شهد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأربعاء، مراسم توقيع عقد التعاون بين هيئة قناة السويس، وشركة ميرسك للتدريب Maersk Training، وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.

وقع العقد المهندس ياسر الششنجي مدير إدارة الإتصالات بهيئة قناة السويس، فيجاي رانجاتشاري مدير شركة ميرسك للتدريب - دبي، رئيس قطاع النمو والمشاريع الاستراتيجية بالمقر الرئيسى، وعمر غاربو مدير عام وكالة ميرسك الملاحية بمصر ولبنان بشركة إيه بى موللر - ميرسك.

حضر مراسم التوقيع، ديڤيد إيسكوف المدير التنفيذي لشركة ميرسك للتدريب، وهانى النادى ممثل مجموعة شركات إيه بى موللر - ميرسك بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عضو مجلس إدارة ممثلاً عن شركة ميرسك لاين ايجينسى هولدنج إيه اس.

ينص التعاقد على تقديم شركة Maersk Training برامج تدريبية متقدمة للعاملين بهيئة قناة السويس في مجالات القيادة وإدارة الأزمات، بالإضافة إلى تقديم برامج "تدريب المدرب" (Train the Trainer) يقدمها كوكبة من الخبراء المعتمدين بالشركة بما يساهم نحو بناء قدرات بشرية وخبرات مستدامة طويلة الأمد لدى هيئة قناة السويس.

وخلال لقائه، أعرب الفريق أسامة ربيع عن اعتزازه بعلاقات التعاون والشراكة الممتدة التي تجمع هيئة قناة السويس بمجموعة ميرسك والتي أثمرت عن تحقيق العديد من النجاحات المشتركة، مؤكدًا استمرار التعاون المستقبلي ليشمل مجالات عمل جديدة أبرزها مجال التدريب للارتقاء بمستوى الكوادر البشرية من خلال إنشاء مركزين للتميز في أساليب القيادة وإدارة الأزمات بشكل علمي ممنهج داخل أكاديمية التدريب التابعة لهيئة قناة السويس والمقرر افتتاحها مطلع العام المقبل.

وأوضح رئيس الهيئة أن قناة السويس تسعى لاستكمال استراتيجيتها الطموحة للتطوير بتنمية مواردها البشرية بإعداد جيل متميز من الكوادر والطاقات المبدعة بقطاعات الهيئة المختلفة لتكون قادرة على مواجهة التحديات المختلفة عبر توفير برامج تدريبية متقدمة وفق أحدث الأساليب العلمية وطرق التدريب العالمية لمواكبة المستجدات المتسارعة في مجال النقل البحري والصناعة البحرية وبما يمكنها من التفاعل المرن والاستجابة السليمة والسريعة مع التحديات المختلفة.

وأشار رئيس الهيئة إلى أن عقد التعاون يستهدف العمل المشترك لوضع حجر الأساس لتقديم محتوى تدريبي متخصص تقدمه أكاديمية التدريب التابعة لهيئة قناة السويس لتكون صرحا علميا بمواصفات عالمية لتقديم خدمة تدريب متميزة للعاملين بالهيئة في المقام الأول ومستقبلا لعملاء الهيئة من الخطوط الملاحية وشركات الشحن.

فيما صرح ديفيد إيسكوف الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك للتدريب قائلا:" نحن في ميرسك للتدريب نفتخر بالعلاقة الوثيقة والشراكة الممتدة لعقود مع هيئة قناة السويس، والتي تعد نموذجًا يحتذى به في التعاون المثمر، ونتطلع لتعزيز التعاون عبر اطلاق برامج تدريبية عالمية متخصصة خلال عام 2025 بما يساهم في تحقيق الأهداف المشتركة نحو تطوير المهارات البشرية للكوادر بقناة السويس و بناء مستقبل مشرق ومستدام للجميع.

من جانبه، أكد هانى النادى ممثل مجموعة شركات إيه بى موللر - ميرسك بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأن هيئة قناة السويس ومجموعة أيه بى موللر - ميرسك تجمعهم عقود من شراكات النجاح الاستراتيجية وستستمر لعقود أخرى، وهو ما يعد انعكاساً لتوافق الرؤى والخطط الاستراتيجية المستقبلية والتى تهدف دائماً إلى استكشاف أُطر التعاون الجديدة فى كافة مجالات الشحن والنقل البحري وسلاسل الإمداد والتمويل وكافه الخدمات البحرية واللوجيستية بما يحقق قيمة مضافة جديدة ومكاسب مشتركة".

جدير بالإشارة، أن شركة Maersk Training تمتلك خبرة في مجال التدريب تمتد لأكثر من 40 عامًا وتتبنى استراتيجيات متطورة للتدريب من خلال تقديم برامج تدريبية قائمة على سيناريوهات واقعية تُحاكي بيئات العمل الواقعية باستخدام أجهزة محاكاة متطورة مع تقييم وتحليل الأداء لضمان تحقيق التحسينات المستدامة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسماعيلية هيئة قناة السويس شركة ميرسك عقد تعاون هیئة قناة السویس برامج تدریبیة

إقرأ أيضاً:

قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية

صرّح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، مؤخرًا بأن السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، يجب أن تمر مجانًا من قناة السويس وقناة بنما. هذا التصريح لا ينبغي قراءته كتهديد مباشر لمصر أو انتهاك فوري للقانون الدولي، بل يعكس رؤية استراتيجية أعمق ضمن صراع عالمي محتدم على الممرات الحيوية. إنه دليل على اضطراب في موازين القوى الاقتصادية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ، في مواجهة صعود قوى أخرى.

قناة السويس، منذ افتتاحها منتصف القرن التاسع عشر، تُعدّ أحد أهم الشرايين التجارية التي تربط آسيا بأوروبا. وقد نصّت اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 على بقاء القناة مفتوحة للجميع دون تمييز، مع تأكيد سيادة مصر الكاملة عليها، وفقًا للقانون الدولي.

التصريح الأمريكي جاء متزامنًا مع تعاظم النفوذ الصيني من خلال مشروع «الحزام والطريق»، الذي يهدف لربط الصين بالعالم عبر مسارات برية وبحرية. وتُعدّ قناة السويس نقطة ارتكاز مركزية في المسار البحري لهذا المشروع، حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن، ما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المبادرة الصينية. ولهذا ضخّت بكين استثمارات كبرى في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، لضمان نفوذ دائم وفعّال.

في ذات الاتجاه، أعلنت إيطاليا مؤخرًا عن مبادرة «طريق القطن» الأوروبية، التي تسعى للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا خارج النفوذ الصيني، وقد اعتبرت مصر محورًا لا يمكن تجاوزه في هذه الخطة. وهو ما يعكس حجم التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري، واعتراف الغرب بأهمية القاهرة في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة.

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس دعمًا للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، لكن مصر رفضت الطلب، مؤكدة أن أي تحرك يبدأ بوقف الحرب على غزة لا بتجاوز السيادة المصرية. هذا الموقف يعكس صلابة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة.

وفي سياق آخر، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل مشروع «قناة بن غوريون» عبر قطاع غزة، الذي سعى لخلق بديل استراتيجي لقناة السويس. المشروع بُني على مخطط لتهجير سكان القطاع قسرًا لشق ممر مائي من البحر الأحمر إلى المتوسط، يُمكّن تل أبيب من التحكم في ممر تجاري عالمي. إلا أن صمود الدولة المصرية أفشل هذا المخطط، وحافظ على مكانة قناة السويس كمسار لا بديل عنه في حركة التجارة بين الشرق والغرب.

اليوم، تفرض الجغرافيا من جديد كلمتها: لا ممر تجاري آمن ومستدام بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس. سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو طريق القطن الأوروبي، ظلت القناة نقطة الربط الحاسمة، وهو ما أعاد لمصر زخمها الدولي ورسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة.

القوانين الدولية تكفل لمصر إدارة القناة بسيادتها، مع التزامها بحرية الملاحة. كما تؤكد اجتهادات محكمة العدل الدولية أن السيادة على الممرات الدولية تُمارس وفقًا لمبادئ العدل والإنصاف.

وما صرّح به ترامب قد يدخل ضمن مظاهر اليأس الأمريكي، بعد أن استطاعت مصر، بحكمة وهدوء، حصار وتركيع قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر. وها هي، رويدًا رويدًا، تكشف عن قوتها الحقيقية، وخصوصًا العسكرية، التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة.

اقرأ أيضاً«وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية

بكري: قناة السويس ليست إرثا لأجداد ترامب.. ومصر دولة عفية لا تفرط في سيادتها

خبيرا قانون: مطالب ترامب عودة للعقلية الاستعمارية.. والسيادة المصرية على قناة السويس لا تقبل المساومة

مقالات مشابهة

  • مراسل سانا: بحضور رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع توقيع اتفاقية بين الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مع الشركة الفرنسية CMA CGM في قصر الشعب بدمشق
  • بروتوكول تعاون بين هيئة الاستشعار من البُعد وجامعة MUST لتدريب الطلاب على تكنولوجيا الفضاء"
  • نائب أمير منطقة مكة يشهد حفل التخرج الموحد للتدريب التقني والمهني
  • وزير الاتصالات يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين (ITI) لتأهيل وتدريب المجندين في مجالات تكنولوجيا المعلومات
  • هل صارت السويس من ممتلكات ترامب ؟
  • موكب النصر.. عندما عُزفت "عايدة" في قلب قناة السويس
  • وزير العمل يشهد توقيع بروتوكول تعاون مع أكاديمية سعودية لتأهيل الكوادر المصرية
  • قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية
  • سعود بن صقر يشهد توقيع اتفاقية تمديد التعاون بين موانئ رأس الخيمة ومجموعة موانئ هاتشيسون العالمية
  • الأمير فيصل بن خالد بن سلطان يشهد توقيع اتفاقيات تعاون بحثية وثقافية وبيئية بحضور محافظ هيئة التطوير الدفاعي