توماس فريدمان: هكذا يمكن لترامب أن يدخل التاريخ
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
هل تنذر عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة بنهاية الضغوط الأميركية على الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل الدولتين؟
هذا هو السؤال الرئيسي الذي استهلّ به الكاتب الأميركي المخضرم توماس فريدمان مقاله بصحيفة نيويورك تايمز. ومع أنه اشتُهر بانتقاداته اللاذعة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وللحزب الجمهوري، إلا أن ذلك لم يمنعه من وصفه بأنه الرئيس الأميركي "الفذ" الذي صاغ خطة حقيقية مفصلة للتعايش السلمي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، حسب زعمه.
فإذا تمكن ترامب، في ولايته الجديدة، من إعادة إحياء تلك المبادرة/الخطة في عام 2025، فإن فريدمان يعتقد أن التاريخ سيذكره بأنه الرئيس الذي حافظ على إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية وساعد على ولادة دولة فلسطينية آمنة إلى جانبها.
لكنه يعود محذرا من أن ترامب إذا سلك مسار مايك هاكابي -مرشحه لتولي منصب السفير الأميركي لدى دولة الاحتلال- فإن التاريخ سيكتب أنه الرئيس الذي أشرف على نهاية إسرائيل كديمقراطية يهودية ودفن أي أمل في قيام دولة فلسطينية. وفي كلتا الحالتين، فإن فريدمان يرى أن الرئيس المنتخب قد لا يكون مهتمًّا بالتاريخ اليهودي أو الفلسطيني، بل العكس هو الصحيح.
وكان هاكابي قد أفصح، في مقابلة الجمعة مع القناة السابعة الإسرائيلية التابعة، لمستوطنين يهود، عن معارضته لحل الدولتين ولاستخدام مصطلحي الضفة الغربية والاحتلال، في إنكار صريح للشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية.
وأشار الكاتب إلى أن ترامب كان قد اتصل به قبل 4 سنوات ليشكره على تأييده "اتفاقيات أبراهام" التي ادّعى أنها مهدت الطريق لسلام تاريخي بين إسرائيل ودول عربية.
"قل ما شئت عن ترامب، لكن الرجل ميال إلى إبرام صفقات كبيرة يمكن أن تكون لها تأثيرات عميقة الغور في صياغة التاريخ"، على حد تعبير كاتب المقال.
ولفت فريدمان إلى أنه أمضى للتو أسبوعا في إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، تحدث خلاله إلى قادة سياسيين وعسكريين ورجال أعمال ويهود وفلسطينيين وعرب عما قد يفعله ترامب في منطقتهم هذه المرة.
ووفقا له، فهناك فرصة هائلة ورغبة لصفقة تغير قواعد اللعبة، ولو أراد الرئيس الأميركي المنتخب إبرامها فعليه فقط أن يفعلها بشكل صحيح.
وتطرق الكاتب إلى خطة حل الدولتين التي طرحها ترامب في يناير/كانون الثاني 2020 في مستهل رئاسته السابقة، بعنوان "السلام من أجل الازدهار". وأعرب عن اعتقاده أن أيا من الطرفين لن يتبنى هذه الخطة بصيغتها الراهنة، لا سيما بعد طوفان غزة والغزو الإسرائيلي على قطاع غزة، مما سيؤدي إلى "عرقلة" التوصل إلى أي اتفاق.
غير أنه يعتبر الرؤية الواردة في الخطة انطلاقة للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في مرحلة ما بعد الحرب على غزة. وهي لا تزال خريطة السلام التفصيلية الوحيدة التي قدمها أي رئيس -علنا- لإنشاء دولتين منذ "معايير كلينتون"، وهي مبادئ توجيهية تحمل اسم الرئيس الأميركي السابق بشأن اتفاق الوضع الدائم لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وشدد فريدمان على ضرورة تغيير خطة ترامب بسبب تداعيات طوفان الأقصى، مضيفا أنه لا يرى أي احتمال لقبولها كما هي من أي من الجانبين.
ومع ذلك، فإنه لا يعتقد أن هذا هو بيت القصيد؛ فالنقطة المهمة -برأيه- هي أنها تحتوي على جميع المكونات الرئيسية لبدء المحادثات. فالخطة تخبر الطرفين أن "الحل الوحيد المستقر" يجب أن يتضمن دولتين لشعبين من السكان الأصليين، مع تبادل الأراضي وترتيبات أمنية متفق عليها بشكل متبادل يتفاوضان بشأنه.
وأوضح أنه يدرك أن أخذ زمام المبادرة من شأنه أن ينبئ الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) أن ترامب لن ينتظر حتى يتسنّى لهما مناقشة سياستهما، "لأن وقف هذا الصراع يعدّ مصلحة حيوية للولايات المتحدة قبل أن يجرّنا إلى حرب في الشرق الأوسط أكثر مما نحن عليه الآن. ونحن نعلم أن ترامب لا يحب حروب الشرق الأوسط".
ويزعم فريدمان أن ترامب هو من يضع السياسة ويقودها، وليس اليمينيين المؤيدين للاستيطان الإسرائيلي الذين عينهم حتى الآن في مناصب الشرق الأوسط.
لكن كيف تسنى للكاتب أن يدّعي ذلك؟ يجيب هو نفسه بأنه لو كان اختياره لهؤلاء اليمينيين -وليس خطة ترامب للسلام- يعكس ما تنوي إدارة ترامب القادمة المضي قدما، فهذا يعني "الوداع" لاتفاقيات أبراهام وحدها، فضلا عن توسيعها لتشمل دولا أخرى، وحذر من أن ترامب سيعزل بذلك أميركا في الشرق الأوسط والعالم.
كذلك انتقد فريدمان الرئيس الحالي جو بايدن لإذعانه لنتنياهو في عدم العمل على المضي قدما في خطة السلام، إذ كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلم أن قبوله بها كان سيعني إسقاط ائتلافه اليميني المتعصب الحاكم.
وكما فعل منذ بداية هذه الحرب، فإن نتنياهو كان يماطل ويعطى الأولوية لبقائه السياسي على مصالح إسرائيل، وهو ما قال فريدمان إن بايدن ساعده عليه بإبقائه مثل هذه الصفقة بعيدة عن الأنظار العامة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الشرق الأوسط أن ترامب
إقرأ أيضاً:
انتقادات أوروبية لترامب بعد وصفه زيلينسكي بـ"الديكتاتور"
واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة انتقادات حادة من قادة أوروبيين بعد أن وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، في تصريحات أثارت جدلا واسعا بشأن شرعية الرئيس الأوكراني في ظل الحرب.
ودافع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن زيلينسكي خلال اتصال هاتفي معه، حيث أعرب عن دعمه له كزعيم منتخب ديمقراطيا، مشيرا إلى أن تعليق الانتخابات خلال الحرب أمر مشروع، كما حدث في المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.
وتأتي هذه التصريحات بعد تصاعد التوتر بين ترامب وزيلينسكي، حيث اتهم الرئيس الأوكراني ترامب بأنه "يعيش في فضاء مضلل أنتجته روسيا"، بعد أن دفع ترامب بالمحادثات الأمريكية الروسية في المملكة العربية السعودية التي استبعدت منها كييف.
وفي المقابل وفي حديثه إلى الصحفيين في فلوريدا، وصف ترامب زيلينسكي بـ"الديكتاتور" وزعم أنه "رفض إجراء انتخابات" في أوكرانيا.
وكان من المقرر أن تنتهي ولاية زيلينسكي الرئاسية البالغة خمس سنوات في مايو 2024، إلا أن الانتخابات الأوكرانية أرجئت في ظل الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في فبراير شباط 2022 بسبب الغزو الروسي.
وواجهت تصريحات ترامب انتقادات من عدة قادة أوروبيين، بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي وصفها بأنها "خطأ وخطيرة"، مشددا على أن تعليق الانتخابات يتماشى مع الدستور الأوكراني.
كما اعتبر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، أن وصف زيلينسكي بـ"الديكتاتور" غير دقيق، في حين وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تعليق ترامب بأنه "سخيف".
وقالت بايربوك لقناة ZDF العامة: "إذا نظرت إلى العالم الحقيقي بدلا من مجرد إطلاق تغريدة، فأنت تعرف من في أوروبا يعيش في ظروف ديكتاتورية: الناس في روسيا، والناس في بيلاروس".
من جانبه، قال فريدريش ميرتس، زعيم المعارضة الألمانية والمرشح الأوفر حظا في انتخابات الأحد، إن ترامب يعكس "دور الجاني والضحية"، معربا عن صدمته من تصريحاته.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد شدد على ضرورة احترام حقوق أوكرانيا وإشراكها في أي مفاوضات، مؤكدا أن جهود فرنسا للسلام ترتكز على ثلاثة شروط رئيسية.
ومن المقرر أن يزور ماكرون وستارمر البيت الأبيض الأسبوع المقبل لإجراء محادثات بشأن الحرب في أوكرانيا.
Relatedلم يكن الأول ولن يكون الأخير.. هجوم ترامب على زيلينسكيالاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على روسيا وسط تحركات ترامب للتفاوض بشأن أوكرانياترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخاباتيأتي هذا الجدل في أعقاب اجتماع أمريكي روسي في السعودية، أشار إلى تحول محتمل في العلاقات بين واشنطن وموسكو، إذ اتفق الطرفان على إعادة ضبط علاقاتهما بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية المفروضة على روسيا.
وفي أعقاب الاجتماع، ألمح ترامب إلى أن كييف تتحمل مسؤولية استمرار الحرب، مشيرا إلى أن زيلينسكي كان عليه "إنهاء الأمر منذ ثلاث سنوات".
وقال "سمعت اليوم أنه (زيلينسكي) يقول لم تتم دعوتنا. لقد كنت هناك لمدة ثلاث سنوات، وكان يجب عليك إنهاء الأمر قبل ثلاث سنوات، كان يجب ألا تبدأ (الحرب)".
وردا على ذلك، اتهم زيلينسكي روسيا بالكذب خلال اجتماع يوم الثلاثاء. وقال: "مع كل الاحترام للرئيس دونالد ترامب كقائد... إنه يعيش في فضاء التضليل الإعلامي".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ردًّا على ترامب وبوتين: الدنمارك تُطلق صفقة تسليح ضخمة بـ6.7 مليار يورو ترامب يصف زيلينسكي ب "الديكتاتور" وينصحه بالتحرك بسرعة "وإلا لن يبقى له بلد" ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السعودي كير ستارمردونالد ترامبأولاف شولتس