علي جمعة: ما ترك لنا رسول الله طريقا يؤدي الى النار إلا وحذرنا منه
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل ما ترك لنا طريقًا يبلغنا رضاه وجنته إلا وقد أرشدنا إليه، وحثنا عليه رسوله الكريم ﷺ ، وما ترك لنا طريقا يؤدي بنا إلى النار إلا وحذرنا منه وأحدث لنا منه ذكرا، وتركنا رسول الله ﷺ على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه لما زاغ الناس عن المحجة البيضاء شاع الفساد، وفشت الفتن من حولنا، تلك الفتن التي وصفها سيدنا رسول الله ﷺ فقال : (يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل : أبي يغترون ؟ أم علي يجترئون ؟ فبي حلفت، لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانًا) [رواه الترمذي]. وفي ذلك تصديق لقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ) .
ذلك الحليم الذي يفكر فلا يعرف قابيل الفتن من دبيرها، يحاول أن يعلم أين هو منها، فإذ به وكأنه في ظلمات بعضها فوق بعض، كموج البحر، قال تعالى : (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّور)ٍ ، فهي فتن يصبح الرجل فيها مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ونحن إذ في هذه الحالة نريد أن نعتصم بحبل الله، ونتعلق بسفينة النجاة التي توصلنا إلى الله بإذنه تعالى.
لابد أن نحاول معرفة أسباب ما يجري من حولنا، فإن العصر اتسم بالإنجاز الذي قد سبق الأخلاق والقيم، وسبق النشاط الفكر والتفكر والتدبر، وقدمت المصلحة على الشريعة، وتقدمت اللذات على عبادة الله، فكان الناس في العصر على ثلاثة أنحاء : فاجر قوي، وعاجز تقي، ومؤمن كامل وفي.
أما الفاجر القوي فقد تمكن اليوم من العالم، وأراد أن يثبته فكره الذي يقدم الإنجاز على القيم والأخلاق، فهذا الرجل الذي كان يحكم أكبر دولة في العالم علم بفضائحه وسوء أخلاقه الكبير والصغير، ولكن عقلية شعبه لا ترى مع ذلك ضررًا خاصة طالما أنه ما زال ينجز وينجح في عمله، فماذا يتعلم أولادنا من هذه القصة من غير كلام، يتعلمون أن النجاح هو القوة والإنجاز حتى وإن كان فاجرًا.
وفي المقابل نرى تربية الله ورسوله لنا على غير هذا الشأن، فسيدنا رسول الله ﷺ يربينا أن نكون أقوياء، وأن نأخذ بيد العاجز منا ونصل به إلى القوة، فالعجز مذموم خاصة إن كان في عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس، غير أن المؤمن العاجز خير من الفاجر القوي عند الله، وينبغي أن يكون كذلك عند الناس، فالمؤمن يمتلك القيم والأخلاق، والإصلاح الطهر الذي يكون به الحضارة الإنسانية الحقيقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفتن علي جمعة رسول الله
إقرأ أيضاً:
حشود في كيب تاون تستقبل سفير جنوب أفريقيا الذي طردته واشنطن.. ماذا قال؟ (شاهد)
قال سفير جنوب أفريقيا الذي طردته الولايات المتحدة وعاد إلى بلاده الأحد إنه لا يشعر "بأي ندم" بشأن مواقفه، وذلك في تصريح في كيب تاون أمام حشد جاء للترحيب به.
وأمرت الولايات المتحدة إبراهيم رسول بمغادرة البلاد في 14 آذار/ مارس الماضي، بعدما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو "شخصا غير مرغوب فيه"، واتهمه بأنه "سياسي عنصري يكره أمريكا" ورئيسها دونالد ترامب.
وجاء ذلك بعدما وصف رسول حركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" بأنها رد فعل عنصري على التنوع في الولايات المتحدة.
ودافع السفير، وهو ناشط سابق في مجال مناهضة الفصل العنصري، عن تصريحاته الأحد قائلا إنه كان يتحدث إلى مثقفين وقادة سياسيين وغيرهم في جنوب أفريقيا ليخبرهم بأن "الطريقة القديمة في التعامل مع الولايات المتحدة لن تنجح".
وأصبحت جنوب أفريقيا هدفا لواشنطن منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة. وقطع الأخير المساعدات للدولة الأفريقية، متهما إياها بمعاملة أحفاد المستوطنين الأوروبيين "بشكل غير عادل"، وهاجمها بسبب شكواها التي رفعتها ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وقال رسول أمام مئات الأشخاص الذين جاؤوا للترحيب به في كيب تاون: "لم نختر العودة إلى الوطن، لكننا نعود بلا أي ندم".
[WATCH] "It was not our choice to come home, but we come home with no regrets," says Ebrahim Rasool, the former South African ambassador, as he returns following his expulsion by the United States. pic.twitter.com/XIQn9cDrvQ
— SABC News (@SABCNews) March 23, 2025#ANC members chanting slogans ahead of arrival of Ambassador #IbrahimRasool who was expelled in the United States of America for speaking against the perceived imperialist white supremacy agenda of the Trump Administration.#sabcnews pic.twitter.com/XYMMM70xyQ
— #LordOfTheMedia (@samkelemaseko) March 23, 2025وكانت الرئاسة في جنوب أفريقيا قد اعتبرت قرار طرده "مؤسفا"، ودان وزير الخارجية رونالد لامولا هذا الإجراء ووصفه بأنه "غير مسبوق".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا كريسبين فيري في 15 آذار/ مارس إن "السفير رسول كان على وشك الاجتماع مع مسؤولين استراتيجيين في البيت الأبيض" عندما أعلن طرده.
وأضاف أن "هذا التطور المؤسف أفسد تقدما كبيرا"، وذلك بعد أسابيع من الجدل والمخاوف المحيطة بتواصل استفادة بريتوريا من قانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا) الذي يسمح بتصدير سلع معينة إلى الولايات المتحدة من دون رسوم جمركية.
وأثار إعلان طرد إبراهيم رسول ردود فعل منددة في أكبر اقتصاد في أفريقيا. واتهم حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية اليساري الراديكالي الذي جاء رابعا في انتخابات العام الماضي بنحو 10 % من الأصوات، دونالد ترامب بأنه "كبير سحرة جماعة كو كلوكس كلان العالمية".