شاركت هواوي في جلسة نقاشية على هامش فعاليات "Cairo ICT 2024" بعنوان "عصر الذكاء الاصطناعي الجديد وتأثيره على مراكز البيانات"، والتي أدارها الدكتور أشرف عبد الوهاب – مدير قطاع التحول الرقمي بشركة SAP مصر. ضمت الجلسة نخبة من المتحدثين، منهم الدكتور ناجي أنيس – نائب رئيس مجموعة بنية، كريم صفوت – خبير إقليمي أول مختص في مصر وشرق أفريقيا بشركة فورتينيت، عادل الأنصاري – المدير الأول لشركة دل تكنولوجيز في مصر وليبيا وبلاد الشام، أيمن حسن – رئيس قسم التصميم بشركة ECG، ويسري البدري – مدير مبيعات حلول تكنولوجيا المعلومات بشركة هواوي شمال أفريقيا.

تأتي مشاركة هواوي في هذه الجلسة كجزء من جهودها المستمرة لدعم التحول الرقمي في المنطقة، وتعزيز قدرات البنية التحتية التقنية لتلبية احتياجات المستقبل، مع الحفاظ على استدامة الموارد وحماية الخصوصية والأمن في عالم متزايد التطور.

ركزت الجلسة على التحولات الجوهرية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في قطاع مراكز البيانات، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا لتطوير البنية التحتية وزيادة الكفاءة التشغيلية وتعزيز الاستدامة البيئية حيث ناقشت الجلسة كيفية إعادة تشكيل مراكز البيانات لمواكبة متطلبات العصر الجديد، مع التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الأجهزة المتقدمة مثل وحدات المعالجة الرسومية (GPUs) ووحدات معالجة المصفوفات (TPUs)، بل يتطلب منظومة برمجيات ذكية لتحقيق الأداء الأمثل. كما تم تسليط الضوء على أهمية اعتماد عمليات صديقة للبيئة في تشغيل مراكز البيانات، بما يتماشى مع أهداف الاستدامة العالمية، مع معالجة التحديات المتزايدة المتعلقة بخصوصية البيانات وأمانها.

 أكد يسري البدري، مدير حلول تكنولوجيا المعلومات بشركة هواوي شمال أفريقيا، قائلًا: "في هواوي، نمتلك الإمكانيات والخبرات التي تؤهلنا للعب دور ريادي في مجال الذكاء الاصطناعي. ونحن ملتزمون بتقديم حلول متطورة تتيح لمراكز البيانات تحقيق أعلى مستويات الكفاءة، مع التركيز على الاستدامة البيئية. نعمل أيضًا على تمكين شركائنا عبر توفير منصات مفتوحة للتطوير المشترك، مما يضمن تلبية متطلبات القطاعات المختلفة، سواء في مجال الرعاية الصحية، التعليم، أو غيرها."

كما أشار البدري إلى أهمية التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لتحقيق النمو، مؤكدًا أن هواوي تتبنى سياسة التعاون المفتوح مع جميع الأطراف المعنية. وأوضح: "نحن في هواوي منفتحون على بناء شراكات قوية تدعم تطوير مراكز بيانات ذكية ومستدامة، ايمانا بأن الابتكار الحقيقي ينبع من العمل الجماعي، وهذا ما نسعى لتوفيره لدعم الإبداع والتطوير المستمر."

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يُحدث تغييرًا جذريًا في جاهزية مراكز البيانات وحجمها وقدراتها الاستيعابية. وأشار إلى أن هذا التحول يفرض تحديات كبيرة، منها المساحات الشاسعة المطلوبة لمراكز البيانات، وكمية الطاقة والكهرباء اللازمة لتشغيلها. فعلى سبيل المثال، فإن منصات متقدمة مثل ChatGPT تتطلب ما يعادل 50 إلى 100 ضعف الطاقة مقارنة بالتطبيقات التقليدية، مما يضع ضغطًا هائلًا على مراكز البيانات الكبيرة من حيث جاهزيتها وسعة التخزين العالية.

وأكد البدري أن هواوي تقدم حلولًا مبتكرة لمواجهة هذه التحديات، حيث تعمل على تطوير تقنيات متقدمة تتوافق مع بيئة الذكاء الاصطناعي ومتطلباتها. وتشمل هذه الحلول تجهيز مراكز البيانات وتنظيم استهلاك الطاقة بكفاءة، بالإضافة إلى توفير شرائح متطورة تناسب احتياجات السوق المصري وتساهم في توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي في مصر.

وأشار البدري إلى أن هواوي ليست فقط شركة تكنولوجية، بل تسعى لدعم تنمية مهارات المستخدمين والمهندسين الذين سيعملون على هذه التقنيات. وقد ساهمت هواوي في تدريب آلاف المهندسين حديثي التخرج، مما جعل الفرق المصرية دائمًا في المراكز الثلاثة الأولى في مسابقات هواوي العالمية، وهو دليل على جاهزية الشباب المصري لتحديات المستقبل.

وشدد على أن هواوي تتميز بتقديم منظومة متكاملة لخدمات الذكاء الاصطناعي، بدءًا من البنية التحتية وحتى تطوير الخوارزميات المتخصصة لكل قطاع، مثل القطاع المالي، التعليم، البترول، والصناعات الإنتاجية الأخرى. وأكد أن الخوارزميات التي تطورها هواوي ليست فقط متقدمة، بل تم تكييفها لتناسب البيئة المحلية، بما في ذلك دعم 20 لهجة عربية.

وتابع أن هواوي تضع نصب أعينها مهمة توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي في مصر، سواء من خلال تقديم التكنولوجيا أو بناء الكوادر البشرية القادرة على الاستفادة من هذه التقنيات. إننا نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي ليس فقط مستقبل التكنولوجيا، بل هو ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

وفي الختام، أشار المتحدثون إلى أن التعاون بين مختلف الجهات المعنية في القطاع، بما في ذلك الشركات التقنية، مشغلو مراكز البيانات، والمطورون، هو عامل رئيسي في تصميم مراكز بيانات قوية، مرنة، ومجهزة للتعامل مع متطلبات المستقبل، مما يجعل من مراكز البيانات الركيزة الأساسية للاقتصاد الرقمي الجديد.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

خالد حنفي: شراكة استراتيجية عربية - صينية لمواجهة تحديات الحرب التجارية العالمية

بحث الدكتور خالد حنفي، امين عام اتحاد الغرف العربية، مع رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT، رين هونغبين، في سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثماريّة بين العالم العربي والصين، لا سيما في المجالات والقطاعات الواعدة، خصوصاً في التكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد الرقمي وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، بالإضافة إلى قطاعات الصناعة والاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال والابتكار وغيرها من المجالات الحيوية التي تسهم في تحقيق الرؤى والأهداف للوصول بالعلاقات العربية -الصينية إلى مستويات الشراكة الاستراتيجية. 

165 خبيرًا ومسؤولًا يشاركون في مؤتمر دولي لدعم صناعة المعارض بالقاهرةوزير الاستثمار: نتطلع إلى المزيد من التعاون المشترك بين مصر والسعودية


وأثنى أمين عام الاتحاد على التعاون البارز والوثيق بين اتحاد الغرف العربية والمجلس الصيني لتعزيز وتنمية التجارة الدولية CCPIT، لافتا إلى أن قطاع السياحة يعتبر من القطاعات التي يمكن الاستفادة منها لرفع مستوى التعاون السياحي حيث تعتبر مقاطعة هاينان من المقاطعات السياحية الرئيسية في الصين كما وتعتبر المنطقة العربية ذات ارث ثقافي وحضاري وسياحي جاذب مما يساهم في رفع حجم السياح الصينيين الوافدين الى المنطقة العربية وكذلك السياح العرب الذين يزورون الصين.

ورأى أن هناك أهمية لتعزيز التعاون بين الشباب العربي والصيني في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وذلك بما يحقق الأهداف الاستراتيجية والتطلعات المنشودة ليس فقط في المشاريع المتصلة بالثورة الصناعية الرابعة، بل من اجل بناء جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الجانبين العربي والصيني.

وأوضح الدكتور خالد حنفي أن البلدان العربية التي أيدت مبادرة الحزام والطريق منذ اليوم الاول لاطلاقها، جاهزة من أجل تنفيذ المشاريع التنموية الواعدة في هذه المبادرة ولا سيما في مجال النقل واللوجستيات بما يحول المشاريع الاستثمارية الطموحة الى مشاريع منفّذة على ارض الواقع، تمتد من البلدان العربية الى البلدان الأفريقية ودول الآسيان وصولا إلى دول الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا الجنوبية.

ولفت أمين عام الاتحاد إلى أن العالم العربي شريك استراتيجي هام بالنسبة إلى الصين حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين ٤٠٠ مليار دولار ومن الممكن رفع هذا الرقم إلى ٦٠٠ مليار دولار، إذا صدقت النوايا وعملنا سويا في إطار تحقيق المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة. وأوضح انه في إطار الواقع الجيوسياسي المستجد في ظل الحرب التجارية الدائرة اليوم نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ١٢٨ دولة حول العالم، فإن البلدان العربية متفهمة للمتغيرات الجيوسياسة.

 ولأجل ذلك بدأت البلدان العربية بتنويع شراكاتها التجارية والاقتصادية مع دول العالم ولا سيما مع الصين التي تمتلك فوائض مالية ضخمة يمكن توظيفها في أماكن مختلفة حوّل العالم ومنها البلدان العربية وذلك من خلال ضمانات سيادية ومشاريع يشارك فيها القطاع الخاص العربي والصيني عبر استثمارات ضخمة تعود بالنفع على الجانبين العربي والصيني.

وثمن رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، الرؤى والأفكار التي اقترحها امين عام الاتحاد في سبيل تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية العربية-الصينية، لافتا إلى أن مقاطعة هاينان من خلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي ومن خلال ما تمتلكه من مقدرات وطموحات، يمكن أن تكون نقطة البداية نحو تحقيق التطلعات لبناء علاقات وشراكات استراتيجية مع العالم العربي.

واعتبر أن العلاقات العربية–الصينية أثبتت على مر السنوات أنها علاقات قادرة على التطور والاستدامة، بفضل الإرادة المشتركة والدعم المؤسسي، لاسيما من خلال التعاون والتنسيق الاستراتيجي القائم بين المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT واتحاد الغرف العربية، الذي يلعب دورا محوريا في توسيع آفاق الشراكات مع الشركاء الاستراتيجيين وفي مقدمهم الصين.
كذلك التقى امين عام الاتحاد الدكتور خالد حنفي، محافظ مقاطعة هاينان، ليو شياومنغ، حيث رأى خلال اللقاء أنه في ظل الظروف السياسية والجيوسياسية التي يمر بها العالم اليوم تجعلنا نفكّر بشكل أكبر في بناء شراكة استراتيجية عربية - صينية من اجل مواجهة تحديات الحرب التجارية العالمية التي افتعلتها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أنه في إطار الحديث عن تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع مقاطعة هاينان فإننا لا بد من ان نتحدث عن محورين رئيسيين: اما المحور الاول فله صلة بالسياحة، بينما المحور الثاني فيتعلق بالاستثمار، وينبثق من هذين المحورين المشاريع التي تجعل من مقاطعة هاينان وجهة سياحية بالنسبة الى البلدان العربية. اما بالنسبة الى الاستثمار فهناك الكثير من المشاريع الاستراتيجية التي يمكن تنفيذها في مقاطعة هاينان من الجانب العربي. وبيّن انه لتعميم هذين المحورين كان هناك مقترح مبدئي لإنشاء مركز لريادة الأعمال والابتكار والاقتصاد البرتقالي ومقره في مقاطعة هاينان، سيكون بمثابة منارة عالمية وسيسهم في دعم وتمكين الشباب من الجانبين العربي والصيني عبر المشاريع الابتكارية التي ستعزز واقع الابتكار في مقاطعة هاينان .

من ناحيته تطرق محافظ مقاطعة هاينان إلى أهمية المقترح بإنشاء مركز عربي - صيني لدعم رواد الأعمال والابتكار والاقتصاد البرتقالي، متمنيا ان يتم إنشاء هذا المركز في اقرب فرصة ممكنة بحيث يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والشاملة للبلدان العربية والصين. وكشف عن أنه سيتم في الفترة القادمة إنشاء مطار ضخم في مقاطعة هاينان باستثمارات ضخمة بما يجعل من هذا المطار محطة مهمة ورئيسية في إطار تعزيز الصين علاقاتها التجارية والاقتصادية مع باقي دول العالم ومنها على وجه الخصوص البلدان العربية.

وأوضح أن مقاطعة هاينان تعتبر آخر مقاطعة تم انشاؤها في الصين وتبلغ مساحتها ما يزيد عن ٥ آلاف كيلومتر مربع بينما يبلغ عدد السكان فيها حوالي ١٠ مليون نسمة وهناك اهتمام كبير من جانب الرئيس الصيني بان تصبح هذه المقاطعة منطقة لوجستية محورية عبر الاستثمار فيها في مشاريع التكنولوجيا المتطورة مما يجعلها قبلة للشركات العالمية الكبرى ومن بينها الشركات العربية. ولفت في هذا المجال إلى ان هناك إمكانية كبيرة للتعاون بين الصين والبلدان العربية في مجال الفضاء.

طباعة شارك اتحاد الغرف العربية المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية التكنولوجيا المتقدمة الصين الشباب العربي

مقالات مشابهة

  • إطلاق تكنولوجيا جديدة لحماية الطاقة في مراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • رئيس مركز الزقازيق يؤكد جاهزية الوحدات المحلية لمواجهة سوء الأحوال الجوية
  • الدقهلية.. رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع مراكز ومدن المحافظة لمواجهة تقلبات الطقس
  • خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في الابتكار واستشراف المستقبل
  • خالد حنفي: شراكة استراتيجية عربية - صينية لمواجهة تحديات الحرب التجارية العالمية
  • الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخ
  • مراكز البيانات الأميركية في مرمى التجسس الصيني.. ثغرات تهدد الذكاء الاصطناعي
  • «الأرشيف والمكتبة الوطنية».. مشاريع ومبادرات مبتكرة في الذكاء الاصطناعي
  • جاهزية ميتاي لمواجهة النصر
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟