عند ذكر مصطلح «حفريات» ربما يتبادر إلى أذهان أغلب الناس أنها تشكل العظام القديمة للحيوانات والطيور، لكن البشر والأنواع الأخرى من الكائنات الحية تترك بصماتها بطرق أخرى أيضًا، إذ تشكل حفريات الجسم جزءًا كبيرًا من السجل الأحفوري العالمي، وتُسمى دراسة هذه الآثار والحفريات علم دراسة الآثار.

دراسة جديدة في إفريقيا تكشف مفاجآت 

منذ عام 2008 أطلق عدد من المتخصصين في علم الآثار بجنوب أفريقيا مشروعًا بحثيًا في ساحل كيب ساوث، لدراسة مساحة تمتد 350 كيلومترًا من ساحل جنوب القارة السمراء.

 

واليوم، نجح فريق العلماء في تحديد أكثر من 350 موقعًا لآثار عدد من الفقاريات لبشر بدائيين معظمها كان داخل كثبان رملية أسمنتية تسمى الأيولية، ويعود تاريخها إلى عصر البليستوسين المعروف أيضًا باسم العصر الجليدي، والذي بدأ منذ حوالي 2.6 مليون عام وانتهى منذ 11700 عام.

وعلى المستوى العالمي، فإنه من النادر العثور على آثار متحجرة لإنسان بدائي، والمفاجأة الأكبر التي واجهها الفريق البحثي هي أن الآثار المتحجرة تبدو وكأنها قد تكونت بالأمس، بحسب موقع «phys» العالمي.

أول البشر في أفريقيا 

من خلال السجل الأثري واسع النطاق الذي أجراه الباحثون في المنطقة، توصلوا إلى أن البشر الأوائل قد سكنوا الجنوب الأفريقي، وربما وصلوا لأنحاء مختلفة من القارة السمراء.

وفي عام 2016 عثر فريق البحث على نحو 40 أثرًا لأسلاف البشر على سقف وجدران كهف في برينتون أون سي، بالقرب من بلدة كنيسنا على الساحل الجنوبي لكيب تاون، ومؤخرًا جرى العثور على المزيد من مواقع آثار أسلاف البشر، كانت جميعها على أسطح إيولاينيت على ساحل كيب تاون.

وجاء أحد الاكتشافات التي جرى التوصل إليها داخل منتزه جاردن روت الوطني، حيث تضمن أقدم أثر لأسلاف البشر تم تحديده في أي مكان في العالم والذي يعود تاريخه إلى حوالي 153000 عام.

وتوفر المواقع التي تحتوي على آثار أقدام البشر المُستكشفة أدلة تكميلية ليس فقط على الوجود البشري من خلال آثار الأقدام، ولكن أيضًا على سلوك أسلافنا، من خلال توفير تفاصيل عن أنشطتهم وأدواتهم ونظامهم الغذائي.

آثار أشباه البشر التي عثر عليها على ساحل كيب الجنوبي غير عادية على المستوى العالمي، ففي أغلب مواقع آثار أشباه البشر في مختلف أنحاء العالم، عادة ما تكون الطبقة التي صنعت فيها الآثار هي التي جرى الحفاظ عليها، ومع ذلك، على هذا الساحل يجرى الحفاظ على الآثار في الغالب على شكل قوالب طبيعية قد تشكلت من الرواسب التي ملأت الآثار. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دراسة علمية العصر الجليدي

إقرأ أيضاً:

كارثية للصقيع في اليمن.. ما تأثيراته على السكان والزراعة؟

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

 

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

 

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

 

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

 

 

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

 

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

 

أسبوع من الخطر

 

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

 

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

 

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

 

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

 

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

 

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

 

صقيع وجراد

 

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

 

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

 

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

 

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

 

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

 

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

 

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

 

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

 

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.


مقالات مشابهة

  • اكتشاف أرضية مصنوعة من عظام الحيوانات في مبني قديم بـ هولندا
  • تفاصيل اكتشاف أول حالة إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور في ولاية كاليفورنيا
  • أكذوبة "الإنسان العالمي"
  • أيمن عصام: التطوع جزء أساسي من هوية ڤودافون ورسالتها المؤسسية
  • اكتشاف طريقة لعلاج الألم المزمن دون استخدام أدوية.. «أمل ينتظره ملايين البشر»
  • أول إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور في أمريكا تُشعل القلق العالمي!
  • “هيئة الطرق” توضح أنواع الخطوط المعتمدة للوحات الطرق تزامنًا مع اليوم العالمي للغة العربية
  • تزامنًا مع اليوم العالمي للغة العربية.. “الطرق” توضح أنواع الخطوط المعتمدة للوحات
  • كارثية للصقيع في اليمن.. ما تأثيراته على السكان والزراعة؟
  • “فاتنة سبأ”..يُعرض للبيع في مزاد عالمي