وباركت اللجنة في اجتماعها العمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في سياق إسناد المجاهدين في غزة ولبنان والدفاع عن البلد وآخرها استهداف حاملات الطائرات الأمريكية "أبراهام لينكولن" ومدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر الأسبوع الماضي وكذا العمليتين اللتين استهدفتا أهداف حيوية في منطقتي يافا وعسقلان في فلسطين المحتلة فضلًا عن العملية التي استهدف يوم أمس إحدى السفن لانتهاكها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.

واعتبرت اللجنة هذه العمليات امتدادًا للدور الإسنادي لنصرة المظلومين في غزة والشعب اللبناني وتجسيدًا للقدرات الهجومية للقوات المسلحة في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان الأمريكي، البريطاني الجديد المستمر على الشعب اليمني منذ أكثر من عام.

وعبرت عن الفخر والاعتزاز بما يحققه قطاع الإنتاج الحربي التابع للقوات المسلحة من إنجازات وتصنيعه للمعدات الهجومية والدفاعية المتطورة في إطار تعزيز وتطوير مستويات الاستعداد والجاهزية للتعامل مع الأعداء.

وأشادت اللجنة بتصاعد عمليات المقاومة الباسلة في غزة ولبنان ضد العدو الصهيوني المستمر في نهجه الفاشي المجرم وعدوانه الهمجي ضد الأشقاء في غزة ولبنان .. منوهة بآثار العمليات الكبيرة على العدو وما أسفر عنها من خسائر بشرية وعسكرية فادحة وغير مسبوقة في صفوف عصاباته وإرهاق ضباطه وجنوده، بخلاف تأثيرها الكبير في ضرب نفسيات المستوطنين وعلى اقتصاد الكيان الغاصب.

ووقفت اللجنة العليا لنصرة الأقصى أمام سير برامج التعبئة والاستنفار والأنشطة التوعوية، نصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني والنجاحات المحققة في هذا المسار.

وحيّت عاليا حجم التفاعل الشعبي الكبير مع حملة دعم الشعب اللبناني الشقيق .. مؤكدة أن هذا التفاعل يعبر عن الحالة الإنسانية النبيلة المتأصلة في الإنسان اليمني الذي لم تمنعه الظروف التي يمر بها نتيجة قرابة عشر سنوات من العدوان والحصار في أن يقوم بواجبه الأخوي والأخلاقي في دعم وإسناد الأشقاء في لبنان وقبلهم في غزة.

وأقرت اللجنة البرنامج التنظيمي للمسيرة الكبرى التي ستقام عصر يوم الجمعة المقبل على ساحة ميدان السبعين في العاصمة صنعاء والمسيرات التي ستقام بالتزامن في المحافظات والمديريات الحرة نصرة لغزة ولبنان بعنوان "مع غزة ولبنان، دماء الشهداء تصنع النصر".

ودعت اللجنة أبناء الشعب اليمني الكريم إلى الخروج والمشاركة المليونية في مسيرات يوم الجمعة المقبل ومواصلة إبراز الموقف الإنساني والأخلاقي والأخوي المشرف الداعم للشعبين الفلسطيني واللبناني والمندد بالعدوان الأمريكي، البريطاني الجديد على اليمن.

وكانت اللجنة قد اطّلعت على محضر اجتماعها السابق وأقرته.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: غزة ولبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

نسيان الإنسان لله وآثاره السلبية.. تحليلٌ للأزمة العربية والنموذج اليمني

طالب عمير

تمر الأُمَّــة العربية اليوم بفترات عصيبة، حَيثُ تزداد الهوة بينها وبين ماضيها المشرق، وتكتسب الهزائم والتفرقة سمات واقعها. هذا الواقع المرير لم يكن مُجَـرّد صدفة أَو نتيجة للظروف السياسية وحدها، بل هو في جوهره نتيجة لابتعاد الأُمَّــة عن إيمانها بالله، ونسينها لدور الله في تعزيز قوتها واستعادة كرامتها. إن النسيان المتعمد لله في قلوب الشعوب والحكام جعلهم عرضة للاختراق من قوى الاستعمار والغزو، فتوالت الهزائم والانقسامات في كُـلّ زاوية من الوطن العربي.

إن الأمم التي ابتعدت عن معالم إيمانها وتخلت عن قيم دينها الحنيف قد أصبحت فريسة سهلة للمخطّطات الأجنبية. فقد أصاب الأُمَّــة العربية في قلبها هذا التفرقة والضعف؛ بسَببِ النسيان التام لله، الذي كان يومًا ما سبب قوتها وصمودها في مواجهة أعتى الإمبراطوريات. ومع مرور الوقت، تحول العرب إلى أدوات في يد القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”، التي لا يخفى على أحد أنها تتسلط على مصير الشعوب في المنطقة العربية. آخر هذه التصريحات التي تكشف حجم التبعية العربية هو تهديد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة والاستيلاء على أرضهم للاستثمار التجاري، في تصرف مستفز يوضح حجم التخاذل الذي تعيشه الأنظمة العربية.

ما يعكسه هذا التخاذل هو غياب الهوية والإيمان بالله، الذي كان يحمى الأُمَّــة من الضغوط والهيمنة. فالغرب، وأمريكا بشكل خاص، تحولت إلى القوة الضاربة التي يقف أمامها الحكام العرب عاجزين. تحولت أمريكا إلى “الرب” الذي يحدّد مصير المنطقة، بينما تتهاوى الأنظمة العربية أمام هذا النفوذ المقيت، فلا يتجرأ أحد على قول كلمة ضد أمريكا أَو “إسرائيل”، بل أصبح البعض منهم يسعى إلى إرضاء هذه القوى على حساب شعوبهم.

ومن أكثر هذه المؤثرات السلبية هي الفكر الوهَّـابي السعوديّ الذي زرع بذور التبعية للغرب في عقل الأُمَّــة. فالفكر الذي تروج له بعض الأنظمة العربية، والمبني على إضعاف الدين والعقيدة الإسلامية الصحيحة، ساهم بشكل كبير في خلق هذا التفكك. فبدلًا من أن يتوجّـه العرب إلى مصدر قوتهم، وهو الله، تجمدت قدراتهم تحت تأثير هذا الفكر الذي قيدهم وأصبحوا أسرى لقوى استعمارية تهيمن على مفاصل حياتهم السياسية والاقتصادية.

في مقابل هذا الواقع المأساوي، يبرز الشعب اليمني كأحد النماذج الفريدة التي استلهمت قوتها من تمسكها بالله وثقتها به. تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، رفض اليمنيون أن يكونوا عبيدًا لأي قوى أجنبية أَو مرتزِقة. في الوقت الذي انهارت فيه بعض الأنظمة العربية أمام الضغوط الخارجية، نادى الشعب اليمني بشعار “لا ولن تكونوا يومًا وصيين على الشعب اليمني”. كان هذا التمسك بالله هو السر في صمودهم ومقاومتهم للاعتداءات المتواصلة، واستطاعوا أن يقدموا رسالة قوية لجميع الشعوب العربية والإسلامية أن النصر يتحقّق بالاعتماد على الله، لا بالانحناء أمام القوى الغربية.

لقد أثبت الشعب اليمني بقيادة السيد القائد أن الأُمَّــة لا تنهض إلا حين تضع ثقتها بالله، وتتمسك بعقيدتها الراسخة. ففي مواجهة أعتى التحالفات العسكرية بقيادة أمريكا، صمدت اليمن بشعبها وقيادتها، رافضة الاستسلام لأية قوة تسعى لفرض هيمنتها عليها. كان الشعب اليمني في مقاومته نموذجًا يحتذى به، حَيثُ جدد معركة العزة والكرامة في زمن غابت فيه كثير من الشعوب العربية عن الساحة.

إن ما يفعله الشعب اليمني اليوم يعكس الأمل في العودة إلى الله، وفي تحقيق النصر عبر تمسك الأُمَّــة بهويتها وعقيدتها. إن النصر ليس هبة من الغرب، ولا يعتمد على تكرار التبعية للمستعمرين، بل هو ثمرة تمسكنا بالله وبقيمنا التي لا يمكن أن تهزمها أية قوة خارجية. اليمن، اليوم، يقدم دليلًا على أن الأُمَّــة التي تتوكل على الله، وتدافع عن مبادئها، لن تهزم مهما كانت التحديات.

ما يجب أن نتذكره أن ضعف الأُمَّــة العربية هو نتيجة نسيانها لله، وهو لا يعني فقط فشل الحكومات، بل هو إشارة إلى إضعاف هويتنا الدينية والعربية. علينا أن نستلهم من الشعب اليمني، الذي علمنا أن النصر لا يأتي بالتبعية، بل بالثقة في الله وتوحيد صفوف الأُمَّــة. عبر العودة إلى الله، سنستعيد قوتنا، ونواجه التحديات التي تحيط بنا، وسنحقّق العزة والكرامة التي طالما كانت غائبة عن واقعنا الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • قصف إسرائيلي يستهدف مواقع بين سوريا ولبنان
  • معرض صنعاء الدولي للقهوة يتحول إلى قبلة لمتذوقي البن اليمني
  • السيسي من إسبانيا.. نداء عاجل للسلام في غزة ولبنان وسوريا
  • الجيش اليمني يعلن إحباط أعنف عملية هجومية للحوثيين جنوب مأرب
  • نسيان الإنسان لله وآثاره السلبية.. تحليلٌ للأزمة العربية والنموذج اليمني
  • الريال اليمني يواصل انهياره الكارثي في عدن
  • وقفة نسائية بحجة نصرة لفلسطين ورفضاً لمخطط تهجير أبناء غزة
  • خبراء يطالبون بتطوير منظومة متكاملة لتعزيز تنافسية البن اليمني
  • البُن اليمني.. رافدٌ اقتصادي وموروث تاريخي
  • الشعب الجمهوري: نجاح مصر في إدخال المعدات لغزة يضاف لجهودها في دعم الفلسطينيين