الجزيرة:
2025-05-03@03:42:54 GMT

توماس فريدمان: هكذا يمكن لترامب أن يدخل التاريخ

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

توماس فريدمان: هكذا يمكن لترامب أن يدخل التاريخ

هل تنذر عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة بنهاية الضغوط الأميركية على الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل الدولتين؟

هذا هو السؤال الرئيسي الذي استهلّ به الكاتب الأميركي المخضرم توماس فريدمان مقاله بصحيفة نيويورك تايمز. ومع أنه اشتُهر بانتقاداته اللاذعة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وللحزب الجمهوري، إلا أن ذلك لم يمنعه من وصفه بأنه الرئيس الأميركي "الفذ" الذي صاغ خطة حقيقية مفصلة للتعايش السلمي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، حسب زعمه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: نزيف متواصل وإنجاز محدود بغزة والصفقة هي الحلlist 2 of 2لماذا نتنياهو مستعد لقبول وقف إطلاق النار مع حزب الله دون حماس؟end of list

فإذا تمكن ترامب، في ولايته الجديدة، من إعادة إحياء تلك المبادرة/الخطة في عام 2025، فإن فريدمان يعتقد أن التاريخ سيذكره بأنه الرئيس الذي حافظ على إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية وساعد على ولادة دولة فلسطينية آمنة إلى جانبها.

لكنه يعود محذرا من أن ترامب إذا سلك مسار مايك هاكابي -مرشحه لتولي منصب السفير الأميركي لدى دولة الاحتلال- فإن التاريخ سيكتب أنه الرئيس الذي أشرف على نهاية إسرائيل كديمقراطية يهودية ودفن أي أمل في قيام دولة فلسطينية. وفي كلتا الحالتين، فإن فريدمان يرى أن الرئيس المنتخب قد لا يكون مهتمًّا بالتاريخ اليهودي أو الفلسطيني، بل العكس هو الصحيح.

ترامب (يمين) ونتنياهو بعد توقيعهما ما يطلق عليه "اتفاقيات أبراهام" (رويترز)

وكان هاكابي قد أفصح، في مقابلة الجمعة مع القناة السابعة الإسرائيلية التابعة، لمستوطنين يهود، عن معارضته لحل الدولتين ولاستخدام مصطلحي الضفة الغربية والاحتلال، في إنكار صريح للشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية.

وأشار الكاتب إلى أن ترامب كان قد اتصل به قبل 4 سنوات ليشكره على تأييده "اتفاقيات أبراهام" التي ادّعى أنها مهدت الطريق لسلام تاريخي بين إسرائيل ودول عربية.

"قل ما شئت عن ترامب، لكن الرجل ميال إلى إبرام صفقات كبيرة يمكن أن تكون لها تأثيرات عميقة الغور في صياغة التاريخ"، على حد تعبير كاتب المقال.

ولفت فريدمان إلى أنه أمضى للتو أسبوعا في إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، تحدث خلاله إلى قادة سياسيين وعسكريين ورجال أعمال ويهود وفلسطينيين وعرب عما قد يفعله ترامب في منطقتهم هذه المرة.

ووفقا له، فهناك فرصة هائلة ورغبة لصفقة تغير قواعد اللعبة، ولو أراد الرئيس الأميركي المنتخب إبرامها فعليه فقط أن يفعلها بشكل صحيح.

وتطرق الكاتب إلى خطة حل الدولتين التي طرحها ترامب في يناير/كانون الثاني 2020 في مستهل رئاسته السابقة، بعنوان "السلام من أجل الازدهار". وأعرب عن اعتقاده أن أيا من الطرفين لن يتبنى هذه الخطة بصيغتها الراهنة، لا سيما بعد طوفان غزة والغزو الإسرائيلي على قطاع غزة، مما سيؤدي إلى "عرقلة" التوصل إلى أي اتفاق.

غير أنه يعتبر الرؤية الواردة في الخطة انطلاقة للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في مرحلة ما بعد الحرب على غزة. وهي لا تزال خريطة السلام التفصيلية الوحيدة التي قدمها أي رئيس -علنا- لإنشاء دولتين منذ "معايير كلينتون"، وهي مبادئ توجيهية تحمل اسم الرئيس الأميركي السابق بشأن اتفاق الوضع الدائم لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وشدد فريدمان على ضرورة تغيير خطة ترامب بسبب تداعيات طوفان الأقصى، مضيفا أنه لا يرى أي احتمال لقبولها كما هي من أي من الجانبين.

ومع ذلك، فإنه لا يعتقد أن هذا هو بيت القصيد؛ فالنقطة المهمة -برأيه- هي أنها تحتوي على جميع المكونات الرئيسية لبدء المحادثات. فالخطة تخبر الطرفين أن "الحل الوحيد المستقر" يجب أن يتضمن دولتين لشعبين من السكان الأصليين، مع تبادل الأراضي وترتيبات أمنية متفق عليها بشكل متبادل يتفاوضان بشأنه.

وأوضح أنه يدرك أن أخذ زمام المبادرة من شأنه أن ينبئ الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) أن ترامب لن ينتظر حتى يتسنّى لهما مناقشة سياستهما، "لأن وقف هذا الصراع يعدّ مصلحة حيوية للولايات المتحدة قبل أن يجرّنا إلى حرب في الشرق الأوسط أكثر مما نحن عليه الآن. ونحن نعلم أن ترامب لا يحب حروب الشرق الأوسط".

ويزعم فريدمان أن ترامب هو من يضع السياسة ويقودها، وليس اليمينيين المؤيدين للاستيطان الإسرائيلي الذين عينهم حتى الآن في مناصب الشرق الأوسط.

لكن كيف تسنى للكاتب أن يدّعي ذلك؟ يجيب هو نفسه بأنه لو كان اختياره لهؤلاء اليمينيين -وليس خطة ترامب للسلام- يعكس ما تنوي إدارة ترامب القادمة المضي قدما، فهذا يعني "الوداع" لاتفاقيات أبراهام وحدها، فضلا عن توسيعها لتشمل دولا أخرى، وحذر من أن  ترامب سيعزل بذلك أميركا في الشرق الأوسط والعالم.

كذلك انتقد فريدمان الرئيس الحالي جو بايدن لإذعانه لنتنياهو في عدم العمل على المضي قدما في خطة السلام، إذ كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلم أن قبوله بها كان سيعني إسقاط ائتلافه اليميني المتعصب الحاكم.

وكما فعل منذ بداية هذه الحرب، فإن نتنياهو كان يماطل ويعطى الأولوية لبقائه السياسي على مصالح إسرائيل، وهو ما قال فريدمان إن بايدن ساعده عليه بإبقائه مثل هذه الصفقة بعيدة عن الأنظار العامة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الشرق الأوسط أن ترامب

إقرأ أيضاً:

ترامب يحتفل بـ100 يوم: "استعدنا أعظم اقتصاد في التاريخ"

وسط حشد جماهيري كبير في ولاية ميشيغان، احتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمرور 100 يوم على عودته إلى البيت الأبيض، مستعرضًا ما وصفه بـ"سلسلة من الانتصارات الاقتصادية الكبرى"، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي بسبب استمرار التضخم وتصاعد التوترات التجارية.

ولاية ميشيغان: رمزية السياسة والصناعة

اختار ترامب ولاية ميشيغان، المعروفة بدورها المحوري في صناعة السيارات وتوجهاتها المتأرجحة سياسيًا، كموقع لأول تجمّع جماهيري واسع منذ توليه الحكم مجددًا في 20 يناير 2025.

أقيم الحدث في مدينة وارن، التي تضم المركز التقني لشركة "جنرال موتورز"، ما يعكس التركيز على الطبقة العاملة وقضايا التصنيع المحلي، وهي من ركائز الخطاب السياسي لترامب.

وأكد ترامب في كلمته أن الاقتصاد الأميركي تحت إدارته السابقة بين 2017 و2021 حقق "أداءً غير مسبوق"، وقال: "كان لدينا أعظم اقتصاد في تاريخ البلاد، ونحن اليوم في موقع أقوى للانطلاق مجددًا."

انتقادات لبايدن وجيروم باول

لم يخلُ الخطاب من هجوم مباشر على خصومه السياسيين، إذ وجّه ترامب انتقادات حادة إلى الرئيس السابق جو بايدن، معتبرًا أن سياساته الاقتصادية "أدخلت البلاد في دوامة تضخمية خانقة". كما جدد هجومه على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قائلًا إنه "فشل في أداء وظيفته"، في إشارة إلى بطء خفض أسعار الفائدة رغم تباطؤ النمو.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الانتقادات لسياسات الفيدرالي بشأن رفع الفائدة، والتي يرى مراقبون أنها ساهمت في إبطاء التعافي الاقتصادي.

الرسوم الجمركية: شريان حياة أم عبء تضخمي؟

وفي سياق دفاعه عن السياسات الحمائية، اعتبر ترامب أن الرسوم الجمركية التي فرضها على الواردات من الصين تمثل "شريان حياة اقتصادي لولاية ميشيغان"، قائلًا: "برسومي الجمركية على الصين، أوقفنا أكبر سرقة وظائف في تاريخ العالم."

وفي خطوة مفاجئة، وقع ترامب على متن الطائرة الرئاسية أمرًا تنفيذيًا لتخفيف وطأة الرسوم على السيارات المستوردة، في محاولة لتهدئة قطاع السيارات الذي حذر من تضرره بسبب الرسوم المرتفعة.

ووفقًا لما نقلته شبكة CNBC، أكد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع إحدى الدول، سيُخفف من الرسوم الانتقامية المفروضة، لكنه امتنع عن كشف اسم الدولة.

أداء اقتصادي تحت المجهر

رغم نبرة الانتصار، لا تزال التحديات الاقتصادية قائمة، مع استمرار معدلات التضخم فوق 3.8%، بحسب بيانات وزارة العمل الأميركية لشهر مارس، وارتفاع تكاليف التمويل بسبب السياسة النقدية المشددة للفيدرالي.

كما حذّر اقتصاديون من أن سياسة الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تباطؤ إضافي في سلاسل التوريد العالمية.

في المقابل، تشير مؤشرات الثقة في قطاع الصناعات التحويلية إلى تحسن طفيف منذ يناير، بدعم من تعهدات ترامب بإعادة المفاوضات التجارية مع عدد من الدول، وتوجيه استثمارات جديدة نحو البنية التحتية.

رسائل شعبوية واستقطاب سياسي

الفعالية لم تخلُ من لحظات التوتر، حيث واجه ترامب اعتراضًا من أحد الحضور، ورد عليه مباشرة على المنصة، في مشهد يعكس استمراره في استخدام لغة المواجهة مع الخصوم، وحرصه على تقديم نفسه كممثل مباشر "للشعب في وجه النخب".

في ظل هذا المناخ السياسي والاقتصادي المتشابك، تبقى أول 100 يوم من عهد ترامب الثاني محطة اختبار لقدرة إدارته على التوفيق بين الطموحات السياسية ومعادلات الاقتصاد العالمي المتقلبة.

مقالات مشابهة

  • الطيران الإسرائيلي يدخل أجواء سوريا فوق دمشق ودرعا وحمص وحماة
  • غارديان: تودد بريطانيا عسكريا لترامب في اليمن وغزة لن يجلب الخير لنا
  • ترامب يرشح مايكل والتز لمنصب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة
  • مصطفى بكري يهاجم تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول قناة السويس..ومتحدثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: إسرائيل تغلق المعابر في غزة منذ شهرين| أخبار التوك شو
  • وزير العمل مهنئا الرئيس السيسي: مكانة عمال مصر مكتوبة بحروف من نور في التاريخ القديم والحديث
  • ترامب: بايدن المتسبب بانكماش الاقتصاد الأميركي
  • الاقتصاد الأميركي ينكمش مع قفزة تاريخية في الواردات
  • أردوغان: ما تقوم به إسرائيل في سوريا استفزاز لا يمكن القبول به
  • وجّه لكمة لترامب.. مبادرة في سباق ماراثون تلقى تجاوبا كبيرا
  • ترامب يحتفل بـ100 يوم: "استعدنا أعظم اقتصاد في التاريخ"