أمل حركة شيعية انبثق منها حزب الله اللبناني
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
حركة سياسية شيعية لبنانية، أسسها الزعيم الشيعي موسى الصدر عام 1975، مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. وشهدت الحركة تحولات كبرى على مر العقود، وأصبحت لاعبا أساسيا في الحياة السياسية والعسكرية اللبنانية.
شاركت في العديد من المبادرات والعمليات العسكرية، منها "حرب المخيمات" و"اتفاق الطائف"، واندلاع "حرب الشقيقين" مع حزب الله، فضلا عن اشتباكاتها مع إسرائيل في حرب 2006، ودعمها لعملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.
عام 1943 وُزع النظام السياسي في لبنان على أساس طائفي، بناء على تعداد عام 1932. وفي بداية السبعينيات من القرن العشرين، شهد المجتمع تغييرات ديمغرافية كبيرة، وبدأت الطائفة الشيعية تطالب بإعادة توزيع السلطات وبتمثيل سياسي واقتصادي أفضل.
وفي عام 1974 أعلن الزعيم الشيعي موسى الصدر ولادة "حركة المحرومين" السياسية في مهرجانين جماهيريين في مدينتي بعلبك (شرق البلاد) وصور (جنوب البلاد)، بهدف دعم قضايا الشيعة في لبنان وإنصافهم.
وأسس الصدر عقب اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية حركة "أفواج المقاومة اللبنانية" (أمل) في 6 يوليو/تموز 1975، وأصبحت الجناح العسكري لـ"حركة المحرومين".
وقد أعلنت شخصيات سياسية ومجتمعية حينها تعاطفها مع حركة الصدر، ودعت السلطات إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الملف.
ملصق انتخابي لحركة أمل في الضاحية الجنوبية لبيروت (الجزيرة) الفكر والأيديولوجياترتبط حركة أمل بالطائفة الشيعية، وتهدف إلى دعم قضايا الشيعة في لبنان، وإنصافهم في المجتمع.
وتقول الحركة إن "التمسك بالمصالح الوطنية وتحرير الأرض العربية من صميم التزاماتها الوطنية". كما تعتبر تحرير أرض فلسطين من أولويات واجباتها.
الأعلام والرموز موسى الصدرولد موسى صدر الدين إسماعيل في 15 مارس/آذار 1928 في مدينة قم الإيرانية، وقضى سنوات طفولته وشبابه في إيران ودرس في الحوزة الشيعية.
أعلن في 6 يوليو/تموز 1975 تأسيس حركة "أفواج المقاومة اللبنانية" (أمل)، ضد الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي لبنان، وشاركت في الحرب الأهلية مع الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ضد مشاريع التقسيم وتوطين الفلسطينيين في لبنان.
وكان آخر ظهور لموسى الصدر في ليبيا، أثناء زيارة في 25 أغسطس/آب 1978 للقاء الرئيس الراحل معمر القذافي، وقد شوهد آخر مرة في 31 من الشهر ذاته ولم يعرف مصيره بعد ذلك.
نبيه بريولد نبيه مصطفى بري في 28 يناير/كانون الثاني 1938 في مدينة فريتاون، عاصمة سيراليون، وتلقى تعليمه متنقلا بين عدة مدارس في بيروت.
في أواسط الستينيات من القرن العشرين تأثر بأفكار موسى الصدر، ونشأت بينهما علاقة قوية بات على إثرها أحد المقربين من الصدر وأبرز مساعديه، وانضم معه إلى حركة أمل، وتولى مسؤوليات فيها من بينها الإعلام والتنسيق مع الأحزاب.
عقب اختفاء موسى الصدر في ليبيا عام 1978، تولى حسين الحسيني رئاسة حركة أمل مدة عامين، ثم استقال وانتخبت الحركة بري رئيسا لها.
تحت قيادته، باتت الحركة طرفا أساسيا في الحرب الأهلية اللبنانية، وقادت عمليات المقاومة ضد إسرائيل، وشاركت في "حرب المخيمات" ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة، كما عارض بري معاهدة السلام اللبنانية الإسرائيلية وساهم في إلغائها.
وأسهم بري في إقرار اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، ودخل البرلمان اللبناني عام 1992 وانتخب رئيسا لمجلس النواب خلفا للرئيس حسين الحسيني، وأعيد انتخابه بعد ذلك مرات عديدة.
داوود داوودولد داوود داوود -المعروف بـ"محسن"- عام 1944 في قرية تربيخا الفلسطينية، وتلقى تعليمه الأولي على مشايخ، وبعدها دخل إلى التدريس النظامي وتدرج فيه إلى أن حصل على دبلوم في الفيزياء النووية.
التقى بموسى الصدر في أوائل الستينيات من القرن العشرين وأبدى الصدر إعجابه بطموحه ورافقه بشكل دائم في البيت والمسجد، وشغل العديد من المناصب في مؤسسات حركة أمل، آخرها توليه رئاسة الهيئة التنفيذية للحركة.
اغتيل داوود واثنان من مرافقيه على طريق الأوزاعي في بيروت يوم 22 سبتمبر/أيلول 1988.
حسين الحسينيولد حسين الحسيني في 15 أبريل/نيسان 1937، في محافظة البقاع بلبنان، وحصل على دبلوم في إدارة الأعمال من جامعة القاهرة، ثم عمل مديرا لشركة توليد الكهرباء في بعلبك، ورئيسا لبلدية شمسطار.
شارك الحسيني في تأسيس "حركة أمل" وتولى رئاستها بين عامي 1978 و1980 عقب اختفاء موسى الصدر، واستقال من منصبه لرفضه مشاركة الحركة بشكل متزايد في الحرب الأهلية اللبنانية.
توفي حسين الحسيني في يناير/كانون الثاني 2023 عن عمر ناهز 86 عاما بعد معاناة مع المرض.
أبرز المحطاتعقب اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية حذّر الصدر من الخلافات الطائفية واعتبرها مصطنعة، وعمد إلى إطلاق لقاء مع قادة المقاومة الفلسطينية والأحزاب في لبنان في سبيل إيقاف الخلافات.
وأدى ذلك إلى تغيير بعض الشيعة وجهة نظرهم تجاهه واختاروا دعم منظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء الحركة الوطنية اللبنانية.
في 13 أبريل/نيسان 1975 أطلق الصدر نداء يدعو فيه إلى عدم الانشغال بالأمور الداخلية أمام النضال ضد العدوان الإسرائيلي.
وقد عُرف عن الحركة تأييدها لتدخل سوريا في لبنان عام 1976، وبسبب موقفها لم تحظ بشعبية واسعة بين فئات الشعب اللبناني الذين رفضوا التدخل.
وكان آخر ظهور للصدر في ليبيا التي زارها في 25 أغسطس/آب 1978 لعقد اجتماع مع القذافي، وقد شوهد آخر مرة يوم 31 من الشهر ذاته، قبل أن يختفي بشكل غامض ولم يعرف مصيره بعد ذلك.
عقب اختفاء الصدر، تولى رئاسة الحركة حسين الحسيني حتى استقالته عام 1980 بسبب معارضته مشاركة "أمل" بشكل متزايد في الحرب الأهلية اللبنانية.
وتولى بعده رئاسة الحركة نبيه بري، الذي عارض معاهدة 17 مايو/أيار 1983 الموقعة بين الرئيس اللبناني أمين الجميل وإسرائيل، والتي نصت على انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان بشرط انسحاب القوات السورية.
عقب انسحاب إسرائيل والمقاتلين المسيحيين، سيطرت "أمل" على غرب بيروت، وقادت ما تعرف بـ"حرب المخيمات" عام 1985 بالتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي وبدعم من سوريا، وهاجموا القوة السنية القريبة من الفلسطينيين ومخيمي صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة.
ودعمت حركة أمل "اتفاق الطائف" الذي تم توقيعه في 5 نوفمبر/تشرين الأول 1989 فأنهى الحرب الأهلية اللبنانية.
وقد شارك مقاتلو أمل في التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 خاصة في بنت جبيل ومارون الراس، وقصفت إسرائيل غرفة العمليات التابعة للحركة في بلدة زفتا بالنبطية.
كما شاركت الحركة في المواجهات ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، عقب إطلاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية طوفان الأقصى على مستوطنات غلاف غزة.
حركة أمل وحزب اللهبعد نشوب خلاف داخل الحركة عام 1982، انشقت عنها مجموعة من القيادات بدعم من إيران واسموا أنفسهم "حركة أمل الإسلامية" بقيادة حسين الموسوي، وبعدها أسسوا حزب الله.
وقد بدأت اشتباكات بين الطرفين عام 1985، اندلعت على إثرها حرب عرفت بـ"حرب الشقيقين" في المرحلة الأخيرة من الحرب الأهلية اللبنانية، وانتهت عام 1990 على إثر تفاهمات بين سوريا وإيران.
وقُدرت الخسائر الناجمة عن الحرب بسقوط 2500 قتيل و5 آلاف جريح، فضلا عن الدمار الذي ضرب البنية التحتية، وشقاق نفسي بين أبناء الطائفة الواحدة.
وقد حدثت اشتباكات متكررة على مدى أعوام بين أفراد في حركة أمل وآخرين من حزب الله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المقاومة الفلسطینیة فی الحرب الأهلیة حسین الحسینی موسى الصدر حرکة أمل فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
استمرار الغارات الإسرائيلية يفاقم التوترات على الحدود اللبنانية
تواصلت الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في جنوب لبنان والبقاع، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، في تصعيد ميداني كبير بين إسرائيل وحزب الله.
استهداف الجيش اللبنانيأعلن الجيش اللبناني، الأحد، عن تعرض مركز عسكري تابع له في بلدة الماري-حاصبيا جنوبي لبنان لقصف مباشر من دبابة إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وأكد بيان للجيش، نُشر عبر منصة "إكس"، أن الهجوم يمثل تصعيداً خطيراً باستهداف مواقع الجيش اللبناني بشكل مباشر.
غارات إسرائيلية مكثفةشملت الغارات الإسرائيلية بلدة البازورية ومجدل سلم في الجنوب، بالإضافة إلى استهداف مواقع أخرى في منطقة رأس النبع ببيروت.
وأفادت مصادر ميدانية بأن التصعيد الجوي الإسرائيلي يرفع حدة التوترات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيلرداً على الغارات، تم إطلاق 15 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل في إسرائيل.
وأكدت مصادر أمنية أن الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة، دون تسجيل إصابات أو أضرار مادية.
مقتل مسؤول في حزب اللهفي تطور لافت، قُتل محمد عفيف، المسؤول الإعلامي لحزب الله، في غارة إسرائيلية استهدفت مركزاً لحزب البعث السوري في رأس النبع ببيروت.
كما أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة آخرين، بينهم مساعده محمود الشرقاوي.
تصعيد منذ سبتمبرمنذ 23 سبتمبر الماضي، تصاعدت العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله. كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على معاقل الحزب في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، وأطلقت في 30 سبتمبر عمليات برية محدودة في الجنوب.
حصيلة الضحاياأسفرت العمليات الإسرائيلية حتى الآن عن مقتل 12 جندياً لبنانياً وعدد كبير من الضحايا المدنيين والعسكريين في مختلف المناطق.
كما استهدفت إسرائيل عدداً من قادة حزب الله البارزين خلال الأسابيع الماضية، بما في ذلك الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، الذي أعلنت مصادر إسرائيلية مقتله في غارة على الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر.
تصعيد بلا أفق للتهدئةوسط استمرار الغارات المتبادلة بين الطرفين، تتزايد المخاوف من تصعيد أوسع يشمل مناطق إضافية في لبنان، مع غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة أو حلول دبلوماسية لإنهاء التوترات.