مركز تقنية المعلومات بالتعليم العالي يدشن بالشراكة مع بنك اليمن والكويت فعالية إشهار نموذج قياس تأثير الذكاء الاصطناعي على البنوك
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
يمانيون /
نظم مركز تقنية المعلومات في التعليم العالي بالشراكة مع بنك اليمن والكويت اليوم، فعالية لإشهار نموذج قياس تأثير الذكاء الاصطناعي على البنوك.
تهدف الفعالية التي شارك فيها نخبة من الأكاديميين والخبراء وأصحاب الاختصاص في مجال التكنولوجيا والعلوم المالية والمصرفية، وممثلو البنوك والمحافظ الإلكترونية، مناقشة وإثراء المشروع البحثي المتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على القطاع المصرفي وكيفية الاستفادة من هذه التكنولوجيا في تعزيز الخدمات المالية والمصرفية بالبلد.
في الفعالية أشاد وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي، بهذه الخطوة والمبادرة لإقامة هذه الأنشطة التي لها دور كبير في عملية النهوض والبناء والتطور.
وأكد أن اليمن بدأ بأولى الخطوات في عملية التحول والبناء والتنمية.. مبينا أن أي عملية تحول في العالم تصاحبها إشكالات وصعوبات.
وأشار الوزير الصعدي إلى أن اليمن مؤهل ومهيأ لأن يقود عملية التغيير والتحول في المنطقة وذلك من خلال المؤهلات والمقومات البشرية والأكاديمية والسمات التي يتميز بها اليمنيين والتزامهم بالعمل الدؤوب والإخلاص والتفاني.
وذكر أن الذكاء الاصطناعي بات يدخل في كل المجالات وأهمها الجانب الاقتصادي، وهذه الخطوة اليوم تعد مهمة وضرورية واستباقية، كون الأعداء يراهنون على استهداف الجانب الاقتصادي بعد فشلهم في الجانب العسكري.
وحث على ضرورة استحضار المخاوف في عمل أي عمل تكنولوجي وفني وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية.
ونوه بالدور الرائد لمركز تقنية المعلومات.. معبرا عن الأمل في أن يسهم المركز في تطوير المجالات التي يحتاجها البلد وخاصة الجانب المعلوماتي والتقني.
وفي الفعالية التي حضرها نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس، وقيادات قطاع التعليم العالي، وأمين عام مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور محمد ضيف الله، أكد المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات الدكتور فؤاد عبد الرزاق، أن الفعالية تمثل فرصة تعويضية عن الملتقى السنوي الذي اعتاد المركز على تنفيذه خلال السنوات الأربع الأخيرة والمتمثل في المؤتمر العلمي السنوي الذي كان يشكل دوراً مهما في تعزيز التعاون والصمود بين الأكاديميين والباحثين في مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الخدمية الوطنية.
وأشار إلى أن المؤتمرات والندوات والفعاليات العلمية تمثل رافداً للعلم والمعرفة والإنتاج البحثي وفرصة لإبراز القدرات والمهارات الإبداعية لدى كوادر الوطن في مختلف المجالات العلمية.
ولفت الدكتور عبد الرزاق إلى أن إشهار نموذج قياس تأثير الذكاء الاصطناعي على البنوك يشكل نموذج بسيطاً لما يمكن أن تسهم به المؤتمرات العلمية خصوصاً في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحرص على أن تكون المخرجات قيد التنفيذ.
وأوضح أن أحد الأبحاث في المؤتمر العلمي الرابع الذي عقد في نوفمبر الماضي لفت الانتباه إلى إمكانية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في خدمة القطاع المالي والمصرفي لتصبح الفكرة والبحث واقعا يتم تطويره.
من جانبه أشار مساعد مدير بنك اليمن والكويت للمنشآت الصغيرة محمد جعفر، إلى الخطوات التطويرية التي نفذها البنك في هذا المجال.. مؤكداً الحرص على الشراكة مع القطاع الحكومي، والسعي لدعم وتمويل مشاريع الشباب الإبداعية.
فيما استعرض الدكتور عبد المجيد المقدشي من جامعة ذمار، ومدير التكنولوجيا المالية ببنك اليمن والكويت محمد الأوذن، محاور مشروع البحث المتضمن الإجراءات والسياسات والخدمات والبيانات والنظم، والأمان والأخلاقيات، والوظائف والتشريعات والامتثال والتعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي.
تخللت الفعالية مداخلات ومناقشات من قبل المشاركين حول تحسين قيم القروض والاستثمار واستخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية والمصرفية وتعزيز الأمن السييبراني، وتكريم قيادة مركز تقنية المعلومات وبنك اليمن والكويت والمشاركين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی على تقنیة المعلومات الیمن والکویت
إقرأ أيضاً:
محاكمة أشباح الذكاء الاصطناعي
لا يمكن إنكار إيجابيات التقدم التكنولوجي الكثيرة، كما لا يمكن تجاهل سلبياتها المتمثلة في تعطيل الكثير من المهارات والكفاءات البشرية، فحين ظهرت الآلات الحاسبة ازداد اعتماد الإنسان عليها متجاوزا تنمية مهارات الحساب وحل المعادلات الرياضية، وحين تطورت أجهزة الهاتف المحمولة استغنى كثير من الناس عن الساعات والمذكرات اليومية والتقويم، بل حتى الاستدلال الجغرافي المكاني وتحديد المواقع توقفا اعتمادا على التطبيقات الذكية لتحديد ومسح المواقع جغرافيا، كما استعاض الإنسان بذاكرة الأجهزة المحمولة عن ذاكرته الواقعية الحيّة.
ويأتي الذكاء الاصطناعي ليحمل عنا عبء الكثير من المسؤوليات توفيرا للجهد والمال، وليسرق منا -في ذات الوقت-كثيرا من المهارات الحياتية والكفاءات المعرفية، تنسيق الكتابة والتدقيق والتصحيح الإملائي، مراجعة وتلخيص الكتب الموسوعية والمصادر المعرفية، الترجمة والعروض المصوّرة للأفكار والتصورات البحثية والمشاريع، كتابة الرسائل وصياغة الخطب، جدولة الأعمال وتنسيقها والتذكير بأوقاتها وفقا لأولوية كل منها، كل هذه الأشكال من الراحة الرقمية أسلمت الإنسان إلى الدعة مستعيضا بالآلة عن ذاته، وعن ذاته تحديدا بذات رقمية ظن بها القدرة على تمثيله خير تمثيل في أي معرض بأي زمان ومكان.
وهذه الصورة ليست محض صورة ذهنية نمطية متخيلة لما يمكن أن يفعل الذكاء الاصطناعي ببعض عشاقه ومريديه، بل هي واقع صرنا نعايشه في كثير من المواقف ومنها ما حدث حاليا حينما استشاطت قاضية في محكمة استئناف بولاية نيويورك غضبًا بعد محاولة أحد المُدّعين استخدام مقطع رمزي مُصمم بواسطة الذكاء الاصطناعي للدفاع عن قضيته، متسببا بحالة من البلبلة داخل قاعة المحكمة ظنا من القضاة بأنه يقدم حجته شخصيا أو عن طريق محاميه، لكن الرجل ويدعى جيروم دي وال لديه محامٍ، كان يأمل أن تُقدم الصورة الرمزية حُجة مُحكمة، معتذرا لاحقًا كتابيًا للمحكمة، قائلاً إنه لم يقصد أي ضرر، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، إنما حاول جاهدا إنشاء نسخة رقمية طبق الأصل تشبهه، لكنه لم يتمكن من القيام بذلك قبل جلسة الاستماع، وقال إنه يأمل أن يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي حججًا أكثر دقة دون التلعثم في الكلمات أو التذمر مما قد يصدر عن الإنسان الطبيعي!
إن غضب القاضية وصدمة الحضور بذلك انعكاس لصدمة الجميع من تسارع التطور في عالم الذكاء الاصطناعي، ذلك التطور الذي قد تتعطل معه الكثير من القدرات والمهارات البشرية التي لا يمكن للآلة تعويضها بأي حال من الأحوال مهما تطورت برمجياتها وحُدِّثت مُدخلاتها المعرفية، كما أنها صدمة القلق القادم من قدرة الذكاء الاصطناعي على التضليل بصنع النسخ المطابقة للواقع في مجالات مختلفة، لكن مبلغ الصدمة أن تتمثل إنسانا كاملا بمشاعره ومخاوفه، وتبريراته ومنطقه، في قدرتها (إن حصلت) على الربط والتحليل والاستنتاج والجدل وحتى التقاضي، ثم إن كانت قاعدة البيانات لكل هذه البرمجيات موجهة بشريا فكيف يمكن توافر ضمانات لاعتماد برمجيات عادلة غير منحازة ولا مؤدلجة؟ ثم خطورة ورعب الوجه الآخر لهذه التقنيات حين تكون مدفوعة بسلطة مادية أو نفوذ سياسي يحركها وفقا للمستهدف من مساع ومصالح.
هل سيكون هذه المشهد من المحكمة واستخدام الناطق البديل بالذكاء الاصطناعي -بعد تغذيته بالمعلومات والحجج- مشهدا طبيعيا بعد أمد؟ وهل يمكن للتقاضي ذاته بكل أطرافه أن يشهد هذه الرقمنة الصادمة في حديّتِها وعدم استيعابها للحضور البشري الواقعي؟ هل نتحول مع عالم البرمجيات والشفرات البرمجية إلى مجرد أرقام تعبث بها الآلات وتحركها المصالح الاقتصادية؟
ختاما: يقينا ليست هذه التساؤلات أول المطروح في عالم التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية، ولن تكون الأخيرة بالضرورة، لكنها نافذة نحاول من خلالها تلمس الثابت والمتحول في هذه اللعبة المعاصرة الآخذة بأعطاف المستقبل إلى عالم مجهول نترقبه، ولا ندرك كنه تفاصيله بعد، لكننا نتمنى استبقاء الثابت القيمي والأخلاقي في هذه المعادلة الرقمية معقدة الأطراف.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية