المقرر أن تجري اليوم الأحد، وفق ما نصت عليه بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي والتي جرى الإعلان عنها الأربعاء الماضي – .
ووفق ما نشرته ما تسمى بوزارة القضاء في كيان العدو فإنه من المقرر أن يتم الإفراج عن خمسة وتسعين أسيراً فلسطينياً في دفعة التبادل الأولى مقابل ثلاثة أسرى صهاينة.
وحسب إعلام العدو، فإن الكيان الإسرائيلي سيُفرج عن خالدة جرار القيادية في الجبهة الشعبية ضمن المرحلة الأولى لصفقة التبادل.
وذكرت وسائل إعلام العدو أن المرحلة الأولى من الصفقة تتضمن الإفراج عن ألفي أسير فلسطيني، بينهم مئات المحكومين بالسجن المؤبد.
وقال إعلام العدو إن السلطات في كيان العدو أعلمت الجمعة عائلات الأسرى الصهاينة حول قائمة الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل.
وذكر إعلام العدو أن القائمة التي تم نشرها لا تعكس حالة الأسرى الصهاينة سواء كانوا أحياء أو أمواتاً.
وحسب القائمة، فإن الأسرى الصهاينة الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة هم: رومي غونين، إميلي ديماري، أربيل يهود، دورون شتاينبخر، أريئيل بيبس، كفير بيبس، شيري بيبس، ليري ألباج، كارينا أرييف، آغام بيرجر، دانييلا غلبوا، نعمة ليفي، أوهاد بن عمي، غاد موشيه موزس، كيث سيغال، أوفر كالدرون، إلياهو شرابي، إتسيك ألجارت، شلومو منتصور، أوهاد ياهلومي، عوديد ليبشيتس، تساحي عيدان، هشام أسيد، ياردن بيبس، شاجاي ديكل حن، يائير هورن، عمر وانكرت، ساشا تروفنوف، إلياه كوهين، أور ليفي، أبره مانغيستو، تال شوهام، وعمر شيم-توف.
ووفق إعلام العدو فإن الأسيرات الفلسطينيات اللاتي سيتم تحريرهن في الفوج الأول يوم الاحد هن : الأسيرة / أسيل عيد، الأسيرة / أسيل شحادة، الأسيرة / إسراء غنيمات، الأسيرة / اسماء عطية، الأسيرة / الاء صقر، الأسيرة / آلاء القاضي، الأسيرة / إيمان زيد، الأسيرة / عُلا أبو رحيمة، الأسيرة / إيمان زيد، الأسيرة / اصرار اللحام، الأسيرة / آية رمضان، الأسيرة / آيات محفوظ “.
أما الفوج الثاني من الأسيرات الفلسطينيات اللاتي سيتم تحريرهن فهن ” الأسيرة / نفيسة زوربا، الأسيرة / نوال فتحة، الأسيرة / نهيل مسالمة، الأسيرة / ندى زغيبي، الأسيرة / مارغريت الراعي، الأسيرة / مرجانا الحريش، الأسيرة /منى أبو حسين، الأسيرة / لطيفة مشعشع الأسيرة /لبنى تلاولة، الأسيرة / لانا فولحة، الأسيرة / ياسمين أبو سرور، الأسيرة / ختام حبايبة “ز
ويتضمن الفوج الثالث ” الأسيرة / حنين المسعيد، الأسيرة / اصرار اللحام، الأسيرة / اسراء بري، الأسيرة / اسراء جنيمات، الأسيرة / حنان معلاوني، الأسيرة / حليمة أبو عمارة الأسيرة / خالدة جرار، الأسيرة / زينة برابر، الأسيرة / زهرة خدرج، الأسيرة / وفاء نمر، الأسيرة / ولاء تنجي، الأسيرة / هديل حجاز “.
فيما يتضمن الفوج الرابع ” الأسيرة / دانيا شتية، الأسيرة / دلال خُصيب، الأسيرة / ديالا عيدة، الأسيرة / ضحى الوحش، الأسيرة / دانية حناتشة، الأسيرة / جنين عمرو، الأسيرة / بشرى طويل، الأسيرة / أشواق عود “.
وبالنسبة للأسرى الذين سيتم تحريرهم في اليوم الأول، فيتضمن الفوج الأول “الأسير / معتز البخاري، الأسير / محمد بشكار، الأسير / معاذ الحاج، الأسير / مهدي أبو حامد، الأسير / ليث كميل، الأسير / يوسف الهرمي، الأسير / أسامة عطايا، الأسير / أيهم جرادات، الأسير / احمد نجمة، الأسير / احمد حشّان، الأسير / احمد أبو عليا، الأسير / ادم هدارا الأسير / إبراهيم زمر، الأسير / جمال الاتيمين، الأسير / جهاد جودة، الأسير / براء فقها “.
وهناك أفواج أخرى من الأسرى الذين سيتم تحريرهم يوم الأحد مقابل إطلاق المقاومة الفلسطينية لثلاثة أسرى صهاينة .
وحسب بنود الاتفاق، ستطلق المقاومة الفلسطينية في المرحلة الأولى 33 أسيراً صهيونيا (أحياء أو جثث)، بما في ذلك النساء والأطفال (تحت سن 19 عاما من غير الجنود)، وكبار السن (فوق سن 50 عاما)، والمدنيين الجرحى والمرضى، مقابل الفين من الأسرى الفلسطينيين، وفقا لما يلي:
تطلق المقاومة الفلسطينية جميع الأسرى الصهاينة، بمن فيهم النساء والأطفال (تحت سن 19 عاما، من غير الجنود)، وفي المقابل، يطلق العدو الإسرائيلي 30 طفلا وامرأة مقابل كل أسير صهيوني يتم إطلاق سراحه، بناء على قوائم مقدمة من المقاومة الفلسطينية.
تطلق المقاومة الفلسطينية جميع المجندات الأحياء، وفي المقابل، يطلق العدو الإسرائيلي 50 أسيراً من سجونه مقابل كل مجندة صهيونية يتم إطلاق سراحها.
جدولة تبادل المختطفين والأسرى بين الطرفين في المرحلة الأولى:
في اليوم الأول من الاتفاق، تطلق المقاومة الفلسطينية سراح ثلاثة أسرى صهاينة .
في اليوم السابع من الاتفاق، تطلق المقاومة الفلسطينية سراح أربعة أسرى صهاينة .
بعد ذلك، تطلق المقاومة الفلسطينية ثلاثة أسرى صهاينة إضافيين كل سبعة أيام، تبدأ بالنساء، سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء قبل تسليم الجثث.
وفي الأسبوع السادس، تطلق المقاومة الفلسطينية سراح جميع الأسرى المتبقين المشمولين في هذه المرحلة، في المقابل، يطلق العدو الإسرائيلي عددا متفقا عليه من الأسرى الفلسطينيين من سجونه وفقا للقوائم التي تقدمها المقاومة الفلسطينية .
وبحلول اليوم السابع، تنقل المقاومة الفلسطينية معلومات عن عدد الأسرى الصهاينة الذين سيتم إطلاق سراحهم في هذه المرحلة.
في الأسبوع السادس (بعد إطلاق سراح هشام السيد وأفرا منغيستو ضمن إجمالي 33 أسيراً صهيونيا متفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، يطلق العدو الإسرائيلي سراح 47 أسيرا من الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط.
إذا لم يصل عدد الأسرى الصهاينة الأحياء المقرر إطلاق سراحهم إلى 33، يتم استكمال العدد بالجثث من نفس الفئات، وفي المقابل، يطلق العدو الإسرائيلي في الأسبوع السادس جميع النساء والأطفال (تحت سن 19 عاماً) الذين تم اعتقالهم من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023م.
وترتبط عملية التبادل بمدى الالتزام بشروط الاتفاق، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية من كلا الجانبين، وانسحاب قوات العدو، وعودة النازحين، ودخول المساعدات الإنسانية.
لن يتم اعتقال الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مرة أخرى على نفس التهم التي اعتُقلوا بسببها سابقا، ولن يبادر العدو الإسرائيلي إلى إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم لقضاء بقية مدة عقوبتهم.
لن يُطلب من الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم التوقيع على أي مستند كشرط للإفراج عنهم.