هل يوافق بوتين على وقف إطلاق النار في أوكرانيا؟ العقبة في شرط واحد
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
قال مسؤولون روس، إن فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، منفتح على مناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ولكنه يستبعد تقديم تنازلات إقليمية كبيرة، إذ يشترط بوتين في أي اتفاق أن تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، مشيرًا إلى أنه من الصعب تصور علاقات جيدة بين روسيا وأوكرانيا دون هذا المطلب، وفقًا لتصريحات مصادر مطلعة داخل الكرملين لوكالة «رويترز».
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الهيمنة الروسية على الأراضي الأوكرانية، حيث تسيطر روسيا على أجزاء كبيرة من أوكرانيا، بما في ذلك المناطق الشرقية التي تعتبرها جزءًا من روسيا، وتعتبر موسكو أن هذه المناطق تقع ضمن حدودها القانونية، وتدافع عنها باستخدام قوتها العسكرية، في المقابل، تواصل القوات الأوكرانية القتال لاستعادة تلك الأراضي.
الشروط الروسية لموافقة على وقف إطلاق الناروفقًا للمصادر الروسية، فإن الكرملين قد يكون منفتحًا على تجميد الصراع على طول الخطوط الأمامية مع إمكانية التفاوض بشأن التقسيم الدقيق للأربع مناطق التي تسيطر عليها روسيا في دونيتسك ولوجانسك وزابوريزهيا وخيرسون، إلا أن روسيا لا تنوي تقديم أي تنازل بشأن سيادتها على هذه الأراضي.
وفي المقابل، قد تكون موسكو مستعدة للانسحاب من بعض الأراضي الصغيرة في منطقتي خاركيف وميكولايف، ولكن بالنسبة لشبه جزيرة القرم، التي ضمتها عام 2014، فهي ليست محل نقاش في أي مفاوضات مستقبلية.
وتشترط روسيا ضمانات أمنية تتعلق بمستقبل أوكرانيا، حيث أعرب بوتين عن مخاوفه من وجود قوات حلف الناتو على الأراضي الأوكرانية أو من إعادة تسليح أوكرانيا، ما قد يعقد عملية التفاوض على السلام.
التصعيد الغربي وأثره على المفاوضاتأحد العوامل التي قد تعقد التوصل إلى اتفاق هو قرار الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية، ما زاد من حدة التوترات، وقال المسؤولون الروس إن هذا التصعيد قد يجعل التوصل إلى إتفاق أكثر صعوبة، ويؤدي إلى مطالب روسية أكثر تشددًا.
ورغم ذلك، يصر ترامب على أنه قادر على التفاوض من أجل إنهاء الحرب، ويعتقد أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه جمع الطرفين للتوصل إلى إتفاق سلام، على الرغم من أن التفاصيل حول كيفية التوفيق بين الطرفين لا تزال غير واضحة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بوتين روسيا أوكرانيا وقف إطلاق النار الناتو ترامب
إقرأ أيضاً:
اندفاع ترامب للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا يمنح بوتين الأفضلية
على مدار أكثر من 3 سنوات من الحرب، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التخلي عن مطالبه الصارمة، التي تهدف إلى تقويض الأمن الأوروبي وتحويل أوكرانيا إلى دولة فاشلة. ولكن في غضون أسبوع واحد فقط، وافق دونالد ترامب على معظم هذه المطالب.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز"، إن الرئيس الأمريكي تبنّى موقفاً داعماً لروسيا بشكل علني، حيث تواصل مع بوتين لتنظيم مفاوضات في الرياض دون إشراك كييف أو حلفائها الأوروبيين، متبنّياً العديد من نقاط الحديث التي يستخدمها الكرملين.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، ألقى ترامب باللوم على أوكرانيا في اندلاع الحرب، واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" وقام بأداء "فظيع".
Trump’s rush to strike a deal on Ukraine hands Putin the advantage https://t.co/1DitMYGJUq
— Financial Times (@FT) February 19, 2025 بوتين يستفيد من استعجال ترامبوفي هذا السياق، صرّح سيرغي رادشينكو، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز للصحيفة، بأن هذه التحركات جعلت بوتين يبدو "شامخاً وفخوراً"، مشيراً إلى أن روسيا والولايات المتحدة الآن يتفاوضان على قدم المساواة، وليس كطرفين غير متكافئين.
وأضاف أن تسرّع ترامب في التوصل إلى اتفاق يمنح موسكو أفضلية كبيرة، حيث قال: "ترامب هو من يسابق الزمن، وقد يقدم تنازلات قد تضر بالمصالح الأمريكية على المدى القصير، بينما يمكن لبوتين أن ينتظر".
ومن جهته، أشاد بوتين بالمفاوضين الأمريكيين في الرياض، واصفاً إياهم بأنهم "مختلفون تماماً" عن الوسطاء السابقين، مؤكداً أنهم كانوا "منفتحين على عملية التفاوض دون أي تحيزات أو أحكام مسبقة".
وفي المقابل، ترى الإدارة الأمريكية أن هذه المحادثات فرصة لاختبار مدى جدية موسكو في إنهاء النزاع، لكنها لا ترغب في إطالة أمد المفاوضات بينما تواصل روسيا الحرب.
التنازلات الأمريكية والمخاوف الأوروبيةوتتضمن العروض الأمريكية لموسكو، إدراج قضايا اقتصادية وجيوسياسية ضمن المفاوضات، كحافز لإنهاء الصراع وإعادة العلاقات الثنائية.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن روسيا تعتبر هذا التقارب انتصاراً بحد ذاته.
ولم تحدد إدارة ترامب حتى الآن ما يمكنها انتزاعه من روسيا، مقابل تقديمها تنازلات ضخمة مثل استبعاد انضمام أوكرانيا إلى الناتو، والتخلي عن مطالب استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا. وفي سياق ذلك، قال ترامب: "على زيلينسكي أن يتحرك بسرعة، وإلا فلن يتبقى له بلد".
ردود فعل أوروبية غاضبةوأثارت الخطوة الأمريكية نحو تطبيع العلاقات مع روسيا قلقاً عميقاً في أوروبا، خاصة بعد أن أشار مبعوثو ترامب إلى أن الضمانات الأمنية الأمريكية "ليست أبدية"، وأن موسكو لم تعد تشكل تهديداً وجودياً للقارة الأوروبية.
وأعرب أحد المسؤولين الأوروبيين عن مخاوفه، قائلاً: "بالنظر إلى السجل الكارثي لمحاولات التقارب السابقة، لا أرى سبباً يدفع الوفد الأمريكي للثقة في نظرائهم الروس. يجب علينا مواصلة الضغط الاقتصادي والعسكري".
Ukranian President Volodymyr Zelenskyy says Donald Trump 'lives in a place of disinformation'.https://t.co/I2ge3iUDfI
???? Sky 501, Virgin 602, Freeview 233 and YouTube pic.twitter.com/I0WkkFSDmJ
وأوضح ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيغي روسيا-أوراسيا في برلين، أن بوتين يضغط على "نقاط ضعف ترامب"، مضيفاً: "بوتين يطرح رؤية مفادها أننا دولتان مسيحيتان بيضاوان نتشارك القيم المحافظة ويمكننا حل القضايا معاً، مثل الحد من التسلح وقضايا الشرق الأوسط. كما يلمح إلى أن روسيا تملك موارد ضخمة من المعادن النادرة يمكن أن تفيد الولايات المتحدة."
وتابع "يجري تصوير التقارب مع روسيا كفرصة كبرى، بينما يتم تحميل إدارة أوباما وبايدن مسؤولية العلاقات المتوترة، وهو ما يرضي غرور ترامب".
Trump is living in a Russian "disinformation space," says Zelensky https://t.co/C6lbtbxpwS
— TIME (@TIME) February 19, 2025 هل سيفشل هذا التحالف؟ورغم كل هذه التحركات، قد تصطدم جهود التقارب الأمريكي-الروسي بمشكلات هيكلية كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بالاختلال في موازين القوى والقضايا العالقة في الحرب الأوكرانية.
وتؤكد ماريا شاجينا، الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن أي استثمارات أمريكية-روسية مشتركة في القطاعات الاستراتيجية مثل التكنولوجيا قد تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، كما هو الحال مع الصين.
ومن ناحية أخرى، يرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن تحسين العلاقات مع موسكو قد يؤدي إلى فك ارتباط روسيا عن الصين، الداعم الاقتصادي الرئيسي للحرب. لكن سيرغي رادشينكو يحذر من أن بوتين سيستغل كل التنازلات الأمريكية، ثم يعود إلى الصين لتعزيز موقعه التفاوضي، قائلاً: "بوتين ليس أحمقاً".