الخبراء يناقشون أهمية تأمين المجتمعات الذكية في مواجهة التهديدات الإلكترونية"
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
ناقش الخبراء في جلسة "من المدن الذكية إلى كل شيء ذكي: التطور الشبكي" التطورات المتسارعة في مجال المدن الذكية وأهمية تأمين التكنولوجيا كأساس لتحقيق نجاح هذه المبادرات في مصر.
وأكد الخبراء أن تطوير المدن الذكية في مصر يعتمد بشكل كبير على الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية الحديثة، مع التركيز على ضرورة تأمين الأنظمة التكنولوجية وضمان حماية البيانات والمعلومات.
كما أشاروا إلى أن التحديات التنظيمية هي من أبرز العقبات التي قد تعرقل تطبيق هذه الحلول على نطاق واسع، مؤكدين على أهمية تضافر الجهود بين الحكومة والشركات الخاصة لتحقيق مستقبل ذكي ومستدام.
وأكد الخبراء في الجلسة على ضرورة تبني استراتيجيات تكنولوجية قوية تسهم في تحقيق أهداف المدن الذكية بشكل مستدام وآمن، مع التأكيد على أهمية التدريب المستمر وتطوير التشريعات لضمان حماية البيانات وتعزيز الأمان في ظل التقنيات الحديثة.
جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر Cairo ICT’24، الذي يُعقد تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية. يأتي المعرض هذا العام تحت إشراف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
جورج خياط، الرئيس التنفيذي لشركة Interactivo، أكد أن مصر قد قطعت شوطًا كبيرًا في تطبيق تقنيات المدن الذكية، مشيرًا إلى أن الابتكارات التكنولوجية مثل إنترنت الأشياء والمنازل الذكية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تحسين جودة حياة الأفراد. وقال خياط: "التكنولوجيا توفر بيئة متكاملة حيث يستطيع الفرد العيش في منزل ذكي أو في مدينة تعتمد على الحلول الذكية، مما يسهم في تسهيل الحياة اليومية وتيسير إنجاز المهام."
وأضاف خياط أن إنشاء المدن الذكية لا يتم بشكل مفاجئ، بل يحتاج إلى بنية تحتية تكنولوجية مدروسة بعناية لتحديد الأنظمة التكنولوجية المناسبة، متمنيًا أن يتم تعميم التجربة على نطاق أوسع في الفترة القادمة. وأشار إلى التحديات التي تواجه تطبيق المدن الذكية في مصر، بما في ذلك غياب التشريعات المحددة والأطر التنظيمية الواضحة، بالإضافة إلى ضرورة تسريع الإجراءات الخاصة بالرخص التكنولوجية بما يضمن الاستفادة القصوى من هذه الحلول المتطورة.
من جانبه، تحدث مؤمن شريف، مدير العمليات في شركة Comatrol، عن التقدم الذي شهدته مصر في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بتطبيق المدن الذكية، مؤكدًا أن الحلول التكنولوجية وتقنيات الذكاء الاصطناعي كانت هي العامل المحوري في تسهيل حياة المواطنين. وأضاف شريف: "من خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن تحسين بنية المدن الذكية بشكل مستمر، حيث توفر هذه التقنيات القدرة على تحسين عمليات اتخاذ القرار، مما يسهم في توفير بيئة أكثر أمانًا وراحة."
عمرو نور، الرئيس التنفيذي لشركة IoT Misr، ركز على أهمية التكنولوجيا في تحسين رفاهية المواطن في المدن الذكية. وقال نور: "إنترنت الأشياء هو المكون الأساسي الذي يمكنه ربط كافة الأجهزة وتحليل البيانات بشكل يساعد في تحسين مستوى الحياة داخل المدن." وأشار إلى أن إنترنت الأشياء يتم تطويره باستمرار ليلبي احتياجات المواطن ويواكب التغيرات التكنولوجية. ولفت إلى أن الوعي العام يعد أحد أبرز التحديات في تطبيق مفهوم المدن الذكية، مؤكدًا أن التكنولوجيا قد تم تطويعها بنجاح لتحقيق الأهداف المرجوة.
محمد عبد الفتاح، الخبير الإقليمي في تكنولوجيا التشغيل في مصر وليبيا والسودان بشركة Fortinet، أشار إلى أن تأمين التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة داخل المدن والمنازل الذكية يعد أمرًا بالغ الأهمية، خصوصًا مع تزايد التهديدات الإلكترونية.
وقال عبد الفتاح: "تعتبر حماية الأنظمة الذكية من الهجمات الإلكترونية من الأساسيات التي يجب التفكير فيها عند بناء مدينة أو منزل ذكي، وذلك لضمان حماية المستخدم وربطه بالخدمات المحيطة به عبر الذكاء الاصطناعي."
وأضاف أنه من الضروري تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من خلال استراتيجيات واضحة تساهم في تسريع اتخاذ القرارات، إلى جانب تدريب وتأهيل الكوادر على التكنولوجيا الحديثة لتجنب أي مخاطر قد تؤثر على الدولة. كما أشار إلى أن مصر من بين الدول التي تواجه هجمات إلكترونية متزايدة بسبب عدم تأمين بياناتها بالشكل الصحيح حتى الآن.
من جانبه، تحدث معتز الطوخي، المدير التجاري B2B في شركة e& Egypt، عن أهمية فكرة المدن الذكية التي أصبحت من أولويات الحكومات لتسهيل الحياة اليومية للمواطنين. وأكد الطوخي على ضرورة العمل على حل التحديات البيئية مثل تقليل الانبعاثات، بالإضافة إلى أهمية الاستفادة من المعلومات لتحسين الحياة اليومية وتقديم خدمات أفضل للمواطنين. وأضاف: "الشركة بدأت في الاستثمار في مصر في مجال الخدمات التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الفرد، كما أن خدمات الجيل الخامس 5G ستضاعف سرعات الإنترنت في مصر إلى عشرة أضعاف، مما يسهل عملية نقل البيانات والمعلومات بشكل أسرع."
وأشار الطوخي أيضًا إلى أن التحدي الأكبر يكمن في كيفية تنظيم البيانات والمعلومات بشكل فعال للحصول على قرارات دقيقة، مؤكدًا أن التكنولوجيا لن تؤدي إلى عائد اقتصادي إلا إذا تم استخدامها بشكل سليم. وأكد على أهمية تحرك الجهات المعنية في مصر نحو إصدار قوانين لحماية بيانات العملاء لضمان الأمان والخصوصية.
تنظم فعاليات المعرض شركة تريد فيرز إنترناشيونال بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، حيث يسلط الضوء على أحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات. ويشهد الحدث مشاركة كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
يأتي المعرض برعاية عدد من الشركات والمؤسسات الكبرى، منها: دل تكنولوجيز، مجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، البنك التجاري الدولي (CIB)، هواوي، أورنج مصر، مصر للطيران، المصرية للاتصالات، ماستركارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا). كما تضم قائمة الرعاة شركات مثل: إي آند إنتربرايز، مجموعة بنية، خزنة، وسايشيلد.
يمثل معرض ومؤتمر Cairo ICT’24 منصة مهمة لاكتشاف الموجة التالية من التطور التكنولوجي، وإبراز الفرص المستقبلية التي تساهم في إعادة تشكيل الاقتصاد المصري والعالمي.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
اليمن والموقف الحازم.. تحديات المنطقة في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية
بعد قرابة شهر من الهدوء النسبي، لا تزال المنطقة تتأرجح على شفا انفجار كبير قد يغيّر مجريات الأحداث، وذلك بسبب عدم حسم كثير من الملفات، والسقوف العالية والضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تهدف إلى فرض حلول أحادية لصالح العدو الإسرائيلي، على حساب سيادة الدول العربية وحقوق الشعوب وتطلعاتها، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، يهدد ترامب مجدداً باتخاذ “موقف صارم بشأن قطاع غزة السبت”، ويقول إنه “غير متأكد مما ستفعله إسرائيل”. ويأتي هذا التهديد بعد تعهد الوسطاء لوفد حماس إلى القاهرة بتجاوز العقبات، والضغط على العدو لتنفيذ التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وما ترتب عليه من إعلان المقاومة تراجعها عن قرار تأجيل الإفراج عن الأسرى الصهاينة.
تصريحات ترامب الأخيرة تأتي في سياق التهديدات المتكررة، خصوصاً من الرئيس ترامب، بتوسيع نطاق الصراع، وفرض خطط الضم والتهجير القسري على الشعب الفلسطيني، وهو ما يهدد بنسف كل الاتفاقات الموقعة، ونسف جهود ومساعي الدول العربية الوسيطة (إذا افترضنا حسن النية) لمحاولة احتواء الموقف. لكن ما سرب عن الخطة المصرية المدعومة سعودياً وإماراتياً ليس مبشراً، وإن تضمّنت تلك الخطة إعادة إعمار غزة وعدم تهجير أهلها، لكن فكرة إلغاء حماس من المشهد في غزة مرفوضة وغير منطقية ولا واقعية، كما لا يجوز أن تتبنى دول عربية مثل هذه الطروحات.
أمام الوضع والتحديات الراهنة، تبرز التظاهرات والتصريحات اليمنية من مختلف المستويات، لتعكس موقفاً حازماً في التصدي لمخططات التهجير والضم والإلغاء والشطب لأي من حركات المقاومة، وترفض بشكل قاطع أي انتهاك لحقوق الفلسطينيين ووجودهم.
في إطار التصعيد الأخير، قررت المقاومة الفلسطينية الإفراج عن الأسرى الصهاينة، بعد أن قدم الوسطاء تعهدات بتجاوز العقبات الصهيونية، ومهددات الاتفاق من دون تلكؤ ولا مماطلة. لا يبدو العدو جاداً في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وسلس، كما أن الموقف الأمريكي متناقض بشكل صارخ، ففيما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدّعي أنه هو الوسيط الذي يعمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة، ويعطي لنفسه الفضل في وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، فإن تصريحاته الأخيرة بخصوص تهجير سكان غزة لا تهدد الاتفاق فحسب، بل تهدد بإشعال حرب جديدة وواسعة في المنطقة، خصوصاً أنه لم يُظهِر تراجعاً عن خطته المرفوضة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، تلك الخطة التي تشمل تهجير سكان غزة وضم الضفة الغربية إلى كيان العدو الإسرائيلي، وتهدف إلى تمرير خطة أحادية الجانب تتجاهل الحقوق الفلسطينية، وتدعم النبوءات التلمودية في توسيع المغتصبات وضم الأراضي الفلسطينية بالقوة. وإن قرر تأجيل خطة التهجير أو حصل على مكاسب مرحلية للعدو، كما تسرب عن الخطة (المصرية _ العربية)، ذات النكهة الأمريكية، فإن مخطط ضم الضفة وما تشهده من أكبر عملية تهجير، يمثل عامل تفجير إضافياً، فالمقاومة الفلسطينية لن تسكت كما أن جبهات الإسناد، وخصوصاً اليمن، لن ترضى بتمرير ذلك، ما قد يدفع نحو تفجير الوضع من جديد.
وعلى المقلب الآخر، لا يزال المشهد في جنوب لبنان ضبابياً بخصوص استحقاق الثامن عشر من شباط/فبراير وانسحاب قوات العدو الإسرائيلي المحتل، رغم الرفض اللبناني الرسمي والشعبي المعلن لأي تمديد إضافي، ورغم تقديم الفرنسي سلماً للنزول الإسرائيلي من على الشجرة، وتسريع انسحابه من النقاط المتبقية جنوب لبنان.
الموقف الأمريكي يمثّل الوجه الآخر للصهيونية، رغم ادعاء ترامب “الحرص على السلام”، فإن الواقع يفضح هذا الادعاء الزائف ويكشف خطواته المتناقضة تماماً، إذ يقدم الدعم العسكري والسياسي والمالي للمجرمين الصهاينة، ويتبنى طروحاتهم ومشاريعهم التلمودية ويضغط على الدول العربية، مثل مصر والأردن، لتكون جزءاً من هذه المخططات تحت طائلة التهديد بقطع الدعم المالي عنها إذا رفضت إملاءاته وخططه الرعناء. وهذا يكشف نية عدوانية استعلائية حقيقية لتوسيع نطاق الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.
الموقف اليمني: موقف حازم ورؤية استراتيجية
في ظل هذا التصعيد، يأتي الموقف اليمني بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليشكل رداً قوياً ضد تلك المخططات، إذ أعلن السيد عبد الملك، قبل أيام، بوضوح استعداد اليمن للتدخل العسكري، إذا ما تم تنفيذ خطط تهجير الفلسطينيين بالقوة، أو نكث العدو بالاتفاق وعاد إلى التصعيد مجدداً في غزة أو لبنان. المواقف التي يعلنها السيد عبد الملك ليست مجرد حرب نفسية وتهديدات جوفاء، بل تأتي في إطار التنسيق المستمر مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، والتشديد على موقف ثابت لا يتغير في مواجهة أي محاولات لفرض حلول أحادية تتجاهل حقوق الشعوب.
في هذا السياق، يمكن فهم الموقف اليمني أنه موجّه ليس فقط ضد العدو الإسرائيلي، بل ضد المنظومة السياسية الأمريكية التي تدير اللعبة بشكل أحادي. ويدرك السيد عبد الملك تماماً أن الاستمرار في تجاهل حقوق الفلسطينيين سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، وهذا ما يسعى اليمن إلى تفاديه عبر تأكيد جاهزية اليمن للمشاركة في أي مواجهة عسكرية مقبلة، إذا تطلب الأمر.
التحديات أمام الحلول السياسية
في الوقت الذي تزداد فيه التهديدات من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، تظل القضية الفلسطينية في دائرة الضوء. وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في غزة موقفها الثابت في عدم التنازل عن أي من حقوقها، فعلى الرغم من الضغوط والتهديدات الأمريكية، لا يزال الموقف الفلسطيني راسخاً في رفض التنازل عن أي من عناصر القوة، وهو ما يعكس روح التحدي والصمود في مواجهة التهديدات. فيما يظل السؤال الأهم: هل سيصمد الموقف العربي، هل سيعلن (لا) عريضة في وجه ترامب؟ وهل ستنجح الجهود الدولية في إلزام العدو الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته في اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان؟ الأيام والليالي والميدان كفيلة بالإجابة عن كل هذه التساؤلات.
وإلى ذلكم الحين، يبقى الموقف اليمن على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية في آن معاً، فهو يمثل صوتاً قوياً ونقطة فاصلة، في وجه مخططات الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ويؤكد ضرورة وحدة الموقف العربي الإسلامي والتمسك بحقوق الشعوب في مواجهة الاعتداءات والتجاوزات، وإلا ستكون المنطقة أمام مشكلة لا تهدد فلسطين وحدها، بل تشكل تهديداً وجودياً للجميع.