عربي21:
2025-02-21@10:36:24 GMT

تركيا.. نقاش حول العلمانية في ظل صراع الهوية المتواصل

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

تقدم عدد من قادة حزب الشعب الجمهوري ونوابه إلى الادعاء العام في العاصمة التركية أنقرة، يوم الاثنين، بشكوى ضد وزير التعليم التركي يوسف تكين، بدعوى أنه "خالف اليمين الدستورية التي أداها أمام أعضاء البرلمان، وأساء استخدام وظيفته ليحرض الشعب على الكراهية والعداوة بتصريحاته التي لا تمت للحقيقة بصلة". كما شن مشاهير الإعلام والفن الموالون لحزب الشعب الجمهوري حملة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة تكين إلى الاستقالة.



التصريحات التي أثارت حزب الشعب الجمهوري هي ما أدلى بها الوزير في مدينة بطمان، جنوب شرقي تركيا، حول مفهوم العلمانية، وأشار فيها إلى أن حزب الشعب الجمهوري قام في أربعينيات القرن الماضي بإغلاق المساجد وتحويلها إلى الحظائر، وحظر تعلم تلاوة القرآن الكريم باسم تطبيق مبدأ العلمانية. وذكر تكين أن العلمانية، كما يفهمها، هي أن تضمن الدولة حرية المعتقد والعبادة لجميع مواطنيها، بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم، إلا أنها في نظر حزب الشعب الجمهوري هي تقييد حرية العبادة للمسلمين وحظر الحجاب في الجامعات.

ما ذكره وزير التعليم التركي من ممارسات حزب الشعب الجمهوري السابقة كدليل على تبني الحزب للعلمانية المتطرفة أحداث مسجلة بالصوت والصورة، كما أن ضحاياها وشهود عيانها ما زالوا على قيد الحياة، وبالتالي لا يمكن إنكارها بأي حال. وتشير ردة فعل قادة حزب الشعب الجمهوري ونوابه وأنصاره إلى أنهم لا يرون تلك الممارسات خاطئة، وأنهم يَحِنّون إلى الحقبة التي تم فيها تطبيق ذاك النوع من مفهوم العلمانية في تركيا.

النقاش الدائر اليوم بين المؤيدين لتصريحات تكين حول العلمانية والمعارضين لها، ليس مجرد اختلاف في تفسير العلمانية، بل يعكس في الحقيقة صراع الهوية الذي لم يُحسم بعد في البلاد، ولم تطو صفحاته على الرغم من الإصلاحات الكثيرة التي قام بها حزب العدالة والتنمية خلال حوالي 22 عاما. وهو صراع بين المتمسكين بهوية الشعب التركي المسلم والراغبين في تبديل تلك الهوية بأخرى مشوهة تقلِّد الهويات الغربية، ولو عن طريق فرض الهوية الجديدة على المواطنين بقوة القانون والسلاح.

محاولات إبعاد الشعب التركي عن هويته الإسلامية لم تتوقف منذ تأسيس الجمهورية الحديثة، بل اشتدت الحرب على تلك الهوية المتجذرة في بعض الأحيان لتبلغ ذروتها، كما كانت في أربعينيات القرن الماضي التي شهدت أيضا حظر الأذان باللغة العربية. وقاد حزب الشعب الجمهوري تلك المحاولات تحت ذريعة العلمانية، وبالتالي ليس من المستغرب أن يأتي قادة حزب الشعب الجمهوري ونوابه في طليعة المنزعجين من سياسة تحصين الشعب التركي المسلم عن طريق التعليم لتحافظ الأجيال الناشئة على هويتها الإسلامية الأصيلة.

العلمانيون المتطرفون الذين يحترمون جميع الأديان والمعتقدات باستثناء الإسلام، لديهم أساليب مختلفة في محاربة التدين الإسلامي ودعوة الشعب التركي المسلم إلى الانسلاخ من هويته. ومن تلك الأساليب خلق رموز من الكتّاب والأدباء والأكاديميين والإعلاميين والفنانين، وتقديم هؤلاء إلى المجتمع كشخصيّات مثالية ونماذج للتنوير، ثم ترويج آراء العلمانية المتطرفة عن طريق هؤلاء. العلمانيون المتطرفون المؤيدون لحزب الشعب الجمهوري يريدون أن يستخدموا العلمانية كسلاح ضد المواطنين المتدينين لقمع حرياتهم الدينية وإبعادهم عن المؤسسات الحكومية، كما كانوا يفعلون قبل سنوات. ويلاحظ أنهم بدأوا يرفعون أصواتهم أكثر من ذي قبل، لأن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي حل فيها حزب الشعب الجمهوري في المرتبة الأولى لأول مرة منذ عقدين، شجعتهم على ذلكوكثير من الأحيان يكون ذاك "الرمز المزيف" شخصا لا يستحق الالتفات إليه، إلا أنه يكتسب الشهرة بقوة الدعم الإعلامي الذي يتلقاه من معسكره. وتوفيت إحدى هؤلاء قبل أيام عن عمر يناهز 110 عاما.

كانت "معزز علمية تشيغ" يتم تبجيلها على أنها باحثة وخبيرة في علم الآثار واللغات والحضارة السومرية، وكثيرا ما أطلق عليها لقب "البروفيسورة" على الرغم من أنها لم تكن تملك حتى شهادة الدكتوراة، ولم تنشر أي مقالة علمية. بل كانت مجرد موظفة في مكتبة، واكتسبت شهرتها من محاربتها للإسلام وآرائها التي لا تستند إلى أي دليل علمي، مثل ادعائها بأن السومريين أتراك، وأن هناك آيات قرآنية اقتبست من ألواح السومريين، وأن الحجاب كان رمز العاهرات في الحضارة السومرية. ومن الطبيعي أن تعجب هذه الهذيانات حزب الشعب الجمهوري والعلمانيين المتطرفين، إلا أن المؤسف للغاية أن يصف وزير الثقافة والسياحة التركي، مهمت نوري أرصوي، تلك المرأة في رسالة التعزية التي نشرها بعد إعلان وفاتها، بـ"خبيرة في الحضارة السومرية وعلم الآثار واللغات؛ قدمت مساهمات فريدة للثقافة التركية والتاريخ التركي".

العلمانيون المتطرفون المؤيدون لحزب الشعب الجمهوري يريدون أن يستخدموا العلمانية كسلاح ضد المواطنين المتدينين لقمع حرياتهم الدينية وإبعادهم عن المؤسسات الحكومية، كما كانوا يفعلون قبل سنوات. ويلاحظ أنهم بدأوا يرفعون أصواتهم أكثر من ذي قبل، لأن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي حل فيها حزب الشعب الجمهوري في المرتبة الأولى لأول مرة منذ عقدين، شجعتهم على ذلك، ومنحتهم مزيدا من الجرأة، ودفعتهم إلى الاعتقاد بأنهم يمكن أن يُعيدوا تركيا إلى تلك الحقبة السوداء.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشعب الجمهوري تركيا العلمانية الهوية تركيا العلمانية الهوية الشعب الجمهوري مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الشعب الجمهوری الشعب الترکی

إقرأ أيضاً:

الشعب الجمهوري ينظم قافلة طبية مجانية لدعم الرعاية الصحية وخدمة المواطنين

نظّم حزب الشعب الجمهوري بمحافظة الجيزة قافلة طبية مجانية في مدينة الحوامدية، تحت رعاية وإشراف الدكتور أحمد عبد الصمد مساعد أمين المحافظة، قدمت خدماتها لأكثر من 2000 مواطن، حيث شملت القافلة عيادات متخصصة وكشف طبي بالمجان مع صرف الأدوية اللازمة دون أي مقابل، وسط إشادة واسعة من الأهالي بحسن التنظيم وجودة الخدمات الطبية المقدمة.

ضمت القافلة عدد من التخصصات الطبية، من بينها: عيادة المخ والأعصاب، الأسنان، الرمد، الباطنة، الجلدية، النساء والتوليد، الأنف والأذن والحنجرة، الجهاز الهضمي والقلب، الأطفال، العظام، الأشعة، معمل التحاليل، وعيادة التخاطب، حيث حرص الأطباء المشاركون على تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين.

وشهدت القافلة حضور الأستاذ رفعت عطا، أمين الحزب بمحافظة الجيزة، الذي أكد أن الحزب يولي اهتمام كبير بالخدمات الصحية، مشيراً إلى أن هذه القوافل تأتي في إطار التزام الحزب بتخفيف الأعباء عن المواطنين وتقديم الدعم الفعلي للأسر الأكثر احتياج.


كما شهدت القافلة حضور النائب أحمد عاشور، أمين تنظيم المحافظة، الذي أكد أن هذه القافلة تعكس التزام الحزب بالعمل الميداني وخدمة المواطنين، مشيراً إلى أن دعم الخدمات الصحية بالمناطق الأكثر احتياجاً هو نهج مستمر وليس مجرد مبادرة عابرة.

من جانبه،أكد الدكتور أحمد عبد الصمد، مساعد أمين الحزب، أن الحزب مستمر في تنفيذ مبادراته الخدمية، سواء في المجال الصحي أو في قطاعات أخرى تمس احتياجات المواطنين اليومية.

كما تواجد بالقافلة من الأمانة المركزية بمحافظة الجيزة الأستاذ محمد أبو عوف، أمين المحليات، والاستاذ محمد البنا أمين العمل الجماهيري، والدكتورة نجوان مهدي، أمين الإعلام، والأستاذة دعاء رشدي، أمينة التقييم والمتابعة، والأستاذ عمار شعبان، رئيس لجنة ذوي الهمم والأستاذ أحمد حسني عضو هيئة مكتب المحافظة.

كما شارك في تنظيم الفعالية أعضاء الأمانة في الحوامدية، إلى جانب فريق تنظيم الأمانة الذين بذلوا جهداً كبيراً لضمان نجاح القافلة ووصول الخدمات الطبية إلى مستحقيها.

تجدر الإشارة إلى أن هذه القافلة تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي ينظمها حزب "الشعب الجمهوري" بمحافظة الجيزة لدعم القطاعات الخدمية، وعلى رأسها القطاع الصحي، حيث أكد قيادات الحزب أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من القوافل الطبية والمبادرات المجتمعية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، لضمان وصول الخدمات إلى أكبر عدد من المواطنين في مختلف المناطق.

بهذه الجهود، يواصل حزب الشعب الجمهوري دوره الفاعل في دعم المجتمع، مؤكد على أن العمل السياسي لا يقتصر فقط على البرامج والتشريعات، بل يمتد أيضاً إلى المبادرات الميدانية التي تُحدث تأثير مباشر وإيجابي في حياة المواطنين.

مقالات مشابهة

  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • حزب الشعب الجمهوري ينظم قافلة طبية وشادر لبيع السلع بأسعار مخفضة لدعم الأهالي
  • «الشعب الجمهوري» يقيم شادر لبيع السلع بأسعار مخفضة في مركز البدرشين
  • الشعب الجمهوري ينظم قافلة طبية مجانية لدعم الرعاية الصحية وخدمة المواطنين
  • الرئاسة الفلسطينية: نطالب بتدخل الإدارة الأمريكية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل
  • الشعب الجمهوري: استضافة مصر لقمة عربية طارئة تعكس دورها المحوري في القضية الفلسطينية
  • «الشعب الجمهوري» بالجيزة يوزع 23 ألف كرتونة مواد غذائية ويكرم حفظة القرآن
  • «الشعب الجمهوري» يطلق مبادرة «نفذ مشروعك» لدعم رواد الأعمال بالجيزة
  • قيادي بالشعب الجمهوري: مصر تقود جهود استكمال الهدنة وتتصدى لمخطط التهجير
  • الشعب الجمهوري: نجاح مصر في إدخال المعدات لغزة يضاف لجهودها في دعم الفلسطينيين