رغم أن إسرائيل قضت على كل كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تقريبا، وأن الحاجة ملحة لتأمين إطلاق سراح المحتجزين لديها، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه يظلون رافضين لأي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في الوقت الذي تكتسب فيه الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال في لبنان زخما كبيرا.

وكتب عمير تيبون -في عموده بصحيفة هآرتس- أن المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين متفائل بإمكانية التوصل لاتفاق بإنهاء حرب إسرائيل في الشمالية خلال أيام، وتنفيذه قبل مغادرة الرئيس جو بايدن للبيت الأبيض، وقد أعرب الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن دعمه لذلك بعد أن وعد الناخبين الأميركيين من أصل لبناني قبل الانتخابات بأنه سيجلب السلام إلى وطنهم.

ويبدو أن نتنياهو وشركاءه في الائتلاف اليميني المتطرف على استعداد للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في الشمال، استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، كما أن دفع ترامب للتوصل إلى اتفاق ربما يكون له تأثير على نتنياهو الذي يخشى إزعاج الرئيس القادم بإطالة أمد حرب تعهد ترامب بإنهائها.

غير أن السؤال يبقى لماذا يُظهر نتنياهو وحلفاؤه مرونة نسبية في التفاوض على وقف إطلاق النار في لبنان، ويرفضون فعل الشيء نفسه فيما يتعلق بغزة؟ والحقيقة -كما يقول الكاتب- هي أنه لا أحد في إسرائيل يعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله يعني أن الجماعة القوية لم تعد تشكل تهديدا للمواطنين الإسرائيليين، رغم تكبدها خسائر فادحة في الأشهر الأخيرة، بعد عملية أجهزة النداء المتفجرة وسلسلة الاغتيالات التي طالت كبار قياداتها.

ومع ذلك يواصل الحزب إطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل يوميا، وقد نجح في ضرب عمق إسرائيل والتغلب على أنظمة دفاعها الجوي، وسوف يظل قادرا على القيام بكل بذلك بعد وقف إطلاق النار، كما أنه سوف يظل لاعبا مهما وقويا في الساحة السياسية اللبنانية، ولن يتمكن أحد في إسرائيل من الادعاء بأنه قد تم القضاء عليه.

أما وقف إطلاق النار في غزة واستعادة حوالي مائة محتجز إسرائيلي فيها، فتعد نوعا من التجديف بالنسبة لنتنياهو وحلفائه، مع أن المنطق الذي يوجه المفاوضات في لبنان ينطبق على غزة بنفس القدر، حيث أصيب عدو إسرائيل بالشلل والضعف ولكنه لم يدمر بالكامل، والآن حان الوقت لإنهاء القتال وتجنب المزيد من الخسائر.

ولذلك تنتابنا -كما يقول عمير تيبون- شكوك في أن السبب وراء التفرقة بين مساري لبنان وغزة هو رغبة أقصى اليمين الإسرائيلي في بناء المستوطنات في القطاع، وخاصة في جزئه الشمالي الذي تحاول إسرائيل منذ شهرين إخلاءه من جميع المدنيين الفلسطينيين، والنتيجة المؤسفة هي أن يبقى القتال في غزة مستمرا وحياة المحتجزين فيها معرضة لخطر شديد ومباشر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ستواصل الهجمات طالما لم تستجب حماس للمطالب

فيما دخل الوقت المعلن لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، بدأ تحرك جماعي لآلاف الفلسطينيين باتجاه مناطقهم، غير أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال، في مؤتمر صحفي، إن الجيش الإسرائيلي مستمر بالقصف طالما أن حماس لم تلتزم بالتزاماتها.

وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس لم تنفذ الاتفاق حتى الآن، مشيرا إلى أن الحركة "لم تقدم قائمة بأسماء الرهائن إلى إسرائيل".

وأشار هاغاري إلى أن "كل خرق للاتفاق في غزة سيقابل برد".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي "مستعد تماما لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ومستعد للرد إذا انتهكت حماس البنود".

وكانت حركة حماس أعلنت، في بيان في وقت سابق اليوم الأحد، عن تأخير في تسليم قائمة الرهائن الإسرائيليين "لأسباب فنية ميدانية".

 وقبل موعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في الساعة 8:30 بالتوقيت المحلي (6:30 بتوقيت غرينيتش) قالت الحركة في بيان "نؤكد التزامنا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار ونشير إلى أن تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الاولى لأسباب فنية ميدانية".

بدء الاحتفالات في غزة

ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ، بدأت الاحتفالات في غزة.

وبدأ تحرك جماعي لآلاف الفلسطينيين في القطاع باتجاه مناطقهم بعد بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

مقالات مشابهة

  • أنصار الله: صنعاء تستعد للجولات القادمة مع إسرائيل
  • نتنياهو يضع شرطا لتفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل تعلن عدم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ رغم سريان موعده
  • نتنياهو يؤكد أن اتفاق وقف إطلاق النار لن يسير دون قائمة المحتجزين.. وحماس تبرر التأخير
  • إسرائيل ستواصل الهجمات طالما لم تستجب حماس للمطالب
  • صاحب خطة الجنرالات: إسرائيل فشلت في حرب غزة
  • نتنياهو: إسرائيل لن تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار حتى تقدم حماس قائمة الرهائن
  • نتنياهو يعقد صفقة مع سموتريتش لضمان بقاء حكومته
  • ‎إسرائيل تصادق رسمياً على اتفاق إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو: ترامب سيدعم إسرائيل للعودة للحرب إذا تم خرق اتفاق غزة